مقالات وآراء

مجانية التعليم ..هزيمة قبل بداية العام الدراسي

معمر حسن محمد نور

بدأ العام الدراسي بعد كل أسباب التوقف التي لا نريد تناولها .ولكن بدأ بأية حال ؟.بما مضى أم بأمر فيه تجديد ؟ أولياء الأمور .حماس لتوفير الاحتياجات . تلمست ذلك عندما دخلت مكتبة ورأيت مستوى الإقبال على الأدوات المدرسية.كانت المكتبة مثل البوتيكات في الأعياد .صاحبها استعان بكل قريب له ولو كان طفلاً لتلبية طلبات الزبائن المكدسين . روائح زفيرهم تهزم أية كمية من الأكسجين يمكن إدخالها. ولا تحدثني عن الكورونا والتحوطات.0 لم ينتظر أحدً أن تطلب المدرسة من التلميذ توفير احتياجاته. فالإحساس العام ، أنه لا جديد في  نهج التفكير ، فلماذا ينتظرون ؟
وقف عضو المجلس التربوي بعد صلاة الجمعة ، نفس الحديث الذي تعود عليه الناس. لا دخل للمعلمين بأي جمع لرسوم من الطلاب. وهذا أمر جيد . وليته كان بلا استثناء . فقد أوكل الأمر للمجالس التربوية ! ؟ ألم نقل أنه لا جديد في  نهج التفكير ؟ نفس ما كان سائداً ، رغم كل الكلام عن مجانية التعليم . فبالله عليكم ، ماذا يعني الحديث عن وجبة مدرسية وزيادة ميزانية التعليم بنسبة تفوق الصرف السيادي  ؟  الواقع ، أن الحديث عن مجانية التعليم ، قد هزم على أعتاب العام الدراسي . لم يكن لأحد أن  أن يتصور البداية الكاملة بالمجانية ، ولكن على الأقل ، شئ واحد يشعر المواطن البسيط بأن هذا يمتاز بالمصداقية. والأنكى أن الحديث عن الرسوم ، جاء معطوناً بكل عوامل التضخم وانفلات الأسعار . فبدلاً عن المائة جنيهاً التي كانت تمثل رسوم التسجيل في التمهيدي وبداية الأساس . أصبح المطلوب خمسمائة جنيهاً بالتمام والكمال. وما كان رمزياً في السنوات السابقة بالنسبة للصفوف العليا ، تمت مساواته مع التسجيل عن مدخل التعليم ولا عزاء لأولياء الأمور. وهذا نموذج واحد فقط ، ولا أعلم كم طلب عضو المجلس التربوي من أولياء الأمور المغلوبين على أمرهم في مناطق أخرى.
قبلها ، بدأت المرحلة الثانوية . بحجة الكورونا ، تم انتهاج الدراسة بالتناوب بين الصفين الأول والثاني . ولا أريد الحديث عن أثر ذلك في الكورونا . ولكنه تفكير مركزوي يثبت مرة أخرى عقلية أفندية العواصم.فهل تم التحسب للمدارس الداخلية في الولايات ؟ نعم تم توفير أموال غذاءات الداخليات وهذا محمود . ولكن هل فكر أحدهم في طالبة أو طالب داخلية يقضي أيام فراغ في الداخلية ؟ كل نظم الداخليات تعمل بإغلاق الداخلية أثناء اليوم الدراسي .فما ضر لو كان لكل مستوى أيامه متتاليات ثم يغادر الداخلية توفيراً للمال على الدولة وولي الأمر عوض البقاء في الداخلية أسبوعاً كاملاً وهو يدرس نصفه ؟
أما ولايتي  كسلا فأمرها عجيب. فرغم كل الصراعات والقرارات التي تجب بعضها بعضاً لتولي أمر التعليم بعقليات ثورية ، إلا أن النهج ظل كما هو . فبأي قلب وفكر ثوري حددت  على الطالب رسوم تبلغ ثمانمائة جنيه ؟ ومعظم الطلاب يستقلون وسائل ترحيل بقيم يعلمها الجميع ؟  لقد انطبق علينا قول المتنبي :
كلما أنبت الزمان قناة *** ركب المرء في القناة سنانا
والمخزي أن المبلغ المرصود ، نصفه لبدعة الامتحانات الموحدة !! ورغم كل القصائد التي يمكن أن تقال فيها من مؤيديها. إلا أن عيباً واحداً فيها كان كفيلاً بإلغائها لكل ذي عقل وقلب  يحمل بعضاً من قيم الثورة. حيث أنها تصادر حقاً أصيلاً لمعلم المدرسة في تقييم طلابه.ولا تحدثني عن أثر ذلك في تدريب المعلم على اتخاذ القرار.لذلك فلا عجب من محاربة أي قرار لم يفرض من أعلى.تلك قضية بح صوتنا وكاد مدادنا يجف في تناولها ولكننا لن نمل من تناولها ما بقى في أقلامنا من مداد. وكفى حيلاً لجمع الحوافز للإدارات العليا وبعض المعلمين ونختم بالسؤال ؟ ألم يكن من الأقرب لروح الثورة ، لو تولت الحكومة توفير الأدوات المدرسية لكل مدرسة ليتولى معلم المادة امتحان طلابه ؟ بدلاً من إثقال كاهل ولي الأمر المسكين ؟ وسؤال برئ ، ما معنى أن يجمع المعلم الرسوم في المرحلة الثانوية بقرار الولاية ، ويمنع ذلك في التمهيدي والأساس ؟أم هو الكيل بمكيالين ؟ الواقع أن نهج التفكير لم يتغير مطلقاً . فالتغيير لا يعني استبدال موظف بموظف . أو في الواقع أفندي بآخر . بل بهيكلة الدولة ، ليتولى من يحمل الثورة وروحها في جوانحه ، ويترك له حرية اتخاذ القرار . وإلا فعلى الثورة السلام.
.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..