السودان دولة مضطربة سياسيا مفلسة اقتصادياً غارقة في الحروب وستظل في خانة المفعول به تُوظف لخدمة مصالح الآخرين.

خالد التيجاني النور
وددت لو أن السيد وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي وهو يستعرض بيان وزارته أمام المجلس الوطني بالأمس حول سياسة السودان الخارجية خرج على نص البيانات الوزارية التقريرية التقليدية وطرح الآفاق أو المخاطر المحتملة على البلاد في خضم تحولات إستراتيجية جذرية في العلاقات الدولية تتبدل فيها التحالفات تشهدها المنطقة لن يكون السودان بمعزل منها أو بمنأى عن آثارها وإن آثر أن يبقى متفرجاً محاولاً أن يسترضي جميع الأطراف الفاعلة.
وثمة تساؤلات كثيرة وعميقة يجب أن تُطرح في هذا الخصوص, ليس أقلها إن كان بالفعل للسودان سياسة خارجية بالمعنى والمضمون المعروف لهذا الإصطلاح, والمقصود هنا ليس التعميم ولا التقليل من شأن الجهود التي يبذلها الوزير ومعاونوه في الدبلوماسية السودانية, ولكنها مسالة تتخطى الجهد المقدر المبذول فيإدارة الأزمات المتلاحقة والقيام بدور الإطفائي للحرائق السياسية, إلى السؤال إن كان هناك تعريفاً دقيقاً بالفعل للأمن القومي والمصالح الوطنية المطلوب من الوزارة الإسهام بدورها في حمايتها والدفاع عنها, والذي تًبنى عليه السياسة الخارجية وهي مهمة تضطلع بها متضامنة أجهزة الدولة المختلفة استناداً على معادلات أوضاعها الداخلية ووضعها في موازين القوة. وقبل الخوض ببعض التفصيل في ذلك دعونا نقف على جوانب من تطورات مشهد إعادة تشكيل التحالفات والمحاور الجارية في المنطقة حالياً ثم ننظر في موقع السودان منها.
والشاهد أن ثمة تحولات مثيرة للغاية في لعبة الأمم تجري وقائعها في منطقة الشرق الأوسط تقترب من درجة الانقلاب الكامل في مسارات العلاقات الإستراتيجية الدولية التي استقرت لحقبة كاملة حتى كادت تصبح في باب المسلمات, بدا الأمر وكأنه مفاجئاً وتوازنات تلك العلاقات تهتز ويجري إعادة تشكيلها على وقع موازنات قوى جديدة صاعدة, وليس في الأمر عجب فالحكمة التقليدية الراسخة في عالم العلاقات بين الدول ألا صداقة دائمة ولا حتى الأيديولوجية عامل ترجيح بل المصالح الدائمة هي التي تتحكم في صناعة الأجندة.
حتى وقت قريب كان عنوان المشهد في منطقة الشرق الأوسط اصطفاف التحالفات على خلفية الصراع على البرنامج النووي الإيراني, تجمع الحلفاء الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها العرب لا سيما دول الخليج العربي على صعيد واحد في مواجهة الخطر الإيراني المستند على تحالفات مصالح مستترة مع روسيا والصين, وجاءت الثورة الشعبية الثورية لتزيد من حدة الاستقطاب بين المعسكرين ليتحول جسد الشعب السوري إلى ملعب للصفقات الدولية تحت الطاولة ليتحول حلم الثورة إلى كابوس لتمر ثلاث سنوات عجاف والرئيس السوري متربع على عرشه بفضل خلط الأوراق في كواليس لعبة الأمم, ولم يُكتب للسوريين اللحاق بموسم ثورات الربيع العربي لأن توازنات التدخل الخارجي خدمت النظام وتجاهلت الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب.
