هل فقدت مِصرُ رُشدها!؟

فتحي الضَّو
قُلت ابتداءً – وبكل ثقة – لصديقي الذي نقل لي خبر رفض سلطات مطار القاهرة دخول السيد الصادق المهدي لبلادها، إن ذلك الخبر ليس صحيحاً، وسألته ضرورة توخي الدقة من مصدره. فعاد لي مجدداً، وقال بثقة فاقت ثقتي: إنه استقاه من مصدر موثوق يقيم في القاهرة نفسها. قلت له: أنا على يقين بأن هذا المصدر مُخطيء تماماً. بالطبع كان هذا الحوار القصير قبل أن يُنشر الخبر في الشبكة العنكبوتية، بل من قبل أن تتلقفه ماكينة الإعلام الضخمة بكل أنواعها، وينتشر كما النار في الهشيم، ويتصدر الأخبار.
وكما هو معروف فقد مضغته الألسن بعدئذٍ، بتحليلات وتأويلات وتفسيرات شتى. وبصورة عامة يمكن القول إنه وجد استنكاراً واسعاً وغضباً أشد، ولكنه في الوقت نفسه لم يخل من شماتة العُصبة ذوي البأس الحاكمة في الخرطوم، والتي أشاد ناعقها (ربيع عبد العاطي) بالخطوة وقال إنها (تمتن العلاقة بين البلدين!) وفي واقع الأمر ذلك ليس بغريب، فهذا دأبهم في كل ما يتصل بمعارضيهم، حتى لو كان الموت الذي هو مصير كل نفسٍ ذائقته. بل لقد بادروا ووزعوه بالقسطاس على كل شعوب السودان، لكي يتمتعوا هم بالسلطة ولو كانت قائمة على أرض يباب!
(2)
الحقيقة عندما كذَّبت مصدر صديقي وقلت إنه مُخطيء، فأنا أيضاً لم أُخطيء ذلك لأن ثقتي كانت مبينة عل ثوابت أعلمها جيداً، ويعلمها غيري في نهج الدولة المصرية. هذه الثوابت التي كنت أظنها صمدية حتى قبيل ما حدث، تستند في تعامل الدولة المصرية مع المعارضين الذين يلجأون إليها بحثاً عن مكان آمن، وقوامها مبدآن ثابتان، ظلت الحكومات المصرية المتعاقبة تتوارثهما منذ عهود بعيدة. وبالتالي كان تكذيبي قد بُني على افتراض أن حكومة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مشمولة بمحافظتها على تلك السنة الحميدة. ونعلم جميعاً أن السنة المذكورة هذه، قد بلغت أعلى مراقيها في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، فكانت القاهرة محط أنظار الساخطين والناقمين على الأوضاع المزرية في بلدانهم سواء من قِبل المستعمرين أو الحكومات الوطنية. ويومذاك أشعر تاج السر الحسن قصيدته الخالدة (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة)!
(3)
المبدأ الأول يقول إن مصر لم تقم مطلقاً منذ عصر الفراعنة وحتى تاريخه بطرد أي معارض لحكومته آوى إليها طوعاً، أياً كانت جنسيته أو لونه السياسي أو معتقده الديني أو أيٍ من التمايزات التي يتصف بها بني البشر. أما المبدأ الثاني فهو أن مصر لم تبادر في تاريخها الممتد عبر كل الحقب بتسليم معارض من الذين لجأوا إليها هرباً من بطش حكومته. وبناءً على هذا وذاك كنت واثقاً من نفسي في تكذيب مصدر صديقي. ولكن كذب حدسي وصدق المصدر، إذ أقدمت السلطات المصرية على تعاطي المكروه عمداً، وزلزلت واحدة من ثوابتها المتوارثة منذ سنين عديدة كما ذكرنا. وبالتالي شكَّل ما حدث سابقة خطيرة، بدون شك ستنال من الرصيد الوافر الذي كان مُدخراً وأصبح مصدر فخر ومباهاة. وبعدئذٍ لن يكون أحد ملاماً إن قال إنه لن يصدق تلك اللافتة التي تبرز تلك الآية القرآنية، والتي تطالعها العيون بمجرد وصولها مطار القاهرة (أدخلوها بسلامٍ آمنين)!
