الأولى على مستوى البنات: مدرسة أسماء عبد الرحيم.. زيارة خاصة للاحتفاء بالنابغات

أم درمان: درية منير – عثمان عوض السيد

على خلفية غنائية بصوت (أماني مراد) انتهى المؤتمر الصحفي لإعلان نتيجة الشهادة السودانية لتبدأ رحلة الفرح والأهازيج ودموع المتوفقين وأسرهم، تعالت الزغاريد والتكبيرات وتبودلت التبريكات. حضرت الفرحة وغابت الحلوى بسبب الشهر الفضيل، ولكن حلاوة النجاح كانت أطعم على كل قلب ذاق التفوق.

ضجة سبقها هدوء في مدرسة (أسماء عبد الرحيم) التي أحرزت المركز الأول على مستوى السودان في تحصيل البنات، استقبلتنا وكيلة المدرسة التي (تشابه عليها البقر)، فسألتني مستفسرة عن نسبتي التي أحرزتها وهي تحتضني مباركة، هذا هو أحد مشاهد الفرحة التي عاشتها تلك المدرسة التي تتفوق في كل عام، حصاد انتظره الكل حابسا أنفاسه (12) عاما، انشرحت القلوب وعمت سرورا وفرحا.

جهد كبير

آمنة حسن – مديرة المدرسة – حمدت الله كثيرا وأثنت على نعمه، ومن ثم شكرت المعلمين وبناتها الطالبات، وفي حركة دؤوبة لم تستقر في مكان واحد، ولم يهدء لها بال حتى يتم تعليق النتيجة على الحائط لترى كل واحدة تفاصيل نتيجتها، تستقبل المهنئين بآخر نفس لها، حيث قالت لـ (اليوم التالي) برضا تام عن النتيجة وعبرت عن أنها مقدرة، فالمدرسة بذلت مجهوداً كبيراً في هذا الإنجاز من حصص تركيز مكثفة طوال العام، حيث أن الطالبات منذ بداية العام كن في كامل الجاهزية. وأردفت بأن نجاح المدرسة ليست له علاقة بالدروس الخصوصية، حيث أن الطالبات جميعهن لم يتلقين دروساً خصوصية، ليواصل في حديثها رئيس مجلس الآباء أسامة قرشي فيقول: الدفعة من أميز الدفع التي مرت بالمدرسة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن هذا المدرسة بذلت جهداً كبيراً بقيادة المديرة آمنة وطاقم المعلمين والمجلس التربوي، كما تحدث أيضا عن البيئة المدرسية المجهزة بطريقة حديثة وعلمية، حيث احتوت على أربعة معامل للكيمياء، الفيزياء والأحياء إضافة إلى مرسم فنون متكامل وفصل إلكتروني يشرف عليه مجلس الآباء، كما كشف عن توقعاتهم للمدرسة بأن تكون هناك (80 – 85) قد أحرزن (80 – 90) في المئة.

سلمى طبيبة جراحة

من ولاية الجزيرة (مناقزا الحلاوين) أتت إلى ولاية الخرطوم لتخضع لامتحان الشهادة، سلمى مالك محمد أكبر شقيقاتها من مواليد المملكة العربية، أحرزت المركز الأول على المدرسة والثاني على مستوى السودان بنسبة 96,6% في المساق العلمي، تتمنى أن تدرس طب وجراحة جامعة الخرطوم حسب رغبتها، تلعثمت فرحا ولم تستطع أن تكمل حديثها هاتفيا معنا، لتكمل عنها والدتها بتول عبدالله، قائلة: أنا امرأة عاملة فهي تساعدني كثيرا في المنزل، منذ الصغر تعلمت القراءة والكتابة، ففى الخامسة من عمرها حفظت جزء عمَّ كاملاً، وعن نسبتها شكرت الله كثيرا وشكرتها على الفرحة التي رسمتها في وجهها والأهل رغم أنها كانت متأكدة أنها من المتفوقين، والدتها تمنت لها مستقبلا باهرا كما تركت لها حرية الاختيار في الدراسة.

لا تحبذ درس اليوم باليوم

وفاء محمد محمد الثانية على مستوى مدرسة أسماء والخامسة عشرة على مستوى السودان أحرزت نسبة 95,6% في المساق العلمي (هندسية) تحدثت عن برنامجها اليومي قائلة إنه (عادي) لم يختلف فيه سوى أنها تفضل قراءة المادة بكاملها ولا تحبذ (درس اليوم باليوم)، وليست لها علاقة بالتلفزيون، وتحب المنافسة، توقعت أن تذاع بثقة كبيرة في الله وفي نفسها، فهي هادئة الطبع لدرجة أن في البيت تنادى بـ(الرايقة)، والدتها قالت: دون أشقائها تميزت بالنجاح والتفوق مع أن أخاها الأكبر كان أول الشهادة في 2004م، ولكنها متميزة لم نبذل معها مجهوداً كبيراً بقدر المجهود الشخصي التي قامت به.. مشاهد من الفرح رسمتها وفاء على وجهي والديها اللذين أتيا معها إلى المدرسة مباركين للمعلمين أولا ولها ثانية، صوت شكر أوصلته أسرتها لمديرة المدرسة خصوصا ولطاقم المعلمين عموما.

روعة يا روعة

روعة عادل عمر عباس أحرزت المركز الخامسة على مستوى الشهادة بنسة95,5%، كما أنها كانت تعاني من مشكلة في الكمياء الكهربية، متوفقة منذ صغرها، جاءت برفقة والدها احتضنته لتعزي على والدتها التي غيبها الموت أثناء الامتحانات لتفتح باباً آخر للعزاء وسط معلماتها اللاتي قالدنها وذرفن معها الدموع. قالت إنها تتمنى أن تدرس (مخ وأعصاب)، وذلك لشيء في نفسها، شكرت جميع الأساتذة ووجهت شكراً خاصاً للأستاذ محمد أحمد معلم مادة الهندسة التي وقف معها في ضيقتها العلمية لتجتازها بتفوق، كما أردفت روعة بأنها لولا المحنة والمصيبة التي حلت بها لأحرزت أكثر من ذلك، ولكن حمدت لله على النتيجة وفقد الوالدة

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..