حاسة شم علي شمو

بجانب نماذج امثال احمد البلال الطيب, وابراهيم دقش وزوجته بخيته امين ومحي الدين يتيتاوي , الباقر احمد عبدالله, اسمعاعيل الحاج موسي ,عبد الباسط سبدرات, وحديثا ضياء الدين بلال ,ومحمد لطيف وبعض الصحفيين الجدد من قوميسارات الإنقاذ , يعتبرعلي شمو احد اهم السلالات الإنتهازية النادرة التي لم تنقرض حتي الآن في السودان , فهو متلائم ومتجاوب ومتناسق ومتساوق بطبيعته اللينة والودودة وابتسامته الاثيرة ,وصوته الرخيم مع كل الأنظمة الشمولية “يعني ماعندو قشة مرة ” كما نقول وخلافا للسيرة الذاتية في الوكبيديا التي تفادي كاتبها إهمال التواريخ القديمة للرجل فأن مسيرة علي شمو بدأت في خمسينات القرن الماضي تحديدا 1955مذيعا متدربا في إذاعة ركن السودان التي كانت تبث من مصر وفي عام1963 عاد علي شمو للسودان فألتحق بالأذاعة السودانية “هنا ام درمان ” مذيعا بها بجانب ابوعاقلة يوسف ,ومحمد صالح فهمي , ومحمد العبيد , وصلاح احمد محمد صالح وعبد الرحمن زياد الذي التحق بأذاعة صوت اميركا .
جاء علي شمو في ذلك الزمان الي السودان ليخوض تجربة اول نظام عسكري في البلاد مجريا تمارين تسخين للتعامل مع الأوضاع السياسية الراهن منها والمستقبلي الذي في رحم الغيب, وفي ا ول صافرة للحكم تم اختيار شمو مديرا للتلفزيون الذي كان حدثا كبيرا ادخله نظام عبود في السودان ,فنفذ الرجل سياسة عبود الإعلامية ” بضبانتها” داعيا له بمزيد من قمع الحريات والإعتقالات للمعارضين والشيوعيين وكافة المناهضين للنظام العسكري الأول ,وكان خيرمخبر “لخير متجبر” , ولما انفجرت ثورة اكتوبر الشعبية واطاحت نظام عبود ذهب علي شمو في موجة التطهير ولكنه سرعان ما لبس قناع الثوار في وقت كان ينسج فيه خيوط تواصل مع الحزبين الكبيرين الأمة والوطني الاتحادي ,ولما سقطت حكومة جبهة الهيئات التي كان يسيطر عليها االشيوعيون عاد علي شمو مرة اخري كمدير للتلفزيون ممارسا مرة اخري تسخينا ديمقراطيا ليتعايش مع الوضع التعددي الجديد فوازن علاقاته بين القطبين الكبيرين الصادق المهدي والميرغي حتي يضمن رضا الأثنين فلا هو حزب امة ,ولا هو إتحادي كما هو في إعتقاد الميرغني إتحادي ,وفي اعتقاد المهدي امة , وتلك لعبة لايتقنها إلا حواة الهند المهرة الذين يقفون علي اصبع واحد اربعة وعشرين ساعة دون ان تظهر عليهم علامات الإعياء .
امعن علي شمو في مسيرته الديمقراطية مبشرا ونذيرا حتي قام جعفر النميري بانقلابه في الخامس والعشرين 1969 فواجه مأزقا هذه المرة لم يكن له عهدا به من قبل حيث جاء الشيوعيون اعداءه اللدودين الي السلطة ,غير انه وبحركة التفافية سريعة كان هو اول من قدم النميري الي الشعب السوداني كزعيم شاب ثوري جديد للبلاد في مقابلتة التلفزيونية الشهيرة والموجودة الان علي اليوتيوب ,وقبل ان يأخذ انفاسه الفي نفسه خارج اسوار التلفزيون في الحملة التي قادها ضده إتحاد الجامعيين بوزارة الإعلام ,ولكن الخبير في علم الكمون كمن بعيدا عن البلاشفة مهادنا لهم متحدثا لغتهم كخطوة اولي للتماهي معهم ,و لكن العليمون بتكتيكاته لم يعطوه الإ وجها احمرا مكشرا يرفض