مقالات سياسية

الذكرى وظلام الهم !!

أطياف

صباح محمد الحسن

لا يختار المرء السير في دروب مؤلمة لم يكن يتمناها ، ولكن تجبره الظروف القاسية التي تجعله يعيش أيامها بقلب ممتلئ بالثقوب، يعتصر الألم في وطن تتلاشى فيه ملامح العدل والعدالة التي تتحقق بها إنسانية الإنسان ، فالظلم من أهم أسباب هلاك الأمم والشعوب والدول والحضارات ، والعدل لاشك هو الذي يمثل القاعدة المتينة لنهوض الأوطان، ودون العدل لا يمكن أن تُحفظ الحقوق ولا أن ينعم المجتمع بالأمن والاستقرار، وبفقدانه لا يمكن أن تُعمق المبادئ ولا تتحقق المطالب .

وظلمة ٢٥ اكتوبر لا تختصر في حالة التسلل التي نفذها الفريق البرهان ليلا لسرقة حلم الشعب ، عندما أعلن انقلابه على حكومة الثورة ، ظلمة هذا اليوم هو انه فتح نوافذ الظُلم التي خرجت منها العدالة ولم تعد ، الظلم عندما قُتلت النفس المسلمة التي حرمها الله بيد مسلمة ، ونطق القضاة بكلمة الباطل التي دحضوا بها الحق ، وعادت اموال الشعب الحرام الي خزائن الفاسدين ، وفتحت ابواب السجون وزنازينها للمجرمين قتلة الثوار ، هذا الظلم هو الذي انجب الكُره والغبن ، وجعل قادة الانقلاب في نظر كثير من الناس يحملون لقب ( المجرمين).

والذكرى وظلام الهم بمرور عام على إنقلاب مشؤوم وقع حضوره في دفتر الخيانة السياسية ليلاً وبدأ نهاره بالطلقات عندما قتل اول شهيد بعد الانقلاب ، وقبل ذكراه بيوم قتل الشهيد عيسى ليؤكد انه انقلاب شيمته الغدر والقتل لوثت يداه بدماء الشهداء الذين استمر في قتلهم لمدة عام ، يداه التي لن تصلح للتوقيع على ورقة بيضاء لاتفاق سياسي يحاول من خلاله ضمان الإفلات من العقاب لقادته

واسوأ ما حدث في ظل الانقلاب هو مجزرة17 نوفمبر التي قتلت فيها السلطات الامنية الانقلابية بالرصاص الحي 15 شخصا وأصابت العشرات في يوم شارك فيه الآلاف في مواكب مناهضة الانقلاب وكان ذلك اليوم من أكثر الأيام دموية خلال المواكب ، وواصلت السلطات قمعها وقتلها واعتقالاتها ولعبت الشرطة السودانية واجهزة الأمن والدعم السريع اسوا الادوار التي لن تسقط عن ذاكرة المواطن

هذا بجانب (الخراب) الإقتصادي والسياسي والأمني والعزلة الدولية للحكومة ، والعزلة المجتمعية لانصاره ، وماخلفته اجراءات الفريق البرهان من كوارث ، مر عام وليت العسكر يستوعبون ويقرون انهم تسببوا في وجعة وحسرة المواطن والآن يضعون البلاد على خط الضياع والانهيار والفقر والشتات ، مر عام وليت البرهان يستطيع الخروج الي الشعب ليحدثهم عن الذكرى الأولى لانقلابه ، ماذا حقق للشعب الذي وعده بتصحيح المسار ، وحدثه زورا بفشل الحكومة المدنية ، فماذا عن نجاح انقلابه وحكومته التي قال انه سيقوم بتشكيلها بعد اسبوع من الإعلان ، ومر عليه (٣٦٠ ) يوما ولم يتم تشكيلها وتعيين رئيس مجلس الوزراء .

مر عام فماذا سيكتب العقيد الحوري في صحيفته عن انجازات السلطة الإنقلابية في ذكراها ، وبماذا سيصرح العميد ابوهاجة ، فالحقيقة الشعب يحتاج الي ضابط شجاع يحدثه عن هذا الإخفاق بشفافية ، ويبرر له الجرائم المتعددة التي ارتكبت في حقه..

