الطلبة جو و البص ملو !

حسن وراق

@ قبل ان تكمل الانقاذ عامها الاول ،إلتقيته قرب بنك الاعتماد للتجارة وذلك بعد فترة طويلة منذ آخر مرة تقابلنا فيها ، كنت اجد اسمه بصورة مستديمة ضمن المدعويين الرسميين لمؤتمرات الحوار الوطني المختلفة والتي كانت تنشر أسماءهم في صفحات كاملة بالصحف اليومية بصفته خبير أمني يعتبر من أميز و أذكي ضباط الأمن في نظام النميري تشرب من خبرات المدارس الامنية المختلفة من المدرسة السوفيتية (KGB ) مرورا بمدرسة (SOS) الألمانية ولم ينتهي (CIA ) بل تزود بالتجارب العالمية ليصبح خبير أمني كما قال لي وهو يدافع عن اتهامي له بأنه ( أتاريك كادر جبهجي لابِد) موضحا أنه مستعد تقديم خبرته لمن يطلبها حتى لو جاء الشيوعيون الي الحكم .

@ رغم أن الفترة الزمنية التي تجاذبنا فيها أطراف الحديث كانت قليلة ، رغم إلغاء أي ارتباطات أو أي مواعيد لا ترقي أهميتها بتلك المعلومات الدسمة لخبير أمني عن نظام محصن بالسرية المطلقة حتى علي أقرب دوائره وكانت تجربة الخبير وعلاقاته في الاوساط الامنية كفيلة بأن تضيء مساحة عتمة داخل النظام الباطش المعتمد علي المدرسة الاستالينية العنيفة المطعمة بالخبرة الحديثة للحرس الثوري الإيراني الذي أدخل تجربة التعذيب في مواقع خارج نطاق الدائرة الرسمية للدولة عرفت ببيوت الاشباح غريبة عن المجتمع السوداني ،أعدت بطريقة خاصة لكسر شوكة المعارضين و إذلالهم وبث حالة من الرعب بمجرد ذكر اسمها أشرف عليها كوادر تدربت في إيران وتقوم نقل خبرتها بطريقة (التدريب اثناء العمل) on job training للكوادر الجديدة .

@ لم يك الخبيرمن كوادر الجبهة او الحركة الاسلامية ولكن من سابق خبرته في أمن مايو استطاع أن يعرف طريقة التفكير في الوصول للحكم سواء أن كانت عبر التحالفات و المصالحات مع الانظمة الشمولية أو امكانية العمل وسط القوات المسلحة لإحداث تغيير وهذا ما لجأ اليه تنظيم الجبهة القومية الاسلامية الذي يعتمد علي قواعده وسط الطلاب في الثانويات والجامعات والمعاهد العليا وقطاعات الشباب . كانت محصلة حديث (الخبير ) بأن الجبهة القومية الاسلامية ارتكبت غلطة العمر بهذا الانقلاب وكان طريقها للحكم اقرب عبرالديمقراطية ولهذا كان عليهم المحافظة بميكافيلية علي نظامهم بلا تحفظ ودون أي إعتبار لأي قيم وقوانين وأخلاق لأنهم بلغوا غايتهم كما يعتقدون ولهذا اعتمدوا علي كوادرهم وسط الطلاب والشباب لحماية النظام بتحقيق أحلامهم في فترة وجيزة بإعطائهم ما يحلمون به من المال والسلاح والسلطة المطلقة لحماية النظام .

@هذا النظام ما كان له أن يصمد لو لا أنه أستهدي بتجارب النظم الديكتاتورية في بلدان المنظومة الاشتراكية والتي صاغها بعناية الشيوعي التائب الاستاذ احمد سليمان المحامي عضو الجبهة القومية والمحرض علي الانقلاب الذي كان يخطط السياسة العليا لأمن هذا النظام الذي اعتمد علي الدفع الثوري الزائد لعناصر الطلاب والشباب الذين غُسلت ادمغتهم بأنهم حماة الاسلام ونظام الانقاذ الاسلامي الوليد فكانوا يتهافتون علي تنفيذ المهام القذرة واللا إنسانية بلا وعي ، كما قال المرحوم الشهيد النقابي محجوب الزبير وهو يحكي كيف أن من كان يقوم بتعذيبه ، طالب في عمر أصغر ابنائه ، كان اثناء تعذيبه بالضرب يخاطبه بعبارة (يا عم محجوب ) . بعض هؤلاء المغرر بهم من الطلاب والشباب (كوادر العنف) افاء الله عليهم بالوعي والرشد والتوبة ، طلب بعضهم الصفح والعفو من ضحاياهم بعد أن عرفوا حقيقة أن نظامهم لا علاقة له بالإسلام وسماحته.

@ بعد نتيجة الانتخابات العامة ادركت الحكومة حجمها الطبيعي و أنها مرفوضة من الغالبية العظمي للشعب الفضل وحتي حلفاء النظام و مؤيديه وسط الطلاب و الشباب تخلوا عنهم وكانت احداث سبتمبر من العام الماضي رسالة قوية سطرت بدماء شهدائهم وسط الطلاب والشباب وجاءت نتيجة الانتخابات تكشف أن مقاطعة الانتخابات وسط الطلاب والشباب هي الاكبر فكانت ضربة لازب لقطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني الذي فشل في حث الطلاب علي المشاركة في الانتخابات ولمواراة الفشل قامت الحكومة إمعانا في استفزاز شعبها بمنح هذا القطاع صفقة عربات لعضويته بمبلغ 22 مليار جنيه وعدد من المستشفيات توقفت فيها ماكينات غسيل الكلي واجهزة الاشعاع في مراكز علاج السرطان . بالأمس وقف رئيس قطاع الطلاب يعلن عن جاهزيتهم لتصدير القيم السودانية ، أي قيم يعرفونها هؤلاء غير الضرب والتعذيب والقتل والبذاءات كأسلوب جديد في تاريخ الحركة الطلابية لن يغفره لهم التاريخ.
يا كمال النقر ..يا الراكبين كرولاتكم وماشين شركاتكم مواعيد الدرس فاتكم !!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تعليق المكشكش … اعجبنى
    واااا حر قلباه يا ولدي ، انه لأمر يشعرنا بالهوان والعار والخيبة والانكسار والذل والخنوع والخضوع والتبلد والاستسلام والانبطاح والجبن والخور والاستكانة ، وهيا أفرغ كلما في جوفك من قيء الكلمات المتخمرة في أعماق أعماقك ، ثم اذهب الى فراشك باكرا” وعندما يصبح عليك صباح قميء جديد ، انهض بكل رزاياك ، وخذ مقعدا” امام إحدى ستات الشاي ، مع المتحلقين حولها في بلادة ، و (مج تمباكك) في خمول تم الفظه في قرف علي اي من أرصفة مدينتك القذرة في لا مبالاة حد البله ، وانتظر السماء لتمطر ذهبا” وفضة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..