أعمى البصيرة..!!

شمائل النور

في الوقت الذي يتلوى فيه الوطن في كل أجزاءه من شدة ما أصابه من أزمات متتالية،في هذه الأثناء والبلاد تدخل منعطفات تاريخية وتطورات خطيرة وجديدة كلياً في تاريخ السودان..تشظي الوطن نظير السلام ثم القبول بهذه الفاتورة الباهظة ثم حروب جديدة تعم كل السودان وربما أشد فتكا من سابقاتها،في نكسة لا يقبلها المنطق والتاريخ…جنوب كردفان،النيل الأزرق،دارفور،جبال النوبة،ومناطق فضلت الصمت إلى حين الانفجار الكلي،وصوت السلاح لا يزال الأعلى من صوت الحكمة والعقل والتواضع لحل يرضي الله وعباده،في هذه الأثناء الحديث بات حول خلافة الرئاسة أهم من كل شيء،الحزب الحاكم يعلن قبول الرئيس الترشيح للمرة الثانية،برلمانيون يرحبون بذلك،وقبل كل ذلك مطالب وعويل بأن يقبل الرئيس الترشيح مرة ثانية.. كثيرون إن لم نكن جميعنا توقع قبل الانفصال أن يحدث تغيير كبيرا داخل الأنظمة التي أعلنت الانفصال،باعتبار أن الحدث ليس عادياً،فكانت من التوقعات التي تحتكم إلى الدستور أن تُعلن الحكومة استقالتها لتتشكل حكومة قومية جديدة،يتغير الوضع كلياً بعدها،وإن لم يحتكم هذا التوقع إلى الدستور كان ينبغي أن يكون،لأن وزر الانفصال لا يتحمله أحد غير الذين استطاعوا إعلانه،وكان هذا مطلب أساسي لجميع الأحزاب ?رغم علاتها- واندلاق بعضها في المشاركة في الحكومة المستعرضة.
المُدرَك الآن حتى بالنسبة للحكومة الحالية أن المعطيات الواقعية التي بين أيدي الجميع تشير بكل وضوح إلى فشل تام في إدارة أزمات البلاد،وإن لم تعترف بذلك،فالاحتكام إلى الحل عبر السلاح والرجوع إلى تاريخ سحيق يعني أن الحوار وصل إلى باب مغلق حتى وإن لم يبدأ..وليس من فشل أكثر من ذلك..رغم الذي يحدث،لا يزال المؤتمر الوطني يتحدث عن حوار مفتوح مع الأحزاب والحركات وهو ممسك بالحكم من كل جنباته،وما نتائج الحوار، لا شيء،الحوار الذي بدأ وقطع شوطاً وبلغ مرحلة من التوافق للدرجة التي تفائل بها الجميع،ما نتيجته،ذهب أدراج الريح وذهب من يقودون هذا الحوار إلى الجحيم غير مأسوف عليهم،وفي النهاية،للأسف،الغلبة لأشخاص وليس للسودان ولا حتى للحزب في إطاره المؤسسي العام..الحديث عن حكومة انتقالية بات هو الوسيلة الآمنة التي يُمكن أن تمهد لحل جذري،حتى متى يتحمل الجيش كل أخطاء السياسة،هل ننتظر أن يُمسح من الخارطة حتى نقتنع بأن الذي يحدث يحتاج حل سياسي وليس عسكري،الذين حرمهم الله نعمة البصر،عوّضهم بنعمة البصيرة لكن الذين يدعون انهم مبصرون وبصيرون ومع ذلك يضلون طريقهم بل يرون الطريق القويم أمامهم فيتركونه ويختارون المنعطفات والمنزلقات والمطبات..هو الحال الآن في السودان فالوضع المأزوم يسير إلى طريق مجهول المصير،الوضع يحتاج لبصيرة تضع الوطن والشعب أعلى القائمة حتى لا يعلو عليه شيء..قرابة ربع قرن من العزف المنفرد كافية جداً لتقييم التجربة بكل شفافية،والقليل من مكاشفة النفس بالاخفاقات التي أدت إلى ما نحن فيه الآن مطلوب الآن عاجلاً وليس آجلاً.