(4)
لم تكن مصر وحدها التي تتباهي بتلك المزية، فبصورة نسبية يمكن القول إن الخرطوم كانت شريكة في الصفة نفسها. ففي أزمنة مضت كانت قبلة هوت إليها أفئدة البعض من الثوار والمناضلين، والذين عاشوا بين أهلها وتقاسموا معهم السراء والضراء. والمفارقة أن في ذلك استوت كل الحكومات التي اعتلت سدة السلطة، سواء كانت ديمقراطية منتخبة أو ديكتاتورية عسكرية، عدا العصبة ذوي البأس الحاكمة حالياً، والتي برعت في انتهاك تلك الصورة الزاهية بشتى السبل والوسائل غير الأخلاقية، مما جعلها أضحوكة في وجه من كانت تتشاطر معهم الأيديولوجيا ووثقوا فيها، ناهيك عن معارضيها. فعلى فرضية (فسطاط الكفر وفسطاط الإسلام) فتحوا البلاد على مصراعيها، فهرع إليها المنبوذون في بلدانهم، وعلى رأسهم أسامة بن لادن الذي صك العبارة المذكورة نفسها. وعندما اشتدت الأنشوطة حول رقبتهم، عرضوا تسليمه سراً للسعودية التي هرب منها، فرفضت العرض. وعندما علم بالصفقة، يمم وجه شطر جبال (تورا بورا) في أفغانستان. ومن قبل أن يلقي حتفه على يد (قوات المارينيز) في العاصمة كابول، وصف الذين استجار بهم بأقذع وصف تطابق مع صفاتهم وقال: هؤلاء جمعوا بين الدين والجريمة المنظمة!
(5)
ما الذي حدث عندئذ في القصة التي نحن بصدد فك طلاسمها. كانت تلك خلفية ضرورية للسؤال المطروح. ففي سياق ما ذكرناه عن تمرس العصبة في نقض العهود مع من تقاسموا معهم الأيديولوجيا الظلامية والتآمرات، قاموا بتسليم القاهرة بضع أعدادٍ من الإسلامويين إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كرشوة لكي يغض النظام الطرف عن موضوع محاولة اغتياله في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في العام 1995 ولما علمت الحكومة المصرية نقطة الضعف تلك، صار كلما ألقموها عدداً من الرؤوس قالت لهم هل من مزيد؟ مضى نظام حسني مبارك، وفي الوقت الذي كانوا يذرفون فيه الدمع على زوال حكم الرئيس السابق محمد مرسي، واصلوا ذات نهجهم في تسليم جماعته الذين جاءوا للخرطوم بحسبهم (إخوة في الله) وآخرهم باسم جاد الذي أصطحبه الفريق صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات قبل نحو أسبوعين وسلمه للقاهرة. وفي محادثاته أبدى قوش تذمراً وتبرماً وضيقاً من وجود السيد الصادق بين ظهرانيهم، وبالتالي فهِم المضيفون الرسالة لا سيما، وهم يطمحون في مزيد من الرؤوس المتساقطة!
(6)
في تقديري أن الأخطر من قرار عدم السماح للسيد الصادق بدخول الأراضي المصرية، هي حيثيات القرار نفسه والتي لم يتوقف الناس فيها كثيراً. فقد كشفت السيدة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة في البيان الذي أصدرته بخصوص ما حدث، عن أن السلطات المصرية طلبت من السيد الصادق المهدي عدم السفر إلى ألمانيا لحضور اجتماع الجبهة الثورية، إلا أنه رفض ذلك الطلب وغادر، وعليه يكون القرار نتيجة عدم انصياعه لذلك الطلب، وهو أمر إن صح يكون أنكى وأمر، لأنه بذلك تكون السلطات المصرية قد وضعت نفسها طرفاً في الصراع السوداني – السوداني، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً وعواقبه وخيمة بلا شك. ومما يرجح حدوثه هو أن السلطات المصرية التزمت الصمت تماماً، ولم تدل بأي تفسير يضع الأمور في نصابها الصحيح حتى الآن!
(7)
بغض النظر عن الدور الريادي التاريخي لمصر والذي ذكرناه، ففي تقديري أن الذي اتخذ قرار عدم دخول السيد الصادق المهدي لأراضيها غابت عنه الحكمة، وليست الحكمة وحدها، وإنما حقائق الجغرافيا والتاريخ. فالأولى معروف دلالاتها، أما الثانية نستذكر فيها ثلاثة محطات هامة، الأولى، لعله من المفارقات المحزنة والمضحكة في آن معاً هو أن نظام نميري عندما ضاق ذرعاً بالسيدين الصادق المهدي وعبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي، نفاهما قسراً إلى القاهرة أوائل السبعينات، كسابقه فريدة في الواقع السوداني. والثانية أن القاهرة رفضت تسليم الرئيس المخلوع جعفر نميري رغم أن المطالبة به كانت شعبية كاسحة، وفي أعقاب انتفاضة مشهودة. دعك من هذه وتلك اللتين نزعناهما نزعاً من أضابير التاريخ. أما المحطة الثالثة، يجسدها تاريخ آخر لم تطمس معالمه بعد. تقول وقائعه إنه بعض الإنقلاب (البهلواني) للجبهة الإسلاموية في العام 1989 توافد معارضون كثر ومن شتى ألوان الطيف السياسي إلى القاهرة. وبدأوا رويداً رويداً يمارسون في أنشطتهم السياسية المعارضة للنظام الحاكم في الخرطوم. والمفارقة إن ذلك لم يكن من وراء حجاب، إنما عياناً بياناً والشمس في كبد السماء!
