صداقات عبسنجية

اليوم هو عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام واختليت بنفسي . من العادة ان اتذكر فيه العشرات من الاصدقاء وربما المئات الذين ربطتنا معهم الدنيا باواصر الصداقة . ولكن يبقي رباط صداقة الطفولة والشباب قويا ابدا . وللعباسية رباط عظيم .
الدكتور عز الدين آدم حسين كان من ربطتني به صداقة العباسية . كانت لنا خلافات ومعارك ونحن في سن الطفولة . وقديما كانت تلك المعارك تؤدي الى صداقات دائمة . وانا في الثانية عشر وعز الدين يكبرني قليلا الا انه اقل حجما ،وكانت هنالك معركة بين صديقي الشيخ اسماعيل ابو القاسيم ابن السردارية واحد ابناء العباسية فوق … ميدان الربيع حي عز الدين . وتحديت عز الدين . وكنت اتوقع ما عهدناه في الهجرة ودنوباوي وزريبة الكاشف ان يتهيأ الخصمان للمصارعة ، او اعطاء اشارة ,,ككجة ,,العين والا اعتبر الامر غدرا ولكن قوانين العباسية كانت مختلفة . والاطفال والكبار يجيدون الملاكمة في العباسية والموردة والرأس ,, الروسية ,, سيد الموقف . عز الدين طيب الله ثراه فاجئني بهجوم مباغت وطرحني ارضا. وصفق له ابناء العباسية فوق . كان هذا في الاجازة الصيفية امام بوابة عبد القيوم ونحن عائدون من النيل بعد السباحة وصيد السمك . وتصافينا بعدها وصرنا لا نفترق الى ان ذهبت الي براغ . ولحق بي في السويد بعد ان عمل فترة في السودان كطبيب ، بعد تخرجة من موسكو .

في امدرمان وفي اغلب مدن السودان قبل ظهور الطبقية والقبلية الكريهة لايهتم الناس في العباسية خاصة بقبيلتك او وضعك الاقتصادي . وزولك او صديقك هو من يواصل معك الدرب الي ان يضعك في القبر ويجلس لكي يتلقى العزاء او العكس . ولكن بسبب النميري وبعده الكيزان تفرق السودانيون .
في صباح اسكندنافي شاحب اتصل اخي الطيب سعد الفكي ليقول لي بصوت باكي … يا شوقي اخونا عز الدين مات البركة فيك . صادف تواجد الاستاذة محاسن كزام في السويد التي اخبرتني بأن عز الدين كان خارجا من بعض جيرانه في ليبيا مرتديا العراقي والسروال فقط ، ودهسة سائق متهور رحمة الله علي الجميع .
العم آدم حسين كان محاسبا في الزمن الذي كان المحاسبون يعدون . وكانت لهم دار جميلة بلون اصفر وبوابة حديدية كبيرة لادخال سيارة والدهم الذي كان يعمل في دائرة المهدي والمنزل في الركن الجنوبي الشرقي من ميدان الربيع . وكان عزالدين واغلب سكان منزلهم من المواظبين علي الصلاة .
وبما انه كان يفصلنا فريق عمايا فقط فلقد كنت التقي دائما بعز الدين لكي نذهب للنيل او لممارسة الملاكمة في نادي المريخ . وشلتنا كانت تضم توأم الروح بلة طيب الله ثراة والطيب سعد الفكي وعبد المنعم عبدالله حسن عقباوي ابن اخت العم عثمان السكي سيد السمك المشهور وزوج ابنته فيما بعد . وعثمان عبد المجيد علي طه وعبد الله ناصر بلال الذي كان اسطورة في السباحة ورواية النكتة وصنعها ومن مشاهير امدرمان وشقيق رفيق الدرب عثمان ناصر بلال . ويسكن علي بعد خطوات من آل ادم حسيين اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك عند قريبه الوالد عبدالرحمن عثمان خال توأم الروح بلة . كلو عباسية
وانا في السادسة عشر مع عز الدين وادريس جبارة كنا الوحيدين من امدرمان الذين تحصلنا علي كؤوس في المنافسات النهائية التي كانت في دار الرياضة الخرطوم لاول مرة .

