مقالات سياسية

الإلحاد.. أسباب بلا حدود..!

خروج:
* ما لا يضرك في هذا العالم تجاوزه.. وما لا يؤثر على قناعاتك الصلبة أو حياتك السليمة فلا تكترث له.. ربما كان هذا منطقاً مبسطاً لأشخاص عاديين مثلنا، ينشدون السلامة من تلبسات التفاصيل الشائكة التي هي (بيت الأزمة) غالباً أو أحياناً..!! وكلما قرأنا اكتشفنا أن الإنسان مهما كان صلباً فهو ضعيف إذا هيّأت له الأقدار أظافرها بتعدد الانسدادات والطواغيت..!
تذكرة:
* منابر منظورة إعلامياً ومحددة داخل السودان ظلت تتغافل عن الفقر و(عموده الفقري) لتثير قضايا تعتبر واقعياً من صنائعه، إذ من مصلحة هذه المنابر الإلهاء الماكر للساحة عن أولوياتها الملحة (وهذه مكشوفة لأبلد الناس).. فلو تتبعنا صحافتنا المحلية لوجدنا أن المخرج الذي تنبع منه تحذيرات عن ظواهر معينة مثل التشيُّع والتنصير، هو ذاته مخرج الكائنات (النعامية) في الإعلام والتي ما كان همها شعباً أو ديناً في يوم ما، إنما غرض دنيوي لحد الفضيحة..! ولقد أثبتت الأيام ما لا يحصى من ادعاءات المكابرين الغيورين على الدين في (ورق النهار) والكانزين باسمه في الظلام..!!
النص:
معنى الإِلحاد في المعاجم هو الميل عن القصد.. وبالتفسير المتداول هو الاعتقاد بعدم وجود الرب الواحد الأحد.. والإلحاد صفة فضفاضة سواء كانت في تعدد (الموصوف) أو (الواصف).. وما أسهل إطلاق اللفظ في المجتمعات التي تسيطر عليها الأمية المعرفية، فأحياناً (الشيوعي المسلم) يتحول إلى (ملحد) في جمجمة البلاهة وحدها ـــــ هذا نموذج ليس حصرياً، فالمنتمي لفكر آخر معين هو كذلك ــــ ولكم أن تعددوا بمهلكم..! ومن مفارقات بلادنا أن الرجل الطيب أو (المسكين) كما نقول بلغة الشارع، يطلقون عليه كلمة (دهري) فنقول (فلان راجل دهري) كناية على لين الجانب وسلامة النوايا مع قليل من الزهد “إن وجد”..! بينما أصل الكلمة يعود لوصف الملحدين قبل الإسلام، فقد كانوا يطلقون عليهم الدهريين..! وأيّا كان اسمهم عبر العصور، فإن الإنسان السليم معني بالسلوك المباشر، فما بين الخلق والخالق (جنة ونار) ببساطة شديدة، فإن كان من يسمون بالملحدين ينكرون أشياء أخرى مثل البعث والحساب فمن رجاحة الألباب أن نتركهم ليوم الحساب، لأن القناعة إذا رسخت فمن العسير اقتلاعها في ظل عصر ملوث تبدو فيه التناقضات صارخة حتى في أوساط غير الملحدين.. لكن دعونا نفتت تنامي الظاهرة على ضوء ازدياد جموعها بصفحات التواصل الاجتماعي، لدرجة أن صارت لها شبكات جهيرة وحضور متمدد ينتظر المزيد من الوافدين لأندية (أبناء لحد)..! ومن أبلغ ما سمعته مكرراً عبر عدة قنوات منها (الجزيرة ـــــ العربية) ذلك التبيين المحترم للداعية المصري السلفي ناجح إبراهيم الذي قال إن الدعاة الأدعياء ينفرون من الدين ويهيئون طقساً للإلحاد.. وللرجل آراء أخرى منتشرة عن فحش الخطاب الديني في عهد الإخوان المسلمين ـــــ تحديداً ــــ وسقط الكلام الذي يسود عبر قنواتهم بأسلوب لم يسبق مثيله..! ولعل أرض المسلمين متشابهة في غربة خطبائها واقترابهم من طوابير الجور، الفساد والقهر.. كأني بهم يحيلون معاني الوطنية والعقيدة الحقة إلى تيه سرمدي.. ويظل المغزى واحداً للتشوهات الصادرة من بعض الدعاة، في وقت صار فيه (البزنس) غاية سامية؛ وصارت الجغرافيا لدى الأدعياء باسمه العظيم وباسم الوطنية تارة، هي حدود (جيوبهم) ورايات نفاقهم العالية الخفاقة في كل صقع..! من هذا المناخ الموحش ــــ أينما وليت جبهتك ــــ يتمشهد الغلو الديني والانحرافات وعبث التطرف نهار اليوم.. إنها العبثية الأقوى للتمرد؛ والأنشط في بعثها لاهتزاز الذات المحدقة بلا يقين حيال الصورة مع ذروة تغييب الأصل..!! كيف تأتي طيور اليقين مع أفق لا منتهي للظلمات وجحيم السُّلطة التي تفعل كل كبيرة تحت السقوف المتأسلمة الخادعة المكابرة عنوة وانحطاطاً..؟! فبدلاً عن ترسيخ صورة نظيفة عن الإسلام الزاهي أصلاً، نجد أن الملحدين يتكئون على أسباب وتبريرات بلا حدود لما وصلوا إليه في راهن عنيف تشظت فيه قيم بلا حصر حتى لذوي الإيمان؛ وهي أسباب مهما وَهَت تظل روافدها كثيرة بغير ما تطرقنا إليه أو أبداه غيرنا.. فالفضاءات المشحونة لحد الانفجار بالإحباط والغبن تحت نير الاستبداد مولِّد (بلا ماركة) لكل شاذ..!!
أعوذ بالله
ــــــــــ
الأهرام اليوم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الفاضل شبونة,,

