أخبار السودان

تحالف قوى الإجماع الوطني يصف اعتقال رئيس المؤتمر السوداني بالردّة السياسية

الخرطوم – عبدالرحمن العاجب
كعادته المألوفة وكغيره من الأحزاب الأخرى ظل حزب المؤتمر السوداني يكثف نشاطه السياسي في المناطق النائية والبعيدة من العاصمة القومية. في إطار ذات النشاط قام الحزب يوم (الجمعة) الماضية بزيارة لولايتي شمال وغرب كردفان، وأقام مساء ذات اليوم ندوة سياسية كبرى في مدينة (النهود) وفي اليوم التالي أعقبها بافتتاح أعمال المؤتمر العام لشباب الحزب. بعدها، مساء أمس الأول (السبت) توجه وفد الحزب في زيارة تفقدية يعتزم من خلالها الوقوف على حال المواطنين وجماهيره الممتدة في تلك البقاع من مناطق الريف الغربي لولاية غرب كردفان وسجل زيارات عدها البعض تاريخية لمناطق (الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان ومنطقة فوجا). وبعد أن أنجز الوفد مهمته الحزبية الرسمية وعاد إلى مدينة النهود الوادعة التي ترقد على رمال كردفان الغربية، فوجئ بعد عودته عند الساعة الثانية من صباح أمس (الأحد) بمحاصرة دار الحزب من قبل قوات نظامية كثيفة بحسب شهود عيان، وبعد أن علمت القوة النظامية أن رئيس الحزب في منزله توجهت صوب المنزل وأبرزت أمر قبض ضد إبراهيم الشيخ رئيس الحزب وألقت القبض عليه من داخل منزله في مدينة النهود، ووجهت له عددا من التهم وصل عددها إلى ست تهم من القانون الجنائي تحت المواد(50 و62 و63 و66 و69) والمادة (159) التي تتعلق بالتحريض على العمل العسكري وتقويض النظام الدستوري والإزعاج العام وإشانة السمعة. وبعد أن ألقت القوة القبض على إبراهيم الشيخ اقتادته إلى مركز شرطة المدينة، وفي صباح أمس (الأحد) تم تقديمه للمحاكمة.
في السياق أعلن عدد من القانونيين تشكيل هيئة للدفاع عن إبراهيم الشيخ برئاسة فاروق أبو عيسى المحامي تضم في عضويتها (42) محاميا أبرزهم (الدكتور أمين مكي مدني وعلي قيلوب وكمال الجزولي ووجدي صالح وساطع أحمد الحاج وغيرهم من المحامين).
البلاغات المدونة ضد ود الشيخ والتهم المصوبة تجاهه جميعها خطيرة، وذلك لاعتبار أن المادة (50) تتحدث عن تقويض النظام الدستوري، والمادة (62) تتحدث عن تحريض القوات النظامية بالتذمر والإخلال بالأمن العام، والمادة (63) تتحدث عن الدعوة إلى معارضة السلطة بالعنف والقوة الجنائية، والمادة (66) تتحدث عن نشر الأخبار الكاذبة، والمادة (159) تتحدث عن إشانة السمعة. وفي السياق كشف ساطع أحمد الحاج عضو هيئة الدفاع أن المادة (50) تصل عقوبتها للإعدام. وكشف ساطع عن تقدم المحامين بطلب إلى وكيل النيابة لإطلاق سراح ود الشيخ إلا أنه رفض الطلب وأوضح ساطع أن المادة (50) تقرأ مع المادة (106) التي تعطي وكيل النيابة الحق في عدم إطلاق سراح المتهم وبقائه إلى حين الفصل في البلاغ، مؤكدا أن أسباب الاعتقال فيها استهداف للرموز السياسية المعارضة، وقطع ساطع أن هيئة الدفاع ستواصل عملها وستكون في حالة انعقاد دائم، وستدافع عن موكليها وتقف في مواجهة الهجمة على الحريات ومحاولة تقليم أظافر القوى المعارضة.
وفي السياق أكد حزب المؤتمر السوداني في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس (الأحد) بداره في شمبات أن النشاط الذي مارسه الحزب في تلك المناطق نشاط قانوني ومصدق عليه من جهات الاختصاص، مبينا أن اعتقال قيادات الحزب لن يثنيه عن الذهاب إلى هدفه المعلن المتمثل في إسقاط النظام، وأن ملاحقة السلطات لقيادة الحزب لن ترهبه ولن تستطيع أن تجره للذهاب نحو الحوار مع النظام الذي وصفه بأنه مقبور، وتمسك الحزب بالعمل مع كل حلفائه في قوى الإجماع الوطني من أجل استعادة الديمقراطية والحرية وإيقاف الحرب.
