مقالات سياسية

الدفاع المدني ..صحّي النوم

لا أعتقد أن هناك أحدا لم يشهد يوما واقعة حريق ما شبَّ في أحد المباني ، وشاهد كيف أن المواطنين يجتهدون للسيطرة عليه إلى حين وصول المطافئ التي حين تصل تجد أن الحريق إما أتى على كل شيء وانتهى ، أو أن المواطنين استطاعوا السيطرة عليه بعد جهود جبارة .. هذه الصورة تعودنا عليها منذ صغرنا ، ولسوء الحظ ما زالت كما هي ..لم تتغير ، وليس هذا هو المثال الوحيد فأغلب الكوارث التي تقع في جميع أنحاء السودان لا يكون للدفاع المدني فيها دور يذكر والدليل الأخبار التي ترِدنا كل يوم عن الحوادث التي تؤدى إلى خسارات فادحة في الأموال والأنفس ،فالمواطنون هم من يقومون بدوره بجسارة رغم قلة الحيلة .

في منتصف شهر فبراير الماضي فقط انهار مرحاض مدرسة بمعلمة ..أول شيء فعله المواطنون أن اتصلوا بالدفاع المدني وهو ليس بعيدا عن موقع الحدث، ولكنه وصل بعد ثلاث ساعات وحين وصل لم تكن معه المعدات اللازمة حسب شهود عيان ، و بعد محاولات تم انتشال المعلمة أن بعد فارقت الحياة .. ربما لم تمت في لحظتها .. لو وصل الدفاع المدني في الساعة الأولى لكانت على قيد الحياة ، وهذا ما يجعلنا نقول إن دفاعنا المدني مؤسسة معطلة مثل غيرها من مؤسسات الدولة رغم خصوصيتها .. التحقيق الذي جرى بشأن الحادثة حمل مسئولية وفاة المعلمة لإدارة المدرسة والدفاع المدني وانتهى الموضوع ، مع أن الحادثة جديرة بأن تجعل الحكومة تقوم بمراجعة فكرة الدفاع المدني في السوداني جملة وتفصيلا .

الفاتح من مارس الجاري، أي قبل 4 أيام احتفل العالم باليوم العالمي للدفاع المدني ، وهو يوم عالمي تحتفل به الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية، وهو يأتي دعما لما تقوم به أجهزة الدفاع المدني من جهود للحفاظ على أمن وسلامة المجتمعات من خطر الكوارث الطبيعية والبشرية والتقليل من الآثار المأساوية الناجمة من الكوارث بجميع أنواعها ، الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني هو تذكير جميع الدول بواجبها نحو المساندة الفعالة لمهام وواجبات المنظمة والتي تتضمن نشر وتشجيع وتنمية وتطوير الحماية المدنية على الصعيد العالمي تجاه المخاطر بشتى أنواعها.. احتفال هذا العام جاء تحت شعار( يدا بيد للوقاية من المخاطر) .

كل الدول تقريبا احتفلت باليوم العالمي للدفاع المدني وقدمت لمجتمعاتها اخر ما توصلت اليه في مجال الحفاظ على سلامة المجتمعات بصحبة الكثير من الرسائل الضرورية التى يجب أن يستوعبها أي مواطن ليكون جزءا من منظومة الوقاية من المخاطر، ونحن دفاعنا المدني ما زال يغطّ في نوم عميق يصحو مع الخريف مرهقا ثم يعود للنوم بعده ،ولكننا بمناسبة هذا اليوم نصرخ في أذنه ليصحو و يواكب العالم بل وليواكب الكوارث التي تحدث في البلد في ظل الإهمال الرسمي للبيئة وتخطيط المدن وسوء الطرق السريعة وغيرها الكثير .. هذا غير الكوارث الطبيعية، ولتتذكر وزارة الداخلية ان شرطة الدفاع المدني تستحق الاهتمام أكثر من غيرها فهي ما زالت متخلفة مقارنة بمثيلاتها في عالم تزداد فيه الكوارث كل يوم .

التيار

‫5 تعليقات

  1. الدفاع المدني عندو تيم انقاذ بري واحد في بري وما عندو امكانيات يعمل مراكز في بقية المدن لانو الحكومة شايفة توفير السلامة للمواطن ما اولوية كالعادة …..
    وحكاية بجو متاخرين دي الناس تكون منصفة حبة نحنا ما عندنا بنية تحتية تخليهم يصلو سريع شوارع ضيقة ومحفرة وزحمة بس وريني يصل كيف سريع ….

    1. المشكله ياباشا مافي الشوارع …. المفروض يكون داخل كل حي من الاحياء وحده للدفاع المدني …..انا شفت السعوديه حيث الشوارع الواسعه والمسفلته رغم ذلك تجد داخل كل حي من الاحياء وحده متكامله للدفاع المدني لسهولة الوصول لمكان الحدث

  2. موضوع شيق وكبير يستحق الاهتمام من المجتمع والدولة ياليت تكملين الجميل وتكتبى عن الاسعاف لان هذه هى المواضيع التى تهم المواطن مع تقديم الحلول لتنيرى الطريق للجميع

  3. الدفاع المدني عندو تيم انقاذ بري واحد في بري وما عندو امكانيات يعمل مراكز في بقية المدن لانو الحكومة شايفة توفير السلامة للمواطن ما اولوية كالعادة …..
    وحكاية بجو متاخرين دي الناس تكون منصفة حبة نحنا ما عندنا بنية تحتية تخليهم يصلو سريع شوارع ضيقة ومحفرة وزحمة بس وريني يصل كيف سريع ….

  4. موضوع شيق وكبير يستحق الاهتمام من المجتمع والدولة ياليت تكملين الجميل وتكتبى عن الاسعاف لان هذه هى المواضيع التى تهم المواطن مع تقديم الحلول لتنيرى الطريق للجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..