كانت الملاكمة التي بدأت في امدرمان قد انتقلت للخرطوم لان اندية الكرة تركز فقط علي الكرة . وتمكن عز الدين من اللانتصار علي الاخ حيدر محمود الذي كان اسطورة في عالم الملاكمة وقتها مثل محمد فرج الله وجمعة عبد الغني وعبد اللطيف عباس وعلي عزمي سمارة والكثير من ملاكمي الخرطوم . كان غندهم المعدات الحديثة مثل كرة السقف والساندباق والقمشيلد واشياء لم تتوفرلنا . وقمنا بتفصيل احذية الملاكمة عند ود ابربح في زقاق المشحمة الذرية بفلوسنا وكنا ندفع اشتراكات شهرية.
في الالعاب المدرسية فاز عز الدين بسباق الضاحية وفاز شقيقه حسين ادم حسين في سباق المسافات القصيرة . وكان الاثنان يدرسان في مدرسة المؤتمر الثانوية التي صارت في خبر كان .وكانت من اجمل واميز المدارس الثانوية بعد ضم مدرسة الفلاح اليها في نهاية الخمسينات .
بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية كنت في المجلس البلدي مع شقيقي الشنقيطي بدري وعبد المنعم عقباوي وكان عز الدين قد استخرج رخصة لكشك مرطبات وصحف وعندما قلت له ان بناء كشك مترين في مترين قد يكلف العشرين جنيها في اقل تقدير . وهذا مبلغ كبير وقتها صدم عز الدين . وكان لحسن كشك للمرطبات مميز امام مكاتب السردارية القديمة بالقرب من المجلس البلدي كلف سبعين جنيها . عز الدين كان يقول انه فشل في الحصول على وظيفة لعدم وجود واسطة الا انه لن يظل عاطلا . وكان خاله قد اتي من الجزيرة ابا ويحب الصحف وسيدير الكشك . واعجبتني الفكرة .
كنت وقتها امتلك عدة كاملة للنجارة والنقاشة وبعض معدات البناء من مصطرين وطالوش ومحارة الخ . فوعدت عز الدين ببناء الكشك باقل التكاليف التي لم تكن موجودة . وكانت تلك من اجمل الايام التي قضيتها في حياتي . كانت حافلة بالمفارقات والنشاط واكتساب الخبرة .
تعلمت النجارة من اخي ورفيق دربي عثمن ناصر بلال الميكانيكي الذي كان يساعد والدة النجار . وتعلمت النقاشة من اخي طيب الله ثراه محمد فضل تية … . كاريل وتعلمت البناء البسيط والكهرباء بالممارسة وارشادات عثمان ناصر الذي كان جيدا في استخدام يديه . وبدانا العمل بمبلغ بسيط وبدا العمل داخل المنزل . وبدلا عن شراء الواح الخشب الغالية كنا نشتري الصناديق الخشبية من المتجر باسعار زهيدة للعرش . وتكامل الكشك وصبغناه باللون الاحمر والابيض . وبنينا ارضية في شارع الاربعين بين قدح الدم ومرفعين الفقرا .
وبعد ان جهزنا كل شئ انفجرنا ضاحكين . وضحك كل البيت حتى مهدي آدم حسين الطفل الصغير الذي كان يتابعنا بنظراته وهدوء ه طيلة الوقت ….كيف سيخرج الكشك من الحوش ؟ وكنا نحن اول الساخرين . وجدنا حلا بسيطا . احضرنا عربة كارو وعندما سأل العربجي عن الحمولة قلنا له كشك مرطبات . ورده كان … انت ياناس العباسية جنيتو ؟ وعندما شاهد الكشك اقتنع باننا مساطيل او مجانين .
وبما ان ميدان الربيع وقتها يمتلئ بلاعبي الكرة والمشاهدين فلقد طلبنا منهم المساعدة في اخراج الكشك بعد ان فرغوا من التمارين. وحسبها البعض نكتة بايخة . ولكن وسط السخرية والضحك والتندر وبقيادة محمد عثمان ابراهيم شوفي بجسمة القوي اصطف البعض خارج السور وكانت هنالك مجموعة داخل السور وفي دقائق كان الكشك على ظهر الكاروا . وصاحب الكارو يهز رأسه غير مصدق ويقول انه قد حمل كل شى حتي الجنائز ومعدات تقطير العرقي من مواسير وبراميل ، ولكنه لم يفكر يوما في انه سيحمل كشكا . وسار الجميع بجانب الكارو وهو يضحكون ويهرجون ، الي ان وضعوه على الصبة الني كان اغلبها من الطوب المكسر الذي جمعناه من مخلفات البناء .