وحتى الأمس القريب كانت إيران مرشحة لضربة أميركية وشيكة, ولكن سرعان ما تغيرت قواعد اللعبة حينما قررت الأطرف في المعسكرات المختلفة الاستفادة من التطور السياسي الذي شهدته طهران بوصول الرئيس حسن روحاني إلى سدة الحكم, لم يتغير شئ في المعادلات التي كانت تتحكم في تلك العلاقات المتوترة, كل ما حدث تغيرت لغة الخطاب الإيراني شيئاً ما واستخدم روحاني لغة دبلوماسية ظاهرها المرونة, ولكنها كانت كافية لفتح كوة للنفاذ منها إلى صك تفاهمات جديدة لإعادة تشكيل العلاقات الإيرانية الغربية بتسوية في الملف النووي, ولإعادة ترتيب قواعد اللعبة في سورية في التسوية التي تمت بشأن أسلحتها الكيمائية ضمنت للنظام الحاكم إعادة إحكام سيطرته على الأرض ودور فاعل في رسم خريطة المستقبل.
شهدت العاصمة الأوروبية للأمم المتحدة جنيف الأسبوع الماضي واحدة من أكثر اللحظات إثارة في مسار التحولات الاستراتيجية الجديدة في المنطقة ووزراء خارجية الدول الكبرى الست في مجموعة خمسة زائد واحد يتقدمهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يجتمعون مع نظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف للتباحث حول اتفاق مؤقت مدته ستة أشهر تجمد إيران خلاله نسبة تخصيب اليورانيوم الحالية من عشرين بالمائة, صحيح ان الاتفاق لم يتم بعد تدخل فرنسي في اللحظة الأخيرة, وأيضاً لتحفظات إيرانية تكتيكية إلا أن الطريق باتتممهدة بالفعل للتوصل إلى اتفاق يتجاوز ذلك إلى الاعتراف بإيران قوة نووية, وتخفيف العقوبات عليها وصولاً إلى تطبيع العلاقات وبدأت طلائع ذلك باستعادة لندن علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
غير أن التحولات المثيرة للإنتباه لم تقف عند هذا الحد فعلى الجانب الآخر أظهرت المملكة العربية السعودية موقفاً صلباً وهي تدافع عن مصالحها في مواجهة هذه التحولات الاستراتيجية التي تكاد تقلب توازنات المنطقة المستقرة لعقود رأساً على عقب, فقد تخلت الرياض عن دبلوماسيتها الناعمة والهادئة, وقادت هجوماً معاكساً يهدد فعلياً متانة علاقاتها التحالفية الوثيقة مع الولايات المتحدة, وبدد تلك المسلمات السائدة التي كانت تصنفها في خانة التابع لواشنطن, ولم تتردد السعودية في استخدام وسائل وأوراق ضغط كثيرة لم تكن تنقصها, كان أوضحها رفضها القبول بمقعد عضوية مجلس الأمن الدولي في خطوة احتجاجية ليس فقط على ازدواجية معاييره وضعف إرادته, ولكن أيضاً كانت رسالة ضرورية إلى أنها لن تقف متفرجة على هذه التحولات الخطيرة التي تمس أمنها ومصالحها الوطنية.
وكرت مسبحة التفاعلات مع هذه التطورات لتصل إلى إسرائيل التي طالما أطمأنت إلى أبدية حماية حلفائها الغربيين لتصحو على وقائع جديدة لم تحدث اعتباطاً ولكن فرضتها توازنات المتغيرة مع بروز قوى جديدة, فالضربة العسكرية التي هدد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإيران أكثر من مرة, وكذلك التهديد الأمريكي تراجعت حظوظه لإدراك صناع القرار في الطرفين أنها لن تكون نزهة, على نحو ما ظلت تمارسه في العديد من الدول العربية, دون ردة فعل قوية تبطل مفعول وقيمة استخدام القوة العسكرية, فحسابات الخشية من عواقب وخيمة لهذا الخيار التي تجعل ضرره أكبر من نفعه هو الفاعل الأساسي في صناعة التحولات الجديدة, وهو ما صعب على إسرائيل ابتلاعه لدرجة أن نتنياهو رفض مصافحة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في اجتماعهما بتل أبيب قبل توجه الأخير إلى جنيف للاجتماع الدولي بشأن الملف النووي الإيراني.
نتنياهو اعتبر محقاً أن الاتفاق الغربي مع إيران”صفقة القرن”, ووصفه بأنه ” اتفاق سيئ جداً واسرائيل ترفضه بقوة، ولن تكون ملزمة به، وتحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن أمنها وشعبها”، وهو ما اعتبره محللون تلميح واضح إلى عدم إسقاطه احتمال توجيه ضربات عسكرية لإيران، كما هدد نتنياهو باللجوء الى الكونغرس لإجبار إدارة أوباما على عدم المضي قدماً في إبرام هذه الصفقة.
