أخبار السودان

أزمة وقود وخبز بعد فرض الحظر… وعود حكومية بحل الأزمة مطلع شهر رمضان

تعيش العاصمة السودانية الخرطوم أزمة حادة في السلع الضرورية لا سيما الوقود والخبز وغاز الطهي، بعد ثلاثة أيام من دخول حظر التجوال الكامل حيز التنفيذ، في وقت حذرت فيه لجنة الأطباء المركزية من انهيار الخدمات الطبية نتيجة للضغط عليها، بسبب ارتفاع عدد المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا.

ورصدت «القدس العربي» في جولتها في أحياء أمدرمان والخرطوم، صفوفا طويلة جدا أمام المخابز للحصول على الخبز، فيما شهدت محطات الوقود اكتظاطا غير مسبوق، حتى أن البعض قضى ليلته في المحطة، ما قاد لأن تطلق الشرطة والقوات الأمنية الغاز المسيل للدموع، وقامت بتفريق المواطنين بالقوة الذين احتجوا على عدم قيام محطات الوقود بتزويدهم بالبنزين.

وقررت حكومة ولاية الخرطوم إغلاق جميع محطات الوقود باستثناء 9 محطات خصصت للعربات العاملة في الطوارئ، لتعلن بعدها شرطة الولاية أنها ستقوم بإخلاء المحطات من صفوف العربات، وذلك اتساقاً مع قرار حظر حركة المرور.

وشهدت منطقة السوق المركزي للخضار جنوب الخرطوم احتجاجات محدودة وأخرى مشابهة جنوب الخرطوم في حي الكلاكلة الطرفي، وفي مدينة بحري شمال العاصمة حسب شهود عيان أكدوا أن الاحتجاجات كانت قليلة العدد، وسببها ندره الخبز وغاز الطهي.

مصدر في وزارة المالية والاقتصاد أكد لـ «القدس العربي» ، «وعي الحكومة لطبيعة الأزمة ما قاد لاجتماع في الوزارة ضم رجال أعمال من القطاع الخاص حيث تم تكوين محفظة بين القطاع الخاص ووزارة المالية ومساهمات مالية بـ100 مليون دولار لتوفير كل أنوع الوقود من بنزين وغازولين وفيرنس لشركات الكهرباء فيما تعهدت بعض الشركات الخاصة بتوفير احتياجات البلاد في الفترة المقبلة».

وزاد، دون أن يذكر اسمه : «هذه الأزمة من كافة جوانبها إلى زوال تماماً، مطلع شهر رمضان الحالي، بعد إرسالنا مبلغ 80 مليون دولار اليوم (أمس)، وقد وصلت للشركات التي تعاقدنا معها والآن تحركت 3 بواخر غاز وغازولين وبنزين إلى الميناء وستبدا في تفريغ حمولتها، كما تبرع أحد رجال الأعمال بباخرة فيرنس للكهرباء وهي في طريقها للميناء». وأضاف «المشكلة أن التحويلات البنكية تستغرق وقتا طويلا من الإجراءات بسبب وضع السودان في قائمة الإرهاب».

وتابع: «بالنسبة للقمح هو متوفر في الحقول ونحتاج وقتا لنقله للمطاحن، و شراء الغازولين سيسرع الأمر».
ويمضي المواطن حسن أحمد، ساعات الصباح المسموح بها لكسر الحظر وقوفا في الصف للحصول على 30 رغيفا لا تكفي أسرته لوجبة واحدة، من أحد المخابز في حي الدوحة في أمدرمان.

وقال لـ«القدس العربي: «حجم رغيف الخبز ضئيل جدا رغم أنهم ضاعفوا سعره لجنيهين، وظننا أن ذلك سيوفره، لكن مع ذلك هو غير متوفر، ومحافظ على حجمه الذي لا يكفي طفلا عمره عام أو عامان».
وزاد»هم يقولون إنهم سيقللون ساعات كسر الحظر أكثر مما هي عليه الآن ويأمروننا بالبقاء في منازلنا، كيف سنبقى بلا رغيف أو غاز الطهي الذي وصلت عبوته المتوسطة الى مبالغ خيالية، وهو معدوم أيضا، إذا بقينا في منازلنا على هذه الحالة سنموت من الجوع قبل مرض كورونا».

وكانت شوارع الخرطوم بدت كأنها بلا حظر تجوال قائم في المدينة، حيث ملأت السيارات الطرقات، وأكد أصحابها أن جميعهم لديهم تصاريح مرور، حيث توزعوا ما بين رجالات القوات النظامية والعاملين في القطاع الصحي والصناعات الغذائية والمصارف والمرتبطين بأعمال الحكومة الجديدة.
وبين والي الخرطوم المكلف يوسف آدم الضي أن هناك «اتجاها واردا لتقليل ساعات السماح بالتدرج إذا استمرت الحركة الواسعة والاكتظاظ داخل الأحياء رغم وجود وعي متنام للاستجابة لأوامر الإغلاق»
وبشأن مشكلة الخبر، أقر بنقص حصة الولاية من الدقيق في الأسبوع الماضي، لكنه أكد أنه «بدأ تخفيض النقص». وتوقع أن تزيد الحصة باستمرار حتى تنتهي المشكلة.

وثمن تجربة لجان المقاومة ولجان التغيير والخدمات في توصيل الخبز للمواطنين في منازلهم، ودعا إلى تعميمها.

وفيما يتعلق بالغاز، كشف عن خلل في توزيع الغاز في الميادين أدى إلى تكدس المواطنين بما يتعارض مع مطلوبات الحظر، وكشف عن اتصالات على عدة مستويات لعلاج هذه المشكلة.

وأعلن أن الترتيبات جارية لتقديم دعم عيني لسكان الأطراف الذين لا تتوفر لديهم منافذ للبيع.
ونفذت السلطات في الخرطوم حملات واسعة لضبط تفلتات كسر حظر التجوال في الأسواق والمحلات التجارية ومن بعض الأفراد والعمالة اليومية في الشارع العام.

وكشفت إدارة المخالفات عن رصدها لمزاولة البعض لمهن غير مصرح لها بالعمل خلال فترة السماح للمواطنين بشراء احتياجاتهم الضرورية، حيث تم ضبط عدد من المطاعم والمغاسل ومحلات تصليح السيارات وتغيير الزيوت والبناشر.

إلى ذلك، حذرت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها فجر أمس الإثنين، من الانهيار الكامل للنظام الصحي في السودان، نتيجة نزف الكوادر الطبية لعدم توفر معينات العمل والحماية الشخصية اللازمة في مواجهة كورونا.

وقالت إن «خط الدفاع الأول في ظل هذه الجائحة يحتاج معينات العمل اللازمة للقيام بدوره المنوط به تجاه شعبه وأهله».

وزادت أن «نزف الكوادر قد بدأ بالفعل نتيجة لعدم توفير معينات العمل والحماية الشخصية اللازمة بالإضافة لغياب نظام الفرز البصري، وإذا استمر الحال كما هو عليه فقد نصل للتوقف التام وانهيار النظام الصحي ككل».

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..