أخبار السودان

عندما نزيل الكيزان .. فالبديل كل أبناء السودان الشرفاء !

من أكبر اسباب إنتكاس ثورة أكتوبر هو تحالف الأخوان المسلمين مع القوى الطائفية وحتى الأحزاب الوطنية التي تتبع لها وتكالبهم على ابعاد القوى الحديثة من واجهة المشهد .. طبعا لا يمكن أن نبري ذات هذه القوى من إرتكاب خطيئة محاولة التسيد على الموقف برمته بعد نجاح الثورة التي كانت شعبية لاحزبية وقد تجلت تلك الخطيئة في مساحة الصبغة الحمراء لحكومة أكتوبر الأولى على الرغم من رئاسة السيد سر الختم الخليفة لها كشخصية قومية أكاديمية وإشراك نسبي لبقية أعضاء جبهة الهيئات من الأحزاب الآخرى .. ودخول الكيانات المتصارعة فيما بعد في حالة استقطاب أدت الى حل الحزب الشيوعي و طرد نوابه المنتخبين من تحت قبة البرلمان بتدبير ماكر من الإخوان المسلمين .. الحدث الذي قاد الى خطأٍ أخر بوقوف بعض كوادر القوميين و الحزب المحجور عليه العمل العلني مع انقلاب مايو الذي كان وبالا عليه لاحقاً بكلا جناحيه إلا قلة من الذين نجوا بأنفسهم إندياحا في ممالاة النميري !
وتكرر إختلال المعادلة مرة أخري بسبب الكيزان الأشرار بعد إنتفاضة أبريل وكان أس مأساتها مجلس الثورة الإنتقالي الذي كان لكفة الأخوان المسلمين الثقل في عضويته التي استغلت ضعف المشير سوار الدهب وزهده في الحكم وإكتفائة بشكرة مثالية الوفاء بتعهده بتسليم السلطة في عام واحد كان فيه الإخوان أكثر جاهزية من بقية الأحزاب التي لم تتفتح أعينها بعد من جديد على الشارع بسبب غفوة الستة عشر عاما المايوية وأدارت مجموعة الفريق تاج الدين الإخوانية الفترة الإنتقالية مع حكومة الإخواني الدكتور الجزولي دفع الله لصالح الإخوان المسلمين تفصيلا لقانون الإنتخابات على مقاسهم وهم الممسكون على مفاصل الدولة و أجهزة القوات النظامية والأمنية و الإقتصادية إهتبالا لفرصة ترنح النميري في سكرة خلافته التي صعدوه بها الى أعلى حوائط السقوط .. بيد أن حصولهم على إثنين وخمسين نائبا لم يرض طموحهم و طمعهم وجوعهم التسلطي رغم مشاركتهم في حكومة ديمقراطية مابعد أبريل التي سعوا الى تمزيق معاهدات إئتلافاتها ويعطلون مسيرتها بالإضرابات و المسيرات الساعية لتخويف الشعب من إحتلال الحركة الشعبية للشمال و استهداف الإسلام وهم يدبرون لكارثة الإنقاذ في الليل البهيم الذي تطاولت فيه محنة السودان !
الآن هم في فرفرة خوفهم من الذبح بسكين العصيان التي ارتدت عليهم ولامست رقابهم و المواجهة مع شعبنا الباسل اليائسة .. يقومون بما يشبه عليق الشدة فيجددون الوعود الكاذبة باعادة تعمير ما دمروه وإعادة سيناريو التخويف من عدم البديل وربما تخريب الثورة القادمة بذات الأساليب القديمة واضافة عنصر العنف والتفجيرات و استهداف مقدرات الوطن والمواطنين حتى يقال أننا لم نسمع تحذيرهم من مصير دول الربيع العربي .. وهذا ما يستلزم الحذر منذ الآن من كافة قواعد نا الوطنية!
? ولكي نقول لهم البديل موجود داخل وخارج السودان من علماء ومختصي أبناء الوطن التكنوقراط لتشكيل الحكومة الإنتقالية بعددية رشيقة وكفاءات كثيفة أقترح أن يكون مجلس الرئاسة جماعي سباعي أو خماسي من شخصيات وطنية غير حزبية و يضرب حاجز سميك أمام الأحزاب لترتب نفسها وراءه غير مشاركة في الفترة لتعيد صياغة نفسها في مؤسسات تختارها جماهيرها عزلا لسيطرة البيوتات وبعيدا عن التمسح بالدين تأصيلا للدولة المدنية .. ومن ثم تكون مهمة تلك الحكومة الإنتقالية أعادة عافية المشاريع المدمرة و انعاش الإنتاج و الإقتصاد و إعادة ترتيب القوات المسلحة و الشرطة وأجهزة الأمن على أسس قومية و حل المليشيات وتصفية وتجفيف منابع المال الكيزاني ومحاسبة المفسدين و التركيز على الزراعة والتعليم والصحة وترميم جسور العلاقات مع كل دول العالم والمؤسسات الداعمة و اعادة تقسيم السودان حسب نظام الأقاليم السابق على ان تتفاوت الفترة من ثلاث الى خمس سنوات يتخللها قيام جمعية تاسيسية منتخبة لتنقيح الدستور من مواد حكم الفرد والغاء القوانين المذلة لكرامة الإنسان السوداني و إنشاء مفوضية محايدة للإنتخابات يحكمها قانون يقوم على أساس منصف لكل ألأحزاب والفئات الآخرى وكذلك حل نظام نقابات المؤسسات المشتت لطاقات العمال و المزارعين و إنشاء ضوابط جديدة للعمل النقابي تجنبه هيمنة أية جهة أو أخرى تسعى لإضعافه وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني الآخرى كنقابة المحامين والأطباء كمثال .. وهذا على سبيل الإقتراح كبرنامج مبدئي قابل للتوسع بجهود المخلصين من ابناء هذا الشعب المعلم !
لذا فلابد من استنفار كافة الأسماء فوراً من الكفاءات التي يمكن لها أن تكلف بهذه المهمة الوطنية وبالتالي لنكون جاهزين للتحرك بقطار ثورتنا الجديد بعد أن ندفع بقاطرة الإنقاذ بعيدا عن سكة وطننا .. وبذا نقول لهم البديل جاهز وهو الشعب السوداني باسره الذي قال لكم بالأمس كفاية .. وسيقول لكم غدا باذن الواحد الأحد الأقوى منكم ومنا .. بلا وانجلى !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تم القبض على المدعوا بكرى عبدالرحيم محمد حسين (الليمبى الصغير) بمطار دبى وبحوزته سبائك ذهبيه ومبلغ 5 مليون دولار نقدا.

