أين الفكر العقلاني في وسطية الصادق المهدي؟

صلاح شعيب

كيف يمكن فهم السيد الصادق المهدي، وبأي مرجعية يمكن بحث أفكاره، ومواقفه.؟ وهل هو يحاول بالتجريب في المواقف والأقوال فهم طبيعة السياسة وتصحيح أخطاءه، وتثبيت إيجابياته، عموما، أم أن إتساقا محددا يربط بين أقوال الزعيم ومواقفه ما يجعله سياسياً مذكورا؟

هذان التساؤلان شغلا ذهني بعد قراءة تصريح الزعيم في مؤتمره الصحفي الأخير المنشور بعض مضامينه في صحيفة (الشرق الوسط) مطلع هذا الأسبوع. ضمن ذلك المنشور نقرأ أن رئيس حزب الأمة طالب النظام بتغيير عناده، وفتح صفحة جديدة في تعامله مع القوى السياسية. والأكثر من ذلك يحث الزعيم بأن يأتي دستور السودان الذي أعده الإسلاميون شاملا في المشاركة في إعداده ثم إجازته، ذلك حقنا للدماء التي يراها تلوح وراء أفق العناد، ولا يراها البشير، أو حتى الجبهة الثورية.
وليس هذا التصريح الأخير إلا جزء من مسلسل تصريحات ومقولات كثيرة ظل يبذلها السيد في حدبه الظاهري على الإسهام من خلال موقعه القيادي والريادي في إخراج بلاده من وهدة الإسلاميين. وهو بهذا الحراك المتواصل والمثابر لا يني من ترجيح خيار السلم عوضا عن الإحتراب مهما تقاذفته الإنتقادات الموضوعية، وغير الموضوعية، من الخصوم الحكوميين والمعارضين على حد سواء.

إن الزعيم ربما من خلال تجربتيه في الإستعانة بالأجنبي والسلاح وصل إلى قناعة أن ما يمكن إدراكه بالبندقية إنما يدرك، هينا، عبر شتل الكلام الهادئ في مزرعة اللئام. فالسيد الصادق بعد إشتراكه في (مجاهدة) نميري، عبر حركة يوليو 76 حيث درب العقيد القذافي مقاتليها ودعمهم لوجستيا، لم يقتنع بأن المقاومة المسلحة لا تجدي فتيلا في الظروف المعقدة للسودان المعقد. ولكنه بعد قيادته أمر إسقاط البشير عسكريا من خلال الإستعانة بإريتريا رأى أن بقية عمره المديد إنما هو للدعوة السلمية، فليكن هذا جزء من فهمنا لمواقفه الآن ريثما نرى في ختام المقال.

يقول جزء من تقرير الشرق الأوسط عن المؤتمر الصحفي “دعا حزب الأمة القومي المعارض، خصمه حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إلى فتح صفحة جديدة، يتخلى فيها حزب المؤتمر الوطني عن الانفراد والعناد، وإلى فتح باب المشاركة العادلة، وتحقيق السلام العادل، وإلى إحداث تحول ديمقراطي، ووضع «خريطة طريق» لبناء الوطن من جديد، تحت حماية دستور يجسد قيم ومصالح أهل السودان..”

طبعا بمقاييس الأمل لم يستيئس الزعيم، أو يقنط من رحمة مدعاة في قادة النظام بأن يستمعوا إليه مهما تجاهلوا كل نداءاته التي ظل يطلقها منذ حين طويل. ولقد ظل الزعيم الفاخر، كما وصفه الشاعر أبو آمنة حامد مرة، يتخير منذ فشل نداء الوطن موقفا سماه بالوسطية من أجل أن يوازن بين الأقوال والمواقف بحيث ألا يكون متطرفا في أي منهما. وحتى تهديده المضمر نحو النظام بالتطرف يكون في كل الأحيان رهينا بعدم إٍستجابة أركانه للخيارات السلمية. والحقيقة إننا إذا غصنا في مفهوم الزعيم للوسطية الذي يعتمده في مثل هذه التصريحات فإننا لا نجد معنى آخر لها غير العقلانية. وبهذا المستوى من الرؤية فإن الموقف العقلاني لأي فرد هو بالضرورة موقف وسطي ما دام أن غاية الوسطية هي إحقاق الحق ولا شئ خلافه. وليس من شأن الوسطية أن تغبش رؤية الناس، أو تعين ظالما على مظلوم، أو تبقي على أوضاع مزرية تفتك بالملايين من الناس.