(8)
في العام 1995 تأطر النشاط المعارض في الشكل التنظيمي الذي عُرف به لاحقاً وهو التجمع الوطني الديمقراطي، وذلك في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية. وبعد أقل من عام انطلق العمل العسكري في ما سُمي (الجبهة الشرقية) وتساقطت المدن والحاميات الواحدة تلو الأخرى في معارك حامية الوطيس. ومن المفارقات التي لم تدعُ للعجب أن رئيس التجمع الوطني الديمقراطي آنذاك هو الفيلد مارشال محمد عثمان الميرغني. الذي رمى مسبحته وامتشق الكلاشنكوف وامتثل للأمر الواقع مكوناً (قوات الفتح) وكان كلما حقق التجمع عملية عسكرية، تبارت أجهزة الإعلام المصرية في إبراز صورة السيد الميرغني مع الرئيس حسني مبارك. ليس هذا فحسب، إذ كان هناك أيضاً الدكتور جون قرنق دي مبيور رئيس هيئة الأركان العليا في التجمع الوطني، والذي وطأت أقدامه القاهرة بعد طول غياب، تنافس الإعلام المصري في تغطية تلك الزيارة بهمة يُحسد عليها. وبينهم كذلك العميد عبد العزيز خالد، والذي كان بين كل عملية عسكرية وأخرى يأوي إلى القاهرة ليسترد أنفاسه. بل كان بينهم السيد الصادق نفسه الذي شارك حزبه في العمل العسكري (جيش الأمة للتحرير) ويومذاك لم تطلب الخرطوم من القاهرة ما أصبحت تصدع به لاحقاً، وبنفس المستوى لم تطلب القاهرة من معارضي الخرطوم حمل أمتعتهم ومغادرتها!
(9)
قلنا إن الشماتة تعد إحدى شيم العصبة ذوي البأس وتلك لا غرابة فيها لأن كل إناء بما ينضح، لكن الذي يدعو للعجب والاستغراب معاً، هو أن تصيب تلك العدوى بعضنا، ففي ظروف كهذه يستخرج هؤلاء من أعماقهم مخزونا من الكراهية والزج به في ما لا طائل يجني من ورائه. بمعنى أن مثل هذه المشاعر أو الآراء ينبغي أن يكون في إطار البيت السوداني، وليس من الحكمة رميها في حلبة قضية بين طرفين هويتهما متناقضة. نحن نختلف مع السيد الصادق المهدي في كثير من آرائه السياسية والفكرية، وانتقدناه بأقلام حداد ولكن في إطار من الاحترام وعلى قاعدة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. وتبعا لذلك حينما يتعلق الأمر بمفاضلة مثل التي نحن نواجهها الآن، فلا ينبغي أن تكون صورة الاتفاق والاختلاف التي ذكرناها حاضرة بذات المشهد. فهذا أمر لا يحتمل الشطط لأنه مختلف جداً. فضلاً عن أن مشاركة العصبة ذوي البأس بعض شيمها يعد في تقديري خيانة وطنية للدماء التي أهرقتها، والدمار الذي أحدثته، والفساد الذي عاثته في البلاد. وتلك هي القضية الأساسية التي لا تعلى عليها قضية!
عبر التاريخ تقول إن الشامتين وحدهم هم الذين يؤكلون كما أُكل الثور الأبيض!
بهذا الفعل الأحمق فقدت مصر رُشدها وكذا بوصلتها!
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!!
متي يتنحى هذا الديناصور عن السياسة
يا له من رجل بائس و هنيئاً للعسكر إن
كان هذا الصادق ما زال يحلم بحكم السودان
كفى يا رجل فالسودان ليس ضيعة ترثها عن جدك
مخطئ
لو قرات تاريخ مصر السياسى الحديث كويس يافتحى الضو تجد أن مصر أبعدت يوما ما الكاتب الفلسطينى مريد البرغوثى لأسباب سياسية .بعدين نظام مصر الحالى نظام غير منتخب مثل نظام البشير بالتالى نظام ما مؤاخذ لانه أصلا غير شرعى ولا يحفل بأى قانون أو دستور .
العصبة و عبدالعاطي لم يتبينوا اسباب هذه المؤامرة المصرية ضد البلاد .
