أخبار السودان

أكذوبة البيع المخفض

إبراهيم ميرغني

أفتتحت أمس بميدان ?أبوجنزير? وسط الخرطوم سوق لبيع المنتجات الزراعية والحيوانية بأسعار مخفضة، وذلك ضمن برامج حكومة الولاية الرامية لتخفيف حدة الغلاء على المواطنين في الشهر الكريم ـ حسب ما ورد في الصحف أمس، ونقول: إن مشكلة غلاء الأسعار ليست منافذ البيع التي تبتدعها ولاية الخرطوم كل عام. كما حدث إبان أزمة الخبز في الأعوام الماضية. وإنما في هيكل السياسة الاقتصادية للنظام الحالي.

فإرتفاع الأسعار يتواصل لأن تكاليف إنتاج السلع ترتفع بفعل الضرائب والرسوم والجبايات، التي تعتمد عليها الحكومة في تمويل الإنفاق العام. وترتفع الأسعار لأن الدولة خرجت من النشاط الاقتصادي بأوامر من صندوق النقد الدولي. وترتفع أسعار الخضروات والفواكه في ولاية الخرطوم تحديداً لأن معظم المشاريع الزراعية تحولت إلى أراضي سكنية، وخصصت للمحاسيب ومؤيدي الحزب الحاكم. وعليه فإن الضائقة المعيشية لا تحل عن طريق توفير طيور القطا أو السمك فهي ليست احتياجات الفقراء الذين لا يجدون لقمة الكسرة بـ?الموية? ناهيك عن اللحوم والفواكه.

إن تخفيض الأسعار يمرعبر بوابة الإهتمام بالقطاعين الزراعي والصناعي وحماية الإنتاج المحلي، ودعمه وتقليل تكاليفه وتخفيض أسعار الطاقة ومدخلات الإنتاج، حتى تصل السلعة للمواطن بسعر زهيدٍ. كما أن تخفيض الضائقة المعيشية يتطلب سياسة نقدية تحافظ على سعر الجنيه من التدهور، ويتطلب رفع الأجور والمعاشات حتى تغطي الحد الأدنى المعقول من الاحتياجات.

أما الأكشاك المزمع قيامها لبيع طيور السمان والأسماك، فستصبح هي عبئاً على موازنة ولاية الخرطوم، والتي لن تستطيع بعد حين دفع رواتب الموظفين العاملين في تلك الأكشاك وسينتهي العزاء بإنتهاء مراسم الدفن بعد نهاية شهر رمضان.

الميدان

تعليق واحد

  1. اسواق البيع المخفض كذبة كبيرة جدا اولا لان فرق السعر بين مختلف هذه السلع المعروضة وبين اسعارها في البقالات الاخرى فرق ضئيل جدا .. على سبيل المثال اذا كان سعر زجاجة الزيت واحد لتر في البقالات العادية 16 الف جنيه بالقديم فسعرها في اسواق البيع المخفض 15 الف جنيه بالقديم وهو فرق قليل جدا ..ثانيا اماكن البيع المخفض
    غير متاحة لكل الناس لانها بعيدة والوصول اليها يحتاج الى وسيلة مواصلات ” ركشة “مثلا وهذه تزيد التكلفة .. ثالثا بعض السلع مشكوك في تاريخ صلاحيتها او في جودتها كاللحوم الحمراء والبيضاء التي تعرض في هذه الاسواق .. رابعا كثير من الباعة في مثل هذه الاسواق يعرضون بضائعهم في العراء تحت وهج الشمس الامر الذي يعرضها للتلف ..!!ثم ان قبول سلطات الولاية لطريقة عرض البضائع بمثل هذا المشهد يمثل استهتارا بالمواطن وعزوفها عن مواكبة التطور بابتكار اسواق تلبي تطلعات المواطنين وتكون مطابقة للمواصفات الصحية وهذا ما تفتقده هذه الاسواق المسمية زورا اماكن للبيع المخفض والتي ” للاسف الشديد ” وبكل صدق لا تقدم حلولا لمشاكل الغلاء لان الغلاء لم يتوقف ابدا ولم تشهد الاسواق استقرارا ابدا في هذا العهد واطلاق مسمى اماكن للبيع المخفض هو مجرد ذر للرماد في العيون .. والله المستعان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..