جزائريون يكسرون التقاليد بالبحث عن نساء فاقدات العذرية للزواج

نشرت بعض الصحف الجزائرية، في الفترة الأخيرة، إعلانات وطلبات زواج تخطت كل الحدود؛ حيث ضربت عرض الحائط كل التقاليد والأعراف، خصوصًا وأنها تحولت إلى أشبه بالسخرية والإهانة للمرأة؛ حيث تصل إلى حد طلب الزواج من فتيات فاقدات للعذرية.

"شاب بطال يرغب في الزواج من فتاة لا يزيد عمرها عن 35 سنة، ولا يهم إن كانت فاقدة لعذريتها"، و"شاب عاطل عن العمل يحب أن يتزوج بامرأة جميلة جدًا ومن عائلة محترمة وتعمل ولها سكن خاص"، و"شاب متدين من سطيف يبحث عن بنت الحلال.. يريدها أستاذة لها سكن خاص وسيارة ويحبذها يتيمة الأم"، هي عينة من الإعلانات التي تنشرها الصحف يوميًا في صفحات خاصة تحمل اسم "نصف الدين" أو "إعلانات الزواج".

ويتزايد عدد الطلبات التي يتم إرسالها إلى هذه الصحف بشكل لافت، خصوصًا وأن عددها يزيد عن الخمسين إعلانًا في الصفحة الواحدة.

وأشارت دراسة جامعية أعدها فريق بحث من جامعة الجزائر إلى أن 80 في المائة من الإعلانات تخص جنس الذكور، في مقابل 20 في المائة من جنس الإناث.

وأضافت الدراسة من قسم علم الاجتماع أن "الإعلانات والطلبات في تزايد مستمر، ويعود السبب إلى مشكلة العنوسة وغلاء المعيشة، وكذلك البحث عن الزواج خارج الأطر التقليدية".

ومع أن الدراسة لم تؤكد تحديدًا سن عدد طالبي الزواج من الجنسين، إلا أنها أكدت أن كل الفئات العمرية من العشرينيات إلى الخمسينيات يطلبون الزواج والتعرف عبر البريد أولاً.

ويقول عدد من الصحفيين المشرفين على صفحات "إعلانات وطلبات الزواج" إن رسائل البريد التي تصل تفوق بكثير ما يصل من رسائل لبقية الصفحات والأركان في الصحيفة. ولهذا يتم الاعتماد على الركن لرفع عدد المبيعات وتوسيع جمهور الصحيفة وانتشارها.

سخرية وإهانة

وتحولت إعلانات الزواج إلى مادة دسمة للسخرية والنقاش من طرف رواد شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"؛ حيث يتم تداول أحدث إعلانات الزواج وأغربها للتعليق عليها.

ويقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة بسكرة بالجنوب الجزائري "أحمد أودية" في تصريح لـmbc.net إن مثل هذه الإعلانات "تتخطى كل حدود قيم المجتمع الجزائري وتعاليم الدين الإسلامي، وخصوصًا تلك التي تدعو للارتباط بفتاة لا يهم إن كانت فاقدة لعذريتها".

وأضاف "مجرد قراءة مثل هذه الإعلانات يسبب إهانة وسخرية من قيم المجتمع الجزائري"، وطالب بضرورة انتقاء الإعلانات وطلبات الزواج بما يليق ويحفظ كرامة الجزائريين والمرأة تحديدًا.

وأرجع أودية سبب تزايد طلبات الزواج عبر الصحف، إلى الرغبة في الزواج بعيدًا عن التقاليد المتعارف عليها، وكذلك إلى محاولة الاحتيال والحصول على "فريسة" لاستغلالها بشكل من الأشكال، قد تصل إلى الاستغلال الجنسي؛ حيث تغيب المعلومات الحقيقية عن طالب الزواج ومن تتقدم بالرد، بما يجعله قادرًا على التلاعب بمستقبلها وشرفها بعيدًا عن العائلة.

وحذر الأستاذ الجامعي من أن أغلب الإعلانات يرغب الشباب من ورائها الحصول على "زواج العمر" لتخطي أزمة البطالة وأزمة السكن؛ حيث يجعل من المطلقة أو العانس قادرة على التنازل عن منزلها لأجل عقد القران.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..