
لا تزال شلالات إبداعات شباب السودان تتدفق بقوة وحيوية، متجددة في الشكل والمحتوى مع إطلالة كل صباح جديد، وبقوة إرادة مصممة على الصعود بثورة السودان درجات أعلى، منذ انفجارها في ديسمبر/كانون الأول.
ومبكرا، أدرك شباب السودان أن المجزرة الدموية، في يونيو/حزيران 2019، والتي حصدت أرواح المئات وهم نيام أمام بوابات القيادة العامة للجيش السوداني، لم يكن هدفها فض اعتصامهم السلمي المستجير بجيشنا الوطني، وإنما كان الهدف هو قتل أي أمل في التغيير عبر ذبح وسفك دماء الشباب المنهمك بهمة وحيوية في التخطيط لبناء الغد الواعد.
ولما أدرك شبابنا المبدع أن المجزرة كانت انتقاما، وتمهيدا لانقلاب مضاد على الثورة المجيدة، ضمدوا جراحهم بلفافات ووشاحات منسوجة من غزل دماء الشهداء، وأرواح من صعدوا إلى السماء، وأعادوا تنظيم صفوفهم وشحذ إرادتهم حتى انتصروا وهزموا الانقلاب الدموي شر هزيمة في الثلاثين من الشهر.
ومنذ اندلاع ثورة السودان الخالدة، ظلت إبداعات شباب السودان «تهْدَوْدَرَ» ولن تتوقف، تقودنا عبر طرق متعرجة ومطبات وعرة، من محطة انتصار إلى أخرى صعودا نحو القمة. صحيح أن محاولات الانتكاس بالثورة ووأدها لن تتوقف، ولكن كلها ستُهزم ما دامت عزيمة شباب الثورة وإبداعاتهم متقدة. ونكرر قولنا بأن السودان يمر بمنعطف هو الأكثر خطورة والأشد وعورة، في ظل حرية حركة الأرواح الشريرة، المُتجسدة، وأن هذا الوضع يتطلب إعلاء صوت الحكمة مثلما يتطلب التقدم بمشروع وطني يسع كل من شارك في الثورة، وكل من لا يعاديها أو يحاربها، مع التشديد بقوة على أن هذا المشروع لا يمكن أن يمر مرور الكرام فوق جثث أبناء الوطن، وفوق جرائم الإنقاذ، وأن تحقيق العدالة هو مدخل طريقه الوحيد.
غدا، تطل علينا الذكرى الأولى لانتصار شعب السودان على محاولة الارتداد بثورته. ولقد تنوعت واختلفت أساليب تخليدها، ولكن، مجموعة من الشباب الواعي والواعد قررت إحياء هذه الذكرى بإبداع جديد يؤكد حقيقة ما قلناه عن شلالات الإبداع. هم الفريق العامل في إذاعة صوت الثورة السودانية، وهي منصة إعلامية إسفيرية أسسها مجموعة من الشباب لبث أخبار الثورة وتطوراتها، بهدف إيصال صوت الشعب الذي يتطلع للنهوض بالسودان الحر والدفاع عن ثورته المجيدة. وبكل وضوح ثوري، تنفي الإذاعة عن نفسها أي صفة تنظيمية أو قيادة بديلة لحراك الشارع، فهي فقط إحدى المنصات الإعلامية لقوى الثورة والمجتمع المدني السوداني.
لا سبيل لتحقيق دولة القانون والمؤسسات في السودان إلا تثوير قواه السياسية عبر فصلها عن قيمها البالية التي كلما اقتربنا من السلام والديمقراطية تبعدنا عنهما، وأن المجتمع المدني القاعدي لا يمكن أن يسهم في هذا التثوير إلا بعد تحقيق استقلاليته
أما الإبداع الجديد الذي تقدم به هؤلاء الشباب، فهو عبارة عن مبادرة تعبر عن رؤية الفريق العامل في الإذاعــة لكيفية إحياء الذكرى الأولى للثلاثين من يونيو/حزيران، ويتلخص فحواها في تأسيس نظري ومقترحات تفصيلية عملية لحراك مدني دستوري يسعى أولا وأخيراً إلى تثوير البنية السياسية كمدخل لتثوير جهاز الدولة السودانية، تأسيسا لدولة القانون والمؤسسات المدنية الديمقراطية. ويقول فريق الإذاعة، مثلما دفعنا الواجب الوطني والثوري للخروج إلى الشوارع في 30 يونيو/حزيران 2019 وهزمنا المستحيل، فإننا يجب أن نخرج في 30 يونيو/حزيران 2020 من أجل إعادة تعريف الممكن، وأن يأتي احتفالنا بالذكرى الأولى لذاك الانتصار، كبداية متينة لنضال السودانيين من أجل بناء دولتهم المدنية الديمقراطية.