ثم هناك التحولات التي يعكسها اضطراب العلاقات المصرية الأمريكية على خلفية التطورات السياسية التي أدت إلى قطع مسار الديمقراطي في أعقاب الثورة المصرية ومحاولة إعادة إنتاج النظام السابق بوجوه جديدة, وهو ما أدى إلى توتر بين القاهرة وواشنطن هز علاقات التحالف الوثيقة بينهما المستقرة منذ أكثر من ثلاث عقود, وحالة السيولة الراهنة فيها تدفع القاهرة إلى الدوران في فلك المحور السعودي صاحب الفضل في دعم الأوضاع الحالية في مصر. في وقت بدأت القاهرة بتشجيع وتمويل خليجي إلى البحث عن بدائل روسية لتسليحها الأمريكي, وهي علاقة قد تتطور سياسياً مع لعبة تغير التحالفات والمحاور الجارية حالياً في المنطقة.
وبالعودة إلى المشهد السوداني على خلفية بيان السيد وزير الخارجية أمام المجلس الوطني لا يكاد المرء يلمس التفاتاً إلى هذه التحولات الجارية في المنطقة, أو قراءة لمغزاها أو تحسباً لتبعات وتداعيات ديناميتها والتي بلا شك ستمتد آثارها إلى السودان, وهو ما يتطلب بالضرورة وقفة لمراجعة واعية مدروسة واستعداداً للتعاطي معها بحيث لا تجد البلاد نفسها مضطرة لدفع فاتورة توابع زلزال هذه التحولات, ولا يزال درس الغزو العراقي للكويت وحرب الخليج الثانية وموقف الحكومة فيها ماثلاً.
وإن كان ثمة عبرة من التحولات الجارية في المنطقة فهي أن إدارة العلاقات الخارجية للدول لا تتم اعتباطاً ولكن تحكمها اعتبارات دقيقة للمصالح الوطنية, تأخذ في الاعتبارات حساب توازنات القوة, والإدراك الكامل لمكامن الضعف والقدرة على اللعب على التناقضات وإحسان استخدام الكروت التي تملكها. ولا تتحرك دولة في نطاقها الخارجي بغير مصدر قوة داخلية معتبر, سياسياً كان أو اقتصادي, والمعارك الدون كيشوتية مع طواحين الهواء هي آخر ما تصلح في إدارة العلاقات الخارجية.
ومأزق العلاقات الخارجية للسودان في العهد الحالي أنه لا أحد يعرف على وجه التحديد ما هي نظرية الأمن القومي, أو إن كانت تًوجد أصلاً, ولا ماهي مصالح البلاد الوطنية, سيكون خطأ كبيراً تعريف ذلك بحساب مصالح السلطة القائمة الضيقة وتجييرها من أجل استدامة بقائها في الحكم, والبون شاسع بين الأمرين, فالوطن أبقى من أية سلطة سياسية, ومصالحه أكبر سعة من مصالح الطبقة الحاكمة, ولذلك يبقى ارتهان مصالح البلاد لحسابات فئة ضيقة هو أكبر مهدد بالفعل لمصالحها الحقيقية.
وشكوى النظام المستمرة من تدهور علاقاته الخارجية يعود لسياسة الصفقات المجانية التي يدير بها قضايا استراتيجية لا تحتمل التعامل معها بطريقة تجارة التجزئة ومن ذلك العلاقة مع جنوب السودان الذي شكل فصله وتقسيم البلاد ثم ما رافق ذلك من تخبط بين حروب وسلام أكبر دليل على عدم وجود نظرية للأمن القومي, وكل الأضرار التي جلبها لم تكن إلا نتاج صفقات سياسية قصيرة النظر لم تبصر أبداً إلى نتائجها الكارثية السياسية والاقتصادية, ومحاولة استدراك ذلك لا تزال تبدو هشة. وما كان ذلك إلا نتاجاً لعقلية الحسابات الحزبية الضيقة المتجاوزة لمنطق المصالح الوطنية.
