مقالات وآراء

بيان القوات المشتركة : تدريب على البكاء أم على التظاهر بالموت؟

 

مجاهد بشرى

يبدو أن القوات المشتركة بقيادة الحاكم “السينمائي” مني أركو مناوي قررت أن تدخل التاريخ… لا من بوابة الانتصارات، بل من أوسع أبواب الكوميديا السوداء!

فبعد انكشاف الفيديو المثير للجدل، الذي ظهرت فيه مجموعة من المدنيين وهم يبكون على “ضحايا” تبيّن لاحقًا أنهم يتمتّعون بصحة جيدة ويستنشقون الهواء بانتظام، خرجت علينا ابواق مليشيات المشتركة بقول مدهش تعلن فيه أن ما شاهدناه ليس فبركة ولا تضليلاً… بل “تدريب”!

تدريب؟ حسنًا…

لكن تدريب على ماذا بالضبط؟

هل كان الهدف إتقان فن التظاهر بالموت؟ أم كان تمرينًا مسرحيًا على إدارة الدموع الاصطناعية ورفع الصوت بالبكاء بشكل متناسق؟

هل كانت هناك لجان تقييم؟ من بكى بحرقة أكثر؟ من سقط على الجثــّة بشكل درامي؟ من تمكّن من تحريك “الميت” دون أن ينتبه المصوّر؟

نحن الآن أمام مشهد عبثي، لا يختلف كثيرًا عن عروض “الجمباز السياسي” التي يمارسها مناوي منذ شهور. لكنه هذه المرة لم يكتفِ باستغلال المدنيين في الفاشر كدروع بشرية، بل تجاوز ذلك إلى توظيفهم كممثلين في مشاهد دعائية فاشلة، ستُدرَّس لاحقًا في كليات الإعلام تحت عنوان:

“كيف تفشل في فبركة مأساة إنسانية؟”

لكن المشكلة هنا ليست في رداءة الإخراج، ولا في أداء الممثلين، بل في النتائج الكارثية لهذا العبث:

فهذا الفيديو، وبيان الدفاع عنه، فتحا الباب على مصراعيه أمام التشكيك في كل فيديوهات دارفور.

أي مشهد حقيقي لمجزرة مستقبلية؟

أي توثيق لضحايا مدنيين؟

أي نداء استغاثة؟

كل ذلك سيُقابل من الآن فصاعدًا بسؤال بسيط: “هل هذه مسرحية جديدة من إنتاج مناوي والقوات المشتركة؟”

وهكذا، وبغباء نادر، ساهمت هذه المسرحية السخيفة في تقويض مصداقية أي ضحية حقيقية في المستقبل، وأعطت أي جهة في دارفور الذريعة الذهبية لاتهام الجميع بالكذب والمبالغة.

لكن هل يهتم مناوي بذلك؟ بالطبع لا.

فالمهم عنده أن يظهر كبطل، حتى ولو على ركام الحقيقة، وعلى حساب أرواح الأبرياء الذين يدّعي تمثيلهم.

والأدهى من ذلك أن هذا الأداء البائس لا يأتي في وقت مبكر من الحرب… بل في نهاية اللعبة السياسية، حين أصبحت أوراق مناوي مكشوفة، ومسرحياته بلا جمهور.

فهل نقول له “ستوديو دارفور يُغلق أبوابه”؟

أم ننتظر المشهد الأخير، حيث يظهر مناوي متخفيًا في زي مخرج سينمائي، يهتف في ختام الفيلم:

“وقّف يا زول… الجمهور كره التمثيل!”

تعليق واحد

  1. ربيب الكيزان، الكويز مكاوي، فكوهو ومعه فكي بني كوز، عكس الهوا !!!

    فما كان منهما إلا ممارسة الردحي الحقيقي، بعد أن علما أن أبرهه ما عاد يمتلك ولا مقاتلة حربية، حتي من الجيل الثاني، موديل 1945، بعد أن تساقطت جميعها كالجراد !!!

    فإن كانت هذه اللعبة هي المقايضة التي تمت في الخفاء، الخروج من العاصمة مقابل تسلم الفاشر، وسلطانها وفكي جبرينها، فليس أمامهما سوي التوجه إلي ليبيا حفتر !

    برضك دي غالباً ما تكون مقدمة لفصل دارفور، وعليه يكون تعويضهما الوحيد هو أكل الموز، أكلاً لمَّا، والسلام !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..