أخبار السودان

الجيش الأبيض هل يحول طبيعة حرب الجنوب؟

د. على حمد إبراهيم

أعود مجددا إلى موضوع الساعة في السودان الجنوبي، وقد تطورت الوقائع العسكرية وتوسع الصدام الدموي في الدولة الوليدة بعد دخول مليشيا قبيلة النوير المعروفة بـ(الجيش الأبيض)، بعد دخولها بقوة إلى جانب القوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار. ونجاحها في ترجيح الميزان العسكري حتى الآن لصالح القوات المهاجمة. ومكنت القوات المعارضة من إحكام سيطرتها على مدينة بور القريبة من العاصمة جوبا ووضعها في مرمى مدفعيتها، مما شغل القوات الحكومية عن محاولة استعادة بعض الحقول النفطية في شمال شرق البلاد بعد أن أصبحت العاصمة جوبا مهددة بالسقوط. الولايات المتحدة أبدت قلقها من دخول الجيش الأبيض في المعارك. وهددت بالتدخل العسكري لحماية العاصمة من السقوط، كما هدد زعماء دول شرق إفريقيا بنفس الشيء بعد مؤتمر طارئ عقدوه لمناقشة الأوضاع في دولة جنوب السودان،

الجيش الأبيض هو مليشيا قبلية تتكون من شباب قبيلة النوير، ولم تكن خاضعة لقيادة الدكتور رياك مشار بقدر ما هي مليشيا قبلية هدفها حماية أمن ومصالح قبيلتها ضد أي تعديات قبلية قد تتعرض لها في مجتمع قبلي متشاكس تعجز الدولة فيه عن توفير الأمن لكل من يطلبه، مع إقرار معظم المراقبين بأن مسببات الصدام الحالي هي مسببات سياسية انبثقت عن صراع النخبة الحاكمة حول السلطة، إلا أن حدة وقسوة الصدام وضخامة الخسائر في الأرواح أجبرت الأطراف المتصادمة على الاستعانة بجذورها القبلية، الشيء الذي عمق المخاوف من تحول الصراع الحالي إلى صراع إثني لن يلبث أن يدخل البلاد في حرب أهلية قبلية قد يصعب تلافي نتائجها المدمرة. يبدو أن شباب قبيلة النوير المنظمين في مليشيا الجيش الأبيض لم يحتاجوا إلى جهد كبير لحفزهم على الاصطفاف في جانب قوات الدكتور رياك مشار، فأفئدة شباب هذه المليشيا لم تنظف تماما من مرارات الماضي القريب الذي يذكرها بحرب آبائهم وإخوانهم الكبار ضد نفس القوات عندما كانت تقاتل لصالح جون قرنق ونائبه سالفا كير ضد قوات مجموعة (الناصر) بقيادة الدكتور رياك مشار والدكتور لام أكول في عام 1992.

وكانت مجموعة الناصر قد اختلفت مع الدكتور قرنق بسبب طرحه الوحدوي، في تلك الحرب أضعفت مجموعة الناصر قدرات الحركة الشعبية عسكريا لبعض الوقت، ولكنها لم تنجح في تغيير مسارها السياسي، بل إن مجموعة الناصر انكسرت سياسيا وعادت مجددا إلى الحركة الشعبية وقبول طرحها الوحدوي حتى بعد توقيعها في عام 1992 لاتفاقية الخرطوم ذات الملامح الانفصالية مع حكومة الرئيس البشير. وكان رفض الأسرة الدولية لطرحها الانفصالي في ذلك الوقت هو سبب انكسارها وعودتها إلى أحضان الحركة الشعبية، وبطبيعة الحال فإن مرارات حرب الناصر ظلت حية في نفوس الشباب الذين فقدوا المئات وربما الآلاف من زملاء آبائهم وإخوانهم ولم تغادر أفئدتهم. ويبدو أن هذا كان أدعى للاستجابة السريعة للانغماس في الحرب بنخوة إثنية أو سياسية، لا فرق. مجموعة الناصر ضمت في ذلك الوقت مقاتلين من قبيلة النوير بقيادة الدكتور رياك ومقاتلين من قبيلة الشلك بقيادة الدكتور لام أكول، ومقاتلين من إثنيات استوائية ترفض طرح الدكتور قرنق الوحدوي، وترفض في كل الأوقات زعامة قبيلة الدينكا. من الممكن الاحتفاظ بالنزاع الحالي في حدوده السياسية لو التزم الجيران والوسطاء حدود الوساطة المحايدة.