فمعنى الوسطية يستبطن بالضرورة قدرا من الجسارة الشخصية، والإبانة الفكرية، والموقف الحصيف، إذا كانت عملا إسترتيجيا يتقصى الحفاظ على وحدة بلد، أو خدمة إسلام، أو نسيج إجتماعي، أو إحداث تنمية، أو نشر فكرة، أو عقيدة، أو خدمة خط نشر اللغة العربية أفريقيا، مثالا. ولا معنى للوسطية خارج دائرة التعقل في فكرتها وتطبيقاتها، وإلا تكون الوسطية تجريدا باردا لإثارة الجدل، أو ترفا ثقافيا، أو تنصلا من قول الحقيقة، بدلا من الفصل في مواجهة القضايا، أو الأشياء.

بمنهجه الوسطي الذي يرجع إليه السيد الصادق لبذل الرؤية لم يكن لتصريحه المنشور الذي أوردناه أي قدر من العقلانية، أو الإستبصار الفكري والسياسي. فهو بتجربته السياسية التي إمتدت إلى نصف قرن في أروقة ودهاليز السياسة يدرك أن الإسلام السياسي الذي قرأ عنه الكثير ما جاء ليفتح صفحة جديدة، وإنما ليغلق كل الصفحات التي أنتجها “يساريون، ومنتجات رأسمالية الإستعمار، ويمين متصوف عزل الدين عن السوق والحياة”. كانت تلك الأوصاف وما تزال قناعة الحاكمين الذين مارسوا من بعد إحلالا لكل ما يسمونه بـ (الترهات الوطنية). ومن ثم دانت لهم السيطرة بفكرهم الداعي إلى أسلمة البلاد عبر تمكين الحركة الإسلامية (الحديثة) عوضا عمن يسمونهم بأذناب الطائفية (التقليدية) وغيرها من المقولات الموثقة في أدبياتهم. ولذلك تبقى دعوة الزعيم لأهل الحل والعقد من المؤتمر الوطني مردودة إليه، فهم كما يرونه جزء من الفشل التاريخي. ولذلك لا يحفلون به إلا في حال أنه يستطيع خدمتهم في موقف ضرب أمدرمان أو معركة هجليج. يهادنونه في لحظات ضنكهم حتى إن إنقشعت سحابات الهموم وجدنا نافع هو أول من يسئ إلى مفكر الوسطية ولرموز المعارضة.

وليس موقف الأخوان السلبي من السيد الصادق المهدي وحده فمن رأي الإسلاميين أن حزب الميرغني (تابع للتاج المصري) ولعلنا سمعنا الكثير من هذه الآراء بعد إجازة مؤتمر القضايا المصيرية في اسمرا عبر الصحف والتلفزيون والإذاعة. وإذا كان الزعيم يدرك موقف الإسلاميين فيه وفي الظروف التي أنجبته، وفي تجاربه، فتلك مصيبة وإن كان لا يدرك فتلك مصيبة أكبر. ثم كيف يترك حكام اليوم العناد؟ إذن فما الذي يتبقى عندهم؟ أليس هو ذات العناد الذي أدى إلى تمكينهم وتحقيق برنامج إعادة صياغة المجتمع، أليس هو عنادهم في غش حزب الآمة عبر إتفاق جيبوتي ومبادرة أهل السودان وغيرها من التفاهمات التي إنبنت على العناد، وأليس العناد والإنفراد هما الوسيلتان الراجحتان والرابحتان في كل جولات الإسلاميين في مفاوضاتهم مع الجنوب، وحركات الشرق والغرب، وأحزاب الوحدة الوطنية الإنتهازية.

