الإنترنت تدق باب تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي

قطاع الإنترنت تعزز في الولايات المتحدة بالنمو السريع الذي حققه عمالقة الإنترنت كفيسبوك وتويتر وأمازون وغوغل وشركات إنتاج الأجهزة الإلكترونية.
العرب
لندن – أظهرت دراسة أميركية أن العوائد الاقتصادية لقطاع الإنترنت في الولايات المتحدة تضاعفت منذ 2007 بحيث باتت تشكل 6 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الأميركي.
ويعني هذا أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولا كبيرا، إذ باتت تهيمن الإنترنت على المعاملات المصرفية وعالم التسوق متسببة في خسائر فادحة لكثير من الشركات، بينما فتحت المجال أمام شركات وقطاعات شهدت نموا متسارعا على الإنترنت.
وتعزز قطاع الإنترنت في الولايات المتحدة مؤخرا بالنمو السريع الذي حققه عمالقة الإنترنت كفيسبوك وتويتر وأمازون وغوغل وشركات إنتاج الأجهزة الإلكترونية التي تتصدرها أبل. وشمل هذا النمو مبيعات الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر المحمول والتسوق وصناعة البرامج وأنظمة التشغيل وبيع ملايين النسخ منها.
وأظهرت الدراسة التي أجرتها ?إنترنت اسوسييشن?، وهي جمعية مهنية تضم في عداد أعضائها شركات عملاقة في مجال الشبكة العنكبوتية مثل فيسبوك وأمازون، أن حجم قطاع الإنترنت الأميركي بلغ في 2014 حوالي 996 مليار دولار وان عدد العاملين في هذا القطاع في الولايات المتحدة ناهز ثلاثة ملايين شخص.
ووصل الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من حاجز 16 تريليون دولار على أساس سنوي.
وقال مايكل بيكيرمان رئيس هذه الجمعية المهنية إن ?الإنترنت غالبا ما يعطي الانطباع بأنه في كل مكان ولكن في لا مكان، إلا أن الواقع غير ذلك، فعدد الوظائف في هذا القطاع تضاعف، ومساهمته في إجمالي الناتج المحلي الفعلي زادت بنسبة الضعف ونيف، ورواتب الموظفين فيه تتجاوز بأشواط المعدل الوطني للرواتب?.
ومنذ الإعلان عن نتيجة الدراسة الأخيرة ثارت مخاوف من أن هذا النمو السريع في اقتصاد الإنترنت في الولايات المتحدة من الممكن أن يحدث خللا كبيرا في بنية الاقتصاد الأميركي، إذ بإمكان موقع أمازون للتسوق على سبيل المثال الاستعانة بموظف أو اثنين من أجل إيصال بضائع، وهي وظيفة كانت تتطلب في السابق 10 موظفين للقيام بها.
وقال محللون اقتصاديون إن العالم بأسره يمر بتغير اقتصادي جذري، إذ أن اقتصاد الإنترنت يظل عابرا للحدود، ومن ثم سيؤثر بشكل كبير على تجار التجزئة وشركات كبرى، كما تأثرت في السابق شركات صناعة الهواتف المحمولة التقليدية مثل شركة نوكيا إثر صعود عملاقي التكنولوجية أبل وسامسونغ.
ومن المتوقع أن يؤثر تمدد شركات الإنترنت على شركات الإعلانات، إذ بات معظم المعلنين يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت غوغل تهيمن على نسبة كبيرة من الأنشطة الإعلانية في العالم.
وقال بيكرمان إن مساهمة قطاع الإنترنت ?في إجمالي الناتج المحلي للعام 2012 كانت أكبر من مساهمة عدد كبير من القطاعات المهمة، بما فيها البناء والأشغال العامة، وصناعة المنتجات الإلكترونية والمعلوماتية، والمرئي والمسموع، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والفنادق والمطاعم?.
وأوضح أن الدراسة التي أعدتها شركة ?ايكونوميستس إنكوربوريتيد? الاستشارية أظهرت أيضا أن الموظف في قطــاع الإنترنــت الأميركي يجني ما معدله 79 ألفا و184 دولارا سنويا بالمقارنة مع 61 ألفا و547 دولارا متوسط الراتب السنوي في الولايات المتحدة.
كذلك أظهرت الدراسة أن عدد مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة يبلغ 299 مليون نسمة أي 92 بالمئة من السكان.