* تدخين الآباء وربو الأبناء * فوائد المشي النشط المنتظم

د. عبد الحفيظ خوجة
* تدخين الآباء وربو الأبناء
*ما زال قرار الإقلاع عن التدخين يشكل مشكلة عند المدخنين، رغم أخطار التدخين المثبتة علميا وبما لا يدع مجالا للشك، سواء على المدخن نفسه أو على أسرته وكل من جاوره. وتزداد هذه المشكلة وتتعقد بعد الزواج، حين يجد الزوج المدخن نفسه متهما بالتسبب في إلحاق الأذى بأسرته، وخاصة أطفاله القادمين.
إن أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال جراء تدخين آبائهم وأمهاتهم ما يتعلق منها بالجهاز التنفسي، وخاصة مرض الربو.
لقد ثبت أخيرا أن الأطفال يتعرضون لخطر أكبر نحو الإصابة بمرض الربو إذا كان الآباء مدخنين قبل حمل زوجاتهم. ويعد هذا البحث الذي قدم في المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي European Respiratory Society) ERS)، الذي عقد في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي 2014 في مدينة ميونيخ، أول دراسة تجرى علي البشر لتحليل العلاقة بين عادة التدخين عند الأب قبل أن تحمل زوجته واحتمال إصابة طفلهما بمرض الربو.
وأضافت نتائج هذا البحث دليلا لدى البشر مثلما أثبتت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن تدخين الأب قبل حمل زوجته يمكن أن يضر بطفلهما. وكان باحثون آخرون من جامعة بيرغن من النرويج، قاموا بتحليل عادة التدخين عند أكثر من 13.000 شخص من الرجال والنساء باستخدام استبيان، لمعرفة الرابط لدى كل من الأمهات والآباء بين التدخين قبل الحمل وحدوث الربو عند الأطفال، وأخذوا في الاعتبار عدد السنوات التي كان الزوج يدخن فيها قبل الحمل، وما إذا كان الوالد أقلع عن التدخين قبل أن تحمل زوجته.
أظهرت النتائج أن الربو غير التحسسي كان أكثر شيوعا، وبشكل ملحوظ، في الأطفال من أب كان يدخن قبل الحمل، وأن خطر الإصابة بالربو يزداد إذا كان الأب مدخنا قبل سن 15، ويرتفع هذا الخطر كلما طالت مدة التدخين. ومن الغريب أن الباحثين لم يلاحظوا وجود صلة بين تدخين الأم قبل الحمل والربو عند الطفل.
نتائج هذه الدراسة تضيف حافزا جديدا للمدخنين نحو الإقلاع عن التدخين، على الأقل قبل الزواج بعدة سنوات لتقليل نسبة خطر إصابة أطفالهم بمرض الربو.
* فوائد المشي النشط المنتظم
*من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات بمختلف دول العالم الانشغال الكبير بأمور الحياة الراكدة الساكنة، واتباع أنماط معيشية لا تعنى ببذل أي مجهود بدني لصرف السعرات الحرارية المكتسبة يوميا، ومنها الأعمال المكتبية، المتسمة بالخمول والكسل وعدم الحركة، دون موازنتها بنوع من أنواع الرياضة التي تعتمد على تحريك عضلات ومفاصل الجسم. وتكون النتيجة الحتمية هي ما نشاهده، في العقد الأخير من الزمن، بين أفراد تلك المجتمعات من معاناة زيادة الوزن والسمنة والإصابة بالأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم والانتهاء بالنوبة أو السكتة القلبية أو الدماغية وإصابة الشرايين التاجية بالجلطة.
إن هذه الأمراض هي ما نطلق عليها أمراض العصر الحديث الأكثر شيوعا، التي تصيب هذه الفئة من المجتمع ويكمن وراء الإصابة بها أنماط حياة خاطئة، والإجهاد المفرط، والتدخين، وشرب المواد الكحولية في بعض المجتمعات، واتباع أنظمة غذائية خاطئة غنية بالسعرات الحرارية كالاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون.
إن معظم الدراسات الطبية توصي بمزاولة التمارين الرياضية اليومية بشكل منتظم وأبسطها المشي النشط لمدة 30 دقيقة في كل يوم، بل إن من الدراسات الحديثة ما أظهرت أن المشي هو من أفضل أشكال التدريب للناس في جميع الأعمار، وخاصة لمن هم فوق سن الأربعين. فبالنسبة للكولسترول المرتفع، وُجد أن المشي المنتظم يمكن أن يزيد مستويات الكولسترول الجيد. وبالنسبة للذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، فإن المشي المنتظم يزيد من كفاءة عمل القلب ويزيد من كمية الأكسجين الذي يصل إلى الأنسجة من خلال الدم المدفوع في الأوعية الدموية. وبالنسبة للمدخنين، فهو يساعد أيضا على ترك التدخين بطريقة أبسط وأسرع من الذين لا يمارسون هذه الرياضة.
كما أظهرت عدة دراسات، أجريت في الولايات المتحدة، دور المشي في التخفيف من حدة التوتر والقلق والإجهاد. فوجدوا أن المشي المنتظم والسريع يساعد في هبوط مستويات القلق بدرجة متوسطة في 14 في المائة وعلى تحمل إجهاد الحياة بشكل أفضل. وأخيرا، فإن المشي السريع المنتظم في الهواء الطلق، عادة إيجابية تحافظ على قدر كبير من اللياقة الصحية.
استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email][email protected][/email] الشرق الاوسط