أجهزتهم.. وإعصار الغلاء …!!

إليكم

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

أجهزتهم.. وإعصار الغلاء …!!

** مداولات جلسة برلمان أول البارحة تستحق التعليق، ولكن نحكي قصة جاك أولا ..جاك ويلي، مواطن أمريكي يقطن في ولاية تجتاحها الأعاصير بين الحين والآخر..ذات عام، طرحت إحدى الشركات جهازاً للكشف المبكر، بحيث ينبئ صاحبه بالطقس المرتقب، لينام مطمئناً أو ليتوخى الحيطة والحذر، وكان جاك أول المهاتفين لتلك الشركة طالباً هذا الجهاز.. في اليوم التالي، وكان الجو رومانسياً، جاءه مندوب الشركة بالجهاز، وكانت إبرة القياس تشير الى وجود إعصار بالمنطقة فجر الغد..رفض جاك دفع قيمة جهاز الكشف، فالطقس على أرض الواقع يختلف عما تشير إليه إبرة القياس، ورفض المندوب إعادة الجهاز بحجة أن جاك إستخدمه وعلم بحال الطقس المرتقب، فقررا الذهاب الى مقر الشركة لتفصل الإدارة في أمرهما..ذهبا الى مقر الشركة في الولاية المجاورة، وقدم جاك مرافعة رصينة فحواها: قراءة جهازكم لأحوال طقس الغد خاطئة، إذ هي تشير الى وجود إعصار بالمنطقة بيد أن واقع طقس اليوم بالمنطقة رومانسي ولايشير الى توقع أعاصير، لست بحاجة الى جهاز كشف (ماسورة) .. أو هكذا عبر جاك عن رفضه للجهاز وأرجعه الى الشركة، ثم عاد الى حيث يقطن ولم يجد منزله الخشبي ..لقد دمره الإعصار في ذات اللحظة التي كان فيها جاك يكذب قراءة جهاز الكشف، إذ لم ينتظر الإعصار فجر الغد ..!!
** نرجع لمداولات الجماعة إياها عندما ذهب إليهم وزير المالية متأبطاً دفتر أحوال الطقس الإقتصادي الراهن والمرتقب.. وزير المالية كان صريحا حين قدم خطاباً يقول فحواه باختصار : ( القادم أسوأ ).. هذا بعد أن قدم تفاصيل طقس اليوم على النحو الآتي : لن تأتي رسوم عبور نفط الجنوب، ولدينا فجوة في السكر وقد ورفنا 375 الف طن ونقترح توزيعه بالبطاقات، وعدم الاستقرار الاقتصادي تسبب في احجام المستثمرين، وهناك وزارة تصرف 30 مليون جنيها كحافز، وتوتر الوضع الأمني بالنيل الأزرق وجنوب كردفان تسبب في زيادة الصرف بنسبة 13%، وما لم نوفر الضمانات لن تمنحنا الصين قروضاً لمشاريع طريق بارا والإنقاذ الغربي وكهرباء الفولة – وغيرها – التي توقف العمل فيها، وهناك تحايل ببعض الوحدات الحكومة في عمليات الشراء، وهناك تحايل ببعض الوحدات الحكومية في عمليات التحصيل بحيث تتحصل بغير أورنيك 15، هكذا أحوال طقس اليوم كما ورد في خطاب وزير المالية ..ثم كشف للناس والبلد طقس المرحلة القادمة قائلا ( أسعار السلع يمكن تزيد شوية)، و لم يفت عليه أن يطمئنهم : ( لكن ح تكون متوفرة)، أي السلع..( ح تغلى، لكن ح تكون متوفرة)، هذا المؤشر الذي يعكس طقس الغد الإقتصادي يشبه الى حدما نهج ذاك الفكي الذي قصده الصياد بغرض حجاب يقيه من افتراس الاسد، فاعطاه الحجاب مطمئناً : ( كدة الأسد ما ح ياكلك ، ولو أكلك إن شاء الله ما ح تنفعوا)..ماجدوى توفر السلع في أسواق الغلاء البعيدة عن آمال البيوتات يامولاي؟..وهل هذا النوع من الوفرة يطمئن حياة الناس ..؟؟
** المهم ..عندما قدم الوزير أحوال الطقس الاقتصادي الحالي والمرتقب، تبارى النواب في التنظير، منهم من اقترح رفع الدعم عن الوقود، وهذا الدعم صار كما شعرة معاوية، بحيث لم تعد للحكومة علاقة بأكل عيش الناس غير هذا الدعم المهدد بالرفع في أية لحظة.. والمؤسف في الأمر أن مقترح رفع الدعم عن الوقود لم يعد مقترحاً وزارياً فحسب، بل هناك في البرلمان من هو ( وزير أكتر من الوزير)، بحيث صار شعاره : (الحل في رفع الدعم، ولا حل غير رفع الدعم )، هكذا يردد شعاره ويختزل الوقود فقط في (تنك المركبات الخاصة)..لوتأني قليلا وفكر ملياً لعلم بأن رفع الدعم عن الوقود هو رفع لأسعار كل سلع الأرض..على كل حال، الطقس الإقتصادي الحالي بائس جدا، كما يقول واقع الحال ويعترف به مؤشر جهاز الكشف بوزارة المالية..وهذا يعني بأن حال الناس والبلد – كما حال منزل جاك – على موعد مع إعصار الغلاء قبل فجر الغد.. وللأسف، العقول الإقتصادية التي أوصلت الحال الإقتصادي الى البؤس الراهن، هي ذات العقول التي تخطط – وتنظر – للمستقبل، ولذلك ليس في الأمر عجب حين يقول لسان حال وزير المالية : ( القادم أسوأ ) ..!!