المبادرة مكتوبة بلغة مبسطة، بدون أي حذلقة أو تقعير لغوي، وأقرب إلى لغة التخاطب الدارج بين السودانيين، لكن دون أي تأثير سالب على جماليات الطرح وشكل النص، ومزودة برسومات توضيحية وأمثلة عديدة تسهّل الفهم حتى بالنسبة لغير المتعاملين بالسياسة. والمبادرة مُهْدَاة إلى روح الشهيد وليد عبد الرحمن الذي استشهد في 9 يونيو/حزيران 2019 برصاصة من قناص اخترقت عنقه، ودفن تحت وابل من الرصاص الكثيف والموثق. وتقول المبادرة أنها مستلهمة من كلمات للشهيد وليد موجهة للسياسيين، تقول: «نحنا الضامنين نفسنا، انتو اشتغلوا شغلكم ونحنا بنشتغل شغلنا، بنقفل الشوارع»، وأن تلك الكلمات كانت بمثابة إعلان ميلاد مجتمع مدني قاعدي في السودان: لجان المقاومة!، وأنه آن أوان وضع هذه الكلمات في مكانها الأحق من التاريخ، واستكشاف معناها العميق، وجوهره استقلال المجتمع المدني القاعدي في السودان، وفك ارتباطه التنظيمي بالقوى السياسية، وأن لا سبيل لتحقيق دولة القانون والمؤسسات في السودان إلا تثوير قواه السياسية عبر فصلها عن قيمها البالية التي كلما اقتربنا من السلام والديمقراطية تبعدنا عنهما، وأن المجتمع المدني القاعدي لا يمكن أن يسهم في هذا التثوير إلا بعد تحقيق استقلاليته الكاملة.
والمبادرة تقر بأن فاعلية أي حراك مدني ترتبط بمدى تحقق مطالبه، لكنها تقول إن للحراك بعدا توعويا حيث تكمن قيمته الأساسية في رفعه لمستوى وعي الجماهير بتفاصيل المشكلة وخيارات حلها، كتدريب على الممارسة الديمقراطية، وكرفع لمستوى قدراتها في التنظيم وإنتاج خطاب قوي يعبر عن مصالحها.
الحيز المتاح لهذا المقال يمنعنا من سرد تفاصيل المبادرة، لذلك نكتفي فقط بتلخيص عنوانها الرئيسي، والذي يحدد السبب الجذري لعدم إنجاز مطالب الفترة الانتقالية، في لا مؤسسية تحالف الحرية والتغيير، التحالف الذي شكّل أجهزة الحكم الانتقالي ويفترض أن يراجع أداء هذه الأجهزة دوريا، وتتوجه تحديدا إلى قيادة التحالف، المجلس المركزي، باعتباره الجهة المطلوب منها التنفيذ، وتقترح عليه البدء في التحضير لعقد مؤتمر جامع للبناء المؤسسي للتحالف، وفق سقف زمني محدد، ثلاثة شهور مثلا، بعدها يمكن أن تستأنف الجماهير ضغطها عليه إذا لم تتم الاستجابة المطلوبة. والفكرة الجوهرية هنا، أن البناء المؤسسي لتحالف الحرية والتغيير هو مفتاح تحقيق مطالب الثوار في القصاص للشهداء، العدالة الانتقالية، بناء السلام، إكمال هياكل السلطة الانتقالية، إجازة قانون الحكم المحلي وانتخابات المجالس المحلية، إقالة المسؤولين والوزراء ضعيفي الأداء، هيكلة القوات النظامية، وبدء التحضير للمؤتمر الدستوري.
أدعو كل مكونات تحالف الحرية والتغيير، للتعامل مع هذه المبادرة القيمة، بكل الجدية المطلوبة.
