أخبار السودان

آل عمارات.. آل!!

عثمان ميرغني
مساء أمس كُنت في طريقي بشارع أفريقيا بالخرطوم (شارع المطار) فاضطررت للانعطاف يميناً إلى داخل حي (العمارات) في طريقي إلى شارع الملك عبد العزيز (يطلقون عليه شارع النص).. هي مسافة لا تزيد عن كيلو متر واحد.. تبدو فيها عبقرية الواقع السُّوداني.. كيف؟ سأشرح لكم لكن بعد أن أعود بكم (فلاش باك).. للماضي!!

كَانَ يا مكان في قديم الزمان جنرال اسمه إبراهيم عبود، لما تشاجر السَّاسة وانشبوا أظافرهم في رقاب بعضهم البعض، للدرجة التي كادوا يُعلنون فيها حالة الطوارئ في البلاد بعد أقل من عامين من خُرُوج المُستعمر البريطاني.. تَسلّم الجنرال عبود الحكم بالتراضي، ذهبت إليه القيادة المدنية في البلاد وتوسّلوا إليه، ثُمّ بكوا بين يديه لما استعصم بقُدسية وظيفة الجيش في حماية البلاد، وافق وتَسلّم الحكم، وأنجز في ست سنوات ما نعيش عالة عليه حتى اليوم.. وليس هذا موضوعي!!

ما أقصده؛ هو أنّ الجنرال عبود في سياق تطوير مدينة الخرطوم لتكون في مصاف كل العواصم المُحترمة، شيّد حيّاً جميلاً أهم ما فيه نظام صرف صحي حديث، ومن فرط دَهشة الناس حينها لروعة الحي أطلقوا عليه (العمارات)..

الآن وبعد مُرُور قرابة الستين عاماً بالتمام والكمال على إنجاز الفريق إبراهيم عبود؛ أدعوك لزيارة هذا الحي..

عبرت أمس بسيارتي في الشوارع الداخلية لهذا الحي الذي أرادوا به تشييد أنموذج يُحتذى في بقية أنحاء العاصمة.. والله العظيم لا فرق بين ?العمارات? و?الدروشاب? و?أمبدات? و?مايو? وأخواتها إلا في انتحال الاسم الفخيم.. (وحتى لا يغضب سُكّان المناطق التي ذكرتها أضيف إليهم ?والخِليلة? قريتي)!!

مياه الأمطار حوّلت الشوارع التي كانت مُسفلتة إلى أحواض سباحة بماء طيني سميكٍ.. والمجاري المَكشوفة تحوّلت إلى فخاخ ومصائد للسيارات.. و?العمارات? تحوّلت إلى مُجرّد جُزُر أسمنتية مُحاطة بالماء الآسن من كل جانب.

لا أقصد من هذا (الحكي) أن أعرض لكم صورة لحي الأثرياء في الخرطوم الذي لا يُعادل أفقر حي في أفقر عاصمة في العالم.. لكني فقط أريد تثبيت (حال البلد).. الذي استثناء من كل بلاد الدنيا يسير عكس عجلة التاريخ.. تبدأ المدن فقيرة صغيرة، وتنبت وتترعرع مع الزمن لتكبر وتتجمّل.. إلا في بلادنا التي تبدأ الأشياء فيها حديثة مُتطوِّرة بمَقاييس زمانها ولا تفتأ تَتحرّك ضد الزمن لتصبح مُتخلِّفة بائسة..

هل يُصدِّق أحدٌ أنّ عاصمتنا المثلثة ليس فيها مجاري صرف صحي! ولا سطحي! وأنه في كل يوم تشرق فيه الشمس يثقب الناس عشرات الآبار التي تخترق جوف الأرض لتخلط مياه الشرب النقية بمياه الصرف الصحي (السايفون).. عاصمة تسبح الآن فوق بحيرة من الصرف الصحي المبثوث مُباشرةً إلى جوف الأرض..

والمصيبة الأكبر.. إنّه ليس في خُططنا العشرية ولا الربع قرنية أيِّ مشروعات لتنفيذ نظام صرف صحي يحترم البيئة كعواصم الدنيا..!

التيار

تعليق واحد

  1. لدينا خطط لإدخال الطاقة النووية 2030، وأخرى لتصنيع الطائرات .. تجي تقول لي صرف صحي وبالوعات وقاذورات يا عثمان ميرغني؟

  2. نقول شنو الشكوى ل الله ما باليد حيلة عهد عبود لن يتكرر ابدا من هنا ول قدام غير العفن والمرض مافى شئ الحكومة غير الكلام ما عندها لينا شئ فعل ما فى والعاجبو عاجبو والما عاجبو يضرب راسو بالحيط .