الأكثر من ذلك يوقن السيد الصادق المهدي جادا في تصريحاته أن الإسلاميين يمكنهم فتح باب المشاركة للآخرين، ليس ذلك فحسب بل وتحقيق السلام العادل. ولا نتخيل أن عاقلا يمكن أن يأمل في نظام إرتكب كل هذه الجرائم، وأفسد الحيوات السودانية جميعها أن يكون قادرا على إتاحة الفرصة للآخرين ليقتسموا معه كعكعة التمكين. وأي سلام يتوقعه السيد المبجل في المؤتمر الوطني وهم قد جاءوا إلى السلطة لكي يكرسوا واقع الأسلمة القسرية بالطريقة التي فهموا ثم رأوا إمكانيتها؟. فالزعيم يدرك أيضا أن للسلام مستحقات أخلاقية، وسياسية، وعملية، والأخوان في المؤتمر الوطني أثبتوا أن لا أخلاق لهم وفق تعريف الزعيم نفسه لمنظومات الأخلاق الدينية. فأخلاقهم مستمدة من نظريات سلفية تبيح الكذب، والخداع، والغش، و(مدافرة) الآخرين في كل مكان حتى إن خرجوا من القطر وتركوه لهم لن يسلموا من الملاحقة. أما بالنسبة للمستحقات السياسية والعملية فإن هناك تناقضا بيناً بين الشعار الديني الذي يتخذونه كخلفية للتمكين وفكرة الزعيم المقدرة للسلام.
فالسلام عندهم هو سلامة التنظيم وإن ذهب الجنوب إلى حال سبيله، وإن أصبحت دارفور مرتعا للجنجويد، وإن نهشت الأمراض الفتاكة بالمواطنين، وإن صارت الطرق التي عبدوها دروبا للموت بالجملة. ولسنا هنا في حاجة إلى تذكير الزعيم لإختبار مشاركة كل الذين إنضموا إلى النظام ممن تركوا الحزب، فهناك تجارب لمبارك الفاضل، ومسار، ونهار، وجماعة الهندي، والحركة الشعبية. ألا تساعد كل هذه التجارب، وفوق كل ذلك تجاربه شخصيا، في الحوار مع النظام في الإستيئاس من أي خير في دعوة أهل النظام للتجاوب مع محاذيره التي أملاها الضمير الوطني، كما يبدي إنفاقه لنا؟ ثم ألا يرى الزعيم أن إستراتيجية النظام تسعى دائما لكسب الوقت للتحكم في كل مفاصل الحياة بينما أن إستراتيجيته لا تضيف شيئا نوعيا في المعارضة الجادة حتى يتغير ميزان القوى وبالتالي يمكن أن يردخ النظام للنصائح الغالية السلمية. وإلى ذلك يعلم الزعيم رضوخ النظام التام إلى مطالب المسلحين الذين أوصلهم سلاحهم إلى القصر الجمهوري وبالتالي حقق بعضهم ما لم يدرك بمثل الكلام الهادئ والرزين الذي ينفقه الزعيم في جبهة العمل السلمي.

والحقيقة أن الزعيم في مؤتمره الصحفي الأخير لم يكن موفقا حين أشار إلى من أسماهم بالمزايدين على موقفه. والحقيقة أنه لا يوجد أحد قد قصد المزايدة على تاريخه أو تاريخ حزبه، وإنما دائما ما كانت هناك سهام نقد توجه له، وهذا أمر طبيعي خصوصا وأن السيد الصادق ليس فردا عاديا فهو له وزنه التاريخي مهما ذهبت كل أفكاره التي يريد لها أن تأخذ طابع التجديد أدراج الرياح.
إن الواجب يقتضي على الزعيم بأن يعترف بحق الآخرين في نقده كما يفعل هو في نقدهم. ولعل من هو في موقفه أكثر حاجة للمراجعة والنقد من قبل هؤلاء الآخرين حتى يدعم مساره بمراجعة مقولاته ومواقفه إن كان يؤمن أن نصف رأيه عند أخيه أو أخواته. أما وإن كان يرى أنه الوحيد الذي يرى فكريا أو سياسيا بأفضل من الآخرين، فذلك أمر آخر.

