سقوط البشير في مطبات الدخيل !

زيارات الرئيس البشير الى دول الخليج والمملكة العربية السعودية في مرحلة ما بعد الطلاق مع إيران و هجر الحليف القطري ..وخطوة المشاركة المريبة في عاصفة الحزم التي طال أمدها بخراب إقتصاد مموليها وفوائد نظام الإنقاذ من مصائبها كما يقول المثل ..أصبحت زيارات هي أقرب الى الإستدعاء بالدونية منها الى التبادل البرتكولي المتكافيء على ذات المستويات ..حتى في استقبال البشير كرئيس دولة فقد قعدت به الى أن يستقبله مسئؤلون على مستوى لا يليق بمكانته كرئيس دولة ..بالقدر الذي جعل جولاته في تلك الدول تتم بصحبة موظفين عاديين وهوما لاحظناه في زياراته للحرمين الشريفين حيث شاهدنه يجلس وحيدا وسط عدد حراس المكان !
وبالمقابل لم يزر السودان ردا على ذلك اللهث الرئاسي مسئؤل من تلك الدول ولو على المستوى الوزاري وذلك ما يعكس مأساة تدنى درجة التقدير لمسئؤولينا الذين حطوا من مكانة بلاد كانت ملكة بريطانيا العظمى هي من يقود مواكب رؤسائها في شوارع المملكة المتحدة المكتظة بالجماهير تلوحيا بأعلام التقدير وورود وأزاهير الإعجاب بالهيبة والمكانة مثلما كان يفعل معهم الرئيس الامريكي الأسطوري جون كنيدي و زعماء الكرملين السوفيات برزنيف وخورتشوف وجبابرة الصين أمثال ماوتسي تونغ وشوان لاي وغيرهم من زعماء الإقليم الإفريقي أمثال نكروما وجوموكينياتا والإمبراطور هيلاسلاسي و قادة المنطقة العربية التاريخيين كجمال عبدالناصر و الملكين حسين والحسن الثاني و عبد السلام عارف وغيرهم!
بالأمس زار الخرطوم النجم التلفزيوني الحصيف الذي يعمل لدى قناة العربية السعودية ألأستاذ تركي الدخيل وهو رجل نكن له تقديرا خاصاً لما يجاهر به من إعجاب وحفظ جميل للشخصية السودانية في أكثر من مناسبة ..!
الرئيس البشير تعامل مع الرجل كرئيس دولة فرافقه شخصيا مستقبلا إياه من عند بوابة القصر ونصب نفسه بتواضع أقرب الى الوضاعة كدليل سياحي في المتحف المجاور للقصرالرئاسي .. وهي مجدة لن يجدها مذيع مهما كانت مكانته الإعلامية لو أن الرئيس كان في دولة يحترم رؤساؤها شخصياتهم الإعتبارية ويتقيدون باصول البرتكول الرئاسي الذي يحتم أن ينتظر الرئيس ضيوفه من الإعلامين داخل مكتبه أو في اية زاوية من المقر الرئاسي !

