أخبار السودان

السيسي يحاول إعادة تأهيل البرهان

مصر تصحح بوصلتها في السودان أملا في استعادة المبادرة.

تعامل مراقبون مصريون مع لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان في مدينة العلمين الثلاثاء على أنه محاولة من القاهرة لإعادة تأهيل قائد الجيش السوداني، في الوقت الذي تهاوت فيه صورة البرهان في الداخل والخارج.

ولا يعرف ما هي خطة القاهرة في إعادة تأهيل البرهان في ظل الخسائر الميدانية للجيش السوداني والمكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع وحولتها إلى الطرف الأقوى في الحرب.

ويتساءل المراقبون إن كان الرئيس المصري قد نجح في دفع قائد الجيش السوداني إلى القبول بالحل السياسي وتأمين مناخ إيجابي لنقل السلطة إلى حكومة مدنية، وتنفيذ الاتفاقيات السابقة للحوار الوطني، أم أن القاهرة لم تأخذ من البرهان سوى وعود بالحوار، وهو أسلوب معهود لدى قائد الجيش السوداني.

◙ أن تكون أول زيارة خارجية للبرهان إلى مصر لا يعني أنها باتت حليفا إستراتيجيا له في هذه الحرب

ولا يمتلك البرهان الوقت ولا هامش المناورة لرفض تسليم السلطة إلى المدنيين.

ومن الواضح أن قائد الجيش السوداني ذهب إلى القاهرة بفكرة تبرئة نفسه من أي علاقة مع فلول الرئيس السابق عمر حسن البشير، وهي الفكرة التي تحرج المصريين الذين يريدون ألا يظهروا في صورة من يقف في صف الإخوان.

لكن هذه الفكرة لم تعد مهمة الآن بالنسبة إلى السودانيين، والبرهان نفسه بات موضوعيا في صف الفلول.

وإذا كانت قوات الدعم السريع قد طالبت في البداية البرهان بالنأي بنفسه عن الفلول، فإن هذا المطلب لم يعد ذا قيمة مع تطورات الحرب التي بات مطلب قوات الدعم السريع فيها تنحية البرهان والبحث عن حلول بدونه.

ونفى البرهان في كلمة له عقب لقاء السيسي وجود عناصر إسلامية تنشط في صفوف الجيش وأنه وقع أسيرا لحساباتها أو أن الجيش يسعى للاستحواذ على السلطة، متعهدا بفترة انتقالية جديدة وتسليم السلطة لحكومة منتخبة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن السيسي أكد خلال اللقاء اعتزاز بلاده الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مشددا على موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف إلى جانب السودان ودعم أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وسلامتها.

وأعرب البرهان عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين، مشيداً بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة السودان واستقراره.

وأن تكون هذه الزيارة الخارجية إلى مصر هي الأولى للبرهان فهذا لا يعني أنها باتت حليفا إستراتيجيا له في هذه الحرب، وقد طلب منها مساعدات عسكرية مباشرة سابقا وامتنعت عن تقديمها، لأن هذه الخطوة تتناقض مع  خطابها الواضح الذي يوصي بعدم تدخل أيّ جهات خارجية في السودان من شأنها أن تدفع جهات أخرى إلى مساندة الطرف الآخر.

ومن المتوقع أن يقوم الجنرال البرهان بجولة تشمل أيضا السعودية ودولا أخرى، ما يؤكد أن الخروج من السودان ليس مقتصرا على مصر، وليس من المنطقي أن كل دولة يزورها يعني أنها مؤيدة لموقفه العسكري أو ضد قوات الدعم السريع.

ودخلت قوى إقليمية ودولية عديدة على خط الأزمة، جميعها، بما فيها مصر، التزمت في خطابها المعلن بالوقوف على مسافة واحدة من الطرفين المتصارعين، وتسعى لوقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية وتسليم الجيش السلطة لحكومة مدنية.

وتنسق مصر مع دول عدة معنية بالأزمة السودانية بوصفها من أكثر الدول تضررا من تداعياتها إنسانيا وأمنيا وإستراتيجيا، واستضافت في الثالث عشر من يوليو الماضي قمة دول الجوار للتباحث في شأن الأزمة والعمل على وقف الحرب.

◙ قائد الجيش السوداني ذهب إلى القاهرة بفكرة تبرئة نفسه من أي علاقة مع فلول الرئيس السابق عمر حسن البشير، وهي الفكرة التي تحرج المصريين

وتريد مصر تصحيح صورتها في السودان التي جرى تشويهها من قبل جماعة الإخوان وحصر أدوارها في الشق الأمني فقط، ما أعاق كثيرا المحاولات التي سعت فيها القاهرة للوساطة في الأزمة السودانية عقب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير الذي تسبب في متاعب أمنية كبيرة للقاهرة.

وتضررت مصر من تهميش دورها السياسي في السودان، وتأمل أن تتمكن من تصويب بوصلتها في التعامل مع بلد يمثل عمقا إستراتيجيا حيويا لها، وتدرك أن أيّ دعم يقدم للبرهان، سواء أكان سياسيا أم عسكريا، سيفقدها رغبتها في استعادة دورها ويجهض أيّ مبادرة لها في السودان، فلا تزال الأزمة ممتدة وتداعياتها بعد وقف الحرب ربما تصبح أشد صعوبة، ما يستلزم حنكة في التعامل مع جميع الأطراف.

وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” أن استقبال الرئيس السيسي للجنرال البرهان رسميا في مدينة العلمين المطلة على البحر المتوسط لا يمنح رئيس مجلس السيادة أهمية استثنائية، كما صوّر الأمر مؤيدوه.