على أن القناعة التي نتوصل إليها أن الوسطية التي ينادي بها الزعيم لا تشكل إضافة لمعالجة قضايا البلاد. فكثير مما يقوله لا يتسم بالجدة، أو الرؤية المقنعة التي تضيف للفكر والسياسة الكثير. بل إن آرائه لم تفلح في توحيد حزبه وبلده فكيف يمكن أن تجمع أهل السودان والقبلة. ولو أن الزعيم قد خصص وقته بهدف التوصل إلى تفاهمات أولية مع عدد من أسرته الإنقاذيين، وقواعده المتناثرة بسبب فشله في توحيد الحزب لأمكن له من بعد أن يجمع السودانيين حوله بوصفه رجل الدولة الذي تحتاجه بلادنا في هذا الزمن المفصلي. وإذا تم كل هذا لأمكن للمؤتمرات الإسلامية الكثيرة التي يشارك فيها الإستفادة من رؤاه.
عودا إلى بدء نرى أن تصريحات رئيس حزب الأمة الأخيرة لا تجلب إجماعا للعمل المعارض الذي هو محتاج لتخليقه من موقع مسؤوليته القيادية، والتاريخية، والدينية، كما أن هذه التصريحات لا تشكل تهديدا لنظام يدرك هو مدى جرمه، وبوسطية هكذا فإنه من الصعب حقن دماء السودانيين، وإنجاز الديموقراطية.

فالموقف العقلاني والأخلاقي من نظام المؤتمر الوطني يتطلب الصدق الجاد، والعمل نحو إزالته بهدف إيقاف نزيف الدم، والمعاناة، والإذلال، وإنتهاكات الحرمات. وهناك فرق بين الموقف من ضرورة إزالة النظام والقدرة على تجميع الصفوف لتحقيق هذا الهدف بأقل الخسائر. ولعل الزعيم لا يريد أن يفصح بهذا الموقف متخفيا برفع عصا على الحركات المسلحة وأخرى على النظام حتى تكون هناك إمكانية للتلاقي في منتصف الطريق مع هؤلاء أو أولئك يوما. هذا النوع من الوسطية ضار بالزعيم، وبحزبه، وبكل الإتجاهات. ولا أظن أن الفشل المحلي لهذه الوسطية الفقيرة إلى إلهام الناس يؤهلها للذهاب إلى ما وراء البحار لجمع التشرذمات المذهبية الطبيعية التي تملأ أقاليم العالم الإسلامي.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العيب ليس في الصادق المهدي ولا في الوسطية التي ينادي بها، وإنما العيب فيمن يستنقذهم الإمام ويستصرخهم لأنه ظل يصرخ وفي واد سحيق واد من الأموات. نعم يوجد من يزايد على الإمام. هل تريد من حزب الأمة منازلة النظام وتفتيت البلاد، ومن ثم يأتي الآخرون ليكوشوا على الثورة؟؟؟ لماذا حرب الأمة بالذات؟ هل لا توجد أحزاب أخرى تقع عليها مسئولية إزالة النظام؟ أين الشيوعيين؟ أين الاتحاديين؟ أين الشارع ورجاله؟ أين النقابات؟ أين التنظيمات؟ أين الجامعات؟ لقد توصل حزب الأمة إلى معادلة حكيمة مفادها أن (منازلة ومقارعة النظام تعني صوملة وتفتيت البلاد) وإلى معادلة أخرى مفادها(سودان آمن موحد تحت حاكم قاهر وظالم خير من سودان حر غير آمن). ثم أن تجارب ما يُسمى بالربيع العربي حولنا تجارب مخجلة وفاشلة وليس فيها إي إلهام يمكن أن نستوحيه ونسترشد به كمحدد لبوصلة توجهاتنا المستقبلية. الصرخات التي ظل يطلقها الإمام في وادي الصمت السوداني كانت مصحوبة دائماً برأي الحزب في أي حدث أو ملف ساخن بداية من اتفاقية نيفاشا، إلى مشروع الجزيرة إلى انفصال الجنوب إلى هجليج إلى دارفور وحركاتها المسلحةوغيرها من الملفات. لم يترك الحزب والإمام الصادق المهدي شاردة ولا ورادة تهم الشعب السوداني وحاضره ومستقبله إلا وقال فيها رأيه على عكس جميع الأحزاب الأخرى، التي لم تزل تنتظر الفرج من القادم من السماء عبر الإمام الصادق المهدي، لتأتي جميعها في الأخير وتدعي أنها صاحبة الثورة وأنها التي اقتلعت النظام. بصراحة: (العياز يغير النظام خليه يطلع للشارع). وإلا فاصمتوا وخلونا نغيره بالطريقة التي نعرف، وكان عندكم طريقة هاتوها.