الإبتسامة للبرجوازية الصغيرة الخطيرة , فعاد الي الكمون مرة اخري في انتظار الذي يأتي ولا يأتي , وفعلا كان الذي اتي كان هو ان النميري انقلب علي الشيوعيين , وطاح بممثليهم في مجلس قيادة الثورة , وابعد الشيوعي محجوب عثمان من وزارة الإعلام ليحل محله اليميني عمر الحاج موسي وهنا اطل علي شمو من مخبئه متنفسا الصعداء ليستقبله الحاج موسي شاكيا له جور الشيوعيين الذين فصلوه بغير وجه حق, وعلي هدي قاموسه المليئ بفنون التلون إستغل عداء النميري للشيوعيين ,وعبر شبكة السماسرة المايوويين إختير علي شمو وزيرا للشباب والرياضة في 1976ثم وزيرا اللثقافة والأعلام 1978.
وعندما قامت الإنتفاضة ضد النميري عام 1985 مد علي شمو يده للحزبين الكبيرين كما اشرنا من قبل, وهكذا عكف علي شمو يلهث وراء كل حاكم ,لافرق عنده بين ديمقراطي وشمولي ,وطوال رحلته كمستكشف انظمة اظهر ظرفا , ولطفا , وادبا جما وإبتسامة مليحة تجعل الأخرين يستحون من مواجتهه بمواقفه المخزية ,وتلك بلا شك ادواته في كسب الحكام والمحكومين معا, وتلك بالمقابل مأساتنا نحن السودانيين الذين نستقبل القاتل “لشيل الفاتحة” مع اهل القتيل, هل قرأ احدكم بيان علي شمو بإعتباره اميناعاما لمجلس الصحافة والمطبوعات عندما اغلق امن النظام احد عشر صحفية, هل نطلب من علي شمو وهو فوق عتبة الثمانين ان يراجع حاسة شمه, ويشم مرة واحدة هواء الحرية في رائحته الحقيقية وليس رائحته المفعمة بالدم والإستبداد؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. *بس يعنى بخيته امين سيدة فضلى ليه ادخلتيها قسرا بين الجماعه ديل! اللى صدقتى فيما ذهبتى اليه عنهمو .صحيح انها قرينة لأبن دقش الآ اننا والله النصيحه ما شفنالا شيتن كدى يعنى زى السووهو والبسووهو ناس ود الحاج موسى والاسلامى الانقاذى المستقل صاحب الكردينال “ريش ايليو” وامير المقاله.. وزير النفى اللى فضل وعمّال ظل ينفى وينفى حكاية ترحيل الفلاشا لحد ما هو ذات نفسو صدّق ان مافى فلاشا اترحلت الى ان ظهر الحق ب “شاهد الملك” فى المحكمه الولد “التفتيحه.. كبير الناقشين” اللى مرق كالشعرة م العجين اللى لطخ بيه الرجل الخلوق الجدّو الطيب!
    *اها دى واحده.. التانيه طبعا كانت نفى اى صلة بين ضباط الانقاذ بالجبهة الاسلاميه طوال فترة استوزاره الى ان ورّوهو المكشّن بدون بصل .. على كل حال برضو اغلظتى فى الحديث عليهو.. اها يعنى يعمل شنو؟ دى طبيعتو كدا! حيغيّر طبعو! وانت ست العارفات (بس ما بجزم انك كمان ست العارفين) ما هو معروف ومسلّم بيهو ان الطبيعه بتغلب التطبّع.
    *ما تنسى ان كمان مشاركتو فى اتحاد الصحافه والمطبوعات باى صفه او موقع(ان ما كان رئسو) برضو فيها ليهو سلوى وملء فراغ فى هذه السن بخلاف ان البحر ما بيأبى الزياده بالمليون مليونين اللى بيلقاهن كل شهر (بون مسؤوليه او اعباء او تبعات) دا بخلاف ال “circumstances” اللى بيرسلها الرئيس من وقت لآخر فى المناسبات او لما ينبسط من اداء زول .. خيره بيعم الناس كووولللهم! المهم هوّنى على نفسك .. أدى حكمة رب العباد الذى يرزق عباده من حيث لا يحتسبون ومن غير حساب!