  2. غادرت امس اعداد ضخمه من أسر الكيزان عن طريق بوابة مطار الخرطوم ومنعت اجهزة الامن من تصويرهم ولكن رغم ذلك تم تصويرهم والوقفت فى وجههم كالعاده أم كبس أخرى والرجال واقفين يتلفتوا خجلا.

  3. البديل يحتاج الى تنظيم
    الدولة الان لها مؤسسات دستوريه قويه يعوزها الاشخاص الاكفاء
    فى رايي يجب ان يكون التركيز على الراس اولا والضغط بايجاد نظام ديمقراطى يضمن الحريات تكون الانقاذ جزءا منه ولا مانع من قيادته بدون البشير
    فى ظل الحريات وازالة الاحتقان يتم تكوين احزاب جديده بعيدا عن الطائفيه والقبليه يكون التاييد لها حسب البرنامج تختبر جديتها وفاعليتها فى ظل وجود الانقاذ
    الانتقال السلس هو ما يجنبنا مصير سوريا والعراق ومصر اما العيش فى الامانى والحلم بالديمقراطيه الواقفه فى الهواء بدون رجلين فمن الاكيد ستخلق فوضى وحكومه ضعيفه متنافرة ينفر منها الشعب وسيكون مستعدا لسماع ترقبوا بيان من القوات المسلحه بعد قليل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..