  2. نعم يجب ان يقبل النقد هو ومريدية ومافي كبير الا الله. والصادق بمواقفة الغريبة مع المؤتمر الوطني اوصلت البعض لاتهامة بانه مؤتمر وطني. هل يوجد فشل اكبر من هذا

    الطريقة التي ظل يتعامل بها الصادق مع الانقاذ تدعوا للاستغراب وصراحة لم نجد لها تفسير غير ان الامام قد وصل الي سن اثر معها ان يختار اسهل الطرق وهي ان يزرع النصائح في ارض الانقاذ البور

    لم يفهمها الامام واصغر طفي السودان يعي ان الانقاذ ارضها بور ولاتجني غير الخراب. كيف لم يفهمها الصادق رغم كل تاريخة السياسي.

    اتمني ان يقراء مقال هذا ثروت قاسم والبطل عشان مايوجعوا لينا راسنا بالكلام عن الصادق المهدي

  3. ” والأكثر من ذلك يحث الزعيم بأن يأتي دستور السودان الذي أعده الإسلاميون شاملا في المشاركة في إعداده ثم إجازته، ذلك حقنا للدماء التي يراها تلوح وراء أفق العناد، ولا يراها البشير، أو حتى الجبهة الثورية. ”

    الصادق المهدي رجل منافق وسياسي عنصري أنتهازي، فهو ما زال يرى الدماء تلوح في الأفق، وكأن ملايين القتلى الذين سقطوا في الجنوب ومئات الآلاف من الضحايا في دارفور وعشرات الآلاف في جنوب كردفان والنيل الأزرق ليس بدماء في نظره. فهو فقط يعتبر دماء الجلابة هي الدماء الذكية ذات القيمة التي يتوجب على (المؤتمر الوطني والجبهة الثورية) الحرص على صونها وحمايتها. وإلا فأنه لا يرى غضاضة في أستمرار المعارك وسقوط مزيداً من الضحايا في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.

