مقالات وآراء سياسية

السودان إلى أين _ مقال بتاريخ ١ ديسمبر ٢٠٢١م ، لم نتوقع أن هناك ما هو أفظع

نهى محمد الأمين أحمد
السودان إلى أين؟؟؟
بالرغم إنني من العامة المطلقة وليس لي دراية كبيرة بالسياسة ودهاليزها ، إلى أنني أستطعت أن أميز ووببساطة ما المقصود عندما كان والدي رحمه الله يردد دوما بالإنجليزية ، أن السياسة لعبة قذرة ، فواقع الحال هذه الأيام هو أكثر ما يعبر عن قذارة السياسة ، وكيف تتغير المواقف والآراء بين عشية وضحاها ، وكيف تباع الضمائر بثمن بخس دراهم معدودة في مزايدات المناصب والكراسي ، وكيف يفترق الأصدقاء ويتلون الأعداء كما الحرباء ويتصنعون الولاء عندما تقتضي المصالح ذلك ،
المشهد السياسي السوداني الحالي في غاية التعقيد ومن الصعب التكهن بما تجلبه الأيام القادمات ، فكل يبكي على ليلاه ، قلب البرهان الطاولة بذلك الانقلاب المشئوم واظنه شخصيا يجتر حاليا مرارات الندم، فهو لم يتوقع ذلك الرفض الصارم  من أولئك الأشاوس المرابطون في قلب الشوارع وتلك المسيرات الهادرة التي تؤكد له يوميا أنه واهم في تلك الاحلام المستحيلة لاستمرار الحكم الشمولي في السودان، وأن النسخ واللصق للتجربة (السيسية) مستحيل،،،
توقيع حمدوك للاتفاق أصاب محبيه وحلفاؤه في مقتل فمنهم من أنقلب عليه إلى أقصى النقيض ومنهم من وافقه واقتنع بمبرراته ، ومنهم من فضل أن يتبنى موقف المتفرج ليرى إلى أي مآل تؤول الأمور.
قرأت بالأمس مقالا لأحد المحللين السياسيين اورد فيه أن ثورة ديسمبر المجيدة ما كانت لتنجح لو لم ينحاز الجيش للشعب ، حتى ولو استمر الاعتصام لسنوات ولا شك أن كلامه سليم مئة في المئة ، وأكبر دليل على ذلك مجزرة القيادة البشعة ، ومن البداهة أن الحرب بين المسلحين والعزل ستنتهي لصالح المسلحين ، وقد ضرب شبابنا مثالا رائعا للصمود والبسالة ومواجهة خطر الموت المحقق بصدور عارية ، ولكن للأسف تم الفتك بهم في تلك المجزرة التاريخية وذلك لأن الحرب كانت بين المسلحين والعزل،،،،
انحياز الجيش للشعب هو واجبه الذي اقسم عليه ، فالجيش هو حامي الوطن وحامي الشعب ، وأي منتسب للمؤسسة العسكرية يعرف أنه ادى القسم لواجب مقدس وليس لحماية الحكومات الديكتاورية ،
في ظل هذه الهرجلة الماثلة في المشهد السياسي هذه الأيام وكل يدلي بدلوه ، اقترح الكثيرون أن أسلم حل يكون في انقلاب على البرهان نفسه من ضباط أحرار من داخل المؤسسة العسكرية، ينتزعون منه الحكم ويحققون إرادة الشعب في تسليم السلطة للمدنيين ، وهذا السيناريو يمكن أن يكون معقولا إلى حد كبير إذا وجد مثل هؤلاء الضباط في الرتب العليا والصف الأول في المؤسسة العسكرية ، وربما يكون هذا الأمل بعيدا لأن حكومة الإنقاذ أقصت غالبية إن لم يكن جميع الضباط الغير موالين للنظام البائد، ولا اظن أنهم قد تركوا من بين القيادات والرتب العليا من يهمهم امر هذا الوطن فعلا ، فكل من كان يقف في وجه ذلك النظام او يكون حجرة عثرة إزاء تمرير أجنداتهم ، تمت تصفيته او إقالته ،
لك الله يا وطني،،،،

‫6 تعليقات

  1. الاستاذة/ نهى محمد الأمين أحمد.
    تحية طيبة.
    نصيحة لوجه الله تعالي أقدمها لشخصك الكريم، طالما إنت في مصر ابعدي عن الكتابة في السياسة والدين، والا وجدت نفسك من غير أن تدري إنك قد انضممت الي مجموعة سياسية او دينية وهو شيء أمر غير مرغوب عند السلطات الأمنية المصرية أن يقوم أجنبي بالمشاركة أو الكتابة في مواضيع سياسية او دينية، فمصر عندها ما يكفيها من مشاكل ومحن مع أهل السياسية والدين المصريين.
    وقديما قالوا في المثل “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب”

      1. الحبوب، تمر الفكي،
        مساكم الله بالعافية التامة.
        اشكرك علي الثناء الطيب افرحني واسعدني..
        جزاك الله كل خير

  2. أشكرك على النصيحة
    وإن شاء الله أوعدك بتوخي الحذر فيما أكتب
    لك احترامي وتقديري

  3. الاستاذة/ نهي،
    مساكم الله بالعافية.
    المصريين عندهم مقولة معروفة حفظوها صم وعملوا بها، والمقولة تقول
    ” أبعد من السياسة والدين والاخوان… والا شرفت الليمان”!!
    وأنا اضيف من عندي علي قولة المصريين أهديها لأهل بلدي في مصر: “أبعد من السياسة والدين والإخوان… والا شرفت الليمان.. أو ابعدوك للسودان”.

    في السودان اصلا ما عندنا “قوائم سوداء” فيها أسماء مصريين، بل حتي الصحفيين المصريين كتبوا مقالات ضد السودان شعبا وحكومة طوال سنوات عمرهم بالعمل الصحفي لم يدرج في قائمة سوداء، عكس السلطات الامنية المصرية عندها اسماء كتاب وصحفيين وسياسيين سودانيين بالعشرات وممنوعين من دخول مصر.
    السلطات الأمنية المصرية تراقب كل شيء يتعلق بالعمل الصحفي والإعلامي في السودان، ومتى ما ظهرت كلمة أو نقد في صحيفة سودانية ضد سياسية مصر، عندها تدخل الصحيفة من رئيس التحرير للخفير في القائمة السوداء.
    اللهم أشهد علي أني بلغت النصيحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..