تلك الايام

٭ استاذ كامل محجوب ? رحمه الله- في تلك الايام في الجزء الثاني سرد تجربة معلم غادر عالم الاحتراف السياسي بعد ان ساهم في بناء اعظم اتحاد فئوي.. اتحاد المزارعين.. تجربة معلم في ظل متغيرات سياسية.. قال : قطعت صلتي بعضوية الحزب الشيوعي السوداني في حوالي منتصف ديسمبر عام 8591 وبرغم ما اشيع وقتها من ان اتفاقاً كان قد تم بيني والاستاذ أحمد خير المحامي الذي كان وقتها وزيراً للخارجية.. إلا انني لم أجد امامي من طريق سوى الرجوع لمهنة التدريس.
٭ مشوار استاذ كامل مع مهنة التدريس كما اسماها كان طويلاً وعريضاً بدأ من ام درمان ودنقلا ومكتب النشر التربوي ثم الرنك والضعين والقرير وكريمة مشوار طويل وعريض تناول استاذ كامل حركته ودلالاته واسقاطاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بقدر من الصدق والوضوح.
٭ والجزء الثاني من تلك الايام خصصه استاذ كامل لتجربته مع ثورة مايو التي واكبها وعمل في مؤسساتها منذ بدايات تنظيمها لمواطني الريف في لجان تطوير الريف مروراً بالتنظيم السياسي الاتحاد الاشتراكي وحتى لجان التكامل المصري السوداني.. في الفصل الثالث من تلك الايام الذي اسماه استاذ كامل ثورة مايو قال:
(خلال شهر مايو 9691 كنت في العاصمة الخرطوم لقضاء بعض الاغراض الخاصة في عطلة مدرسية فقد كنت وقتها اعمل مديراً لمدرسة كريمة الحكومية المتوسطة.. واقمت مع صهري الاستاذ حسن طه رحمه الله في منزله بحي بيت المال بام درمان وفي صباح 52 مايو 9691 وبينما كنا نستمع لاذاعة ام درمان اذا بنا نستمع للمارشات العسكرية وإلى اعلان متكرر بأن بياناً مهماً سيذاع. لم يكن الأمر بالنسبة لكلينا مستغرباً فقد أدركنا للتو بأن انقلاباً عسكرياً قد حدث.. واذيع البيان الأول بصوت العقيد جعفر نميري وبيان ثان بصوت السيد بابكر عوض الله وأكد البيان ان تغيير السلطة والاسباب التي ادت ذلك التغيير).
٭ ولاقدم صورة سريعة عما كام يحدث في تلك الايام اكتفي بايراد مقتطفات من بعض الصحف المحلية.
في جريدة السودان الجديد المستقلة وفي عددها بتاريخ 12 مايو 9691 جاء ما يلي: تحت عنوان دريج يصف الحكومة بأنها نوع من الاستعمار شن السيد أحمد إبراهيم دريج زعيم المعارضة في تصريح له لـ(السودان الجديد) هجوماً عنيفاً على الحكومة الحالية وقال انها نوع من الاستعمار يجثم على صدر المواطنين وناشد جماهير الشعب السوداني العمل الجماعي لاسقاطها وقال ان الحكومة فشلت تماماً في التزاماتها تجاه المواطنين في مجالات الصحة والتعليم وجاءت بالضرائب التي أدت إلى الغلاء الذي يعاني منه المواطنون الآن.
٭ وفي عددها بتاريخ 12 مايو 9691 جاء في جريدة الرأي العام ما يلي: تطورات جديدة لأزمة الائتلاف: الهندي يقود جناحاً للانفراد بالحكم.. الميرغني يعرض على الشريف ان يكون نائباً لرئيس الوزراء.
٭ ومن جريدة الأيام المستقلة بتاريخ 41 مايو 9691 نقرأ الآتي: تجدد الخلاف حول الاصلاح الزراعي مستخدمو الحكومات المحلية يعقدون مؤتمراً صحفياً ويهددون بتنفيذهم اضرابهم.. وفي نفس الجريدة بتاريخ 51 مايو 9691 جاء ما يلي: بعض أهالي منطقة كوستي يمنعون العمل في مصنع الاسمنت بالفؤوس والحراب.. توقف العمل في مصنع الاسمنت بمنطقة كوستي وغادر الخبراء اليوغسلاف والعمال السودانيون منطقة المحاجر بعد أن تجمع أهالي المنطقة وأقاموا دوريات مسلحة بالحراب والفؤوس والعصي لحراسة المنطقة ومنعهم من العمل.
٭ واثبت الاستاذ كامل محجوب (يرحمه الله) موقفه من الخامس والعشرين من مايو بقوله:
بعد سماعي للبيان الأول للثورة بصوت العقيد جعفر نميري وبيان القاضي بابكر عوض الله وما دار بعد ذلك من مناقشات في مجالات عديدة تملكني شعور قوي بأن الذي حدث ينسجم تماماً مع تفكيري ويتلاءم مع توجهاتي في العمل العام ولم أكن في ذلك متأثراً بأي قدر لسابق صلتي بالحركة الشيوعية مثلما تأثر كثيرون ايجاباً أو سلباً في تحديد موقفهم من حركة التغيير في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 9691 ولكني تأثرت حقاً بكب ما تولد لديَّ من قناعة راسخة برفض الحزبية تقليدية كانت أو عقائدية رفضاً قاطعاً.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة