دولة حديثة مهددة بالانهيار.. جنوب السودان .. لعنة البترول تطارد المستقبل

محمد الخولي

سنتان فقط ليس إلا، نعمت فيها دولة “جنوب السودان” بشعار الاستقلال. وأدرجوا اسمها ضمن قائمة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة. وبدأت “جوبا” عاصمة الدولة المستجدة تشهد السفارات والمفوضيات وتستقبل مبعوثي الدول من معظم أنحاء العالم. ما بين سفراء إلى مستشارين.

سد النهضة

هذا فضلاً عن مشاركة فعالة من جانب “جوبا” ومندوبيها في محادثات الدول المشاطِئة، بمعنى المشارِكة، في حوض “نهر النيل” ومنها على وجه الخصوص كل من “مصر” (القاهرة) و”السودان” (الخرطوم) التي يؤرقها بحكم الملابسات الراهنة مشروع “سد النهضة” إياه، الذي تعمل “أثيوبيا” على تشييده على مجري “النيل الأزرق” ..

وهو الرافد الرئيسي للنهر الكبير. حيث ينبع “الأزرق” من بحيرة “تانا” في أعالي الحبشة ويتخذ مجراه في انحدار بركاني صاعق إلى أن يزود “مصر” بالذات بما يزيد على 80 في المائة من إجمالي حصتها من “نهر النيل”.

المستقبل الخطر

من هنا أمكن القول بأن دولة “جنوب السودان” مازال عمرها سنتين فقط من روزنامة الزمان الراهن. وهذه الحقيقة بحد ذاتها هي التي تضع أكثر من خطّ يدعو إلى التأمل السياسي إزاء ما عبرت عنه مؤخراً إفتتاحية “النيويورك تايمز” (عدد 26 ديسمبر) من مخاوف تعكس في سطورها تشككها إزاء ما ينتظر الدولة الأفريقية الوليدة في الفترة القادمة. وقد اختارت الصحيفة الأمريكية لسطور إفتتاحيتها العنوان التالي: المستقبل المحفوف بالخطر الذي ينتظر جنوب السودان.

مجلس الأمن

وتحت العنوان مضت السطور لتعض لمحنة أكثر من 50 ألف من مواطني الجنوب وقد دفعهم سوء الأحوال وشعور الخطر من جراء نشوب النزاعات الصراعات الأهلية إلى التماس أي سبيل للحماية، أو بالأدق للنجاة لدى قواعد ومراكز “الأمم المتحدة” في المنطقة ..

وهو ما دفع “مجلس الأمن الدولي” للمبادرة إلى عقد اجتماع في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر ليقرر فيه مضاعفة قوة حفظ السلام التابعة للمنظومة الدولية إلى 12500 فرد مع المبادرة إلى تجهيز وابتعاث هذا المدد بأسرع ما يمكن إلى القطر الأفريقي الجريح.

صراع دموي

يزيد من وطأة هذه الجراحات ما أعلنه مؤخراً مسئول بعثة “الأمم المتحدة” في “جنوب السودان” بأن الصراع الدموي المندلع حالياً أدى إلى سقوط أكثر من ألف قتيل فضلاً عن آلاف الجرحى والمنكوبين من المشردين رغم أن أمد القتال في المنطقة لم يكن قد استمر لأكثر من 11 يوماً. وثمة مصادر عديدة مابرحت تتوقع في غضون أمد وشيك أن تزداد وطأة الصراع الداخلي اشتعالا وخاصة في منطقة “ملكال” التي تتميز كما هو معروف بكونها موقعاً “بترولياً” ..

ومن ثم محوراً إستراتيجياً بالغ الحساسية في مثل هذه الصراعات الأهلية، التي يشهدها بلد مازال يدرج. حتى لا نقول يحبو، على جادة الاستقلال ولم يكد ينجز خطواته الأولي على طريق تشييد وتوطيد دعائم دولة تتولي إدارة شئون مواطنيه بكل ما يعنيه ذلك من مطالبات وضرورات وتحديات.

دور واشنطن

في نفس السياق، تشير افتتاحية “التايمز” إلى ما تصفه بأنه “المسئولية الخاصة” التي تضطلع بها “الولايات المتحدة” إزاء التماس حل سياسي للموقف في “جنوب السودان”. وتحيل في الوقت نفسه إلى ما تسميه بأنه الدور الرئيسي لواشنطن في “ولادة دولة مستقلة في تلك الربوع”..

وهو ما دفع السيدة “سوزان رايس” مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض إلى تصريح أدلت به مؤخراً محفوفاً بقدر لا يخفي من التهديد المنّمق بالطبع ومفاده أنه لو أصر الطرفان المتصارعان في “جوبا” وهما رئيس البلاد ونائبه السابق على استخدام القوة واختيار سبيل العنف الجماعي. “فلن يكون من خيار آخر أمام أمريكا سوى أن تسحب مؤزارتها القوية التي درجت على تقديمها..” نلاحظ أيضاً أن السيدة “رايس” تضمها روابط خاصة مع أفريقيا سواء من حيث التخصص الأكاديمي وأيضاً من حيث لون البشرة وجذور الإنتماء.

