أخبار السودان

الشيوعي والبعث.. العملية السياسية في مرمى نيران أصدقاء الأمس

 

البعث: اجتماعات مع الشيوعي خطوة تجاه تحالف عريض لإسقاط الانقلاب

محلل سياسي: تحالف الشيوعي والبعث لن يؤثر على العملية السياسية

 

الخرطوم: رفقة عبدالله

مع تسارع الأحداث وتقلبات المشهد السياسي في السودان، وفي خطوة غير متوقعة ظهر تحالف سياسي جديد يجمع الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي، لتشهد الساحة حلبة مصارعة جديدة، وتكون المعارضة في شكل أقوى، بينما توقع مراقبون عدم تأثير التحالف على العملية السياسية ولن يكتب له النجاح، ويرى البعث التحالف خطوة نحو تحالف يجمع كل قوى الثورة لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر، بينما الحزب الشيوعي السوداني رحب بالخطوة واعتبرها تقصر من عمر الانقلاب.

 

تحالف سياسي

وأعلن الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي الاشتراكي الأصل، عن تحالف سياسي جديد يجمع بينهما. والتقى وفدان من الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” في دار الأخير أمس الأول وناقش الاجتماع التطورات السياسية والتحديات التي تواجه السودان التي عمقها انقلاب 25 أكتوبر 2021، وسبل التنسيق المشترك بين الحزبين والقوى الحية المقاومة للانقلاب ولجهود شرعنته خدمة لتطلعات الشعب وقضايا النضال الوطني. وقرر الاجتماع مواصلة الحوار واللقاءات بين الجانبين وصولاً لما يخدم نضال شعب السودان ووحدة قوى انتفاضته الثورية.

وجاء ذلك عبر بيان مشترك.

وفي هذا السياق قال القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي وجدي صالح لـ(اليوم التالي) إن الاجتماع مع الحزب الشيوعي خطوة نحو تحالف يجمع كل قوى الثورة لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر، مؤكداً أن الاجتماعات ستتواصل مع الشيوعى للعمل على كيفية التنسيق لاسقاط الانقلاب وهذا التنسيق في إطار الجبهة العريضة التي تضم قوى مدنية ولجان مقاومة وأحزاب سياسية.

خروج الحزبين من التغيير

وخرج حزب البعث الأصل من ائتلاف الحرية والتغيير، منتصف ديسمبر العام الماضي، احتجاجاً على ما وصفه بإبرام تسوية سياسية مع العسكر، في إشارة للاتفاق الإطاري الذي يهدف بحسب موقعيه الى إنهاء أزمة الانقلاب وإعادة السلطة للمدنيين.

وفي نوفمبر 2020، أعلن الحزب الشيوعي انسحابه من تحالف الحرية والتغيير، الائتلاف الحاكم في ذلك الوقت، احتجاجاً على ما وصفه بـانخراط عناصره في اتفاقات سرية مشبوهة داخل وخارج البلاد، مع قيادة التحالف نحو الانقلاب على الثورة، والموافقة على السياسات المخالفة للمواثيق والإعلانات المتفق عليها، وأمَّن الحزبان على مواصلة الحوار واللقاءات “وصولاً لما يخدم نضال شعب السودان ووحدة قوى انتفاضته الثورية ويمهد اللقاء طبقاً لمراقبين لاتحاق البعث بتحالف التغيير الجذري بزعامة الشيوعي.

لن نخون التحالف

ويقول القيادي في الحرية والتغيير المركزي وحزب الأمة القومي، عروة الصادق إن الحزب الشيوعي اتخذ خطاً سياسياً بعيداً عن الحرية والتغيير ومضى في تكوين كتل سياسية واحتواء بعض من التيارات السياسية وعزل قوى الإجماع الوطني، وكون قوى التغيير الجذري، الذي انضم له تجمع المهنين المنشق، أما حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل، فكان مؤمناً بالتغيير بثلاثة مسارات، وكان ضمن المنظومة  وعمل على العملية السياسية وعندما بدأت اللقاءات خرج من الحرية والتغيير، وهنالك قضايا مشتركة بين الشيوعي والبعث العربي الاشتراكي وفي وقت سابق كانا في قوى الإجماع الوطني، وأضاف عروة: لن نخون هذا التحالف كما فعل الشيوعي للحرية والتغيير، وسنظل ندعم أي توجه يجمع الفرقاء  وتوقع عروة في تصريح لـ(اليوم التالي) أن يكون مستقبل السودان سياسياً عبر ثلاثة تيارات يمين وتضم كل الإسلاميين واليسار وتضم الشيوعي والبعث ووسط وتضم حزب الأمة القومي، وتابع: أما في الوقت الحالي فهو تحالف قوى الاتفاق الإطاري وهو بزعامة الحرية والتغيير المجلس المركزي، ومن أهم أهدافه إبطال قرارات 25 أكتوبر وإرجاع العسكر للثكنات وتشكيل حكومة مدنية. وأوضح عروة أن هنالك تحالف القوى الجذرية التي تضم الشيوعي ولجان المقاومة هم يسعون إلى شيء لا نرى حيثياته والشارع ما زال متحركاً، وفي نهاية المطاف سيلجأون إلى التفاوض لتسليم السلطة مثل ما قال صديق يوسف، وطالب عروة من جميع القوى السياسية أن تعذر بعضها البعض في اختلاف وجهات النظر من أجل مصلحة البلاد وإبعاد العسكر إلى الثكنات وإكمال الفترة الانتقالية.