في الصباح عندما كنا نريد ان نركب الدساتير الاربعة التي تثبت اركان الكشك الى الارض ، كان من ينتظر المواصلات يسألنا مستغربا كيف تمكنا من بناء الكشك في ليلة واحدة ؟ واذا بنيناه بعيدا كيف رحلناه ؟ وتبدا التريقة والسخرية وبعض الضحك .
بعد بناء الكشك واجهنا العيد واراد آل آدم حسين طلاء الغرفة الخارجية بالقرب من الصالون الكبير . وكان اقل عرض تلقوم هو 3 جنيهات مواد ومصنعية . وجادلت المعلم الذي كان يقول ان سعره الارخص لان المواد تكلف جنيهين . عبارة عن اربعة كيلوجرامات من الاذبداج الناصع والكيلوبعشرين قرشا ويحتاج لزجاجة زيت اسفال لصبغ الجزء الأسفل من الحائط ليقيه من الماء عند مسح البلاط الخ . ويحتاج للصمغ المبثور لتثبيت الاذبداج والالوان والكيلو من اللون يساوي عشرين قرشا , ويحتاج لبعض الرمل لسد الشقوق والثقوب والرمل يخلط بالصمغ ويترك يوما كاملا لكي يجف .
كنت قد تعلمت من الاسطوات انه بدلا عن الاذبداج يمكن شراء جوال صغير حوالي 6 كيلوجرامات من جير امدرمان الذي يبل لمدة يوم . وقمنا بهرسه بالأيدي وتصفيته بسلك النملية والسعر بين 6 الى 7 قروش . وبدلا عن اللون الاصفر يكفي شراء نصف رطل من الزرنيخ وبعد خلطه بجير امدرمان لا يلاحظ الفرق من اللون الاصفر العادي . ولكن الجزء العالي من السقف يجب ان يكون من الاذبداج لكي يكون ناطعا ويعرف بالوظرة . وزيت الاسفال يمكن شرائه ب15 عشر قرشا من عبد العزيز صاحب المغلق بجوار زريبة العيش وهذا السعر للنقاشين . ولم يكلف الامر جنيها واحدا. ودعت لنا والدة عزالدين ….الرحمة للجميع .
قبل ذهابنا الي اوربا كانت هنالك حفلة شاي صغيرة في العباسية عتالة بين فنقر تامة وفلاتة في منزل الاخ التجاني حسين لا تزال ذكراها ووجوه الاحباب ماثلة امامي . وقال الشنقيطي ردا علي كلمات الوداع … سنتراسل والخطاب نصف المشاهدة . ما اروح السودان … ….العباسية والعبسنجية .
تواصلت مراسلاتي مع عز الدين . وكان سفرنا في يوم الجمعة 18 سبتمبر وكان هذا شهرا قبل اكتوبر المجيدة وكانت تأتيني الخطابات التي تصف الاحداث خاصة من الحبيب الطيب سعد وعزالدين الذي ارسل لي صورته الاولى تمثله وهو جالس في حديقة الحيوان . والسبب هو انه تحصل علي وظيفة في الادارة المركزية بالقرب من حديقة الحيوان التي يحتل محلها فندق القذافي اليوم . وكان الموظفون يدخلون الحديقة للأكل في البوفيه بدون دفع الرسوم التي كانت قرشين فقط . ولا تغطي مصاريف الادارة ولكن الدولة كانت مسؤولة عن رفاهية المواطن .
وانا في وسط ثلوج شمال بوهيميا حيث ندرس اللغة التشيكية كنت اتطلع في صورة عز الدين التي لا ازال احتفظ بها وستكون في ذيل المقال وعلي ظهرها مكتوب … استديو طارق بحدبقة الحيوان بالخرطوم …. المصور خوجلي محمود . وكنت اغمض عيني واتخيل الوطن . اليوم افكر في تلك الايام واين هو المصور خوجلي عثمان الذي له جزيل الشكر للخدمات التي قدمها وحفظت التاريخ والذكريات ؟ بارك الله فيه وصاحب الاستديو . والصورة الثانية تمثل عز الدين طيب الله ثراه وهو يشارك في مظاهرات اكتوبر وهو الاخير على اليسار . وكنت احمل شهادات عز الدين لكي اقدمها للجامعة في براغ . ولكنه حظي ببعثة كاملة لدراسة الطب في موسكو وكنا نتواصل وحضر من موسكو لزيارتي في براغ وقضينا وقتا جميلا استعدنا فيه ذكريات العباسية .