ما من شك أن السياسة الخارجية في نهاية الأمر هي انعكاس للسياسة الداخلية للحكومة ومدى قوة أو هشاشة أوضاعها الداخلية هي التي تتحكم في قدرة الدولة على إدارة علاقاتها الخارجية, فالتدخل الخارجي الذي حدث في الشؤون الداخلية للسودان في ظل العهد الحالي لم تحدث في ظل أي نظام حكم سبقه, فالاضطراب السياسي والحروب الأهلية بسبب الصراع على السلطة والثروة, وإدمان الحكم للمفاوضات مع معارضيه من عاصمة إلى أخرى جعل النظام الذي رفع شعار السيادة الوطنية هو الأكثر استدعاءاً للتدخلات الأجنبية السياسية والعسكرية في البلاد على نحو غير مسبوق.
لقد كان لإدارة السياسة الخارجية بحسبانها “ظاهرة صوتية” مما تشهد به الشعارات الخطابية المتحدية التي تذهب أدراج الرياح لتعود بنتائج كارثية على الواقع هي المثال الأبرز لانعدام الرؤية, كما أن المواقف الانفعالية الخالية غير المستندة على حكمة “رحم الله إمرء عرف قدر نفسه” كانت مجلبة للحصول على تنازلات مجانية ظلت تطبع السياسة الخارجية طوال العقدين الماضيين. ولا أحد يدفع لك مقابلاً لما تقدمه مجاناً, ولذلك ستظل الشكوى المكرورة تدور حول مراوحة العلاقات مع الدول الكبرى في مكانها, لأن البعض لا يرى أن التغيير لكي يثمر مطلوب أن يحدث هنا, وليس أن تبقى في محلك ثم تنتظر أن يتبرع لك الآخرون بتحسين العلاقات. وقد رأينا كيف بدد النظام الحاكم بفعل القصور الشنيع في الكفاءة والقدرات الفرص التي جاءته للخروج من طوق العزلة.
ولذلك لن يتجاوز الحديث عن السياسة الخارجية للسودان أفق العلاقات العامة ومحاولة إطفاء الحرائق ومطاردة الأزمات ما لم يُنظر إليها في إطار أوسع فليس لدولة مضطربة سياسيا مفلسة اقتصادياً غارقة في الحروب الأهلية والصراعات السياسية أن تتوقع أن يكون لها نصيب فاعل في إدارة علاقاتها الخارجية, بل ستظل في خانة المفعول به تُوظف لخدمة مصالح الآخرين.
[email][email protected][/email]
عشان ترتاح ياعمر الخراء الله يأخذك أنت والمعاك أخذ عزيز مقتدر الله لا يبارك فيكم ياكلاب يا أبناء الحرام !!!
بعد ده نقول كان لنينا وطن اسمو السودان !!
سياسة خارجية بيد من
سناء حمد وكيل الخارجية بالانابة و يمكن تجى وزيرة للخارجية
اين دبلوماسيون الخارجية مشو معاش و صالح عام
الله يستر
خطيئة الإنقاذ وأخطائها
حسن احمد الحسن
بعد مايقارب الربع قرن من الحكم المطلق للبلاد لايزال بعض محاربي الانقاذ القدامي ممن يصرون على الذنب يتشبسون باهداب السلطة ولايبالون بما ستفضي إليه الأوضاع المتردية من كوارث وانهيارات . لم يتاملوا في لحظة إنتماء وطني ما آل إليه حال الوطن . فبالأمس كانت اللائمة تقع على المعارضين الذين يوصمون بالبحث عن السلطة وكأن في ذلك عيب لغيرهم وكانما الأحزاب لاينبغي لها أن تسعى لغاية هي من أسس وجودها ونشأتها . أما اليوم فالهاربون بجلودهم من خطيئة الإنقاذ وأخطائها هم من يوصمون بما توصم به المعارضة المغلوبة على امرها .
ماذا بقي للانقاذ وماذا تريد ذهب الجنوب دون أن تتحسب لمقتضيا الذهاب وقد جنت في الفترة الانتقالية من عائدات النفط بلايين الدولارات لا أحد يعلم أين أنفقت أو أين ذهبت أو أين أودعت .
كل المشاريع التي تتباهي بها السلطة من خزانات وجسور تمت بقروض من صناديق خارجية وليس ثمة مشروع وآحد يمكن أن يشار له بالبنان .