 

على طاولة الخبراء

فيما يقول مراقبون إن تحالف الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي لن يؤثر كثير على الاتفاق الإطاري، وإن هذا التحالف لن يدوم طويلاً. ويقول المحلل السياسي راشد التجاني في إفادة لـ(اليوم التالي) إن هذا التحالف يسمى بتحالف المعارضة ولن يستمر طويلاً، أي تحالفات مؤقتة موضحاً أن هذا أهدافه غير واضحة، وهم متفقون على رفضهم للاتفاق الإطاري، لن يؤثر تأثيراً مباشراً على العملية السياسية.  باعتبار أنه تحالف معارض ويمكن تغيير رأيه في أي وقت.

خطوة موفقة

وفي السياق وصف الحزب الشيوعي السوداني اللقاء مع حزب البعث العربي الاشتراكي، بأنه خطوة موفقة وتقصير لعمر الانقلاب وتعجيل بإسقاطه وتكوين حكومة مدنية. وقال القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار إن الحزب رحب مسبقاً بخروج حزب البعث من الحرية والتغيير ورفض التسوية وهذا موقف مشرف على حد تعبيره، وتوقع كرار في حديثه لـ(اليوم التالي) أن يكون البعث ضم تحالف قوى التغيير الجذري ويمكن أن تتطور اللقاءات بينهما وأكد أن هناك تقارب في وجهات النظر بين البعث والشيوعي. وقال إن توسع القوى الجذرية يسهل إسقاط الانقلاب 25 أكتوبر، والذي سيكون انتصاراً لقوى الثورة وطالب كمال من كل قوى الثورة ولجان المقاومة الانضمام للتغيير الجذري الذي يسقط الانقلاب 25 أكتوبر. وأن الضامن الوحيد لثورة ديسمبر لجان المقاومة والتغيير الجذري هي الكتلة الجامعة لقوى الثورة.

 

تعقيد أزمة

غير أن القيادي في الكتلة الديمقراطية الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، محي الدين إبراهيم جمعة اعتبر في حديثه لـ(اليوم التالي) ما تم بين الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي، تعقيد للأزمة السياسية الراهنة، وقال: كنا على أمل أن ينضما هما الاثنين إلى الاتفاق السياسي الجديد والذي يفتح فرصة جديدة للجميع لتكملة هيكلة السلطة الانتقالية وصولاً إلى الانتخابات، ولكن هذه الخطوة لا تساعدنا للوصول إلى التوافق السياسي الشامل الذي لا يقصي أحداً.

مشيراً إلى أن المرحلة الانتقالية هي مؤقتة ليست مخصصة لصراع الأيديولوجيات لا سيما وأن التحالف الجديد قائم على أساس أيديولوجي إقصائي خاصة فيما يتعلق بشعار التفكيك الجذري للسلطة القائمة الآن، ودعا جميع القوى السياسية لتقديم التنازلات من أجل الوصول إلى الحد الأدنى من الاتفاق، وأضاف: حتى لا نهدر الوقت والبلاد وشعبنا ينتظر الوصول إلى الاتفاق الجديد.

وحول تأثير اللقاء على العملية السياسية قال محي الدين: لا أعتقد أنه سيؤثر كثيراً على العملية السياسية الآن والتي أجمع الناس عليها لتحقيق السلام والأمن والاستقرار الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد، وتابع: دعوتنا أيضاً إلى لجان المقاومة التي خرجت من الاتفاق الإطاري أن تنضم إلى الاتفاق السياسي الجديد والذي يعلن قريباً.

=-=-=-

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ظهر تحالف سياسي جديد يجمع الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي
    انضم التعيس على خايب الرجاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..