تعليق واحد

  1. صدقني إنت ضيعت لينا وقتنا في الفاضي … يا أخي أي طفل ماشي على تراب السودان ممكن يكتب ما كتبته..

  2. في ظلط قاطع ضراعو ساكت ما لاقي عربية تمشي فيه الا العقارب والدبايب ، شاقي صحراء بيوضة منستحاً هناك نفذته احدى الشركات التابعة لجيش البشير الهمام ، هذا الاسفلت يربط بين عطبرة ومروي عبر تلك الصحراء اتخيل اذا قادر تتخيل صحراء مأهولة بقرى الجن كما ذكر لي احد المهندسين الذين نفذوا هذا الطريق …
    انا اقترح ان يرحححححل هذا الطريق ليربط بين ام درمان بارا ،اذا رضي اهل الشمال طبعاً لكن حتى اذا رضى هؤلاء ما اظن الحكومة راح ترضى ؛ لأن القرى المأهولة بالشياطين والجن ممن يعاون الحكومة على الممارسات السيئة لاهل السودان التي لا تشبه اعمال البشر بأي حال ــــ هذه القرى راح تحتج ؛ ولأنهم معاون حقيقي لحكومة السجم سيبخلون بترحيل الطريق ….
    والله طريق ام درمان بارا بقى زي خط ( هثرووو) حق الفاتح جبرا ..فأرجو من الاستاذ جبرا استبدال كسرته الدائمة إلى ::::
    خط ام درمان بارا اخبارو شنووووو

  3. لم تخطط العقول الاقتصادية لهذا الوضع
    وإنما خططت له جماعتكم ونفذته
    ويؤسفني أنك الصحفي المخضرم تكتب مثل هذا الوصف للعقول
    معني هذا أنك لا تقرأ الصحف التي عجت بكل التنبؤات عما حدث الآن

  4. تعجبت جدآ حين قرأت إفادة وزير المالية الموقر بل و أجد نفسي في حيرة !! فما الفرق عند وزير المالية هذا بين سلعة لا يستطيع المواطن العادي شرائها بسبب كلفتها التي تفوق استطاعته و وبين انعدام السلع من السوق ؟ ولعمري حديثه هذا موجهه لتطمين نواب البرلمان و الدستورين و المتنفذين والمستشارين و المؤلفة قلوبهم بأن لايخافو قوت يومهم لا لتطمين عامة الشعب .. ولا نقول إلا حسبنا الــــــلــــــه فيكم ونعم الوكيل

  5. يعنى شنو يا ساتى ؟ نرضى بالغربة و ليلها الطويل ؟ نرضى بالدوام الطويل دا ؟ نرضى بذل و مهانة الكفيل ؟ يكون فى معلومكم اصحاب العمل هنا فى الغربة صاروا على دراية تامة بكل ما يحدث فى السودان من ماسى ….عرفوا ضعف عملتنا …عرفوا غلاء الاسعار ….عرفوا ضعف الرواتب عندنا فى السودان و انها لا تكفى أدنى الاحتياجات …. الاعلام و سهولة انتشاره عبر العديد من الوسائط كشف كل شئ …. الحل الوحيد لإرجاع السودان دولة ذات عزة و وكرامة هو ازالة هذه التغمة الجاثمة على صدر الوطن المكلوم …. فى انتظارك يا قناة سودانى .

  6. تشدنى الحيرة وانا اسمع اولئك المنافقون يطمئنوا الناس بان كل شئ متوفر ولا مشكلة ان تصاعدت الاسعار !! المهم هو الوفرة( لمن استطاع اليه سبيلا) ..

    يحكى اجدادنا عن مجاعة سنة ستة..بانهم كانوا ينظرون الى تلال الذرة باعينهم مفروشة لدى التجار ولا احد يجرؤ للاقتراب منها لعلو سعرها بينما يتلذذون بمضغ اوراق الشجر ..