فشلت الانقاذ في تحقيق السلام حتى مع الجنوب الذي قبض ثمن الاستقلال دون أتعاب
فشلت في تحقيق السلام داخل ربوع الوطن بل أنها فشلت حتى في فرض منطقها عن طريق القوة فتصاعدت ألسنة النيران في أطراف البلاد .
فشلت في إدارة الاقتصاد المنهك وفشل وزير ماليتها حتى في انتقاء العبارات التي يخاطب بها ضحاياه .
فشلت في كسر عزلة السودان الخارجية واصبح مجالها الحيوي افقر دول القارة بل أنها فشلت أيضا في الحفاظ على علاقاتها المثمرة مع دول الخليج العربي إلا من شعرة معاوية .فشلت فشلت في إدارة خلافاتها مع الشقيقة مصر وفشلت في الحفاظ على حلايب أو إدارة الأزمة بشأنها .
فشلت في إدارة حوار مثمر مع القوى السياسية ذات الوزن السياسي وذات الرؤى الإيجابية وآثرت التلاعب على التناقضات الواهية . فشلت في تقديم تنازلات حتى لأبنائها الذي استيقظوا فجأة من هول التصدعات التي تلحق ببناء الوطن وبالتالي فشلت في تقديم أي تنازل لمعارضيها .
ماذا تريد الانقاذ ومن بقي منها وإلى أين تتجه بالبلاد والعباد ؟ وليس حال المعارضة بأقل بؤسا من حال الانقاذ حيث لاتزال تتعثر في خلافاتها ولا أدري لماذا يرفض تحالف المعارضة إعادة تنظيم صفوفه بمايضمن فعاليته ولماذا يرفض الاتفاق على برنامج وطني شامل يجمع بين الأحزاب السياسية والحركات المسلحة لتفادي أي تداعيات قد يجرها حملة السلاح على النحو الذي يجري الآن في ليبيا . ولماذا يرفض الجميع الجلوس مائدة ووآحدة مستديرة لانتشال البلاد من وهدتها والحفاظ على ماتبقى من وحدتها . ماذا تريدون يرحمكم الله .
حسن احمد الحسن / واشنطن
Email ? [email protected]
لك التحية الاستاذ خالد هذا توصيف دقيق لحالة الخارجية السودانية التي اصبحت واحدة من امانات المؤتمر الوطني
اقتباس:
(ومأزق العلاقات الخارجية للسودان في العهد الحالي أنه لا أحد يعرف على وجه التحديد ما هي نظرية الأمن القومي, أو إن كانت تًوجد أصلاً, ولا ماهي مصالح البلاد الوطنية, سيكون خطأ كبيراً تعريف ذلك بحساب مصالح السلطة القائمة الضيقة وتجييرها من أجل استدامة بقائها في الحكم, والبون شاسع بين الأمرين, فالوطن أبقى من أية سلطة سياسية, ومصالحه أكبر سعة من مصالح الطبقة الحاكمة, ولذلك يبقى ارتهان مصالح البلاد لحسابات فئة ضيقة هو أكبر مهدد بالفعل لمصالحها الحقيقية.)
لقدشخصت الداء يا استاذ
ولكن لا يوجد هنا سياسى يعمل لمصلحة الوطن والمواطن فكل همومهم لا تتجاوز كنز الذهب
وافضة وبناء الفلل ووامتطاء الفارهات وزواج الحسناوات . وسياسو المعارضة ليسوابأحسن
حال ان لم يكن أسوأ .
كيف لرجل كان دباب ثم تحول الي تاجر سيخ واسمنت و فجأة وجد نفسه في رواق وزارة الخارية و هو لايدري كيف وصل الي هناك و هو لم يسمع يوما بابجديات العمل الدبلماسي ولا حتي كلف نفسه بقراءة كتاب واحد حول العلاقات العامة ماذا ننتظر منه ؟؟ رحم الله جمال و محمد احمد المحجوب و زروق اراهم يتقلبون في قبورهم قهرا و غيظا.. الا لعن الله كرتي و سناء ومن شايعهم الي يوم الدين ..
