ارواح ضحايا الطرق في رقبة الوزير مكاوي و آخرين !

حسن وراق حسن

ارواح ضحايا الطرق في رقبة الوزير مكاوي و آخرين
@ الصندوق الاسود في الطائرات توجد به تسجيلات دقيقة ترصد فيها كل ما يحدث للطائرة قبل سقوطها او انفجارها او حتي العطب الذي حدث . لا علاقة له باللون الاسود و سمي بذلك لانه ارتبط بالحوادث والتي هي يوم اسود للطائرة و لونه برتقالي فاقع يسهل التعرف والعثور عليها من علي بعد سحيق . الميدان الاحمرفي موسكو في ساحة الكرملين مرصوف من حجر الجرانيت الاسود ونظرا للدماء التي سالت فيه اثر مجزرة. ارتكبها القيصر ايفان الرابع بعد وفاة زوجته في القرن الخامس عشر ارتبط باسم الميدان الاحمر ( كراسنايا بلوشاد) باللغة الروسية . ليس بالضرورة ان يظل الاسم هو ما يطابق اللون كما اتضح من اسماء لا علاقة لها بلونها الحقيقي ولكنها استعارة .
@ الحال. ينطبق علي شارع الخرطوم مدني والذي يعرف بشارع الموت نظرا لكثرة حوادثه المميتة وعلي الرغم من ان الشارع مسفلت بالزفت والذي لونه اسود إلا ان هذا اللون الاسود للاسفلت لا علاقة له بحالته وقد سالت عليه الكثير من الدماء القانية في كل شبر منه وذلك منذ قيامه في منتصف الستينات كاحد مشاريع المعونة الامريكية السودانية وحتي الآن صار عمر هذا الشارع اكثر من 55 عاما وفي كل مرة و علي فترات متباعدة يتم ترقيعه ولم يشهد حتي الآن اعادة تأهيل علي الرغم من الاموال المليارية الضخمة التي يضخها لخزينة الدولة واصبحت وزارة الطرق من الوزارات الهامة للمحظيين و المؤلفة قلوبهم لانها اضحت ذات موارد مليارية.
@ شارع الموت او الشارع الاسود الذي احمر من الدماء التي سالت عليه حصد عشرات الآلاف دون ان تفعل الحكومات المتعاقبة اي اجراء يحد او يقلل من نسبة الحوادث المتزايدة . خلال حكم الانقاذ تزايدت الحوادث بشكل ملحوظ نظرا لزبادة الكثافة المرورية عليه وعدم وجود صيانة دورية .لاول مرة في تاريخ هذا الشارع تظهر فيه حفر ضخمة كشفت طبقة الاساس من الحجر و تراب الردميات وهذه الحفر في تزايد مستمر متزابدة العمق و الاتساع. واصبحت تشكل حوادث ثابتة ارتبطت بالتخطي المميت ( زوغ من حفرة تقع في دحديرة ) وعلي سبيل المثال حفرة ابي فروع التي حصدت اكثر من 50 روح في ظرف شهر ولا احد يهتم . هذا مثال واحد فقط حيث لا يمكن حصر تلك الحفر التي وصفت مثل طبق البيض قبالة ابوعشر ، التكينة ، الكاملين ، النوبة التكلة الخ.. تتفرق الحفر من حيث المساحة في الاطراف و المنتصف وعلي بعد اقل من عشرة امتار الامر الذي يجعل من الشارع لجنة لا يسمح باستخدامه حفاظا علي الارواح و الآن الكارثة الكبري ، تآكل جنبات الشارع بد اهمل الردميات التي تحافظ عليه و جعل التجنيب و الخروج آمن ولكنهم يريدون لنا المو لعنة الله عايهم دنيا و آخرة.
@ من مآسي شارع الموت ان المسؤلين منه لا علاقة لهم و أسرهم باستخدامه في غدوهم ورواحهم ولاحتي وزراء الطرق لا اعتقد ان من بينهم من اتخذ شارع الموت هذا وسيلة لانتقاله إلا وكنا نطالع نعيهم في صفحات الجرائد .لا اعتقد ان المهندس مكاوي وزير الطرق الذي من المفترض ان يرافق الرئيس في زيارته للجزيرة استخدم مؤخرا طريق الموت هذا و رأي بام عينيه حالة الخوف التي تنتاب مستخدميه وهم علي بعد شهقة و آه من الموت . نحن في بلد طيب اهله ،يشيعون موتاهم في صمت حزين ولا يحملون إصرا علي المسئولين و ارواح موتاهم في رقابهم ولذلك لم ينشط وزراء الطرق ادب الاستقالات في شغر المنصب وحتي الحكومة تتساهل معهم وبدلا من ان تقيلهم و تحاسبهم ، تفتح لهم السبل للسفر خارج البلاد للراحة و الاستجمام علي جثث ضحايا تسيبهم و اهمالهم و من حقنا ان نتساءل عن المليارات الضخمة من الجنيهات التي تجبي شهريا من مستخدمي الطريق بعد ريادة رسوم العبور اكثر من 4 اضعاف قبل 4 اعوام ام تشهد حتي ردميات التراب الاحمر علي الجنبات ولا حديث عن انشاء وحدات للطواري و التدخل السريع لمعالجة وردم الحفر وسقلتتها و آن الاوان ان تساهم ادارة المرور في تاهيل الشارع من الترليونات التي تجبي في شكل تسويات تذهب حوافز و رشاوي و جيوش من رجال الشرطة ينتظرون الالتحاق بالمرور حيث النغنغة وامتلاك المال و العقار و العمل بهمة 24 ساعة بدون تذمر او كلل ولا نملك الا نحمل ارواح ضحايا طريق الموت رقبة الوزير مكاوي الذي لم بسوي لهم الطريق و رجال المرور المنتشرون بلا سبب علي بعد كل 20 كيلو في مداخل و مخارج الوحدات الادارية يتصيدون المخالفات و يمارسون الفساد و الرشاء بطرق بجحة وغير مهذبة لا يبتسمون كما هو مفترض ولا يعرفون عبارات لو سمحت و شكرا او تفضل لان معظهم فاقد تربوي بلا الاق جاءوا المرور للثاء بعلم الجميع و طز في المسئولين الذين لهم نصيبفي ما ينهبون ، يستاؤون جدا عندما لا يجدوا مخالفة و هؤلاء اسوأ من مطبات و حفر الطريق عليهم اللعنة حتي يريحنا الله منهم بزوال هذا النظام الفاسد.
@ يا ايلا .. الغريب عن وطنوا مهما طال غيابو مصيرو يرجع تاني لاهلو و صحابوا !
[email][email protected][/email]