د. الشفيع خضر سعيد
القدس العربي
لعل يا دكتور الشفيع خضر عراب حكومه حمدوك ان ابداع شباب الثوره الذى فجر هذه الثوره المجيده التى عجز عن تفجيرها الشيوعيه واشباههم من تجار الغوغائيات السياسيه سطر بدمائهم تاريخ نضالى سلمى بشجاعة. معظم هذا الشباب الغير منظم فجر ثوره تطلعاتها تغير على المستوى التحتى والفوقى واقامه الدولة الوطنيه الحديثه ودولة المواطنه بلا تميز ولكن لصوص السياسه من ارتزاقى السياسه تحت الطاولة من احزاب اليسار والطائفيه الرجعيه وهم جميعا اسواء من الكيزان والتيارات السياسيه من منظورى التغلقل الاندماجى فى المجتمع ومن ناحيه الانتهازيه الممتده فى الوسط الشمال النيلى الاسلاموعروبى سرقو ثوره شباب مبدع حر سلمى وشكلو حكومه كمنتج هبوط ناعم بمحاصصه شلليه جهويه هيمن عليها الشيوعيه وادعياء العروبه الاستعرابيه. ——عن اى احتفال تتحدث ولم يتم القصاص لمجرمى المذبحه الانسانيه لفض الاعتصام التى انت شريك اصيل فيها –كان ينبغى عليكم ان تحاسبو المتورطين فى جريمه فض الاعتصام ولاسيما بعد ما تم تحديد المتورطين من زبانيه العسكر والجنجويد وجزء من قحت ___ ولعل سلسله الفشل لحكومه حمدوك اقتصاديا وقضائيا وتامر العسكر وفرض حميتى لقوته المرهبه وفشلكم فى تطهير مؤسسات الدولة من الكيزان وتسليم المطلوبين جنائيا للمحكمه الدوليه كلها عوامل تؤدى الى سقوط حكومه الفشل الحمدوكى —–ولكن الشعب السودانى راهن على التحول السلمى نحو الديمقراطيه ودوله المواطنه والدوله الوطنيه الحديثه _______
اذاعة الثوره دي بقي با الشفيع خضر انت تبعد عنها ومنها خالص..
لا تحاول أن تلوث افكار الشباب والكنداكات ببدعة المساومه التاريخيه كما فعلت مع صنوك ورفيقك حمدوك الذي عجز تماما عن تحقيق مطالب الثوره واصبح يتأرجح ويتمرجح بين الهبوط الناعم والمساومه التاريخيه…
مواكب 30 بونيو ليست احتفالية كما ذكرت بل هي مواكب لتصحيح مسار الثوره التي انحرفت بسببك انت ومرافيد الحزب الشيوعي بالتعاون مع
امام البوخه والكيزان مجموعة غازي والافندي والمحبوب والمؤتمر الشعبي.
ابعد با شفيع عن شباب الثوره واذاعة الثوره وان كان لك امل ان تخاطب الثوار من اذاعة الثوره فذلك عشم ابليس في الجنه..
احتفالية قال!!!!!!!!
الحل يا دكتور الشفيع في طرحكم الواعي الحكيم.. والله لو رواندا وجنوب افريقيا لما جاءوا لمرحلة الانتقال عاشوا في نزاع داخلي ولغة كراهية زينا كان صف رغيفهم وصلنا هنا!!
نحن نحتاج لمجلس حكماء يقود البلاد وليس مجلس جداد الكتروني من البله وفاقدي العقل.. كلما رأى أحدهم نقدا موضوعيا للحكومة صاح كووز!
والله نحن لا كيزان ولا سياسيين لكن هذا المنزلق الذي يقود فيه المتطرفون أصحاب لغة الكراهية البلاد منزلق خطير.. انت يجب أن تعدم كل من أجرم وسرق ونهب وقتل بالقانون، ولكن تحرص على عدم النزاع والشقاق في صفوف البلد الذي نراه اليوم… دا يجر لي قدام ودا يجر لي ورا!!!
ليتكم دكتور الشفيع تبلوروا رؤيتكم الشجاعة فنحن محتاجين لمساومة تاريخية تشمل كل المسلمات التي ظللنا نعتقد فيها ونعمل بها منذ الاستقلال.. مساومة تشمل كل شئ وتراجع كل شئ وتنقل البلاد من فهم الى فهم ومن واقع الى واقع، وليس من هلالاب الى مريخاب!! ليتك تتبنى قيام مجلس حكماء.. فنحن أشد ما نكون اليه، نحن نحتاجه أكثر من المجلس التشريعي!
الجداد الالكتروني الذي يهاجمك هو من المتطرفين الذين يجيدون الصراخ والحلقمة ولا يستطيعون أن يأتوا بمبادرات تخرج البلاد من هذا النفق الفظيع الذي دخلت فيه. كل ما يستطيعون عمله هو صب المزيد من الزيت على النار ولكنهم بلداء بلداء بلداء في طرح أو حتى فهم أي مبادرة وطنية من غير التي تمليها عليهم أحزابهم المتطرفة!