الأمر كله يرجع لنشاطات السيد الصادق الاخيرة ، ودعوته للحركات المسلحه نبذ العنف و الدعوة للحل السلمي ، وهذه الدعوة بالتاكيد تؤدي الى استقرار البلاد
و مصر حريصة على عدم استقرار السودان وعدم توافق تياراته المختلفة ، بمعنى ان دعوة السيد الصادق الاخيرة لا توافق مخططاتها .
ياجماعة انتو عاملين من الصادق بطل وهو ليس كذلك ياريت المصريين يطردوا الميرغنى كمان ويريحونا من الانتهازيين
لا اتخيل استاذ فتحي ان مصر كانت تأوي المعارضين حبا في المعارضة نفسها مهما
اختلفت توجهات النظام في مصر … فلنسأل انفسنا الأسئلة الصعبة . تقريبا كل
الأنظمة التي تعاقبت على مصر ( منذ الفراعنة ) لم تكن انظمة ديمقراطية ( إلا
قليلا وتحت الاحتلال الانجليزي ) . وهذه انظمة لها توجهات سياسية محددة لا يمكن
ان تلعب فيها . فهي عندما تستضيف احد لا بد ان يكون الشخص المستضاف يتبه
هواها تماما او انها ( تقدم له السبت لتجد عنده الأحد حتى ولو الى حين ) .
اما اذا فكرنا بأن هنالك كرم مصري او قوانين مصرية تحمي الحريات فنكون من
الغافلين كما ذكرت …
بيني وبينك ..
الحمد لله الطردوهو …
إن شاء يطردوا اي معارض موجود في مصر علشان يسيبو الإحتماء بدولة تحتل
اراضينا وبإعلام مصري يصر على تتفيه السودانية وتسفيههم .
نتمنى ان يقفلوا الباب امام ال 2 مليون الذين يصومون رمضان في القاهرة
والذين يدعمون بفعلتهم تلك اقتصاد دولة محتلة لأراضينا
لا اتوقع ابدا خير من اي حكومة مصرية مهما تغيرت سحنتها . يجب التعامل معهم
بكل حذر وإبقاء مسافة جيدة بيننا وبينهم لكي لا تتكرر علينا غفلة الصادق .
مصر لها الحق برفض أو إستقبال من تشاء. طلب مصر له بعدم حضور إجتماع أو غيره بصفتها البلد المستضيفة يخضع لقوانين وسيادة ذلك البلد. إذا طلبت بريطانيا من السيد المهدي ألا ينظم مسيرة أو أن يسافر لبلد معين فهذا من حق تلك البلد وما ترآه مناسبا مع سياستها الداخلية و الخارجية. اللاجئ أو المقيم يخضع لقوانين الدولة المانحة. وكل الناس متساويين في نظر القانون في تلك الدول. فلندع الألقاب والتعظيمات كأنهم ليسوا بشرا يمشون على الأرض..
مع احترامي جدا جدا للاستاذ فتحي الضو واسهاماته الفذة ضد النظام القمعي،، الا انني استغرب لساسة السودان ومثقفيه الذين يعولون على مصر في اي تغيير ايجابي لصالح السودان في كافة الازمنة وخلال كافة الانظمة،، فيك يا مصر اسباب ازاي ،، الافضل للسيد الصادق البقاء في بريطانيا على الاقل سيجد المساندة الحقيقية والواقعية سواء من الحكومة البريطانية او منظمات المجتمع المدني البريطاني،، مصر نفسها استاذ فتحي في مستنقع ديكتاتوري لا يقل عن مستنقع السودان وفاقد الشيء لايعطيه،،
اقتباس ( وآخرهم باسم جاد الذي أصطحبه الفريق صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات قبل نحو أسبوعين وسلمه القاهرة. وفي محادثاته أبدى قوش تذمراً وتبرماً وضيقاً من وجود السيد الصادق بين ظهرانيهم، وبالتالي فهِم المضيفون الرسالة لا سيما، وهم يطمحون في مزيد من الرؤوس المتساقطة! ) انتهى الاقتباس
شكراً استاذ فتحى على هذه القراءة الحصيفة والتحليل العميق بأدلة ظاهرة وجليلة وقرائن مثبته .. يديك العافية ..
اقتباس((
المبدأ الأول يقول إن مصر لم تقم مطلقاً منذ عصر الفراعنة وحتى تاريخه بطرد أي معارض لحكومته آوى إليها طوعاً، أياً كانت جنسيته أو لونه السياسي أو معتقده الديني أو أيٍ من التمايزات التي يتصف بها بني البشر. أما المبدأ الثاني فهو أن مصر لم تبادر في تاريخها الممتد عبر كل الحقب بتسليم معارض من الذين لجأوا إليها هرباً من بطش حكومته))
يا راجل.. المصريين يقتلون أبناء جلدتهم
من المعارضين..وبالتصفيات..والتعذيب..قال ثوابت قال..ماذا قدم المهدى للسودان حتي ندافع عنه.
