لن يتغيّروا..!ا

العصب السابع

لن يتغيّروا..!!

شمائل النور

الذكاء هو أن تستطيع توظيف تجربة غيرك لتستفيد منها وتتفادى بالتالي أي مطبات صناعية أو غير ذلك، لا سيما أولئك الأشخاص الذين يطابقونك الفكرة والنهج والغاية والوسيلة، والعقلاء في السياسة هم ثلة من البشر الأسوياء يستطيعون تحديد مواضع الخلل ويبادرون بسرعة معالجتها والبحث عن الثقوب وسدها فأما الذين كتب الله لهم المقدرة على إكتشاف مواضع الخلل وفي نفس الوقت عجزوا عن علاجها فهؤلاء قوم إبتلاهم الله بشيء ما الله يعلمه، حتى أن مناهجنا التعليمية في وقت سابق حملت لنا أن الثعلب تعلم الحكمة من مقتل الحمار على يد الأسد ولولا مقتل الحمار لما كان الثعلب ثعلب. الحكومة عندنا أدركت مواضع الخلل وحددت مُثيرات الثورات، لكن للأسف لم تعمل على تداركه وما يحدث الآن ماهو إلا زخم إعلامي.. ودونكم الحوار الوطني غير محدود السقف الذي قادته مستشارية الأمن بين الأحزاب المعارضة والحكومة، ذلك الحوار استبشر به الجميع خيراً بما في ذلك الأحزاب المعارضة، المنخرطة فيه ورغم أن قيادات الحزب العليا جاءت بعد أن توقف الحوار كلياً لتقول أن الأحزاب المعارضة إنسحبت عندما علمت أن الحوار بينها وبين مستشارية الأمن بمعزل عن حزب المؤتمر الوطني، وحدثت تلك المشادة التي أطاحت بصلاح قوش، وقبله اللواء حسب الله الذي إنشرح قلبه للأحزاب وهوّن أمر الشريعة الإسلامية، وبعيداً عن صراعاتهم وتصفياتهم وإطاحاتهم.. فإننا وللحقيقة كِدنا أن نؤمن تماماً أن ذلك الحوار غير محدود السقف كان حوار جاداً وإستثنائياً، إستثنائى للظرف الزماني والمكاني، كما أنه إستثنائى لأنه جمع كُل الأحزاب جملةً على غير عادة حزب المؤتمر الوطني في الحوار ،الذي يقوم عادة على (المشاققة) أي شق الصفوف حتى داخل الحزب الواحد وهي سياسة شبه ثابتة في حوار المؤتمر الوطنى مع الأحزاب المعارضة، ذلك لحرصها على الحكومة العريضة دون القومية، وتفاءلنا بذلك الحوار الذي كان يُمكِن له أن يقود هذه البلد إلى واد ذي ذرع ويكفي الحكومة شر الثورات ما ظهر منها وما بطن، لكن الحوار توقف ليس لأن الأحزاب اكتشفت أنها تحاور جسم أمني بمعزل عن حزبه كما قالت القيادات العليا، لكن الحوار توقف لأنهم أرادوا ذلك. الواضح في ظل كل الإنقسامات والإنشقاقات التى تحدث داخل جسم المؤتمر الوطني هو أن هناك تياراً يرغب حقيقة في التغيير وربما يكون هذا سبب الانقسامات وهذا تيار قد لا تخلو حساباته من مطامع ضيقة، لكنه مدرك ومستوعب تماماً حجم الخطر الذي يُمكن أن يطيح بالحكومة بين ليلة وضحاها، لكن هذا التيار هناك تيار أعتى منه قوة ومنعةً ذلك ما زال يردد نحن لا نشبه مصر ولا تونس ولا ليبيا ولا ولا، أيها القوم أمامكم الثورة المصرية إسمعوا وعوا من دروسها، فإن النهاية المخزية التي خلد إليها الحزب الوطني المصري وتساقط أعضاءه واحد تلو الآخر جعلت ليس هناك مستحيلاً عسير على أن يتحقق.

التيار

تعليق واحد

  1. كون ان الحكومة قد فتحت باب التفاوض على مصراعيه مع كل الاطياف السياسية في السودان كانت هده الخطوه بمثابة قطع نصف مشوار الالف ميل , وكان واجبا الاحزاب الاخرى قطع النصف الاخر من المشوار _ سهل الله مشاويركم;) ;)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..