    قال الامام محمد الغزالي (رحمه الله):
    إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره المتدينون؛ بَغّضوا الله إلى خلقه بسوء طبعهم وسوء كلامهم

    “سبحان الله” وكأني أراه يشير بسبابته نحو بني كيزان مع اسقاط صفة التدين طبعا

  2. الاخ عثمان شبونة نتفق معك في قولك (منابر منظورة إعلامياً ومحددة داخل السودان ظلت تتغافل عن الفقر و(عموده الفقري) لتثير قضايا تعتبر واقعياً من صنائعه،) نعم كي تصرف الناس عن قضايا ملحة وراهنة في حياته اليومية كاولوية.
    ولكن ان كنت تقصد ان الالحاد شذوذ وظاهرة متنامية في شبكات التواصل الان وتتمدد وهو نتيجة فقط لفحش الخطاب الديني للاسلام السياسي (الاخوان المسلمين) وغلو الدعاة وكلامهم المنفر اذا كنت تقصد ذلك فقط اليك ردي:
    ليس بالضرورة والقطع ان الالحاد او الكفر مرض وبال او سيل يهدم اليابس والاخضر . الالحاد او الكفر كما يسميه المتدينون هو اعتقاد يحمل من الفكر مثله مثل الاعتقاد في الاديان ويمكنه ان يحمل كل القيم الانسانية من خير ومحبة وسلام وكرامة انسانية وعدالة ومساواة وونماء وتطورووضع تصور كيف نعيش ونرسخ كل هذه القيم وليس بالضرورة ان يكون ردة فعل لاخفاق الدين في ترسيخ تلك القيم واختلافه عن الاديان انه لا يرتكز علي القدسية.وحتي يومنا هذا لم يستطع احدا ما ان يبرهن بشكل قاطع ومقنع علميا وعقليا بوجود الخالق او عدم وجوده.المتدينون اكتفوا بما سحر عقولهم وارواحهم لخلق وهيئة ووظائف الاحياء بما فيها الانسان ووتعقيد عمل وظائفه بالاضافة لوجود الكون والمجرات وطبيعتها بهذا الشكل وكيفية نسقها وعمل وظائفها وكان هذا كافيا لعقولهم كي تقتنع بوجود الخالق ويبرزون البراهين من داخل هذه الفناعة الايمانية وتصورها للوجود ولكنها لا ترتكز علي العلم التجريبي الذي يقنع كل عقل بلا ادني شك وبالمثل لم يتوصل صاحب اي فكر الحادي ببرهان عدم وجود الخالق سوا فلسفيا او علميا.ولكن طالما هنالك عقل وجهد مستمر في البحث والتقصي بالعلم وجهد علماء الفيزياء والكون والفلك والرياضيات والاحياء سيصل الانسان بشكل قاطع وعلمي لسر وجوده ووجود الكون وسر الخلق.