أسال نفسي دائما هل الصادق الصديق معارض حقيقي لنظام ما يسمى بالإنقاذ؟ هل الصادق له المقدرة على تحريك حراك قادر غلى تسبيب الأزعاج فقط لحكومة قصر غردون؟ هل يستطيع الصادق حكم السودان لو قدر له الوصول للسلطة مرة ثالثة؟ والأهم من هذا هل الصادق الصديق له من الشغبية التي توصله للسلطة لو جرت انتخابات حسبما يتوهم هو حرة ونزيهة؟
الصادق الصديق كان رئيس البلاد الشرعي ولكنه تنازل عن تلك الشرعية لا بسكوته على الانقلاب فحسب بل أيضا بنزوله لانتخابات كان هو قبل غيره يعلم انها انتخابات محسومة النتيجة.
الصادق الصديق يعتمد في شعيته على قواعده في دارفور وهو مازال يزعم بانه حالما قامت انتخابات فسوف يكسبها! ولكن التركيبة السكانية في دارفور اليوم اختلفت كلية عن العام 1985 فمعسكرات النزوح اوجدت في مناطق مختلفة عما كانت عليه مما يعني عمليا انه يصغب التكهن بما يجري بها حال خوض انتخابات جديدة. هذا بالإضافة الناخبون اليوم هم ليس جيل الاجداد. الصادق لم يفه بحرف واحد في صالح المواطن الدارفوري تضامنا معه الجيل لجديد يدرك جيدا من وقف معه ومن تخازل.
استاذنا فتحى الضو كلامك عن ريادة مصر ومواقفها السيادية صفر كبير فهم قوم يسلمون (….) اذا اقتضت مصلحتهم ذلك وهذا أمر مفروغ منه تعلمه كل الجنسيات . رجاءا خليك فى تعرية نظامنا ولاتحدثنا عن مصر ثانية لان ذلك سيخصم منك الكثير هداك الله وستر شطحاتك المؤسفة
المشكلة يا فتحي الضو إننا ننسي كثيراً
لقد ذكرنا في موضع آخر كيف تمت أحداث شهداء ميدان مصطفي محمود و كيف كان بيان الصادق المهدي ممثلاً للمعارضة حينذاك و موافقة حكومة البشير هي التي إستمدت منهما الحكومة المصرية الضوء الأخضر لإستخدام القوة المفرطة لفض الإعتصام الذي راح ضحيته ٥٦ لاجئ
و لا ننسي كيف تم ترحيل قرابة المئتا لاجئ سوداني عن طريق البر في عام ١٩٩٩ جلهم من جبال النوبة و دارفور و جنوب السودان فوقعوا لقمة سائغة في أيدي الأمن السوداني .
أما النقطة الثانية وهي تخص الخرطوم فلقد كان إبعاد اللاجئين يتم بعد إلقاء القبض علي الشخص و يطلبون منه أن يقول رز و الذي ينطقها رد يتم القبض عليه و لا نريد أن نذكرك كيف تم تسليم المعارضين اللبيين للقذافي الذي جعلهم يجثون علي أربعة و ينبحون كالكلاب قبل قتلهم ألخ ألخ
يا فتحي الضو في ري الشخصي أنك تدافع عن الشخص الخطأ و الذي رفض الوقوف مع هبة سبتمبر فإستشهد المئات
يا فتحي الضو
الصادق المهدي لم يتم طرده من مصر بل لم يسمح له بدخول مصر و هناك فرق شاسع بين الإثنين .
الصادف فريف امن ونحن مسلطن على المعارضه بس مصر عرفت كيف ؟
السيسي .. طلع تيسي
مصر لها رؤيتها وغلبت عليها مصلحة التىمر لتامين هاجس السد واخطات حين قدرت بان نظام الاخوان في السودان يؤتمن او له ذمة او وزن وان الامام امة ورمز النزاهة والوسطية الدينية والقوامة والتسامح والحكمة والحماية.