مغالطات وتلفيقات خارج منطق التاريخ ..
بدأ البشير في رده على السؤال الأول وكأنه يكذب التاريخ المنحوت في أدمغة الإنسان وجدران الزمان .. قائلا بأنهم أتوا الى السلطة وكانت ميزانية الدولة التي أجيزت قبل يوم واحد من إنقلابهم المشؤوم لا تتجاوز الثمانيين مليون دولار جلها من الإستدانة الخارجية ولم يتذكر أنها كانت توجه على قلتها لخدمات الصحة والتعليم و التوظيف ولم تكن تذهب لجهاز الأمن أو تمويل عصابات حميدتي و سرقات المفسدين من أفراد عائلته وهو الذي أعاد كذبة تعيشه من كسب مزرعته االمفترى عليها مثل صالون الحلاقة الذي يعتاش منه شقيقه تاجر الجوازالسوداني اللواء كوميشن عبدالله !
ثم قال في تبريره لسرقته السلطة مستدلا بمقولة الشريف زين العابدين الهندي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الديمقرطية الأخيرة أمام البرلمان فحرفها البشير بأن الرجل قال من شدة تبرمه من حالة البلاد وقتها .. لو أن كلبا أخذ هذه البلاد لما قلنا له جر ..!
والكل يعرف أن الشريف كان يقصد الديمقراطية التي لعب بها جماعة الجبهة الإسلامية حتى يفتنوا الناس بكرهها تمهيدا لعملتهم السوداء التي نفذها معهم البشير !
وفي سرده للمقارنة مابين حالة المواطن في ذلك الزمان وأحواله الحالية قال في رده على الدخيل ..الآن أرتفع مستوى الحياة و انتقل جل الشعب الى مستوى أفضل في معيشته ولعلك تلاحظ فخامة المباني في العاصمة وكثرة ونوعية السيارات .. وهو يعلم أن من إنتقلوا من مربع الفقر المدقع الى الغنى الفاحش والتخمة المبتذلة هم لصوص نظامه من الإسلاميين الفسدة وأفراد اسرته وأصهاره ورجال أمنه وعسكره و كل المنتفعين من نظامه على حساب الغالبية العظمى وانتفاء الطبقة الوسطى التي كانت سائدة في توازن وسماحة وأخلاقيات وتكافل واستقرار المجتمع السوداني قبل مجيئهم الكارثي !
وربما كانت السقطة الكبرى أن البشير قدعزا إحتلال المصريين لمثلث حلايب في لقائه مع الدخيل الى إنشغال قواته في منتصف التسعينات بتحقيق إنتصارات في حربه ضد المتمردين في الجنوب .. اي أنه يعترف بأنه أهمل التراب الطرفي لينقله الجيران الى كنفهم بينما كان همه تقتيل مواطنين في الداخل لهم مطالب مشروعة جاءهم منكسرا لاحقا ليهديهم ثلث تراب الوطن معترفا بكل براءة الأطفال أنه فعل ذلك رضوخا لإرادة الأمريكان والغرب ..مستدركا بعد فوات الأوان بالقول واحتراما لرغبة المواطن الجنوبي الذي قرر مصيره بنفسه ..والتاريخ قد سجل على خلاف إدعائه بأن غراب الشؤم علي عثمان هو من جلس تسعة شهورفي غرفة عمليات نيفاشا ليعمل قابلة تشرف على ولادة ذلك الطفل المشوه !
أما حكاية محاولة إغتيال الرئيس المصري مبارك التي كانت سببا في غض الطرف عن إحتلال حلايب لم تخطر على بال البشير وهو الذي كال الثناء على شخصية الرئيس السيسي في تقية تكذبها عيونه التي كانت تنضح بالكره الممزوج بالخوف من الإفصاح عن مشاعره الحقيقية تجاه الرجل الذي أزاح حليفهم الكيزاني محمد مرسي فأفسد عليهم حلم الجمع بين طرفي وادي النيل في مخلاية النهب الإخواني !
بقدرما كان الدخيل محاورا ذكيا سلس العبارات و يتمتع ببديهة الإعلامي المتمرس في جر رجل محاوره الى مطبات الأسئلة التي قابها البشير بتلفيق الإجابات المضحكة .. فإن كل ما قاله البشير كان كوما في سالف ماذكرناه .. أما حديثه عن التزامه بدستور عام الفين وخمسة كان كوما يدعو الى التقيوء من نتانة كذب الرجل حول توفر الحريات و شفافية إنتخابه في إنتخابات الفين وعشرة وتحرك الحوار المزعوم الى محطاته الأخيرة في الخروج من أزمة السودان الطويلة .. وصولا الى مجتمع الرفاهية والعدالة والحرية والسلام الذي قال هو ذروة حلمه وهو على حد زعمه الكاذب من أوقف نظامه الحروب التي كانت تأكل أطراف البلاد قبل وصولهم الى الحكم حيث تباهى بأنه كان رئيسا لهذا البلد قبل إنقسامه ولم يبدي ندما على الذي لم يعد في ذات وجوده ذلك البلد الكبير فتقزم في كل شي حتى في كرامة رئيسه الحالي وهو وطن لطالما حكمه الكبار و رفعوا راسه على غير ما فعلته فيه وبه يا سيادة الرئيس المتواضع جدا جدا جدا !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أرجو أن أضيف تبريره الأرعن لمساندة ثوار ليبيا ضد القذافي…كان تبريره أن القذافي كان يدعم المتمردين ضده!! أي سدة بسدة كما يقول الأطفال!!!

  2. أرجو أن أضيف تبريره الأرعن لمساندة ثوار ليبيا ضد القذافي…كان تبريره أن القذافي كان يدعم المتمردين ضده!! أي سدة بسدة كما يقول الأطفال!!!

  3. شر البليه مايضحك . اليكم اخر ماسمت :(انا محتار رئيس الجابون المستضيف امم افريقيا اسمه -عمر بنقو- وشفتا النهضه العمرانيه حقنا اسمه -عمر البشير – والمدينه الرياضيه ليها 20سنه ماتمت غايتو مرات البنقو بعمل فرق …بتجيبوه من وين الصنف ده!!!!

  4. شر البليه مايضحك . اليكم اخر ماسمت :(انا محتار رئيس الجابون المستضيف امم افريقيا اسمه -عمر بنقو- وشفتا النهضه العمرانيه حقنا اسمه -عمر البشير – والمدينه الرياضيه ليها 20سنه ماتمت غايتو مرات البنقو بعمل فرق …بتجيبوه من وين الصنف ده!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..