جماعات المؤتمر الوطني:السمات النفسية و الاجتماعية(1)

جماعات المؤتمر الوطني :السمات النفسية و الاجتماعية(1)
(ِان رأيت الماء قد أسن فطهره من العالوق و نظفه ليجري مجراه)
ما أن سيطرت الجماعات الاسلامية علي السلطة في يونيو 1989 حتي بدأت الشروخ العميقة داخلها فهم كانوا جبهة سيطر عليها فكر الاسلام السياسي الذي يستخدم الدين الحنيف للحصول علي منافع سياسية و اجتماعية بالسيطرة علي جهاز الدولة و تقوية الطبقات الطفيلية حتي تتمكن من مراكمة االثروة بشكل متواصل صرف النظر عن الاثار الاجتماعية و الاقتصادية التي تخلخل المجتمع من جذوره و ترمي به في يباب الضياع و المسغبة و المرض.
عملية تخريب بهذا السوء و الفظاعة لا يمكن ان يقوم الا جماعات بشرية تتصف بسمات اخلاقية متدنية تحتضنها نفسية معيبة فقدت الاستقامة و السير علي الصراط المستقيم الذي امر به رب العالمين.
تيارات الاسلام السياسي عند ما تأسست قامت علي رؤية معتمة غير واضحة حتي لأنفسهم (هذا حديث يطول) يدفعها الأنا السياسي علي الاستحواذ علي السلطة بشعارات تنادي بتطبيق الاسلام و أسلمة كافة أصعدة الحياة و بعد أن تحقق لهم ما أرادوا و تمكنوا من السلطة بشكل كامل ذهبت دعاويهم أدراج الرياح و لم يلتفت اليها منهم الا القليل فصرعته تيارات التقيح الاخلاقي و المذهبية الطفيلية فإنزوي في ركن قصي معتزلا او عارض بصوت واهن صوت من شارك في الذنب ثم تاب.
نقول جماعات المؤتمر الوطني لأنهم خلط من يمين و يسار المجتمع السياسي و من أعلي و أسفل البنية الطبقية و من مجتمع الأعمال السفلي و العلوي و من دعاة العنصرية و القبلية و العرقية و من اللاوطنيين و جماعات التطرف الديني و تجار المخدرات و لصوص العقارات و تجارة سوق النقد الاجنبي المنهوب من خرينة الدولة و يضم ممن غادر حزبه بحثا عن نفوذ يقيه هجير الفقر و العدم او يشبع رغبات التسلط الآثمة و هذه الجماعات لم و لن يجمعها فكر او دعوة او مشروع حضاري او منهج نهضة وطن ظل علي حواف الحضارة الانسانية أسير الفقر و الحروب و التشظي و سفك الدماء و البطالة و الجهل و الخرافة و الديون التي لا أمل في تسويتها قريبا و الحروب القبيلية التي لا تنتهي . ما الذي يجمع هذه المجموعات العسكرية و المدنية داخل حزب جمع صفات العصابات و الحاكمية الظلامية. هذه الجماعات شكلت نفسها كحلقات حول عمود الأنشطة الطفيلية له قدرات الماغنطيس لجذب العالوق البشري الباحث عن ثروة الدم و المكانة و النفوذ و تمتلك قوي العمود وسائل الإكراه و كل موارد الوطن تعطي لمن يريد كم يريد دون مانع قانوني او وازع اخلاقي و علي ذلك فإن السمة الاجتماعية التي تميز جماعات المؤتمر الوطني القديمة و الحديثة انتماءا هو دافع الحصول علي المكانة السياسية و الادارية في جهاز الدولة لإشباع الطموحات و الرغبات التي لا يمكن الحصول عليها في دولة تقوم علي القانون و العدل و العقلانية و الشفافية.الرغبة في الاستحواذ التي لا يحدها عقل او حياء فهو لا يتحرج عن امتلاك سيارة فارهة يمكن بسعرها تعمير مستشفي او صيانة مدرسة و لا يتورع عن اخذ عمولة مقابل تسوية قضية فساد او عقد صفقة فاسدة يخسر الوطن بسببها ملايين الدولارات سواءا كان ذلك بصات او قطارت عاطبة او فساد شركة اقطان او اعتمادات مستندية مضروبة يتجاوز المليارات او التدمير فسادا لأيقونات اقتصاد الوطن مثل سودانير و سودانلاين و مشروع الجزيرة و السكك الحديد. و الدمار الكبر لرأس المال الأساسي المتمثل في الانسان بالدمار فسادا لخدمات التعليم و الصحة.