والرهان على نظام دكتاتوري مستبد ومفسد لحاجة يؤطرها لمر كارثة. وهذه دلالة قاطعة على تشابه الشق السياسي للاستبداد الدكتاتوري ولو سئلت العوب في مصر والسودان لقالوا فليرحل عنا العسكر ومن صدق اننا نتعايش مع الديمقراطية فليسال الوسيلة التى سطى بها الى الحكمن فتباص للاستبداد الدكتاتوري والديمقراطية آتية وباقية ولو طال انتظارها
المملكة المتّحدة تعرف من هو الإمام
التحيّة للألمان ولكلّ من يهمّهم أمر السودان
والتحيّة الطيّبة … مع فائق التقدير وخالص الإحترام
للأستاذ الكاتب البليغ فتحي الضوء وللمفكّر الصادق المهدي الإمام
والتحيّة والتقدير والإحترام لكلّ أصحاب الأقلام الذين تعاطفوا مع الإمام
أمّا الإمام الصادق المهدي … فقال لكلّ حادثةٍ حديث عندما سئل عن المضايقات
وأمّا الشموليّات المصريّة … فقد أبادت الطائفة الأنصاريّة في جزيرة المهدي الإمام
بضربات جوّيّة قادها حسني مبارك بأمر السادات تنفيذاً لوصيّة ناصر قبل الممات
هكذا قالها…حسني مبارك عندما كان ينوّر طلاّب الجامعات في تلك الأيّام
أمّا المساهمة في إعادة هندسة وادي النيل فهي المحريّة في الإمام
كذلك إعادة هندسة هضبة الشرق الأوسط جديرة بالإهتمام
طالما أشركنا فيها الأوروبيّون والأميريكان
إقامتك في لندن هي الأفضل يا إمام
محن…والله محن..
لا بأس !! وعسى ان تكون هذه الحادثة بمثابة إلقاء حجرا فى مياهك الراكدة !! أيها النيل !! الأبيض !! العزيز !!
مصر هي التي أوقفت موقع وصحيفة حريات.
بالطبع ليس دفاعا عن الديمقراطية الوراثية الطائفية الامامية
لكن يا أ. فتحى الضو شكلك قريت فى مصر أو ختمى آخر كيان يجب لنا الخير آخر نظام يجد منا الاحترام هى”الأنظمة المصرية” المتعاقبة فمصر هى جارة السوء اقصد الانظمة الشعب المصرى الشقيق على الراس نبارك لمريم الصادق بنازير بوتو أنديرا غاندى النيلين
متي يتنحى هذا الديناصور عن السياسة
يا له من رجل بائس و هنيئاً للعسكر إن
كان هذا الصادق ما زال يحلم بحكم السودان
كفى يا رجل فالسودان ليس ضيعة ترثها عن جدك
مخطئ
لو قرات تاريخ مصر السياسى الحديث كويس يافتحى الضو تجد أن مصر أبعدت يوما ما الكاتب الفلسطينى مريد البرغوثى لأسباب سياسية .بعدين نظام مصر الحالى نظام غير منتخب مثل نظام البشير بالتالى نظام ما مؤاخذ لانه أصلا غير شرعى ولا يحفل بأى قانون أو دستور .
العصبة و عبدالعاطي لم يتبينوا اسباب هذه المؤامرة المصرية ضد البلاد .
الأمر كله يرجع لنشاطات السيد الصادق الاخيرة ، ودعوته للحركات المسلحه نبذ العنف و الدعوة للحل السلمي ، وهذه الدعوة بالتاكيد تؤدي الى استقرار البلاد
و مصر حريصة على عدم استقرار السودان وعدم توافق تياراته المختلفة ، بمعنى ان دعوة السيد الصادق الاخيرة لا توافق مخططاتها .
ياجماعة انتو عاملين من الصادق بطل وهو ليس كذلك ياريت المصريين يطردوا الميرغنى كمان ويريحونا من الانتهازيين
لا اتخيل استاذ فتحي ان مصر كانت تأوي المعارضين حبا في المعارضة نفسها مهما
اختلفت توجهات النظام في مصر … فلنسأل انفسنا الأسئلة الصعبة . تقريبا كل
الأنظمة التي تعاقبت على مصر ( منذ الفراعنة ) لم تكن انظمة ديمقراطية ( إلا
قليلا وتحت الاحتلال الانجليزي ) . وهذه انظمة لها توجهات سياسية محددة لا يمكن
ان تلعب فيها . فهي عندما تستضيف احد لا بد ان يكون الشخص المستضاف يتبه
هواها تماما او انها ( تقدم له السبت لتجد عنده الأحد حتى ولو الى حين ) .
اما اذا فكرنا بأن هنالك كرم مصري او قوانين مصرية تحمي الحريات فنكون من
الغافلين كما ذكرت …
بيني وبينك ..
الحمد لله الطردوهو …
إن شاء يطردوا اي معارض موجود في مصر علشان يسيبو الإحتماء بدولة تحتل
اراضينا وبإعلام مصري يصر على تتفيه السودانية وتسفيههم .
نتمنى ان يقفلوا الباب امام ال 2 مليون الذين يصومون رمضان في القاهرة
والذين يدعمون بفعلتهم تلك اقتصاد دولة محتلة لأراضينا
لا اتوقع ابدا خير من اي حكومة مصرية مهما تغيرت سحنتها . يجب التعامل معهم
بكل حذر وإبقاء مسافة جيدة بيننا وبينهم لكي لا تتكرر علينا غفلة الصادق .