تهديد الرئيس الأوغندي بهزيمة قوات رياك مشار، وتهديد أمريكا بالتدخل لصالح الرئيس سالفا كير مؤشرات سالبة يخشى من آثارها الذين يعرفون تضاريس المنطقة. الرئيس أوباما، لسوء الحظ، ليس من هؤلاء.«»

الشرق

تعليق واحد

  1. تمثيل نسبى بالقبيلة أحسن الحزب
    يا اخى الاعتراف بالقبيلة ليس عيبا لأنها حقيقة
    عندما يأخذ كل واحد حقو الامور بتتحل
    اما ان ينقل مثقفى الجنوب فساد الخرطوم
    فهذا غير ممكن فى الجنوب .. ولو كان مثقفى الجنوب يحلون
    المشكلة على هذا النحو لارضتهم حكومة البشير بألاف الدولارات

  2. الأطفال في الجنوب كانوا بالطين يلعبون لعبة حرب الحكومة والحركة الشعبية وفي مجموعتيين يتبادلوا الضرب بالطين حتي تنتصر مجموعة علي اخري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ياتري ما الذي ستتفق عنه عبقرية أولئك البؤسا في الحرب القبلية وجنة الحركة الشعبية ؟؟؟؟
    لن يستمع ريك مشار ولا سلفاكير المهزوم سيستعين بالقبيلة والتهميش داخليا وبالظلم الإجتماعي او الديني خارجيا فمباديء كتاب الإمير لمكيافلي والتفكير الإبداعي الحديث في تكوين الدول مجرب خاصة في افريقيا ومحاكمات الإبادة من الهولوكوست ومرورا برواندا والحركة الشعبية ستطال أفراد وليس الكل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. بكل عسف د رياك لا يستطيع ان يغير الدولة الديمقراطية الي الدولة الانقلابات بعد فشله في الحذب الحركة ابشعبية بترشح نفسه فيها لراسة الدولة لم يجد من يعيده في ذلك وانتم تعلمون بان مليشات تلت كانت تقاتل الحوكة الشعبية والجيش الشعبي جنب نع حكومة الخرطوم بعد اتفاقية السلام الشامل تم انضمامه الي صفوف الجيش الشعبي كانت فمرت سلفاكير هي وحدة الجنوبين فاستقلة دكتور رياك بعض هذه المجموعات التابع لقبيلة النور يحدد بها قوميات اخري في الدولة الوليدة وناسي انه الدولة اقوي من قبيلة واحد وخطط الانقلاب الفاشلة مما جعل انشقاق ابنا نوير في الجيش الية ام موضوع جيش الابيض خشهم رياك بالنبوة نقوندينق مما جعل لاو نوير خاسرين بالارواح في تلك الحرب لكن كون انه يحرر بلد بواسطة مليشاته السابقين والحيس الابيض هذا غير صحيح طالما فشل الانقلاب بوجود جيشه باكثافه في الحرس الجمهوري افتكر لا يستطيع مشار علي انتصار. ابدا ام موضوع الانقلابين في سجون حكومة مصيرهم هو محكمة عادلة امام الشعب جمهورية جنوب السودان من اسباب عدم نجا انقلابه علي الحكومة اخذ طابع قبيلي وليس له اهداف لقنع بعض قوميات في بلادنا كما هو مجرب الحكم ولن يفعل شي لشعب مع اعوانه

  4. ان الاحداث الداميه التى اندلعت فى يوم 15 من شهر ديسمبر عام 2013 مساء تمام التاسعه مساء و التى قام بموجبها بعض الرفاق فى اشهار فوهه البندقيه ضد رفاق ا لامس و هم رفقاء النضال الطويل من اجل الكرامه و حريه الانسان الجنوبى لكنهم فضلوا امتطاء جواد السلطه على حساب دماء المواطنين الابرياء و نسوا انهم حاربوا طوال اعوام النضال ال21 من اجل الشعب و ها هم اصبحوا الاسود الجدد الزين سيلتحمون جثث و اجساد الشعب الزى يقتلون كل ساعة تلو الاخرى اما كان من الارحم انتظار الانتخابات العامه لكى يترشحوا فيها ونيل الرئاسة بطريقه سلميه و ديموقراطية و اجتناب اقتيال الشعب المغبون و المغلوب على امره , ان ما فعله هولا لم يسبق ان فعله عدؤنا الاسبق المؤتمر الوطنى كل الامر هو السلطه و المال الزين يطمعون فيه ولا علاقه لهم بالمواطن و الوطن اما كانوا بالامس حاكمون ما هى الانجازات التى حققتموها لهولا الابرياء اللزين تقتلهم باسم الديمقراطيه زورا و اصلا انهم لايمتون للديمقراطيه بصله لا من قريب لا بعيد السؤال المطروح لهم هل ستقمون باقامه حفل الشؤاء بجثث الابرياء الزين قتلتوهم ؟ اما كان من الارحم عدم اطلاق النار ؟ و الجلوس للحوارمن المؤكد ان كل المشاركين فى المحاوله الانقلابيه المشؤؤمه من محبى السلطه و يفضلوا ان لا يقالوا من مناصبهم حتى يرث الله الارض و ما عليها من بشر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..