بؤس البروف ومأساة المثقف المُدجَّن : عبد الله علي إبراهيم نموذجًا

حسن عبد الرضي الشيخ
في وقتٍ تغرق فيه الخرطوم، ومعها سائر ولايات السودان، في جحيم الحرب، وتُسحق فيه الأسر تحت وطأة القصف والتشريد والجوع، ويعيش ملايين السودانيين نكبة إنسانية غير مسبوقة في تاريخهم الحديث، يخرج علينا البروفيسور عبد الله علي إبراهيم ـ غير آبهٍ بهذا الخراب الماحق ـ مدافعًا عن الحرب، مبررًا لها، بل ومُمجِّدًا إيّاها، بذريعة أن “الدولة” تدفع له مقابل الكتابة. فأيُّ دولة هذه التي تموّل من يُروّج للحرب، بينما يُهجّر شعبها قسرًا، وتُقصف مستشفياته، وتُحاصر عياداته، وتُغتصب نساؤه، ويُذبح أطفاله؟
لقد وضع يوسف عبد الرضي إصبعه على الجرح النازف حين كتب في ثلاثيته “الثقافة مفتاح الحل في السودان” أن الطريق إلى وطن متماسك يبدأ من مشروع ثقافي وطني جامع، لا حزبي ولا جهوي ولا إقصائي. ولكن، ماذا نفعل حين تكون النخبة المثقفة ـ التي يفترض أن تكون صوت العقل والضمير ـ أول من يخون هذا المشروع؟ وماذا نقول حين يتحوّل البروف عبد الله علي إبراهيم من مجرد بوق للسياسيين إلى أداة يمتطيها الانقلابيون، يركبونها بلا لجام، ويوجهونها لخدمة أجنداتهم العنيفة والإقصائية؟
لقد ظللنا نخدع أنفسنا ونحن نرفع بعض حاملي الألقاب الأكاديمية إلى مصاف القيادة الفكرية، بينما هم في الحقيقة مجرد وجوه مأزومة لأزمةٍ أعمق: أن مأساة السودان لم تكن يومًا في جهله، بل في نخبته، وأن خراب هذا البلد بدأ يوم ارتدى السياسي بزّة العسكر، وارتضى الأكاديمي أن يكون مروّجًا لشعارات التدمير والتفتيت.
تابعت ـ كما تابعتم ـ الحلقة التي بثّتها قناة الجزيرة مباشر، واستُضيف فيها الدكتور عبد الله علي إبراهيم إلى جانب الدكتور الوليد آدم مادبو، وكان موضوعها أهلية الدكتور كامل إدريس لمنصب رئيس الوزراء؛ ذلك الذي لم يسلم من سخرية بعض السودانيين، ووصفه د. وليد مادبو بـ”العوقة” ـ وهو وصف شعبي دارج يُطلق على من يعجز عن التعبير أو يفشل في التواصل مع الواقع. ولست أجد لهذا الوصف أنسب من البروف عبد الله نفسه. فما دفعني حقًا للكتابة ليس رئيس الوزراء ولا الجدل الدائر حوله، بل ما نطق به عبد الله علي إبراهيم من تبرير ساذج للحرب، حين قال : “لا حل الا باستمرار الحرب حتى القضاء على التمرد وان استمرت الحرب سنينا”. أي أن الدولة تدفع له لتمجيد الخراب والدماء والدمار! فهل يُعقل أن تُمجَّد حرب تحصد الأرواح وتُمزق ما تبقى من نسيج الوطن؟ هل يُعقل أن يصدر هذا الكلام عن أستاذ جامعي يعيش مترفًا في المهجر الأمريكي، بينما نحن نكابد المنفى والفاقة، ولا نملك حتى أجرة مأوى؟ نحن نكتب عن السلام، عن وقف الاحتراب، عن وطنٍ واحد، عن عيشٍ كريم، وأنت تكتب عن عدوٍّ صنعه النظام نفسه الذي يدفع لك، فأنّى لك أن تنفصل عن هذه المنظومة، وأنت منها وإليها؟!
نعلم جيدًا أن “القلم ما بزيل بلم”، لكننا ـ وبعض الظن ليس بإثم ـ كنا نظن أن حملة الدكتوراه سيكونون في صف الضحايا لا الجلادين. فإذا بالبعض منهم يتسابقون للتزلف إلى الطغاة والانقلابيين، لا يفرقون بين مقال في مجلة ثقافية ومنشور حربي، ما دام الأجر بالدولار، والضمير مغيّب.
ومن هنا، أدعو ـ عبر هذا المقال ـ كل حملة الدكتوراه، وكل من بقي فيه بقية من حياء الفكر وشرف الموقف، أن يتبرأوا من هذا الانحدار الذي مثّله عبدالله علي إبراهيم، لا دفاعًا عن شخص بعينه، بل دفاعًا عن كرامة العقل السوداني، وعن ثقافة يجب أن تكون مرآةً للحق لا سوطًا للسلطة. أدعوهم إلى إدانة الحرب ومروّجيها، وإدانة من يتكسب من تسويغها وتزيينها.
لقد صدقت حاجة عائشة جاد الله ـ تلك المرأة التي لم تدخل مدرسة ـ حين قالت : “يبخّروا فيها وهي تفسي”. فما زلنا، للأسف، نُعلّي بعض “مثقفينا” فوق مقاماتهم، ونحملهم على أكتافنا، وهم لا يقوون حتى على السير، دع عنك القيادة! اننا (نشدهم أطول من قاماتهم).
ختامًا: من كان قلمه لا يرى إلا بريق السلاح، فليس جديرًا بأن يُسمع صوته في عيون المنكوبين، ومن كان علمه يهتدي فقط بمصالح الطغاة والانقلابيين، فليصمت، أو ليأخذ مكانه بين صفوف المرتزقة، لا المثقفين.
ولنرددها عاليًا:
لا شرف لمثقف يبرر الحرب، ولا مستقبل لمن خان الحاضر.
ع ع إبراهيم ده سقط من زماااااااان.
معرص الكيزان ده عايش في أمريكا ويعتاش مما يرسله له كفلاءه الذين إشتروا قلمه.
مجرد عجوز ثمانيني حاقد على الدنيا لا جنا لا تنى تحور إلي عنصري قذر.
بئس الثقافة اذا كان يمثلها مثل هذا المسخ العنصري المشوه المستعرب المستلب المصفق للحرب والخراب ماسح جوخ الكوز الفاجر المغتصب واللاعق لبوت العسكر والكيزان، فبئس الثقافة وبئس المثقف الذي يدعم الحرب ويدعو للموت والدمار بدل ابتكار الحلول المبنية علي تعظيم حق الحياة والسلام والتعايش المشترك ونبذ الحرب والعنف والخراب، ورحم الله الثائر الوطني الحكيم الشهيد د. جون قرنق، لتاكيده ان لا شئ يوحدنا غير “السودانيوية” أي ان نكون سودانيين وكفي، فهنيئا للكيزان بهذا الكوز المتحور، وصدق من قال ان اسوء الكيزان هو الشيوعي المتحورالي كوزخاصة في ارزل عمره.. وصدق من قال ” وإن سفاه الشيخ لاحلم بعده***وإن الفتى بعد السفاهة حلم
عندما يسقط الحجر فى البحر لا بد ان يصل القاع. عبد الله ثانى مثال للحجر احمد سليمان المحامى الذى ولغ فى حوض الكيزان حتى الثمالة وها هو ود على ابراهيم