مصر لها الحق برفض أو إستقبال من تشاء. طلب مصر له بعدم حضور إجتماع أو غيره بصفتها البلد المستضيفة يخضع لقوانين وسيادة ذلك البلد. إذا طلبت بريطانيا من السيد المهدي ألا ينظم مسيرة أو أن يسافر لبلد معين فهذا من حق تلك البلد وما ترآه مناسبا مع سياستها الداخلية و الخارجية. اللاجئ أو المقيم يخضع لقوانين الدولة المانحة. وكل الناس متساويين في نظر القانون في تلك الدول. فلندع الألقاب والتعظيمات كأنهم ليسوا بشرا يمشون على الأرض..
مع احترامي جدا جدا للاستاذ فتحي الضو واسهاماته الفذة ضد النظام القمعي،، الا انني استغرب لساسة السودان ومثقفيه الذين يعولون على مصر في اي تغيير ايجابي لصالح السودان في كافة الازمنة وخلال كافة الانظمة،، فيك يا مصر اسباب ازاي ،، الافضل للسيد الصادق البقاء في بريطانيا على الاقل سيجد المساندة الحقيقية والواقعية سواء من الحكومة البريطانية او منظمات المجتمع المدني البريطاني،، مصر نفسها استاذ فتحي في مستنقع ديكتاتوري لا يقل عن مستنقع السودان وفاقد الشيء لايعطيه،،
اقتباس ( وآخرهم باسم جاد الذي أصطحبه الفريق صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات قبل نحو أسبوعين وسلمه القاهرة. وفي محادثاته أبدى قوش تذمراً وتبرماً وضيقاً من وجود السيد الصادق بين ظهرانيهم، وبالتالي فهِم المضيفون الرسالة لا سيما، وهم يطمحون في مزيد من الرؤوس المتساقطة! ) انتهى الاقتباس
شكراً استاذ فتحى على هذه القراءة الحصيفة والتحليل العميق بأدلة ظاهرة وجليلة وقرائن مثبته .. يديك العافية ..
اقتباس((
المبدأ الأول يقول إن مصر لم تقم مطلقاً منذ عصر الفراعنة وحتى تاريخه بطرد أي معارض لحكومته آوى إليها طوعاً، أياً كانت جنسيته أو لونه السياسي أو معتقده الديني أو أيٍ من التمايزات التي يتصف بها بني البشر. أما المبدأ الثاني فهو أن مصر لم تبادر في تاريخها الممتد عبر كل الحقب بتسليم معارض من الذين لجأوا إليها هرباً من بطش حكومته))
يا راجل.. المصريين يقتلون أبناء جلدتهم
من المعارضين..وبالتصفيات..والتعذيب..قال ثوابت قال..ماذا قدم المهدى للسودان حتي ندافع عنه.
أسال نفسي دائما هل الصادق الصديق معارض حقيقي لنظام ما يسمى بالإنقاذ؟ هل الصادق له المقدرة على تحريك حراك قادر غلى تسبيب الأزعاج فقط لحكومة قصر غردون؟ هل يستطيع الصادق حكم السودان لو قدر له الوصول للسلطة مرة ثالثة؟ والأهم من هذا هل الصادق الصديق له من الشغبية التي توصله للسلطة لو جرت انتخابات حسبما يتوهم هو حرة ونزيهة؟
الصادق الصديق كان رئيس البلاد الشرعي ولكنه تنازل عن تلك الشرعية لا بسكوته على الانقلاب فحسب بل أيضا بنزوله لانتخابات كان هو قبل غيره يعلم انها انتخابات محسومة النتيجة.
الصادق الصديق يعتمد في شعيته على قواعده في دارفور وهو مازال يزعم بانه حالما قامت انتخابات فسوف يكسبها! ولكن التركيبة السكانية في دارفور اليوم اختلفت كلية عن العام 1985 فمعسكرات النزوح اوجدت في مناطق مختلفة عما كانت عليه مما يعني عمليا انه يصغب التكهن بما يجري بها حال خوض انتخابات جديدة. هذا بالإضافة الناخبون اليوم هم ليس جيل الاجداد. الصادق لم يفه بحرف واحد في صالح المواطن الدارفوري تضامنا معه الجيل لجديد يدرك جيدا من وقف معه ومن تخازل.