بالنسبة لمالك أبوالحسن نائب الأمين العام للحزب فقد أكد في ذات المؤتمر الصحفي أن أنشطة الحزب لازالت مستمرة ووصفها بأنها سلمية ووفقا للقانون، ووصف ما يجري في الساحة السياسية بأنه غير منفصل عن الواقع السياسي الراهن وما سبقه من اعتقال للصادق المهدي وطلاب جامعة الخرطوم وغيرهم من المعتقلين، الأمر الذي اعتبر أنه يفضح ادعاءات حزب المؤتمر الوطني. وقطع مالك في حديثه بأن المشهد السياسي بعد شهر مايو سيكون مختلفا تماما وتوقع أن يأخذ أشكالا جديدة، وجدد موقف حزبه الداعي لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، مؤكدا أن ما يحدث لن يرهبهم، ووصف الحوار بأنه قُبِر وكاد يشيع إلى مثواه الأخير، مؤكدا وقوف حزبه ضد ما سماها بـ”الهجمة الشرسة التي ينتهجها النظام تجاه أحزاب المعارضة وقادتها”.
وفي السياق وصف فاروق أبو عيسى رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض التطورات التي تشهدها الساحة السياسية بأنها خطيرة، واتهم الحكومة بأنها عادت إلى المربع الأول بعد أن أصبحت تستهدف قادة الأحزاب السياسية المعارضة، وأعلن تضامن أحزاب التحالف مع إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني والإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، ورفض ما وصفه بالردّة، وتوقع مزيدا من الاعتقالات والتضييق ضد الأحزاب وقادتها، مضيفاً بالقول إنّ ما يحدث “مقصود، ويريد به النظام تعطيل الحوار الذي دعا له من قبل”، وأضاف قائلا: “النظام يريد أن يلعب معنا (دافوري) ونحن جاهزون”.
أعضاء تحالف قوى الإجماع الوطني شكلوا حضورا في المؤتمر الصحفي الذي عقده حزب المؤتمر السوداني لكشف ملابسات اعتقال إبراهيم الشيخ رئيس الحزب، وطالب بيان صادر عن اللجنة السياسية لتحالف قوى الإجماع الوطني تلاه عضو التحالف محمد ضياء الدين المتحدث الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي بإطلاق سراح إبراهيم الشيخ وطالب إلى جانب جميع المعتقلين، وطالب السلطات بأن تلتزم بالدستور الانتقالي.
وفي ذات المنحى التضامني أعلنت الدكتورة مريم الصادق المهدي القيادية بحزب الأمة القومي تضامن حزبها مع حزب المؤتمر السوداني ورئيسه وطالبت بإطلاق سراحه واعتبرت أن الحديث عن الحوار تجاوزه الزمن والحديث عنه أصبح مضيعة للوقت، وأعلنت عودة حزبها إلى تحالف قوى الإجماع الوطني وقالت: “نحن ماضون مع التحالف في التوحد الكامل من أجل انتزاع الحريات”، وأكدت أن حزبها جزء من التحالف وتابعت قائلة: “الآن هناك تقارب وتجاوزنا المرحلة السابقة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. وقف مايسمى بالحوار امر حتمى فى ظل ما تقوم به السلطه من خرق لاى اتفاق سياسى هذا النظام التعامل معه وفق معيار السن بالسن على الشباب الان الانخراط والتوجع لمناطق العمليات وحمل السلاح فورا الخلاص من هذا النظام لن ياتى الا عبر السلاح فقط ……………………………………

  2. التحية والحرية لهذا البطل الثائر الشجاع الذي لايهادن ولايساوم ولايتواطأ.. وجدته الجماهير معها في المظاهرات ورأته وسمعته رافضاً للحوار والتقارب مع النظام بأى كيفية لذا عبرت عن تضامنها معه وحبها له تقديراً لنضاله ووطنيته الفذة.. هذا هو القائد الحقيقي، ولانامت أعين الديناصورات الإنتهازيين الفاشلين أعوان النظام ومعاونيه.