لكنه بالتأكيد لا ينتظر من هذه السلطة الانقلابية شي اكثر فهو شعب قادر على ان يقول كلمته في وجه الطغاة ، باسل في خوض معاركه الثورية لانتزاع حقوقه كامله ، صابر على ظروفه الخائنة التي جعلته يعاني سنوات طويله ، هذا يومه وليس يومكم ، لأنه ظل يدفع الروح ثمنا يوما بعد يوم ليشتري وطنه ، وانتم لصوص لا تعرفون إلا سرقة الأوطان وبيعها بالبخس والرخيص وهنا يكمن الفرق !!

المجد والخلود للشهداء، والعزة والكرامة لهذا الشعب الأبي وللمقاومة ، والنصر اليوم للثورة بلا ريبة وشك .

طيف أخير:

الحرية لا تعني

أن تسلب أنفاسي منّي

أن تحكم عقلي و خيالي

الحرية لا تعني

جلاّدًا يرأسُ محكمةً

أو سيفًا يمخُرُ أوصالي

و سجونًا في كل مكان

الحرية مِلْكُ يميني

لا مَلِكًا منّي ينزعها

أو مُلْكًا عنها يغريني

كلا كلا مولاي

الجريدة

 

‫6 تعليقات

  1. يساورني يقين قوي أن الانقلابيين لا يريدون تكوين حكومة ولا يبحثون عن رئيس وزراء طيلة العام الماضي، هم يريدرن الأوضاع على ما هي عليه الآن حتى يستطيعوا نهب أكبر قدر من موارد البلاد دون وجود جهة رقابية. إنها دولة العصابات!!!

  2. نتفق معك في كل ما قلتيه، ونزد الى ما قلتيه ما لم تقوليه!
    نحن نبحث عن البديل المدني الذي لا بد أن يكون موجودا الان ليخلف النظام الحالي.
    ولكن من هو ذلك البديل وهل هو موجود ؟ هل هؤلاء المدنيون الضعاف اصحاب المحاصصات الحزبية والمصالح الشخصية؟ ربما حمدوك هو بارقة االمل الوحيدة ولكن هل لليد الواحدة أن تصفق!
    هل هناك بديل له رؤية وله برنامج سواء في قحط أو لجان مقاومة او غيره؟
    للأسف الشديييييييييد لا يوجد
    واذا سقط النظام الحالي سنبدأ من جديد مرحلة “تسقط بس”، فلنتخيل من من المدنيين جاهز لتحمل هذه الأمانة الثقيلة، أشك أن هناك من هو أهل لتحملها، وانا مقتنع تمام الاقتناع ان البديل الاوحد المتوفر الان هو مجيئ عسكري سالط لا حزبي ولا متحيز لأحد ينضف كل الاوساخ التي أزكمت الانوف ويعيد للبلد توازنها.
    لو مسكوها المدنيين ستفقد توازنها من اول شهر وتنهار بسبب المشاكل الوجودية التي تخنق رقبة السودان الان وبسبب الاختلاف!

    1. للاسف ياخ مجدى لايوجد فى الوقت الحالى اااااى ضابط ولا عسكرى ولا نظامى يمكن ان تكون لديه وطنيه لو بنسبه 1 % !!! يعمل على حسم هذه الفوضى التى حلت على السودان بسبب قواته المسلحة الفاشلة !!! كل من لبس الكاكى فى الوقت الحالى فااااسد ومجرم وقاتل من اكبر راس فيهو البرهان الى اتفه عسكرى … الجيش اصبح وباء على السودان .. لو تم حله وسرح المنسوبين فيه حيكون افضل للشعب السودانى

  3. وبعدين بعد نحل الجيش من سيحمي حدودنا غير الجيش المصري والاثيوبي والارتري والتشادي ما اصلهم اولاد عمنا ام عندك جيش بديل معلب عند الضرورة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..