أخبار السودان

في التنك: هذه الأمراض وتلك السياسات

في التنك 20

هذه الأمراض وتلك السياسات

بشرى الفاضل
[email protected]

طفل في الخامسة من عمره ذهب مع والده يوسف عوض الجيد من قرية ودالبر من محلية ودرعية إلى الحواشات القريبة حيث كان أمثاله من الأطفال يسعدون بالذهب إلى (الخلاء) باعتباره فسحة
و بخضرة الحقول وخصوصاً في المساحات المخصصة لزراعة الخضروات التي يسميها المزارعون الجنائن. الطفل المسكين قطف (بنبونة) بصلة خضراء أعجبته وأدخلها في فمه وامتصها . وسرعان ما تسربت المبيدات السامة إلى دمه .ذلك الطفل مات قبل أن يصل إلى أقرب مركز صحي وكان على بعد ثلاثة كيلومترات.هذه القصة حقيقية وقد سمعتها من والد الطفل الذي أعرفه شخصياً. قال لي إن موت والده تم بسرعة لا تصدق.ولولا أنه كان بالقرب من الطفل لظن أن الطفل لدغه ثعبان سام.
يتم رش المبيدات في حقول الجزيرة دون ضوابط .فإن كان ذلك يتم بواسطة المزارعين أنفسهم فلا عذر للجهات الإدارية المسئولة.ثمة أضرار بصحة الإنسان والحيوان تستوجب القوانين الصارمة والمتابعة. ويتحدث المواطنون في الجزيرة كثيراً عن تفشي الأمراض كالسرطان وأمراض الكبد فضلاً عن الأمراض الأخرى التي تنقلها الحشرات فبالجزيرة كما نعلم أمراض مستوطنة كالبلهارسيا والملا ريا والتايفويد .
بيئة الجزيرة .وكل المناطق الزراعية بالسودان تشكو من أحوال مماثلة. ولو أردنا أن نتحدث عما يوحدنا نحن السودانيين في السودان الشمالي والسودان الجنوبي؛ فهو ليس اللغة طبعاً ولا الدّين لكن ما يوحدنا هو البعوض إن لم توحدنا الملا ريا وحدها .ولننظر في تجربة أريتريا القريبة منا فقد قضوا هناك على الملا ريا فيما تقول بعض الأوساط الدولية. سياسات صحة البيئة في السودان منذ الاستقلال ليس لها منهج علمي رصين ومثابر يقود إلى القضاء على الأمراض المستوطنة التي أزهقت ملايين الأرواح وأضرت بالاقتصاد.هذه السياسات أداؤها موسمي وعشوائي وإمكاناتها شحيحة وصلاتها الدولية ضعيفة ومتابعتها للمنجزات الدولية في هذا الشأن أضعف ولذا فهي تستوجب الضرب.

تعليق واحد

  1. هذه السياسات لاينفع فيها الا ضرب واضعيها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..