  3. الابار التي يقومون بحفرها بطريقه غير صحيحه اصبحت مصدر دخل لعربات الشفط التي انتشرت بطريقه مبالغ فيها تقوم منذ الصباح الباكر علي روائح كريهة ليست هناك متابعه من الجهات المختصه لردمها اوصيانتها

  4. هم فاضيين.
    ديل رعاع والله بمعنى الكلمة لا طموح لهم وافكار مستنيرة. والله ما كنت اعتب على البشير لو طور السودان زي ماليزيا ونهب واكل من مال السحت هو واسرته، لان أهلنا الطيبين بقولوا الخدام لقام يعني البشتغل بيأكل، لكن سجم الرماد ديل لا ما خدمونا ولحسوا صوابعينا خلونا اصبعنا ملحوس ونحن نان نلحس شنو.
    يا ريت لو كان طوروا الزراعة والصناعة والرعي والرعاية الصحية والتعليمية وكل نواحي الحياة، كنا اعطيناهم سلام تعظيم.

  5. ياباشمهندس أنا فتحت الماسوره , المويه رائحتها قرف وصرف صحى , شىء غيرمعقول ,, عفانه عديل بتطلع من الماسوره ,, يعنى كل المياه مخلوطه بالمخلفات الآدميه والصرف الصحى ,,وده كله فى أعرق وأرقى أحياء العاصمه

  6. اليوم كتابتك زينه .امس كانت شينه.الامر طبيعي ودا حال الدنيا ..

    بمناسبة الفريق عبود رحمة الله عليه كان احسن رئيس حكم السودان .رجل محترم من جميع الدول.امريكا واوروبا وووو الخ.

    سبب سقوطه هذه الثوره اللعينه المسماه افكا بثورة اكتوبر المجيده.
    وبعدها بدأ انهيار البلد الي اليوم .
    اسأل الله جل جلاله عدل الحال ..

  7. شعار عبود للشعب السودانى كان ” أحكموا علينا بأعمالنا ” للأسف الناس كانوا مروقين تعليم علاج تنمية زراعة مشروع الجزيرة سكك حديد كل شيء ماشى تمام, الناس بعد ما انبسطت قالوا نجرب نعمل ثورة, شالوا أصبعهم طبظوا بيهو عينهم.

  8. كتبت في هذا الموضوع عدة مقالات بصحيفتكم (التيار) وىخرها كان بعنوان (قنبلة موقوتة). توجد بمكتبة المقالات وكتاب الأعمدة (الراكوبة).

  9. الأخ الحبوب صلاح

    لقد راق لى تعليقك ولكن أسمح لى بوضع بعض المساحيق:
    ليس هناك تخطيط أصلا لأكتوبر لأنه ماكان هناك اصلا مظاهرات تندد نظام عبود بل كانت هناك محاولات إنقلابيه…لم تكن هناك مظاهرات لأن الوضع المعيشى كان آخر بحبحه وقتها.
    فقط كانت هناك ندوه عاديه من الندوات التى تقيمها جامعه الخرطوم ولولا التقدير والتصرف الخاطئ من البوليس كعادته لما كانت هناك أكتوبر الذى تمادى وبقيادة مديره الأحمق الأرعن المتهور أبارو وكما تعلم لكل فعل رد فعل مساوى فى القوه ومعاكس فى الحركه وما زاد الطين بله أغتيال الطالب أحمد القرشى طه الذى كان أحد منظمى تلك الندوه عرفت هذه المعلومه من صديق حبيب دفعة القرشى وكان حاضرا تلك الندوه عكس ما كنت أتصور مثل بعض السذج وبدون تفكير بأن القرشى كان خاتى بشكير فى كتفه ماشى الحمام جاته طلقه طايشه….ولذلك أغتيال القرشى (ليس بطلقه طائشه) وإنما من مسافه قريبه جدا شوت تو كل..هو الذى اشعل اكتوبر على حسب تقديرى لأن الناس وقتها لم تستوعب أغتيال طالب وكمان داخل حرم الجامعه ولذلك تنادت الجموع من كل مدن السودان حتى لا يخمد لهيب الثوره لما كانت النفوس طيبه والشعب السودانى على قلب رجل واحد مش زى هسع اكثر من 200 زهقت أرواحهم بكل بساطه ولا حياة لمن تنادى.

    لذلك كنت دائما اقول اكتوبر قامت نتيجة ترف فكرى ليس إلا

  10. المقال ده برعاية الأمن والاستخبارات للتمهيد للانقلاب العسكري المصري – الأماراتي – السعودي الوشيك !!! ، لاحظ للمعلقين وعلى راسهم الأمنجي عودة ديجانقو

  11. لدينا خطط لإدخال الطاقة النووية 2030، وأخرى لتصنيع الطائرات .. تجي تقول لي صرف صحي وبالوعات وقاذورات يا عثمان ميرغني؟

  12. نقول شنو الشكوى ل الله ما باليد حيلة عهد عبود لن يتكرر ابدا من هنا ول قدام غير العفن والمرض مافى شئ الحكومة غير الكلام ما عندها لينا شئ فعل ما فى والعاجبو عاجبو والما عاجبو يضرب راسو بالحيط .