  7. فى لقاء مع قناة الجزيرة قال الخبير الوطنى ربيع عبد العاطى قال
    ان جميع السلع متوفرة وان الرعاية الصحية التى يجدها المواطن
    تفوق العلاج بامريكا.

    لا يوجد غلاء بالسودان فكيلو اللحم بخمس دولار فقط وحواشة الرقيص عمر
    بشير بالسليت دخلها اكثر من ٢٠ الف دولار اى ما يعادل ١٠٠ الف كيلو
    لحمة وهى كافية ل ١٠٠ الف وجبة عائلية.

    نحن سنسمع كلام( ربيع) عبد العاطى ولن نسمع (اعصار) ساتى
    ونحن لا نخاف الغلاء او الجوع والمرض ونحب عمر بشير وكمان
    عبد الرحيم ونحب الريالة .

  8. ماعندنا اي حل غير إننا نصبر وده طبعاً ثمن العزه والكرامه التي إرتضيناها لانفسنا وإنشاءالله سياتي الفرج قريباًكلما ضاقت لفرج انشاءالله.
    ونسال الله ان يوفق حكامنا لما فيه خير العباد وان يشد من اذرهم ويهديهم الطريق المستقيم

  9. وهناك حل سهل وبسيط …
    وهو رحيلكم بعد أن فشل مشروعكم الدماري وأوصلتم البلد لما نحن فيه الآن …
    بلد عاد لها الدرن ( السل ) بعد إن إنقرض بشبب الجوع والفقر ..
    من يسكن في برج عاجي لن يحس بالجوع الذي يكابده الغلابة ..

  10. لا يعرف الكثيرون أن من نجا من الحرب لن ينجو من الجوع. التركيز على الحرب وإهمال بفية مناحي الحياة لا يعني شيئا، ولنا في ذلك تجربة قديمة حدثت أيام الخليفة عبدالله فقد أهمل الناس الزراعة واتجهوا إلى الحروب ولما احتاجت هذه الجيوش الجرارة للغذاء لم تجد بدا من نهبه من المواطنين فجاطت الدنيا ثم أتى الجراد على ما تبقى من محصول ذلك العام، كان ذلك في عام 1306هـ ونحن الآن في عام 1433هـ أي بعد أكثر من مائة وعشرين عاما لا زلنا ندير أمورنا بذات الطريقة.

  11. وزير ما عنده غير ح ارفع الدعم مافي حل غير رفع الدعم دا وزير يعملو بيه شنو ده؟؟ الا نعوس بيك كسرة
    لا عنده تخطيط لمشاريع يمكن ان يغزي بها خزينته… راسو اتقفل بس في اتجاه رفع الدعم عن الوقود
    ياخ يا تشغل راسك شويه وحاول خارجنا من الازمة النحن فيها.. يا استقيل يا ثقيل يا عميل

  12. لا ادري لماذا تذكرت ماري انطوانيت حين اخبروها ان الشعب جائع و لا يجد الخبز فاجابت ” طيب ليه ما ياكلو بقلاوة؟” .. خطر ذلك في بالي و انا اسمع حديث وزير المالية يتحدث عن زيادة في الغلاء و لكنه يطمئن الناس ان السلع متوفرة .. تماما مثل بقلاوة ماري انطوانيت.. متوفرة لمن استطاع اليها سبيلا! اجزم ان متنفذي الدولة الرسالية اصبحوا مثل ماري انطوانيت غارقون حتى آذانهم في النعيم … و لا يعلمون شيئا عن محكوميهم

  13. رفع الدعم بتذكرني بشلاقتنا يوم فصلنا الجنوب وذبحنا الثور الاسود – وقلنا خليه يمشى في الف داهية – الرئيس نفسه حتى اليوم بنكر انه الاقتصاد منهار وانو في زول مات من الجوع – وسعاد الفاتح تسكلب في البرلمان زناس الابرلمان لا زالوا في غيهم القديم

  14. مصنع سكر النيل الابيض الصرح الضخم فخر الامة السودانية والامة الاسلامية جمعاء تم افتتاحه وغطى استهلاك الداخل وصدرنا الفائض (كس أمك يابشير)مليارين راحت في الهواء ما عارف انو في حاجة اسمها كس ام software

  15. القادم اسوا
    ياخي ماتخلو البترول بتاع الجنوب يمر ونزل البندقية واكسروها في كل من الجنوب زاتو جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ودارفور واقعدو في الواطة دي والناس دي كلها واحد واديانها مختلفة كاختلاف الوانهاواصلو الي حل مع ناس المعارضة وناس الجبهة الثورية وشق القنوات وازرعوا هذة الارض البكرة واستفيدو من هذا النيل العظيم بعدها البترول وبقية المعادن الاخري وشوفو كان تنقدروووووووو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..