خلاصة المشكلة تتلخص فى أنه فى حال أى تنازل أو سقوط لنظام الإنقاذ سيقبع رئيسه وجل طاقمه فى سجون لاهاى،، لا شك فى ذلك،، وبالأمس رفض مجلس الأمن الدولى طلب الإتحاد الأفريقى بإسقاط محاكمة الرئيس الكينى بالرغم من أنه لم يرفض المثول أمام المحكمة فما بال هؤلاء الذين يشتمون المحكمة ليلا ونهارا ويجول الرئيس بطائرته ويسافر ولو سرا فى محاولة يائسة لتحدى المحكمة،، وجاء بالامس كذلك أن المدعية العامة للمحكمة قد شمرت عن ساعدها وطالبت السلطات الليبية بعبارات قاسية ضرورة تسليم إبن القذافى لمحاكمته فى لاهاى لعدم إمكانية الليبيين فى ذلك نسبة للأحوال السائدة فى البلاد الأمر الذى يؤكد سعى المحكمة فرض نفوذها حسب تفويضها،، لذلك فإن هذه الطغمة الفاسدة غير مستعدة أبدا للشروع فى أى مصالحة وطنية ولو داخل حزبهم وإنما التمترس بحصانة السلطة مخافة من القبض عليهم حتى يغادروا هذه الحياة ليلاقوا ربهم باطنان من أرواح ومآسى الأبرياء،،
لذلك لا يجب أن نتوقع أى تغيير فى سياسات النظام فالعقلية التى خربت البلاد خلال ربع قرن لا يمكن لها إصلاح ما خربته وبنفس الوسائل التى إستخدمته لتنفيذ التخريب،، فاقد الشيئ لا يعطيه،،
ممتاز ….ممتاز ….ممتاز
خالد التيجاني في اليمين وصلاح شعيب في اليسار عقليات سودانيته ومحللين سياسين من الطراز الرفيع…. هكذا سودانيون يبثون الأمل في غد افضل ووضوء لوطن ضل الطريق…
الاستاذ خالد التيجاني محلل وكاتب بارع وفي مقاله هذا يتناول موضوعا هاما وهو فوضوية وعشوائية السياسة الخارجية للسودان. ومنذ ان استولت جماعة الانقاذ على السلطة فقد منيت السياسة الخارجية السودانية بوباء التخبط والعشوائية والممارسات التي لا تعبر عن المصالح الوطنية للسودان . وهي ممارسات اما انها ناجمة عن قصور في الفهم او انها راجعة الى تعمد يدين بالولاء لمشروعات طفولية او توجهات تمليها حماقات التنظيم الدولي للاسلامويين . وفي المحصلة فهي سياسات لا علاقة لها بمصالح السودان العليا . والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها تاييد غزو صدام حسين للعراق، وتهريب السلاح عبر مصر الى حركة حماس في غزة ، وجعل السفارات السودانية في كثير من الدول أوكارا لخدمة جماعات إرهابية ومتطرفة ومنح بعض قادتها جوازات سفر دبلوماسية سودانية وكذلك محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك ، وايضا خدمة المخطط التوسعي الايراني المهدد لدول الخليج . كذلك فان وزراء الانقاذ الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية لم يكن لديهم اي نوع من التصور او الفهم بخطورة السياسة الخارجية وأهميتها ولم يكونوا سوى منفذين لسياسات عشوائية ومثيرة للتندر في الأوساط الدولية. وظن بعضهم انهم سيحققون أمجادا شخصية لأنفسهم في التعامل مع بعض الملفات وعلى راسها ملف العلاقات السودانية الامريكية ، لكنهم لم يدركوا ان الداء يكمن في السياسات الداخلية واذا لم يتغير النظام في السودان وتأتي سياسات داخلية جديدة تخرجه من متاهة وخطل ممارسات الانقاذ فان السياسة الخارجية لن تنصلح ولن يكون للسودان اي فرصة للعودة الى عالم الامم المحترمة والفاعلة في المحيطين الاقليمي والدولي .
معقول ياخالد ؟؟ انت جادى ؟؟ لا لا لا
السياسه فن الممكن تحتاج فهم عالى
وين الفهم ؟؟ وين العقول ؟؟؟ تقصد ناس ربيع ؟؟
تقصد نافع ؟؟ كرتى ؟؟ ايوه انت بتقصد البشير صاح ؟؟
الله المستعان من جماعتنا الهبل .. الهاء عليها ضمه