العقوبات ونتائجها

في هذا كله مابرحت أوساط الساسة والمراقبين تتعامل باهتمام بالغ مع إجتماعات الأطراف الأفارقة التي إلتآم عقدها مؤخراً في “جوبا”، على مستوى مسئولٍ ورفيع لبحث أبعاد هذه الصراعات وتدارس دلالاتها والنتائج الخطيرة الناجمة عنها، فيما انطوت هذه الإجتماعات وأشارت نتائجها إلى التلويح بفرض عقوبات يظل من السهل التهديد بها وتقنين جزاءاتها، لكن لن يكون من الميسور إطلاقاً.. التنبؤ بما قد تفضي إلىه هذه الجزاءات من مزيد من المعاناة، التي لن تقاسي ويلاتها سوي جموع البسطاء والفقراء داخل أكواخ التعاسة وبين أحراش الأدغال في نهاية المطاف.

البيان

تعليق واحد

  1. المثل قال :الخلا و لا الرفيق الفسل (الفسل بالعامية السودانية هو البخيل),المثل يوضح عدم فائدة مساكنة او مأخأة او مصادقة الفسل…ظل الجنوب طيلة الخمسين سنة الماضية يعتمد على الشمال في كل شئ و خاصة ميزانيات الصرف على الجيوش الجرارة من الموظفين الذين لا يعملون اي شئ سوى صرف الراتب..احد بنود اتفاقية اديس ابابا (1972 ,ابان حكم نميري) تنص على ان يعطى الجنوب ميزانية تنمية استثنائية لمدة عشرة سنوات ,ميزانية غير مقيدة بقيود الروتين و الاجراءات المحاسبية المعقدة بما في الرقابة و المراجعات و ذلك ليلحق الجنوب بركب التنمية التى حدثت في الشمال .تم الاتفاق على ان يتم تقيم حجم التنمية التى احدثت بعد عشر سنوات.كانت المفاجأة ان التقيم الذي حصل بعد العشر سنوات لم يعثر على اي تنمية حصلت!!! و كل الذي حصل و هو تضخم كشوفات الموظيفين الوهميين و الحوافز التى تصرف لعدم الانجاز…و كانت هذه الفضحية احد اشباب التمرد الثاني عندما ارسل نميري مراجعيين لحسابات الجيش في الجنوب ,فلما وصل وفد المراجعين الى بور مقر الكتيبة 105 تحت قيادة كاربينو كوان بول,رفض كاربينو استقبال المراجعين و قال ان حساباتهم غير قابلة للمراجعة(ذلك لان القائد كاربينو عنده كشوفات مرتبان وهمية لجيش غير موجود اصلا و كانت تلك المرتبات تذهب الى جيوب الضباط على رأسهم هو),فما كان من النميري الا ان اصدر قرار بنقل الكتيبة 105 كلها الى شندي,عندها فضل كاربينو الدخول الى الغابة هو كتيبته لانه كان يدرك ما سيحدث اذا نفذ امر النقل الى شندي…كان ذلك اول التمرد الثاني الذي لحق به جون قرنق لاحقا.
    من زعم ان الانفصال تم نيجة للتهميش و عدم جعل الوحدة جاذبة كما يفتري ساسة الجنوب فهو واهم و غلطان,سبب التمرد هو البترول و لا شئ غير البترول,اتفاقية نيفاشا اعطت الجنوبين 50% من دخل البترول المنتج في اراضييهم,بحسبة بسيطة و انانية قال الجنوبيون لماذا لا ننفصل و نفوز بكل البترول ,اي 100% من انتاج اراضيينا,سنكون هونج كونج افريقيا,بترول و مساعدات مهولة من اروبا و افريقيا و تعداد سكاني قليل…يعني باختصار شديد اخواننا الجنوبيون باعونا بحفنة براميل نفط…يعني لم تشفع لنا عشرة السنين و البوش و موية الجبنة امام اغراء ثروة البترول – قال احد الظرفاء:لو استفتينا شعب البرازيل على الوحدة مع السودان او البقاء كدولة مستقلة لجاءت النتيجة اقل من النتيجة التى توصل اليها استفتاء الجنوبيون على الانفصال عن السودان,98%!!!!

  2. طيب ياsky ياخبير يا وطني حدثنا عن سبب الحرب في جبال النوبة ودار فور حتى رئيس السودان أصبح متهم من المحكمة الدولية .من اكل قروش البترول من دمر الجنيه السوداني من أشعل الجرب في الشرق وماهي الحلول ومن قتل الاتي أسماءهم
    الزبير محمد صالح وزملاؤه وشمس الدين ورفاقه من قتل المتظاهرين الأطفال في ديسمبر كله ده ﻻ يشغل بالكم إلا الجنوب ده اتركوا سياسية النعامة لان الجنوب اقدر لحل مشاكله هذا الشخص له سوابق مع الشعب الجنوبي وشخص تاريخي في قتل اخوته وله يوم وحساب مع الجنوب الجنوب له عشرة ولايات بحر الغزال الكبرى 4عالي النيل الكبرى 3اﻻستوائية الكبرى 3ولايات الان يوجد أمن في عدد 8 منها وهي مسألة وقت وينتهي الحرب ويرجع الامان لان لا يمكن لجزء من قبيلة واحدة ان ينتصر على عدد 63 قبيلة من شخصا مريض سلطة .الرب يبارك جنوب السودان على حسب كلمات نشيدنا الو طني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..