استاذنا فتحى الضو كلامك عن ريادة مصر ومواقفها السيادية صفر كبير فهم قوم يسلمون (….) اذا اقتضت مصلحتهم ذلك وهذا أمر مفروغ منه تعلمه كل الجنسيات . رجاءا خليك فى تعرية نظامنا ولاتحدثنا عن مصر ثانية لان ذلك سيخصم منك الكثير هداك الله وستر شطحاتك المؤسفة
المشكلة يا فتحي الضو إننا ننسي كثيراً
لقد ذكرنا في موضع آخر كيف تمت أحداث شهداء ميدان مصطفي محمود و كيف كان بيان الصادق المهدي ممثلاً للمعارضة حينذاك و موافقة حكومة البشير هي التي إستمدت منهما الحكومة المصرية الضوء الأخضر لإستخدام القوة المفرطة لفض الإعتصام الذي راح ضحيته ٥٦ لاجئ
و لا ننسي كيف تم ترحيل قرابة المئتا لاجئ سوداني عن طريق البر في عام ١٩٩٩ جلهم من جبال النوبة و دارفور و جنوب السودان فوقعوا لقمة سائغة في أيدي الأمن السوداني .
أما النقطة الثانية وهي تخص الخرطوم فلقد كان إبعاد اللاجئين يتم بعد إلقاء القبض علي الشخص و يطلبون منه أن يقول رز و الذي ينطقها رد يتم القبض عليه و لا نريد أن نذكرك كيف تم تسليم المعارضين اللبيين للقذافي الذي جعلهم يجثون علي أربعة و ينبحون كالكلاب قبل قتلهم ألخ ألخ
يا فتحي الضو في ري الشخصي أنك تدافع عن الشخص الخطأ و الذي رفض الوقوف مع هبة سبتمبر فإستشهد المئات
يا فتحي الضو
الصادق المهدي لم يتم طرده من مصر بل لم يسمح له بدخول مصر و هناك فرق شاسع بين الإثنين .
الصادف فريف امن ونحن مسلطن على المعارضه بس مصر عرفت كيف ؟
السيسي .. طلع تيسي
مصر لها رؤيتها وغلبت عليها مصلحة التىمر لتامين هاجس السد واخطات حين قدرت بان نظام الاخوان في السودان يؤتمن او له ذمة او وزن وان الامام امة ورمز النزاهة والوسطية الدينية والقوامة والتسامح والحكمة والحماية.
والرهان على نظام دكتاتوري مستبد ومفسد لحاجة يؤطرها لمر كارثة. وهذه دلالة قاطعة على تشابه الشق السياسي للاستبداد الدكتاتوري ولو سئلت العوب في مصر والسودان لقالوا فليرحل عنا العسكر ومن صدق اننا نتعايش مع الديمقراطية فليسال الوسيلة التى سطى بها الى الحكمن فتباص للاستبداد الدكتاتوري والديمقراطية آتية وباقية ولو طال انتظارها
المملكة المتّحدة تعرف من هو الإمام
التحيّة للألمان ولكلّ من يهمّهم أمر السودان
والتحيّة الطيّبة … مع فائق التقدير وخالص الإحترام
للأستاذ الكاتب البليغ فتحي الضوء وللمفكّر الصادق المهدي الإمام
والتحيّة والتقدير والإحترام لكلّ أصحاب الأقلام الذين تعاطفوا مع الإمام
أمّا الإمام الصادق المهدي … فقال لكلّ حادثةٍ حديث عندما سئل عن المضايقات
وأمّا الشموليّات المصريّة … فقد أبادت الطائفة الأنصاريّة في جزيرة المهدي الإمام
بضربات جوّيّة قادها حسني مبارك بأمر السادات تنفيذاً لوصيّة ناصر قبل الممات
هكذا قالها…حسني مبارك عندما كان ينوّر طلاّب الجامعات في تلك الأيّام
أمّا المساهمة في إعادة هندسة وادي النيل فهي المحريّة في الإمام
كذلك إعادة هندسة هضبة الشرق الأوسط جديرة بالإهتمام
طالما أشركنا فيها الأوروبيّون والأميريكان
إقامتك في لندن هي الأفضل يا إمام
محن…والله محن..
لا بأس !! وعسى ان تكون هذه الحادثة بمثابة إلقاء حجرا فى مياهك الراكدة !! أيها النيل !! الأبيض !! العزيز !!
مصر هي التي أوقفت موقع وصحيفة حريات.
بالطبع ليس دفاعا عن الديمقراطية الوراثية الطائفية الامامية
لكن يا أ. فتحى الضو شكلك قريت فى مصر أو ختمى آخر كيان يجب لنا الخير آخر نظام يجد منا الاحترام هى”الأنظمة المصرية” المتعاقبة فمصر هى جارة السوء اقصد الانظمة الشعب المصرى الشقيق على الراس نبارك لمريم الصادق بنازير بوتو أنديرا غاندى النيلين