عندما عمل عز الدين في الاقاليم قال احد سكان البلدة في شمال السودان عند وداعة ……انه الدكتور الذي عاش وسط الناس وكان يخم معهم التراب ويحمل الطوب . وتذكرت في العباسية انه في حالة نفير لبناء كعادة شباب العباسية كان من اللازم تكسير الحائط الذي انهار وصار كتلا من اللبن لاعادة البناء. وحمل الاخ سمير عبيد كتلة … ,,درابة ,, كبيرة اراد تحطيمها بكتلة اخري ولم ينتبه ليد عز الدين وافقد هذا عز الدين طرف اصبعة الاوسط .
عاد عز الدين من الاتحاد السوفيتي وكان قد اجاد كثيرا من ضروب الرياضة منها البادمنتون والتنس وواصل عطاءه في تدرين الناشئين والشباب في ميدان الربيع الذي صار مركزا كاملا محاطا بسور . وكاغلب من درس او عاش في الاتحاد السوفيتي صار عز الدين بارعا في الشطرنج . كانت به سجالات مشهودة .
ما ان التقين بالاخ حسن عريبي من حي العرب في سنة 1970 في كوبنهاجن ، حتى حكي لي عن احد ابناء العباسية الذي جمعة بهم تمرين كرة قدم . وحسن كان من لعيبة فريق حي العرب . وابن العباسية كان ضيفا علي احد ابناء حي العرب . وبسبب اطدام ابن العباسية بأحد اللاعبين المشهور بحبه للعراك حتي اندفع لتاديب الغريب . وكان صديق الغريب يحذره من خارج الميدان والمشاغب كان في داره ولم يهتم . وعندما كان الرد بوابل من الضربات السريعة امسك المشاغب بوسط غريمه ودفن راسه في وسط الغريم ليتفادى الضرب . واتته مجموعة من الضربات من خلف ظهر ابن العباسية . وافلت المشاغب غريمة وهو يصرخ ده ..جنتوه من وين . فقال له من كان يحذره …. انا ما بقول ليك دة بطل الجمهورية بس انت شايفه قليل . والمقصود كان عز الدين طيب الله ثراه . واخبرت حسن ان عز الدين صديقي وبعد التمرين صار الجميع من الاصدقاء . وعندما حضر عز الدين للسويد صار يجتر تلك الذكريات مع حسن عريبي .
في احد الايام اخذ عز الدين شقيقه حسين آدم حسين الي المستشفي وكان يشرح للطبيبالامتياز ان حسين .. دراوزي ويقصد انه مدروخ. فشخط فيه الطبيب طالبا منه عدم الفلسفة وان يترك المريض ليتحدث . وتصادف دخول طبيب يعرف عزالدين فحياة وقام طبيب الامتياز الذي لم يكن من امدرمان بالاعتذار الذي تقبله عز الدين باريحية .
رحم الله اخي عز الدين كانت لنا خلافاتنا . ولكن لنا ذكريات عظيمة . و امنا امدرمان ارضعتنا كل ما هو جميل . عبد الرحيم علي حمد سكن علي بعد امتار من عز الدين وحسين آدم ، كان عبد الرحيم فردة شقيقي الشنقيطي منذ الاولية . كنا نهاب الشنقيطي ولا نجرؤ علي ملاسنته .وكان يقوم بضربي وانا اكبر منه حجما وتفرقنا سنتان . وكانت والدتي تشكو الشنقيطي لعبد الرحيم . وكان عبد الرحيم الرجل الوحيد الذي يستطيع توبيخ الشنقيطي بجانب اخته نضيفة التي نحترمها ونخشاها جميعا الرحمة للجميع . وكنا نعتبر والدة عبد الرحيم الخالة بت السماني كوالدتنا ونعتبر حمد علي حمد ومحمد علي حمد كإخوتنا الكبار . كانت اسرنا تتزاور بسبب صداقة الاثنين . ولهذا نحن عبسنجية .