تعليق واحد

  1. نحن شعب نرجسي ،،،
    المتجهجه بسبب الانفصال

    علينا ان ندرك اننا شعب نرجسي يدعي أنه شعب مسالم ،، وواعي،، ونزيه ،،ومعلم ،، وووووو ،، وما الناتج سوى صفر كبير والسبب القبائلية والعشائرية والتفضيل الكاذب الجهوي وكانت من الفضائح الكبيرة استمرار الحرب في الجنوب لما يقارب 30 عاما تخللتها 7 سنوات سلم نقضهتها حكومة الخرطوم بعد توقيع اتفاقية اديس ابابا واستمر الحال ويرفض طلب الجنوبيون المشروط بالفيدرالية للبقاء في السودان وينفصل الجنوب ولا يصيب الناس الذهول والجميع يغني والحياة ماشة،،،، وهاهي دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق في لجة الحرب مع المركز لا مع السودان تحمل المآسي ،،، ورغم ذلك تنطلق شعارات الفينة مشهودة ودراجات عاطبن ولدن شديد مو ني،، الخ الخ من نفخ للذات الذي خلق شخصية موهومة نرجسية ترتدي جلباب ناصع البياض وعمة مكومة ولا فكي تحت القبة هذه الايام يعصم السودان بمحاية من جيبه المقدود من سنة فلترق كل الدماء أو بعض الدماء،،، والشخصية السودانية بعد أن أكملت الانقاذ ارضاعها آخر قطرة من حليب الوهم المجفف من الصدق وعاطفة احترام أمومة السودان ومكتسباته الوطنية المتمثلة في اهم عنصر وهو التعددية العرقية والثقافية تكون قد فطمت جيلها على الكذب المضر حتى بالذات الموهومة ذاتها،، ورغم الاشراقات الفردية الفكرية والسياسية وغيرها في تاريخنا الذي من المفروض يطلق عليه السودانوي (لا السوداني) الا ان من حولنا من شعوب اصبحوا يستغربون في الشخصية السودانية بسبب تناقضها الكبير فهم يرونها في الخارج رأي العين شخصية مسالمة ومنتجة وواعية ولكن عندما يسمعون أو يقرأون أخبار السودان حالا تصيبهم الدهشة ونحن نمتعهم بها في اصرار في سيناريو داخلي فريد في الدنيا،،، لو رأت الشعوب الاخرى , الثراء السودانوي راي العين القريبة من حيث الموارد والبشر لوصفونا على الاقل بأننا شعب عوير حباه الله باكبر ارض وموارد مائية وحيوانية ولكننا متشاكسون في السراب البعيد على هذه الارض تاركين ما بين يدينا للغير يعلفه،،،
    ولكن دعني هذه المرة أغالب نفسي في اصرار وأقول أن الشخصية الانقاذية التي نهاجمها هي التطور النهائي والختامي لنضوج الشخصية السودانية المدمرة لذاتها،، أي بمعنى أنه بعدما فات الاوان والانكتب على جبينا بان فان الشخصية السودانية أصبحت أميبية الانقسام التدميري ،،، ولنكن صريحين ونتساءل لماذا رفض الشريط النيلي كافة دعوة محمد احمد المهدي بدءً ،،،، ثم ايدوه لاحقاً، ثم اختلفوا بعده وقتل بعضهم بعضاً ،، هذه فترات لم يقم الناس بمناقشتها صراحة واكتشاف عللها ومواجهة بعضهم البعض لذلك يتكرر السيناريو البهيم،، بل اذهب ابعد من ذلك وأقول ان السودان الحالي كان اكبر من ذلك ويشمل اثيوبيا باسم اثيوبيا ولكن الاثيوبيون الحاليين كونوا دولة اثيويا الحالية مع اجزاء من الحبشة بعد ان هربوا من أختهم الشخصية السودانية التدميرية بشكل ممل المستقرة في السودان الحالي وانت لو حاولت تعرف ماضينا السوداني البعيد ما عليك الا ان تضع امامك حالة انفصال الجنوب قبل سنة ونصف نموذجا لانقسامات السودان القديم وكيف كانت حياة عدم قبول الشخصية السودانية لبعضها البعض باطنيا وممارسة النفاق الاجتماعي ظاهريا،،،
    كذلك لا ننسى قصة العنج الذين اسقطوا مملكة سنار البطولية وهم مجموعة من طبقة الفقرة والحواريين كونوا الطبقة الرأسمالية التجارية في مملكة سنار وأسقطوها في فوضى لا تقل شبها من الانقاذيين ،،، إن حل المشكلة السودانية أسهل مما يتصوره الجميع وهو دولة على أسس الدستور الامريكي The Bill of Rights الذي كان قد دنا عذابه وضرابه وفي نفس الوقت نال اعجباه ويحاول المؤتمر الوطني تنزيله اسلاميا وهو ما لايجوز ويستحيل بسبب انقسام الشخصية السودانية بين القبلي والعلموي والدينوي ،، حيث لن ينفع هذا الدستور في بلد يروج فنانه الى ( نحن اولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا) وهي وصف لحالة غير وطنية حينما قيلت وانما قيلت في مواجهة مجموعات داخلية لها نفس الحق الدستوري هي ايضا في ان تقوم وتقعد على كيفها ،،، بالتالي إما أن يقوم الجميع ويقعدوا على كيفم أو لن يوجد أحد في السودان ليقوم ويقعد ،، وهذا ما قاله مالك عقار ليوسف الكودة في يوغندة ( اذا استمرت الحرب ثلاثة سنوات أنسى حاجة اسمها السودان)،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..