  13. الابار التي يقومون بحفرها بطريقه غير صحيحه اصبحت مصدر دخل لعربات الشفط التي انتشرت بطريقه مبالغ فيها تقوم منذ الصباح الباكر علي روائح كريهة ليست هناك متابعه من الجهات المختصه لردمها اوصيانتها

  14. هم فاضيين.
    ديل رعاع والله بمعنى الكلمة لا طموح لهم وافكار مستنيرة. والله ما كنت اعتب على البشير لو طور السودان زي ماليزيا ونهب واكل من مال السحت هو واسرته، لان أهلنا الطيبين بقولوا الخدام لقام يعني البشتغل بيأكل، لكن سجم الرماد ديل لا ما خدمونا ولحسوا صوابعينا خلونا اصبعنا ملحوس ونحن نان نلحس شنو.
    يا ريت لو كان طوروا الزراعة والصناعة والرعي والرعاية الصحية والتعليمية وكل نواحي الحياة، كنا اعطيناهم سلام تعظيم.

  15. ياباشمهندس أنا فتحت الماسوره , المويه رائحتها قرف وصرف صحى , شىء غيرمعقول ,, عفانه عديل بتطلع من الماسوره ,, يعنى كل المياه مخلوطه بالمخلفات الآدميه والصرف الصحى ,,وده كله فى أعرق وأرقى أحياء العاصمه

  16. اليوم كتابتك زينه .امس كانت شينه.الامر طبيعي ودا حال الدنيا ..

    بمناسبة الفريق عبود رحمة الله عليه كان احسن رئيس حكم السودان .رجل محترم من جميع الدول.امريكا واوروبا وووو الخ.

    سبب سقوطه هذه الثوره اللعينه المسماه افكا بثورة اكتوبر المجيده.
    وبعدها بدأ انهيار البلد الي اليوم .
    اسأل الله جل جلاله عدل الحال ..

  17. شعار عبود للشعب السودانى كان ” أحكموا علينا بأعمالنا ” للأسف الناس كانوا مروقين تعليم علاج تنمية زراعة مشروع الجزيرة سكك حديد كل شيء ماشى تمام, الناس بعد ما انبسطت قالوا نجرب نعمل ثورة, شالوا أصبعهم طبظوا بيهو عينهم.

  18. كتبت في هذا الموضوع عدة مقالات بصحيفتكم (التيار) وىخرها كان بعنوان (قنبلة موقوتة). توجد بمكتبة المقالات وكتاب الأعمدة (الراكوبة).

  19. الأخ الحبوب صلاح

    لقد راق لى تعليقك ولكن أسمح لى بوضع بعض المساحيق:
    ليس هناك تخطيط أصلا لأكتوبر لأنه ماكان هناك اصلا مظاهرات تندد نظام عبود بل كانت هناك محاولات إنقلابيه…لم تكن هناك مظاهرات لأن الوضع المعيشى كان آخر بحبحه وقتها.
    فقط كانت هناك ندوه عاديه من الندوات التى تقيمها جامعه الخرطوم ولولا التقدير والتصرف الخاطئ من البوليس كعادته لما كانت هناك أكتوبر الذى تمادى وبقيادة مديره الأحمق الأرعن المتهور أبارو وكما تعلم لكل فعل رد فعل مساوى فى القوه ومعاكس فى الحركه وما زاد الطين بله أغتيال الطالب أحمد القرشى طه الذى كان أحد منظمى تلك الندوه عرفت هذه المعلومه من صديق حبيب دفعة القرشى وكان حاضرا تلك الندوه عكس ما كنت أتصور مثل بعض السذج وبدون تفكير بأن القرشى كان خاتى بشكير فى كتفه ماشى الحمام جاته طلقه طايشه….ولذلك أغتيال القرشى (ليس بطلقه طائشه) وإنما من مسافه قريبه جدا شوت تو كل..هو الذى اشعل اكتوبر على حسب تقديرى لأن الناس وقتها لم تستوعب أغتيال طالب وكمان داخل حرم الجامعه ولذلك تنادت الجموع من كل مدن السودان حتى لا يخمد لهيب الثوره لما كانت النفوس طيبه والشعب السودانى على قلب رجل واحد مش زى هسع اكثر من 200 زهقت أرواحهم بكل بساطه ولا حياة لمن تنادى.

    لذلك كنت دائما اقول اكتوبر قامت نتيجة ترف فكرى ليس إلا

  20. المقال ده برعاية الأمن والاستخبارات للتمهيد للانقلاب العسكري المصري – الأماراتي – السعودي الوشيك !!! ، لاحظ للمعلقين وعلى راسهم الأمنجي عودة ديجانقو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..