يوم المعلم

قم للمعلم وفه التبحيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
اعلمت أشرف أو أجل من الذي
يبني وينشئ أنفسا وعقولا؟؟
سبحانك اللهم خير معلم
علمت بالقلم القرون الأولي
أخرجت هذا العقل من ظلماته
وهديته النور المبين سبيلا

أولا قبل كل شئ التحية والتجلة للمعلم والعلامة الأكبر أمير الشعراء أحمد شوقي الذي أعط المعلم حقه حين سطر في حضرته هذه السطور الجميلة أعلاه والتي تعتبر من أبلغ أبيات الشعر كلما مرت بخاطري تذكرت سنواتي التعليمية الأولي وتذكرت معلماتي ومعلمي الأموات منهم والأحياء ولازلت حتي هذه اللحظة عند الالتقاء بهم انحني لهم تحية وإجلال وفي بعض الأحيان تطرف بعض الدموع من أعيني عند طول مدة اللقاء .
اليوم عيد المعلم ولو كان الإنسان في هذه الدنيا يعلم قيمة المعلم لجعل كل الايام عيدا للمعلم فقط .وعندما يتذكر المرتبة التي وصل إليها واما تم بفعل وجهد المعلم . الانسان يقضي أكثر من ثلاثة أرباع يومه مع معلمه سواء كان في المدرسة أو لاحقا في الجامعة أو حتي الذين يتلقون العلوم المهنية بما يسمي بمراكز التدريب المهني.
المعلم له القدح المعلى والذي بسببه صار الواحد منا مهندسا بكل فروع الهندسة من علوم الطيران والكهرباء والمكاتيكا وهندسة العمارة وغيرها من المحامين والمحاسبين والفنيين الأطباء والإداريين والمهنيين وكل أنواع العلوم التي جعلت من الإنسان يرتقي ويسمو الي أعلي المستويات والمراتب من رؤساء ووزراء وولاة و معتمدين ومدراء ووكلاء وموظفين في كل المستويات العليا المرموقة منها والدنيا كلها بفضل ذلك المعلم الذي يعلم الناس ويظل محتسبا عند الله قابعا في ذات المربع الأول ليأتي كل هؤلاء يفترون عليه بكل استعلاء مستخسرين عليه حتي عرق جبينه ذلك الأجر الزهيد الذي يتقاضاه بعد معاناة وصبر طويل ناسين أو متناسين أن لذلك المعلم أسرة ومطلوبات الحياة وان رصيده من الحياة فقط تلك الطباشيرة التي يأتي ممسكا بها في يده من الصباح الباكر لينهل من علمه أطفالنا فلذات اكبادنا جيل الغد ومخزون المستقبل.

للأسف الشديد الظروف الاقتصادية التي مر بها السودان في فترة ال 20 سنة الماضية كان لها أثر بالغ علي حياة المعلم السوداني وتعتبر شريحة المعلمين من أكثر الشرائح تضررا لهذا الحدث لذلك كانت الهجرة الي الخارج هي أقصر الطرق للبحث عن الرزق والبحث عن الوظائف الهامشية التي قد تساعد علي مواجهة ظروف الحياة و المعاناة كما أن الدولة لم تقف مع المعلم في قضاياه وكان في بعض الأحيان يحصلون رواتب 5 أشهر مجتمعة مما يؤدي إلي ادخالهم في مشاكل مادية كثيرة أثرت علي حياتهم النفسية والاجتماعية.
اناشد الدولة الاهتمام بالمعلم وحياته الاجتماعية واليومية للقيام بواجبه أعلى أكمل وجه حتي لا يرمي المعلم باللوم في كل ما يحدث في الدولة لأن الدولة أن أرادت أن تنشئ جيلا واعيا وفاعلا ومتعلما عليها الاهتمام بالمعلم الذي يعتبر أيضا مخزون استراتيجي للدولة لأنه العلم سلاح والأمم المتعلمة هي التي تكون في مصاف الدول القيادية الرائدة فإن أردنا أن نكون واحدة من تلك الدول يجب علينا الاهتمام بالتعليم والمعلم ،وانا هنا قصدت بالمعلم من الجنسين لأن المرأة المعلمة أيضا ساهمت مساهمة كبيرة في إخراج أمة رائدة وفاعلة وهي نفسها نبؤات مناصب سيادية كبيرة فالتحية للمرأة المعلمة والتي أيضا قال عنها أمير الشعراء في أبلغ بيت جسد فيها قيمة المرأة والتي تعتبر هي أصل التعليم منذ النشأة الاولي لأنها معلمة بالفطرة زيادة علي تعليمها التي نالتها في مدرسة الحياة ثم تعليمها الأكاديمي فقال أمير الشعراء منشدا:

واذا النساء نشانا في أمية
رضع الرجال جهالة وخمولا

يا لروعة هذا البيت وما اجمله يعطي المرأة حقها كاملا بأنها المعلم الأول للإنسان منذ ولادته ويذهب الشاعر مسترسلا في أدب رسالة المعلم وأهميته في حياتنا ليقول لنا أيضا أن اهمية العلم منذ الانبياء حيث قال:
ارسلت بالتوراة موسي مرشدا
وابن البتولا فعلم الإنجيل
وفجرت ينبوع البيان محمداً
فسقي الحديث وأول التنزيلا
كل هذا يؤكد لنا أهمية المعلم ودوره الريادي في حياة الناس حتي لا نصاب في أخلاقنا من فرط الجهل وتردي العلم وعليه يجب الاهتمام بالمعلم حتي لا نؤكد البيت القائل:
واذا أصيب القوم في أخلاقهم
فاقم عليهم ماتما وعويلا
نعم إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم ماتما وعويلا ولا نريد أن نكون من اولئك الذين يصابون في أخلاقهم وان نكون أفضل أمة أخرجت للناس بالتعليم ومنارة التعليم إلا وهو المعلم فالتحية لكل معلمي بلادي رسلاً للتعليم والمعرفه وليتنا نتذكر رواد التعليم في السودان ونتذكر بخت الرضا المؤسسه التعليميه الرائدة التي رعت كل الجيل الاول من المعلمين ووضعت أسساً ومناهجاً تعليميه متينه جعلتنا في فترة من الفترات مضرب المثل من حيث جودة التعليم ودقته وحسن سيرته بين العديد من الدول الشقيقه والصديقه والتي كانت تطلب المعلم السوداني بالحاح شديد لانها تعرف تماماً قيمة مايحمله من علم ورسالة ساميه ومنهج يحتذى به..

حياة ادم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..