أخبار السودان

مجلس الخوف الوطني !!

زهير السراج

* لا أدري إن كان رئيس المجلس الوطني إبراهيم أحمد عمر جاداً، أم كان يمزح أم يتكلم (برة الشبكة) في حديثه أمام المنتدى الأسبوعي لوزارة الاعلام، بأن “المجلس الوطني لا يملك صلاحيات عزل وإقالة الوزراء، ولكنه يوصي رئيس الجمهورية بسحب الثقة”، وهو حديث غير صحيح، فالتوصية بسحب الثقة من الوزير تعني أن المجلس يملك الصلاحية الكافية لعزل الوزير!!
* في حقيقة الأمر فإنه يجوز للمجلس الوطني، حسب نص المادة (91،3،ج) من الدستور الانتقالي لعام 2005، أن يوصي لرئيس الجمهورية بعزل الوزير القومي إذا اُعتبر فاقداً لثقة المجلس (وليس التوصية للرئيس بسحب الثقة من الوزير، كما قال إبراهيم أحمد عمر)، أي أن المجلس يمكن أن يسحب الثقة من أي وزير ثم يوصي رئيس الجمهورية بإقالته، وهي مجرد إجراء شكلي، أما السلطة الحقيقية فهي بيد المجلس الوطني، ومتى ما سحب المجلس الثقة من أي وزير، لم يعد هذا الوزير أهلاً للوظيفة حتى لو رفض رئيس الجمهورية عزله من منصبه!!
* المجلس الوطني، بنص الدستور الإنتقالي (المادة 91 )، هو الذي يتولى التشريع في كل الاختصاصات القومية، ويعتمد الخطط والبرامج والسياسات المتعلقة بالدولة والمجتمع، ويجيز الموازنة العامة السنوية، ويصادق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ويراقب أداء السلطة التنفيذية القومية، ويصدر القرارات بشأن المسائل العامة، ويستدعى الوزراء القوميين لتقديم تقارير الأداء التنفيذي، ويجوز له أن يستجوبهم عن (أدائهم) أو أداء وزاراتهم، وأن يوصي لرئيس الجمهورية بعزل الوزير القومي إذا اُعتبر فاقداً لثقة المجلس الوطني، بل إن المجلس الوطني يستطيع بصفته أحد الهيئتين التشريعتين اللتين تتكون منهما الهيئة التشريعية القومية (المجلس الوطني + مجلس الولايات) تنحية رئيس الجمهورية نفسه أو النائب الأول (المادة 91 ، 2 ، ح)، فضلاً عن سلطاته الواسعة الأخرى ضمن الهيئة التشريعية القومية، مثل تعديل الدستور، التصديق على إعلان الحرب، تأييد إعلان حالة الطواريء أو إلغاؤها ..إلخ، فكيف لا يمكن لهذا المجلس أن يعزل وزيراً، وماذا يعني حجب الثقة إن لم يكن العزل؟!
* دعونا نُسلّم جدلاً بصحة إدعاء رئيس المجلس الوطني بأن المجلس لا يمكنه عزل وزير، وإنما التوصية لرئيس الجمهورية بسحب الثقة من الوزير، فهل حدث أن أصدر المجلس الموقر طيلة تاريخه توصية لرئيس الجمهورية بسحب الثقة من أي وزير؟!
* الكل يعرف جيداً أن المجلس الوطني بعضويته الحالية، وكل مؤسسات الدولة الأخرى، مجرد خيال مآتة، (لا بيودي ولا بجيب)، بل إن خيال المآتة أفضل بكثير، لأنه على الأقل يخيف الطير والحشرات الأخرى، من الاقتراب وأكل الزرع، ولكن المجلس الوطني (لا يهش ولا ينش) ولا يخيف أحداً، ولم يطلب منه أحد أن يفعل ذلك، أو يقر بخوفه من مواجهة السلطة، فلماذا يرهق رئيس المجلس الوطني نفسه بالتلاعب بالألفاظ وتحريف الحقيقة، والقول بأن المجلس لا يمكنه أن يعزل الوزراء، بينما هو في حقيقة الأمر، يملك، حسب الدستور، صلاحيات وسلطات واسعة جداً منها عزل الرئيس نفسه، ولكن يمنعه الخوف من ممارستها!!
الجريدة
______

تعليق واحد

  1. خارج النص: أنا استغرب لابراهيم أحمد عمر الباني ليهو قاعة شمال كلية التربية بشارع الوادي اسمها قاعة البروفسور ابراهيم أحمد عمر. إذا كان هذا الرجل مهم كان عليه ان ينتظر حتى يموت ثم يبني له أهل الجامعة قاعة تحمل اسمه مثل قاعة مكي شبيكة لكن لأنه يعلم أنها لن تبنى له بعد مماته بادر ببنائها في حياته حتى يطمئن ويقول (إذن أنا موجود). ما عملت حاجة إذ يمكن لرجل الأعمال ود الجبل أن يبني له قاعة أفخم وأضخم منهاويصبح بمقدور من لديه المال أن يدك الجبال. قال قاعة قال!!!!!!!!!!

  2. عزل شنو يا ود السراج ، انته عاوز الجيعانين المقطعين ديل يخشو في مواجهه مع العصابه الحاكمه؟؟ كده ح يفقدو العربات والسفريات والنثريات فهولاء مثلهم كمثل العاهره النتنه تاكل من ثديها ولا يعنيها من حولها ، نسو الله فانساهم انفسهم

  3. بصراحه كده إبراهيم عمر انتهي من زمان ولن أعاده للحياة (الفريق )طه حفظا للجميل…ماذا تريد منه من يفعل غير ان يسبح بحمدهم..لعنهم الله جميعا..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..