  4. منتدى الوسطيه الاسلاميه والذى كونته جماعات اسلاميه من مختلف الدول الاسلاميه واسس له فروع فيها يعتبر ضروره ملحه لمقابلة التيارات التكفيريه المنكفئه التى ينبى خطابها على تاجيج العواطف وتغييب العقول بحجة الا فلاح للدين الا بالعودة الى حياة السلف ومعاداة العصر ورفض التطور والعوده لحياة السلف ليس بضرب الخيام وعيش البداوه ولكن باحياء قيم الدين المتمثلة فى مكارم الاخلاق بالتزام الصدق واداء الامانه وحفظ العهود والوفاء بالوعود والجود بالموجود بل والائثار ولو كان بنا خصاصه والعفه وحفظ النفس والنسل والجهاد فى سبيل الله ومجاهدة النفس والشيطان.
    اختار هذا المنتدى الامام الصادق المهدى امام الانصار بالسودان رئيسا له وهو اهل لذلك فقد ظل يدافع عن الاسلام ويدفع عنه تشويهات المنكفئين وتحريفات المغالين وله فى ذلك عدة مؤلفات واطروحات منها على سبيل الثال لا الحصر :–
    1/ العقوبات الشرعيه وموقعها من النظام الاجتماعى الاسلامى/ والذى حاكم فيه تجربة نميرى وقوانين سبتمبر المسماة زورا اسلاميه وبين مواطن الخلل فيها واكد ان حد الزانى محصن او غير محصن هو الجلد بنص القرآن( الزانية واالزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلده ولاتاخذكم بهما رافة فى دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)(والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم فشهادة احدهم اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين* والخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين* ويدرأ عنها العذاب ان تشهد اربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين* والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين) هذه الايات تؤكد عدم وجود حد الرجم للزانى المحصن بذكر كلمة العذاب والذى هو الجلد وليس القتل وذكر كذلك عدم وجود حد الرده بنص القرآن ايضا (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاؤلئك حبطت اعمالهم فى الدنيا والآخره واؤلئك اصحاب النار هم فيها خالدون)وبين ان حد السرقة لايطبق الا بعد توفير الكفايه وضرب مثلا بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عندما عطله فى عام الرماده وكيف ان نميرى قطع من الايدى ما فاق ما قطع فى طول فترات الدوله الاسلاميه فى عام المجاعه وشنق وصلب بما ادعى انه رده عن الاسلام
    2/ حقوق المرأة فى الاسلام / اكثر القضايا الشائكة هى قضية المرأة واضطهادها باسم الدين ففى هذا الكتاب بين حقوق المرأة وواجباتها وكيف ان الاسلام ساوى بينها وبين الرجل واعطاها من الحقوق مالم تعطها اياه الدساتير العلمانيه التى تدعى تحرير المرأة زورا واشار الى النقاب وانه عاده وليس عباده وان الله لم يطلب من المرأة طمس هويتها وهو لم يذكر فى اى نص قرآنى من النصوص التى تتعلق بزى النساء وبنص القرآن يقول الله تعالى ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن) ولم يقل على وجوههن او جباههن