ان مستنقع المؤتمر الوطني الآسن ما كان للعالوق البرمائي ان يتجمع فيه لولا ان ضمن وجود جبروت الآلة العسكرية و الامنية و القانونية التي تحميه،القدرة علي التسلط و التصالح النفسي مع القتل و السحل مع وضاعة النبت الاجتماعي مع مظلة جهاز الدولة الدموي اللذي يجعل الداركولات تمتص ما تبقي من دماء الفقر ليلا و (نهارا) و تجد فقراء ما قبل الانقاذ من آل كوز يتباهي بما يملكه من شاهق العقارات و المزارع و خيارات الاستثمار في الامارات ام ماليزيا و لا يقف النعيم عند المثني و الثلاث و الرباع، تجدهم يلغلغون بكراهية الغرب و يسبحون بحمده نهارا و مساءا، يقتلع منتزهات الشباب والاحياء الرياضيه ليقيم عليها مدرسة يسميها كمبردج و لا علاقة لها بها غير حالة الانفصام الذهني و النفسي.
سمة التسلط و الميل الي التحكم في الآخر الضد هي اهم سمات جماعات المؤتمر الوطني لتحقيق اهم اهدافهم لنيل الدنيا: لا يكتفي بقطعة ارض واحدة بل العشرات و المئات، يريد ضمان عيش الابناء و الاحفاد ، يريد لهم شهادات عليا من الجامعات البريطانية و الامريكية و عقارات الخرطوم لا تكفي بل يريد اخريات في نواحي الدنيا ، يزيح من امامه في الوظيفة المدنية او العسكرية كي يرتقي سلم نعيم الدنيا.
تستغل موارد الدولة ليثبت المشروع رشاوي مناصب و مال هنا و هناك باسم اتفاق السلام او الحوار الوطني او التسوية السياسية و بذلك تتسع بركة جماعات المؤتمر الوطني الآسنة كل من إلتحق بجماعات المؤتمر الوطني من كل أوب لم يقدم سلاما او رخاءا لهذا الوطن لكنه اقني و إغتني من موارد الوطن انظروا اليهم المنضمين الي السلطة ما كان لهم ان يدخلوها لولا انهم اكتسبوا تلك السمات من كانوا مسلحين او مدنيين.
هل يمكن لاحد مها بلغ من سوء الطبع و الطبيعة ان يكون مثل ذلك؟ المفكر و المثقف فيهم تردي الي مرتبة بهموت الغابة غاب الضمير و العقل و الكوادر البيروقراطية العسكرية و المدنية احكمت الهيمنة و صارت مجرد روايات فساد و نهب اموال ثم لا يتورعون النفي الغليظ و يسألونك عن الدليل البديل من إعلام
قدرة التكيف علي السقوط الاخلاقي و تبرير افظع الجرائم و السكوت و البرود القاتل و الجبن الا علي الضعفاء و رقيقي الحال اذا لم تستبطنها فانك غريب علي جماعات المؤتمر الوطني بل و غريب عن الوطن.
عثمان أحمد عثمان
قال ان الوطن مستهدف و هو يمتلك آلاف الافدنة المزروعة في البطانة و غرب ام درمان و النيل الابيض ثم يتحدث عن الشيوعيين و تخريبهم للوطن متي كان يا لصوص الوطن المصلوب ان خرج مليم من الخزائن التي تنهب بالقانون و غيره الي الشيوعيين او غيرهم من الشرفاء.
[email][email protected][/email]