[url]http://i.imgur.com/0y11bXD.jpg[/url] الصورة الاول تمثل الدكتور عز الدين آدم حسين في حديقة الحيوان والثانية تمثل عز الدين في مظاهرات اكتوبر. وهو الاخير على الشمال .

[url]http://i.imgur.com/6lxEaEU.jpg[/url]

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا رائع,,
    -أُمدُرمان لا تزال صامدة أمام الكيزان وعاديات الأيام والهجمات العنصرية.
    حافظت أُمدرمان على نسيجها الإجتماعي المتفرد.وعشت كتير وبتحاوم فى أُمدرمان كتير ودايما لما أكُون فى الخرطوم بكون ساكن أُمدرمان.فما سمعت أبدا أمدرماني بقول أنا جعلي أنا شايقي أنا نوباوي أنا جنوبي..والحاصل أن أُمدُرمان تمثل الهوية السودانية التى تجب أن تكون.
    صحيح,,
    -هُناك بعض الأحياء القديمة خارج أُمدُرمان تلاشت فيها القبلية تقريبا.مثل الديوم بحري وحلة حمد والخرطوم 2.وبعض المدن كالأبيض والقولد فى الشمالية أيضا.
    نأمل أن نرى السودان صُورة مكبرة من أُمدُرمان.بحيث تتلاشي القبيلة وتذوب فى الوطن.

  2. لله درك ياشوقي … ماشاء الله على الذاكرة القوية … لقد سمعت معظم هذة الحكاوي الجميلة من اخواني الكبار الفاتح سعيد (اخو الفاضل) ومحجوب خال العيال والمعز الجمري على ما اعتقد والرجل القانوني هادي الطباع الفاضل شبيكة وكمال سنيه عندما كان يأتي لمكتب أستاذي غازي سليمان … امدرمان تلك البوتقة التي تمازجت فيها كل عناصر السودان العرقية العريقة فتضوع منها هذا العبير الراقي وانت احد عناصره … ولكن اخي شوقي هل ظل الحال كما هو في الفترة الأخيرة ؟؟؟؟ فترة من هم تكالبوا على تفكيك نسيجنا الإجتماعي … لك الود

  3. إلى أستاذنا شوقى بدرى وإلى كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن
    إلى الطيبين من أهلنا

    بعنوان هل تدرون من نحن؟؟؟

    نحن جيل لم ينهار نَفْسِيَّامن عصا المعلم…ولم يتأزم عاطِفيّا من ظروف العائلة ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا وحبوباتنا ..ولم نبكى خلف المربيات عند السفر ..

    نحن جيل لم ندخل مدارسنا ومعنا هواتفنا النقالة..ولم نشكو من كثافة المناهج الدراسية .. ولا من حجم الحقائب المدرسية ..ولا كثرة الواجبات المنزلية..

    نحن لم يستذكر لنا أولياء أمرنا دروسنا ..ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية..
    وكنا ننجح بدون دروس تقوية ولا مدرس خصوصى ولا وعود دافعة للنجاح والتفوق..
    نحن جيل لم نرقص على أغانى السخف..
    وكنا نقبل المصحف عند فتحه وعند غلقه..

    نحن جيل كنا نلاحق بعضنافى الطرقات القديمة بأمان…ولم نخش مفاجآت الطريق..
    ولم يعترض طريقنا لص ولا مجرم ولا خائن وطن….