  2. دعوني اعيش .. كثير امثاله لا تقوم حياته على اي مبدأ وعندما سأل الشيخ التلميذ (انت يا ولدي مذهبك شنو) قال التلميذ(انا مذهبي مذهب ناس بلدنا)وهنا سكت الشيخ لأن رد التلميذ سيولد سؤالا اخر ثم لا يلبث ان تتولد مجموعة من الاسئلة قبل ان يجد الشيخ اجابة على سؤاله..عشان كده قالت المرأة : الكاتمة في جواي كثير يحرق الجوف والعصب بس لسان الحال غلب؟ عشان كدا ياحاجة فاطمة انت 90% من المثقفين إنتهازيين.. ويحبون الاكل في موائد السلطان ويتباهون بذلك..

  3. منذ نعومة اظفاري لم اري (علي شمو) هذا الا في الشموليات يتم تلميعه بسرعة هائلة . لا اري له ما يميز ليصبح (خبيرا اعلاميا) الاتلك المقابلة مع ام كلثوم . لا هو ولا حسن مكي يملكان (ملكات) الخبير با معيار من المعايير حتي معايير الشموليات .

  4. ينصر دينك دكتورة فاطمة ….

    لقد قلتي حقائق بعينها عن هذا الإنتهازي …

    صدقيني هنالك دول بالعالم حتى الآن لا تعرف عن السودان أي معلومة …وهذا واجب إعلامي

    ونحن إعلامنا الخارجي ضعيف بنسبة 90% … الشعوب لا تعرف كثيراً عن السودان وهذا المتسلق

    المصلحجي لا يعرف غير نفسه وعامل فيها أبو الأذكياء وأبو العريفين … وقد خدع 80% من

    شعبنا السوداني الطيب العفوي البسيط … إلا دكتورة فاطمة الذكية لم يخدعها …

    والمؤسف أنه تقام حفلات لتكريمه … هذا الشخص لقد دمر الإعلام السوداني ووزارة الثقافةوالإعلام

    ويجب أن يقدم لمحاكمة …

    شكراً دكتورة فاطمه … الله يحفظك …

  5. علي شمو ناكر جميل أهله الذي تنكر لمدينة الجنينة التي نال فيها تعليمه الأولي بمدرسةالجنينة أ تنكر لها و لم يذكرها حتى في سيرته الذاتيه

  6. د. فاطمه عبداللطيف / أنتِ كاتبه متمكنة وجريئه ووضعت يدك في موقع الداء ، وقمت بسرد تاريخي دقيق لهذا الإنتهازي الوصولي لك التحيه والأحترام .

  7. فتح الله عليك يا استاذة ،، فعلا يجب التركيز على كشف السدنة الذين يحاولون خداع البسطاء بادعاء الهدوء والوقار المصطنع ،، ارجو التركيز على هذه الكائنات التى تنمو وتتكاثر فى ظل انظمة القمع ،، اما بقية العصابة امثال نافع وعلى عثمان وعبد الرحيم فالشعب يعرفهم جيداولا يحتاجون لتسليط ضؤ عليهم
    امثال الكارثة على شمو كثر وعلى رأسهم التنبول سوار الدهب

  8. وبعدين شابكننا بروفيسر ..بروفيسر .!!!!
    انا ماعارف الأطلق عليهو لقب بروفيسر دا منو ؟
    الزول خريج دار العلوم قسم لغة عربيه في مصر وكان الطيش وطالب فاشل
    وكان عامل فيها روميو الصباح تلقاهو قاعد مع واحده في الامريكين
    (مقهى وكافتريا في شارع طلعت حرب بالقاهره) وبالليل في نادى الطلبه الوافدين
    بشارع القصر العيني .

  9. فتح الله عليك يا استاذة ،، فعلا يجب التركيز على كشف السدنة الذين يحاولون خداع البسطاء بادعاء الهدوء والوقار المصطنع ،، ارجو التركيز على هذه الكائنات التى تنمو وتتكاثر فى ظل انظمة القمع ،، اما بقية العصابة امثال نافع وعلى عثمان وعبد الرحيم فالشعب يعرفهم جيداولا يحتاجون لتسليط ضؤ عليهم
    امثال الكارثة على شمو كثر وعلى رأسهم التنبول سوار الدهب

  10. وبعدين شابكننا بروفيسر ..بروفيسر .!!!!
    انا ماعارف الأطلق عليهو لقب بروفيسر دا منو ؟
    الزول خريج دار العلوم قسم لغة عربيه في مصر وكان الطيش وطالب فاشل
    وكان عامل فيها روميو الصباح تلقاهو قاعد مع واحده في الامريكين
    (مقهى وكافتريا في شارع طلعت حرب بالقاهره) وبالليل في نادى الطلبه الوافدين
    بشارع القصر العيني .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..