
اعتاد رئيس الوزراء؛ عبد الله حمدوك أن يشرك الرأي العام في نشاطه اليومي، ذلك بالتدوين المستمر في صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنه لم “يُغرد” حول اللقاء الذي جمعه بغازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح الآن، والذي انشق عن حزب المؤتمر الوطني بعد احتجاجات 2013.
فاجأ غازي الرأي العام ببيان حول اللقاء الذي تزامن مع مواكب استكمال هياكل السلطة الانتقالية والتي دعا لها تجمع المهنيين. وفقاً لبيان غازي فإن اللقاء تم برغبة مشتركة، ولطالما أن الرغبة مشتركة كان يتعين على مكتب رئيس الوزراء أن يطلع الرأي العام بما حدث في اللقاء، أو على أقل تقدير، لماذا حدث هذا اللقاء.
غازي صلاح الدين، صاحب موقف سابق ومتقدم حتى على الحزب الاتحادي الأصل، الذي فضل الاستمرار في الشراكة مع المؤتمر الوطني بينما قرر غازي الخروج، وموقف غازي بعد تصاعد الاحتجاجات أيضاً سابق، فقد نفض يده من الشراكة هو ومبارك الفاضل وإشراقة سيد، وكان من الطبيعي أن تضمهم قوى الحرية والتغيير إليها وتوسّع دائرة حلفائها، لكن سوء التقدير حدث.
لا أعتقد أن هناك خلافاً في موقف غازي الذي انتقصه برسالته المفتوحة التحريضية للبرهان قبل أيام. غير أن غازي اجتمع مع حمدوك بصفته رئيس الجبهة الوطنية للتغيير، وهو تحالف إسلاميين يضم الطيب مصطفى؛ نافخ كير الفتن في هذه البلاد، والعدو الأول لهذه الثورة والذي لم يتوان في تحريض العساكر على قتل المعتصمين وهذا أمر موثق وهو يفخر به.
مقابلة رئيس وزراء أتت به ثورة ممهورة بهذا الكم من الدماء مع رئيس تحالف يضم ألد أعداء الثورة أمر متجاوز لاستفزاز دماء شهداء هذه الثورة واستفزاز قواها الحية، بل يرقى إلى مستوى الشبهات، وزاد الأمر غموضاً صمت مكتب رئيس الوزراء حول هذا اللقاء الذي مُنع فيه التصوير، إن كان الأمر مدعاة للخجل فلم حدث، هل هناك طرف خارجي أجبر الحكومة على هذا اللقاء، ثم ماذا بعد هذا اللقاء.
على الحكومة وحواضنها السياسية أن تتحلى بقدر من الشجاعة وتطلع الرأي العام على ما يدور داخل أروقتها، وأن تواجه هذا السيل من الأسئلة التي لا تتوقف حول كل شيء.. وإن شرعت في إنزال مشروع التسوية فلتتحلى بالشجاعة وتواجه الشارع بما تقوم بفعله.
شمائل النور
التيار
أستاذه شمائل الخطء الأكبر يتحمله من أتى بحمدوك وفرضه لقيادة حكومة الثورة والتي كان يجب ان يتولاها احد ثوار الداخل الذين اكتووا بجحيم الانقاذ ويعرفون من هم الكيزان وكيفية التعامل معهم
في كل دول العالم تحاول الحكومات او الحزب أو التحالف الحاكم الوصول الى توافق مع معارضيه وتقوية الجبهة الداخلية وتوحيدها لمواجهات الأخطار الداخلية او الخارجية في حال لم ينجحوا في كسب ودها، إلا في السودان نقوم بالعكس.
نعمل على التقسيم والتشرزم ونخلق اعداء داخلياً ونزيد من المعارضة فينتج وضع هش تتعاون فيه القوى المعارضة مع اي اعداء خارجيين محتملين ويتسع تأثير المعارضة بالداخل على حساب التأييد كناتج طبيعي في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية وتردي الخدمات، وبعد فترة من الزمن يجد الحتحالف الحاكم وحكومته نفسها معزولة وضعيفة وفاقدة للسند والشرعية، فتصير في مهب الريح بينما تكسب المعارضة شعبية واسعة وارضية قوية تمكنها من التأثير الداخلي والخارجي الى ان تسقط الحكومة اياها ويدخل رموزها ونشطاءها وصحفييها السجون بفعل الجماهير الساخطة على الاوضاع. والساقية لسه مدورة