  3. رب ضارة نافعة
    هي فرصة ليعرف الكل زيف دعوة الحوار
    قوات الدعم السريع وشرعيتها الآن على المحك
    أعتقال المناضل ود الشيخ وحد قوى المعارضة ولم يبق مع النظام غير الترابي
    الكل بات يعرف الآن هذا المارد العنيد – حزب المؤتمر السوداني وقائده إبراهيم الشيخ
    شروط المعرضة للحوار أثبتت صدقيتها فلا حوار في ظل هذه القوانين الجائرة
    النظام أثبت ضعفه وعدم احتماله لأي معارضة

  4. …. راجل ضكران راجل وود رجال … مش ذى غواصات حزب الامة الذين يدخلون السجن بالاتفاق مع جلاديهم ..

    ……

  5. إبراهيم الشيخ من السجن: (سنموت واقفين حتى يسقط النظام)

    المعارضة تشكل هيئة للدفاع عن الشيخ
    06-10-2014 10:17 AM
    جدد رئيس حزب المؤتمر السوداني المعتقل إبراهيم الشيخ من داخل محبسه بسجن مدينة النهود تمسكه بمقارعة النظام حتى يسقط، وقال حسب نائبه الذي زاره أمس بسجن النهود في رسالة مفادها: (سنظل ونموت واقفين حتى يسقط النظام) مشدداً على أن النظام يريد شيئاً والله يريد شيئاً آخر مؤكداً أنه آن الأوان للتصدي لما أسماه بالنظام السادر في غيه وطغيانه مضيفاً أن الصمت في حق الشعب السوداني جريمة.

    وفي السياق شكل تحالف أحزاب المعارضة في السودان، أمس الاثنين، هيئة للدفاع عن رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، الذي تم اعتقاله يوم الأحد من منزله بمدينة النهود بغرب كردفان، ورفضت النيابة إطلاق سراحه بالضمانة العادية. وشدد رئيس تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى، على مساندة التحالف لرئيس حزب المؤتمر السوداني، مستنكراً الاعتقال، واعتبره “ردة” عن الحوار والانفتاح والحريات التي أعلنها حزب المؤتمر الوطني الحاكم وأضاف: “من الأشرف أن يعلن الحزب الحاكم قفل ملف الحوار رسمياً”.

    الى ذلك أدانت ثلاثة أحزاب اتحادية معارضة اعتقال رئيس حزب المؤتمر السوادني إبراهيم الشيخ وقالت الأحزاب في بيان مشترك تحصلت (الجريدة) على نسخة منه أن الاعتقال يخالف نصوص الدستور الانتقالي ومواثيق حقوق الإنسان الدولية مؤكدةً رفضها للحوار الذي نصب فيه المؤتمر الوطني نفسه الخصم والحكم واعتبرته مكياج ومساحيق تهدف إلى إنعاش النظام بالأوكسجين

  6. فاروق

    لنقف جميعا ونفول اهؤلاء تجاوزنا مرحلة النقاش علينا ان نذهب لنقود نضال

    وشيك ان يكون ااكتوبري نقول تك مك لهؤاء الاجرجيس عمى فاروق نحن صناع اكلتوبر الخالدة وفى يونيو المنتصرة لنا ولبعانخى وعرابى مثال والمهدى البطل

  7. اعتقال اي شخص لايغير الاراده من اجل المطالبه بحقوق مشروعه واعتقال رموز حزبيه امر غير مبرر بل يؤدي الي مزيد من الخلافات والبعد عن الالتقاء في نقاط مشتركه يمكن ان تقود لحوار بناء وهادف يساهم في حلول جزريه لمشاكلنابل يفتح الباب لمزيد من البغض والعنف والشتات .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..