    3/ نحو مرجعيه اسلاميه متجدده /والذى يناقش القضايا الفكريه وكيفية مواكبة الاسلام للعصور والازمنه المتعاقبة وفتح باب الاجتهاد لاستنباط احكام تواكب ظروف الزمان والمكان على اساس القاعده الذهبيه للمهديه لكل وقت ومقام حال ولكل زمان واوان رجال على الايكون الاجتهاد فرديا بل تقوم بذلك مؤسسات وهيئات من علماء مختصين ومتخصصيين فى كافة المجالات وكذلك اعادة تفسير القرآن ففيه حقائق علميه كانت غيبا حين نزوله ولكنها الآن واقعا معاشا وكذلك نشؤ الدول ووجود الحدود الجغرافيه والمنظمات الدوليه واختفت دولة الخلافه الاسلاميه وتقسيم العالم الى بلاد مسلمين وبلاد كفار فاصبح هنالك مسلمون فى بلاد غير المسلمين وغير مسلمين فى بلاد المسلمين ونشأت المواطنه التى تفرض علينا تبنى دساتير ومواثيق مثلما كانت وثيقة المدينه فى بداية الدوله الاسلاميه فى زمان رسولنا صلى الله عليه وسلم والتى كانت اول دستور مكتوب
    4/ الزكاة ونظام المال فى الاسلام
    5/ الرياضه ليست لعبا
    6/ الفكاهه ليست عبثا
    7/ نداء المهتدين/ والخطاب فيه موجه لاهل القبله وكيف يمكن توحدهم فى الحد الادنى بان يتفقوا على القطعى ورودا ودلاله ويعذر بعضهم بعضا فى المسائل الاجتهاديه على ضؤ مقولة اجتهادنا صواب يحتمل الخطأ واجتهادكم خطأ يحتمل الصواب دون تكفير او اخراج من الملة
    8/ نداء الايمانيين/ والخطاب فيه موجه لاتباع الديانات الكتابيه فالرب واحد والرسل والكتب مختلفة ولكننا نحن المسلمون لايكتمل ايماننا الا بايماننا بكتبكم ورسلكم فلنتفق على كلمة سواء بيننا وبينكم
    9/ نداء الحضارات /والخطاب فيه لكافة الناس بان الارض تسعنا جميعا فلنتوافق على العيش فيها بسلام
    وهنالك كتب واطروحات اخرى تزخر بها المكتبة الانصارية
    تخبط الجماعات الاسلاميه الفكرى الناتج عن الاعتماد على بعض الاحاديث واجتهادات بعض الائمة وان تعارض مع القرآن ادخل الاسلام والمسلمين فى مأزق وحتى القرآن الكريم الذى تعهد الله بحفظه فيه ناسخ ومنسوخ ونزول القرآن على فترة طويلة 23 عاما جعل بعض آياته لايمكن فهمها او تفسيرها الا بربطها باساب النزول كما هنالك احاديث واحكام قال بها الرسول صلى الله عليه وسلم ونزل بعدها قرآن نسخها فلايمكن الاخذ بها طالما تعارضت مع القرآن ولكننا نجد هذه الجماعات بشكل منفرد تدعى انها الوحيده التى تسير على هدى المصطفى صلى الله وسلم وتكفر سواها رغم انهم مسلمون وملتزمون بالاسلام عقيدة وشريعه ويكفرونهم ويهدرون دماؤهم وقد حرم الله قتل النفس الا بالحق وليس الكفر من اسباب قتل النفس وقد قال الله تعالى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقال الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبا الكعبة الشريفه ما اطيبك وما اطيب ريحك وما اعظم حرمتك عند الله تعالى والذى نفسى بيده لحرمة النفس المؤمنه اعظم عند الله من حرمتك وقال كذلك مخاطبا اسامة بن زيد حين قتل مشركا بعد ان نطق بالشهاده اين تذهب من لاالاه الا الله وحين رد اسامه ان الرجل قالها خوفا من السيف قال له كيف عرفت اشققت صدره؟فرغم ادعاؤهم انهم انصارا للسنه يخالفون صراحة من استن السنه ويكفرون المسلمين ويحاربون العلم والعلماء ودوننا ما يحدث فى الصومال ومالى ونيجيريا فاى اسلام هذا ؟ ومن اين اتوا به ؟
    اذن كان لابد من وجود منتدى الوسطية الاسلاميه حتى نحافظ على ديننا ونحفظ اسلامنا ونحتفظ له بصورته المشرقه وديباجته الوضاءه

