حقيقة أم وجدانيات صرفة؟!

قال رئيس الجمهورية عمر البشير في لقائه برئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، لازالت شعوبنا تنظر إلى السودان الموحد وجدانياً على الرغم من انفصاله سياسياً ودبلوماسياً.

نأمل أن يكون الحديث جاداً هذه المرة . فقد عودنا البشير أن يصرح بكلام جيد اليوم، ولكنه تذروه الرياح غداً. إذ تنهال عليه الضغوط من الداخل والخارج فيتراجع عن ما قاله جملة وتفصيلاً. حدث هذا مع كل الاتفاقات التي وقعت، القرار(2046) واتفاق أديس بين مالك عقار ونافع علي نافع، وما تلاها من تصريحات.

في هذا اللقاء قال البشير:( إن زيارة سلفاكير وضعت علامة فارقة في العلاقات بين البلدين) وأعلن انسياب بترول الجنوب عبر السودان. والاتفاق على إزالة كل العقبات بين البلدين. وأما قضية ابيي والحدود فأعلن عن اتفاق بأن تسير قدماً حتى تزال كل العوائق التي تعترض هذه العلاقة.

قلنا من قبل ونؤكد الآن أن الاتفاقات الثنائية لن تفضي إلا الى خواءٍ عند التنفيذ. ورغم الكلمات الطيبة التي أجاب بها الرئيس الجنوبي ووعوده الماثلة لما قاله البشير، إلا أن ضمان التطبيق العملي يكمن في اشراك قوى المعارضة خاصة في القضايا التي لازالت عالقة. ما يجدر ذكره أن حكومة السودان كانت تتمرس خلف أجندة عصية، بنودها تقديم القضايا الأمنية والحدود وأبيي كشرط لمرور للبترول عبر شمال السودان. واضح أن الدور الاجنبي وعلى رأسه الإدارة الامريكية استعملت ضغطاً عالياً للوصول لهذا الاتفاق بالتضامن مع الصين وكل القوى التي لها مصلحة في إخراج وتصدير البترول. وهو يعني أن شعب السودان مغيِّب من هذا الاتفاق. يحدث هذا في الوقت الذي قابل فيه الرئيس الجنوبي قيادات الحزب الاتحادي الأصل والأمة والشعبي والشيوعي كل على حده.

أما كان من الأجدر والأفضل أن يتم لقاء جماعي لكافة قوى المعارضة للتشاور حول الأزمة بين البلدين حتى لا يصبح ثنائياً كما حدث من قبل خاصة وأن أثرياء الحرب من الرأسماليين الطفيليين لازالوا يقرعون طبول الحرب وليس لديهم أدنى رغبة في استمرار العلاقات الجنوبية الشمالية وتطورها.

لكل هذا سنناضل حتى لا تكون اللقاءات وجدانيات صرفة.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..