مقالات سياسية

مبادرة إيداع..!!

@ إن مبادرة إيداع التي إنطلقت من سوق ليبيا بدعوة من رجال اعمال واتحاد المصارف تحت اشراف بنك السودان ودشنها اتحاد الغرف التجارية حيث اودع تجار سوق ليبيا وابوزيد والمواشي مبلغ خمسمائة مليون جنيه كحد ادنى بعدد من المصارف وتزامن انطلاق المبادرة في الخرطوم مع انطلاقها في ولايات كسلا, شمال دارفور, جنوب دارفور, شمال كردفان , وغرب دارفور . الملاحظ في هذه المبادرة ان السيد نائب محافظ بنك السودان يحي جنقول قد اعلن ان حجم الكتلة النقدية في العام الجاري بلغت ٤۸ مليار جنيه واشار الى ان النقود التي خرجت لابد لها ان تعود الى المصارف واعتبر جنقول ان المبادرة خطوة نحو اعادة الكتلة النقدية للمصارف موجها البنوك بضرورة تمديد ساعات العمل لانجاح المبادرة.

@الغريب في هذه (الهلولة) انه لا اتحاد الغرف التجارية ولا نائب محافظ بنك السودان ولا رجال الاعمال ولا كل القائمين على أمر هذه المبادرة قد وقفوا امام الازمة الحقيقية التي جعلت التجار وغيرهم لا يثقون في النظام المصرفي ، وانهم عندما وضعوا اموالهم حددت لهم الحكومة سقفا محدداً لسحب اموالهم وحتى هذه المبادرة البائسة ليست هي الحل الذي يمكن ان يعيد الثقة في المصارف والاهازيج والاغاني الوطنية التي انطلقت مع المبادرة لا تعبر عن الحس الوطني انما تعبر عن عاطفة فجة لا قيمة لها في هذه الازمة والاخطر من ذلك قول السيد نائب المحافظ (برغم الكمية الضخمة من النقد التي تم ضخها في البنوك منذ الاعوام ۲۰۱٤ و ۲۰۱٥ و ۲۰۱٦ وحتى العام الجاري الا ان الازمة حدثت حاليا لان الاموال التي تسحب لا يتم اعادة ايداعها) الا يحق لنا ان نسأل سيادتكم ماذا كان يفعل بنك السودان منذ ان لاحظ الازمة وعمل على معالجتها بمزيد من ضخ الكتلة النقدية والتي قوبلت بالسحب دون ايداعها مرة ثانية؟ حتى انحدرت الى مستوى ان تعجز البنوك عن ان يسحب المودعين اموالهم وبدلا من يعمل بنك السودان على مواجهة الازمة اختار طريق الالتفاف عليها بهذه المبادرة العجيبة.

@ ان مبادرة ايداع معيبة من كل النواحي فإبتداءً لماذا يعمل رجال الاعمال على حجز اموالهم في بيوتهم بدلا من البنوك؟ فهل العيب فيهم ام في البنوك ام في النظام الاقتصادي كله؟ وهل تلقى اصحاب المبادرة ضمانات بأن هذه الاموال التي اودعوها يمكن ان يسحبوها متى ما أرادوا؟ فان كان الامر كذلك اذاً ما هي المشكلة التي احتاجت هذه المبادرة؟ واذا كانت الاموال يتم تبادلها في اطار هذه المجموعات فهل يمكن ان ينطبق على هؤلاء انهم هم انفسهم القطط السمان؟! نأمل ان نجد الاجابة الحقيقية عن السؤال الجوهري هل هذه الازمة ازمة اقتصاد ام ازمة اخلاق؟! ويظل السؤال بحذر حول أن مبادرة إيداع ماقبل السقوط أم السقوط نفسه؟! وسلام يااااااااوطن..

سلام يا

(أجاز البرلمان موازنة العام ۲۰۱۹ بالاغلبية وقال رئيس الوزراء الاستاذ معتز موسى نسال لله الا يكون العام المقبل عام الرمادة) ونسأل لله معك سيادة رئيس الوزراء لكن هل هنالك عام رمادة اسوأ مما نحن فيه الان ؟! وسلام يا…

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..