  5. الصادق انتهازي ودكتاتور داخل حزبه الذي لا يحق لغير آل مهدي زعامته يعني لسع في دماء ملكية زرقاء ودماء من الماء، وبهلوان يلعب علي كل الحبال بدليل تلقيه رشا من الحكومة ثمنا لصمته وتوظيف ابنائه وبناته داخل الحكومة والضحك علي عضوية حزبه من الاغبياء بانه سيسقط الحكومة بدون عنف وبدون طلقة واحدة وربما بدون مواجهة وربما بتأييد ومعانقة صنمها الاول

  6. اجمل ماقاله فيصل القاسم :عندما يكون الصراع بين الشعب والطاغية، فكل من يتحدث عن الصراع بحيادية ومنطق بحجة التعقل،فاعلم أنه مع الطاغية قلباً وقالباً. المنطق في هذه الحالة هراء.أن تقف مع الشعب ليس بحاجة لمنطق ولا تعقل ولا ترو ولا تحليلات سخيفة ..(انتهى)

    واضيف من عندي بأن مباركة المهدي لابنائه لمشاركة النظام لهو الدليل الكافي على انه يقف مع الطغاة من مجرمي المؤتمر الوطني ..

    واقول ان الصفوف في هذه المرحلة قد تمايزت والله سبحانه وتعالى مثلما قدر وكشف لنا فساد ومفسدي النظام يكشف لنا بصورة واضحة لا تحتاج لتفكير المفسد من المصلح …

  7. الزول دا دقش الـ90 سنة هسي أو قرب منها
    ولسسسسسسسسه مكنكش في رئاسة حزب الامة وامامة الانصار لفترة ناهزت النصف قرن من الزمان

    أصلو خرطوا الخرَاط وإنقلب مات!! وللا حزب الأمة عقمت حوائه عن الانجاب

    الصادق مُدخل كراع مع التحالف المعارض بواسطة بنته مريم
    وكراع مع الحكومة بواسطة عبد الرحمن إبنه
    وكراع مع جهاز الأمن بواسطة بشرى إبنه

    لا والله حريف

  8. من اهم اسباب تخلف السودان وعدم استقراره وكل المشاكل التى يعانيها وطننا. هذا القرد العجوز المسمى بالصادق المهدى الذى ابتلانا به الله .والذى شبهته اكثر من مرة بالكلب المخصي والذى يكثر من النباح فقط ولايتسطيع فعل شى غير النباح ولايترك غيره من ابناء الوطن من يستطيعون تعميره ان يعمروه .

  9. يا جماعة الخير :

    دا ( شطر ميت) و ما في داعي لمضيعة الوقت في التحليل و التنظير فيما آل إليه هذا الرجل

    تماما الصادق المهدي أصبح ( حزب الأمة جناح المؤتمر الوطني ) و لا عزاء للأنصار إلا أن يثبت غير ذلك …

  10. المغسه أو (المغصة ) إن عامة الصحافة والصحفيين يتناولون الحديث عن المعارضة ووصف الصادق والميرغني والترابي بمايقولون أو بمايعبرون ووو غيرهم هذه الاصناف من عهود أكل الدهر عليها وشرب ،ووصفهم بمايقولون من ترنيمات لايقدم ولايؤخر .
    أنما مغسة تسمع فيما قال الصادق وقال فلان ..وألان البلاد في تدهور وفساد مستمر والانقاذ مستمرة مع
    النغمات بقناعة إنهم لافائدة فيهم ولايستطيعون تحريك أنمله ،وقد أنشطرت البلاد وهم جاسمين ،يلوحون ويخربطون ،والحروب مستمره وهم يؤلون والفساد يذداد يوماً بعد يوم وهم يصرحون والخذينة فارغه وهم ناظرين ومنتظرين والعيد قادم وهم مضحين وزابحين والشعب نائم وجاسم نسمع في الانين ،وألانتظار ممل كثيراً
    ينخر في جسد الغلابة من الفقراءو الى متى كل ذلك ياشعب السودان ألابي !!!!

  11. أذا رأيت دولة تتقدم فأعرف ان وراء تقدمها عقول مفكرة ؟؟؟ وأذا رأيت دولة متخلفة وحكومتها فاسدة فأعرف أن وراء ذلك عقول خربة ولصوص محترفين ؟؟؟ والعبرة بالنتيجة وليس بالخطب والكلام والتنظير في فقه المرأة وحيضها ونفاسها ؟؟؟ وأعتقد ان بالسودان به مدرسين دين كثر وأكفاء يمكنهم شرح كل ما يتعلق بفقه المراة ؟؟؟

  12. والله يا شباب اقولها ليكم بصراحه صح نحن ضد المتاسلمين وحاولنا نعمل ثوره ضد البشير وحكومه فيها فساد وكل شي لكن لو الصداق والترابي وباقي الاحزاب
    القديمه ممكن تعود للسلطه احسن لينا نتصالح مع البشير واخير لينا نتصالح مع المؤتمر الوطني وبقوله ليكم بكل صراحه المؤتمر الوطني ما شفنا فيهو بوس يدين
    وسيدي والبرنامج ده مع اني لا اتفق معهم ولا مع سياساتهم التي ارهقت السودان وقسمتو بس اخير بميه مره من الاحزاب القديمه والمعارضه الفاشله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..