(وليس بمن يسمونهم علماء دين او شيوخ) و كل من له اعتقاد ما ديني او الحادي مفكر كان ام امة ما طالما اخرج هذا الاعتقاد في فكر لكل الانسانية كي تنظم به شئوؤن حياةالبشر وتسعد به الانسانية جمعا لابد ان يخضع للنقاش والنقد والاخذ والعطاء دون ان تفرض قدسيته علي الجميع ودون عصبية او ارهاب او فرضه بالقوة والاكراه او بالقتل والفتاوي التي تحلل قتل النفس والعقل غير المقتنع او لديه اعتقاد او فكر مغاير . ليس المشكلة في وجود متدينيين او الحاديين المشكلة ان يفرض اي واحد منهم رايه ومعتقده بالاكراه والقوة والقتل .وكل من يدعي الحرية والمساواة وحقوق الانسان ان كان متديين ام ملحد واجب عليه ان يؤمن بحرية الاعتقاد والتفكير معني وتطبيقا وتعاملا مع اخيه الانسان المختلف معه في الاعتقاد والفكر.
    بالاضافة لذلك حتي لو تنام الفكر الالحادي بين الشباب في شبكات التواصل الاجتماعي الا انه يوجد كثير من البشر لايؤمنون بوجود الله من قبل ذلك ولهم مدارسهم الفكرية ومنهم من العامة اسرين الصمت وغير معلنيين ذلك خوفا من القتل والتشريد.وحتي الان لم يستطيع فريق علمي ان يثبت او يدحض وجود الخالق ولكن هنالك كثير من العلماء يبحثون ويعملون ليل نهار للتوصل الي هذه الحقيقة واقصد علماء الفيزياء والفلك والكيمياء والاحياء وليس من تدعوهم علماء الدين والشيوخ فهم توصلوا لايمانهم باعتمادالبراهين الايمانية الروحية وصدقها عقل المتدين دون وجود براهيين علمية قابلة للتطبيق المادي. !!!!. العالم استيفن هاوكنج هو العالم الاول في العالم في الفيزياء يبحث الان بالعلم حقيقة وجود الخالق من عدمه بالبحث الفيزيائي والرياضيات والفلك( موجز مختصر الزمن ) فهل يا تري هو غبي وشيوخ الدين هم الاذكياء!!! كما ان هنالك جيوش من العلماء لا يعتقدون دينا محددا الان ولكن يريدون اثبات وجود او عدم وجود الخالق بالعلم والبرهان العلمي الحقيقي فهل هؤلاء اغبياء ونحن الاذكياء!!!!. كثير من العلماء يبحثون في هذا الامر كي يقتنعوا علميا ثم يؤمنون لانهم فعلا اذكياء لان الاغبياء هم من يسلمون عقولهم للاخرين ويسيرون في درب الاخرين مردديين اقاويلهم وبراهينهم دون دراستها والاقتناع بها باستقلالية عقلية علمية!!!

  3. اذا حكمك حاكم ظالم،قهرك،جوعك ،شردك من وظيفتك،سجنك،سرق خيرات بلدك،ودمرها واحرقها،وقال ليك اياهو ده دين الله،وهلل له الكهنة وقالو ليهو اياهو ده درب الله،في ها الحالة افتي انا بان من ترك هذا الدرب وانكره،فذنبه علي هؤلاء الافاكين،واجره علي الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..