    نحن جيل كنا ننام عند إنطفاء الكهرباء فى فناء المنازل…ونتحدث كثيرا ونتسامر كثيرا …ونضحك كثيرا ..وننظر إلى السماء بفرح ..ونعد النجوم حتى نغفو..
    نحن جيل كنا نلوح بكفوفناللطائرة بفرح…ونحى الشرطة بهيبة..

    نحن جيل كان للوالدين فى داخلنا هيبة ..وللمعلم هيبة..وكنا نحترم سابع جار..ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة …

    إهداء لك أستاذنا ولمن عاش تلك اللحظات الجميلة..

  4. هذا رائع,,
    -أُمدُرمان لا تزال صامدة أمام الكيزان وعاديات الأيام والهجمات العنصرية.
    حافظت أُمدرمان على نسيجها الإجتماعي المتفرد.وعشت كتير وبتحاوم فى أُمدرمان كتير ودايما لما أكُون فى الخرطوم بكون ساكن أُمدرمان.فما سمعت أبدا أمدرماني بقول أنا جعلي أنا شايقي أنا نوباوي أنا جنوبي..والحاصل أن أُمدُرمان تمثل الهوية السودانية التى تجب أن تكون.
    صحيح,,
    -هُناك بعض الأحياء القديمة خارج أُمدُرمان تلاشت فيها القبلية تقريبا.مثل الديوم بحري وحلة حمد والخرطوم 2.وبعض المدن كالأبيض والقولد فى الشمالية أيضا.
    نأمل أن نرى السودان صُورة مكبرة من أُمدُرمان.بحيث تتلاشي القبيلة وتذوب فى الوطن.

  5. لله درك ياشوقي … ماشاء الله على الذاكرة القوية … لقد سمعت معظم هذة الحكاوي الجميلة من اخواني الكبار الفاتح سعيد (اخو الفاضل) ومحجوب خال العيال والمعز الجمري على ما اعتقد والرجل القانوني هادي الطباع الفاضل شبيكة وكمال سنيه عندما كان يأتي لمكتب أستاذي غازي سليمان … امدرمان تلك البوتقة التي تمازجت فيها كل عناصر السودان العرقية العريقة فتضوع منها هذا العبير الراقي وانت احد عناصره … ولكن اخي شوقي هل ظل الحال كما هو في الفترة الأخيرة ؟؟؟؟ فترة من هم تكالبوا على تفكيك نسيجنا الإجتماعي … لك الود

  6. إلى أستاذنا شوقى بدرى وإلى كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن
    إلى الطيبين من أهلنا

    بعنوان هل تدرون من نحن؟؟؟

    نحن جيل لم ينهار نَفْسِيَّامن عصا المعلم…ولم يتأزم عاطِفيّا من ظروف العائلة ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا وحبوباتنا ..ولم نبكى خلف المربيات عند السفر ..

    نحن جيل لم ندخل مدارسنا ومعنا هواتفنا النقالة..ولم نشكو من كثافة المناهج الدراسية .. ولا من حجم الحقائب المدرسية ..ولا كثرة الواجبات المنزلية..

    نحن لم يستذكر لنا أولياء أمرنا دروسنا ..ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية..
    وكنا ننجح بدون دروس تقوية ولا مدرس خصوصى ولا وعود دافعة للنجاح والتفوق..
    نحن جيل لم نرقص على أغانى السخف..
    وكنا نقبل المصحف عند فتحه وعند غلقه..

    نحن جيل كنا نلاحق بعضنافى الطرقات القديمة بأمان…ولم نخش مفاجآت الطريق..
    ولم يعترض طريقنا لص ولا مجرم ولا خائن وطن….

    نحن جيل كنا ننام عند إنطفاء الكهرباء فى فناء المنازل…ونتحدث كثيرا ونتسامر كثيرا …ونضحك كثيرا ..وننظر إلى السماء بفرح ..ونعد النجوم حتى نغفو..
    نحن جيل كنا نلوح بكفوفناللطائرة بفرح…ونحى الشرطة بهيبة..

    نحن جيل كان للوالدين فى داخلنا هيبة ..وللمعلم هيبة..وكنا نحترم سابع جار..ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة …

    إهداء لك أستاذنا ولمن عاش تلك اللحظات الجميلة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..