وأوضحت المصادر ذاتها أن مصر أجرت محادثات مع جهات سودانية وغير سودانية الأسابيع الماضية وحددت رؤيتها في ضرورة أن يكون لها دور مؤثر كي لا يتم وقف الحرب وحل الأزمة بعيدا عنها، في دولة تمثل أهمية قصوى لأمنها القومي.

وأكدت المصادر لـ”العرب” أن اندلاع الحرب فجأة حث مصر على ضرورة إعادة النظر في حساباتها مع السودان، وترتيب أوراقها قبل أن يشهد تطورات أكثر صعوبة تقوده إلى المزيد من الانقسام، وفي ظل بيئة معقدة سياسيا وعسكريا واجتماعيا من الواجب أن يكون التعامل معها متكاملا ولا يقتصر على فئة أو شريحة معينة.

وأدى دعم القاهرة للدور المهم الذي تلعبه الجيوش في حفظ وحدة الدول إلى إساءة فهمها، حيث تصور قادة في السودان أن القاهرة ستقدم دعما عسكريا سخيا للبرهان.

‫9 تعليقات

  1. الاجابة تأتيك في إعادة فتح الخط الجوي بين مصر وبورتسودان. هذا الخط لن ينقل مواطنين سودانيين لأن دخولهم لمصر اصبح من المعجزات ولن يأتي مصري للسودان لأن لا احد يسعى لحتفه بظلفه. النقطة الرئيسية التي خرج بها اللقاء هي اعادة تسيير هذا الخط الجوي وباسرع ما يمكن، اي اول سبتمبر بعد يومين فقط من الزيارة. المقصود اذن اعادة نهب موارد السودان عن طريق بورتسودان لذا كان ضمن الوفد رئيس منظومة الصناعات العسكرية التي تقوم بتصدير كل منتجات السودان الى مصر بالجنيه المصري. فهل هناك سبب لوجوده ضمن هذا الوفد الصغير سوى استمرار النهب؟

  2. البرهان اصيح كرت محروق و لن تكون له و من في معيته مستقبل سياسي مش يمشي مصر حتى لو طلع القمر

  3. طالما أن البرهان يحتاج لوقوف مصر لجانبه فطبيعي ان يقدم تنازل ما فليس هناك شي مجاني في عصرنا الحالي لذلك قلنا ان على السودانيين التوافق فيما بينهم باي طريقة ويخاطبوا دول العلم مجتمعين وليس منفردين.

  4. المصريين يعتبرون السودان الحديقة الخلفية لمصر وكل سياساتهم وما يتبعها من افعال تصب في هذا الفهم ،،،
    ابصم بالعشرة ان مصر هي سبب الخراب الذي حدث في السودان فالمصريين لا يتحملون فكرة ان يكون السودان مستقرا ومستقلا بقراره ،،،،
    لو عايز تعرف اكثر ارجع لكيف سقطت حكومة حمدوك …
    جيرة الشر لا خير منها ،،،،

    1. مصر هي سبب الخراب الذي حدث في السودان مصر هي سبب الخراب الذي حدث في السودان مصر هي سبب الخراب الذي حدث في السودان !!!!!!!!!

  5. (والمكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع وحولتها إلى الطرف الأقوى في الحرب)
    يا زول انت ضارب ليك حاجة من الصباح ولا شنو!
    ما المكاسب التي حققتها الدعم السريع عسكريا أو سياسيا؟
    من الناحية المادية ماذا كسبت من المواقع التي احتلتها غدرا منذ اول يوم من الحرب سوى انها اصبحت عبئ عليها
    سياسة الجنجويد التمدد جغرافيا والتصوير ليقولوا نحن مسيطرين بالخداع والكذب! وسياسة الجيش ابادة اكبر قدر ممكن منهم لأنهم في الاخر سيلوذوا بالجري من اي مكان موجودين فيه ونجاح هذه السياسة واضح في تقلص اعدادهم وتشتت قياداتهم حتى قيادتهم العليا حيث اصبح سؤال اين حميدتي واين عبدالرحيم سؤال الساعة!
    وبالفعل فقد الجنجويد عشرات الالاف من جنودهم ولم يحققوا كسبا فعليا على الأرض يدعم سيطرتهم الفعلية، وحين يقولوا للفضائيات نحن مسيطرين على 80 أو 90 بالمائة ياتيهم السؤال الصاعق طيب ليه ما حولتوا هذه السيطرة لحكومة تديروا بها البلد وتنهوا الموضوع؟ ويأتيهم سؤال ثاني ليه ينهب المواطن ويسلب ويغتصب وانتم المسيطرين !! وهنا يبدأ الجنجويدي يتصبب عرقا
    أما من الناحية السياسية اصبحوا في نظر المواطنين عصابة نهب مسلح ومن لا يرى ان المواطنين السودانيين واقفين بقوة مع الجيش وان الدعامة ما عاد لهم سند فهو أعمى..
    وحتى على المستوى الخارجي الذي كانوا يعولون عليه فقد تحركت ضدهم منظمات حقوق الانسان بقوة والامم المتحدة قبل نحو اسبوع وجهت لهم اتهام مباشر بالاغتصاب والعبودية الجنسية، أما محكمة الجنايات الدولية أكدت أنها بدأت في ملاحقة الجنجويد لما ارتكبوه من جرائم حرب في الجنينة..
    فأين تلك القوة التي يتمتع بها الجنجويديا كاتب المقال؟
    الله تعالى يقول وما تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

  6. الشئ الصحيح فى هذا العنوان هو عبارة إعادة تأهيل البرهان لانه حقيقة البرهان غير مؤهل لتربية فرخة واحده حتى. ويحتاج الى إعادة تأهيل لمدة خمسة سنوات كى يصبح اهل لتربية فرخة واحده ليس اكثر بل اقل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..