النفاجو فاتح ..صالح محمود .. عضو مركزية الشيوعي الذي يُساكن حزب التحرير

الخرطوم: مقداد خالد:
في بناية منسية بين شارعي البلدية والسيد عبد الرحمن، يرفرف علم أسود منقوش في طيات قماشه بادي الفخامة وبلون أبيض زاهٍ (الشهادتين) اللتين بمقتضاهما يصبح المرء في زمرة المسلمين، مفارقاً لملة الكفر. العلم الشبيه بعلم المملكة العربية السعودية ويستوطن أعلى البناية يخص حزب التحرير الإسلامي الداعي إلى عودة دولة الخلافة الراشدة. إلى هذا الحد والأمر عادي، ولكن ما سيجعله استثناء هو أن أحد ساكني البناية التي يظللها العلم ليس خلا الأستاذ صالح محمود المحامي، عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي والذي لاحقته في أيام خلت شائعة تقول بأنه رئيس هيئة الدفاع عن الطبيبة (أبرار عبد الهادي أو مريم يحيى) المبرأة بحكم قضائي من تهمة الردة أخيراً. صالح الذي يحيط الشعر بثلثي رأسه مخلفاً مساحة أمامية تحشره ضمن قوائم المصابين بالصلع، يمسك بالكلية عن الخوض في شئون الحزب الشيوعي التنظيمية، ولذا عادة ما يختار إجراء المقابلات الصحافية على أساس أنه مسؤول ملف دارفور بالحزب، أو بصفته محامياً كما فعل معنا حين دخلنا عليه بقصة (مريم).
(1)
صالح؛ ينظر بافتخار لعلاقته مع جيرانه من منسوبي حزب التحرير، واصفاً تلك العلاقة بالمميزة، ومشيراً إلى أنها امتدت لتشمل تبادل الزيارات، والنقاشات. وبثلثي ضحكة شبيهة بشعر رأسه يحكي صالح الحامل لصفة خبير القانون الدولي؛ أنه عادة ما يكون أول من تصله بيانات ونشرات حزب التحرير الرافضة للقانون الدولي والمؤسسات الدولية. ولكن رغماً عن تباعد المواقف يشيد بمستوى وعي شباب التحرير، ونقاشاتهم في المقابل معه حول إصدارات الحزب الشيوعي التي اعتاد تسليمها يداً بيد إلى الموجودين داخل مكاتب التحرير – ولاية السودان.
(2)
(لست متناقضًا)؛ عبارة دلقها صالح أمامنا بحزم مغلف بابتسامة، وتلى ذلك بالقول إن شيوعيته ومدافعته عن مريم وهلاليته ــ مثلاً ــ لا يمكن وضعها في حالة مقابلة عدائية مع كون والده إماماً للمسجد الأثري في جبل مرة أو كون شقيقه عضواً في الحركة الإسلامية أو لكونه اختار تشجيع الهلال وليس المريخ الذي يتوشح لاعبوه بأحمر (زاهٍـ باهـٍ).
وإمعاناً في تأكيد ما ذهب إليه يشير منسوب شيخ اليسار إلى منافسته لشقيقه د. إبراهيم محمود المنتمي للجبهة الإسلامية القومية أشهر أحزاب اليمين في انتخابات العام 1986م. منافسة أفضت لخسرانه وشقيقه الانتخابات هذا وإن ذهبت بطاقة دائرة جبل مرة لأبن عمهم المستمسك بمناصرة حزب آل المهدي.
(3)
حالة صالح، تعيد الأذهان إلى أهم سمات الشخصية السودانية أَلا وهي (التسامح) الذي لطالما وسم السودانيين وشكَّل مصدر دهشة للآخرين، على نحو ما جرى لـ (الخواجات) من حالة الحميمية والمصافحة الحارة التي تبادلها أعضاء وفدي الحكومة والحركة الشعبية في بهو قاعات محكمة التحكيم الدولية في لاهاي، والتي كانت تنظر وقتئذٍ خلاف الطرفين حول أبيي، أو بما كان يفعله محمد أحمد المحجوب يوم أن كان رئيسًا فاعلاً للمعارضة في البرلمان لكنه بعد سجالات النواب اعتاد ترحيل رئيس الحكومة الزعيم إسماعيل الأزهري إلى داره، وذلك على متن عربته الخاصة.
(4)
يباهي صالح محمود بشيوعيته، ويرنو بفخر لصورة معلقة على جدران مكتبه تجمعه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، كما يعتز بوقوفه ضد كل ما يراه مخالفًا للقانون ودالة الحالة الآنية (مريم)؛ يفعل ذلك كله من بناية منسية بين شارعي البلدية والسيد عبد الرحمن، يرفرف في ساريتها علم حزب التحرير ولاية السودان.
الصيحة
نعم التسامح هو تربيتنا وثقافتنا التي رعاها الاسلام بحرية ووثق لها فجاءت الانقاذ فقتلت التسامح وكل شئ جميل والان عبر اعلامها رجعت تلوك ما قتلته بايديها علي طريقة رجع الصدي لذلك كله كانت بيوتنا تجمع التناقض من تشجيع الكورة للغناء الي السياسة وتخلق منه منحة للحياة حولتها الانقاذ لمحنة
يعنى حزب التحرير نواة داعش فى السودان
اللهم لا حول ولا قولا