مقالات وآراء

استعيروا عقلية ” التحدي والاصرار” من ذلك القيادي!

خطرفات ذاتية

سايمون دينق

يحكى عن القيادي والسياسي الجنوبي البارز ” أ.أ.” اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية، بانه خلال الايام الاولى لظهور مرض الايدز في السودان ١٩٨٦م ، قيل انه قد استفسر الناس حوله عن تفاصيل هذا المرض الجديد…!؟ فاخبروه بانه مرض فيروسي خطير جدا، ويقيم في الاعضاء التناسلية للمصاب، وينتقل من شخص لآخر عن طريق ممارسة الجنس المباشر بين الرجل والمرأة..
فقال: وما هو علاجه؟ قالوا له بانه بلا علاج حتى الآن، ولكن يمكن الوقاية منه عن طريق الامتناع من ممارسة الجنس مع النساء.
يقال بان السيد “أ” بعد سماعه لهذا الرد الصادم، صمت مسافه حتى كاد الناس ان ينسوا أمره، ثم فاجأهم بمقولته الشهيرة: اذن فليكن في معلومية الايدز بانه خير لنا ان نموت جميعا ولن نترك له النساء ابدا… انتهت القصة.

” عقلية التحدي والاصرار” على مواجهة الخصوم دونما خوف من العواقب حتى وان كان الخصم (مرضا) هي فعلا كل ما تحتاجها بلادنا الموبوءة بما هو اسوأ من “الايدز” كي تستقيم امورها ولو على نحو ما..!!، ويمكنني الجزم بان “الفساد” بجميع اشكاله وتوابعه وتجلياته المختلفة، واحد من بين الاوبئة الأكثر خطورة التي تهدد وجود مجتمعنا الجنوبي ضمن خارطة مجتمعات العالم… على سبيل المثال: الصراعات القبلية المميتة التي نعاني ويلاتها اليوم، ما كانت لها ان تكون بهذا السوء لولا السلاح الذي ضل مكانه الطبيعي ليجد طريقه الي ايدي مليشيات القبائل والمجتمعات المحلية بدلا من مخازن الدولة، اذ باتت هذه المليشيات قوة ضاربة موازية للقوات النظامية، وفي بعض المناطق تتفوق على القوات النظامية عتادا وتسلحيا مما سمح لها ان تفعل ما تشاء، من قتل، ونهب، وترويع الآمنين، واي نوع من جرائم لم تخطر على البال ..! دون حسيب ولا رقيب.. لان كل مقومات القوة والردع في يدها … حدث ذلك ويحدث بفعل الفساد.

اصبحت بعض جامعاتنا تخرج اجيالا، افضلهم لا يمكنه صياغة جملة مفهومة مكونة من سطرين فقط ولا اقول جملة صحيحة..! وهنالك من لا يجيد القراءة والكتابة بالمرة رغم من انه حاصل على شهادة جامعية مرموقة … حدث ذلك وسيحدث مرارا وتكرارا بفعل الفساد.

استشرت المحسوبة في اغلب المؤسسات العامة لدرجة ان بعض المؤسسات اصبحت واجهات لقبائل وعشائر بعينها.. يكفي ان تسأل من هو مسؤولها الأول كي تعرف الي اي عشيرة تنتمي تلك المؤسسة او ذاك .. يحدث ذلك وسوف يحدث لاحقا بسبب استشراء الفساد.

اما قصص المال العام .. فيكفي الدليل بان اشهر المعتدين على المال العام (معروفون لدى الجميع) وفي اروقة الشرطة والنيابة والقضاة.. هم الان يتبوأون مناصب مرموقة بعد فسادهم ويتمتعون بحصانات قانونية تحميهم من مساءلة الانس والجن معا.

الخلاصة قولي هي: ليس على الشعب الجنوبي بان يقضى بضربة واحدة على الفساد .. فالأمر غير ممكن شكليا واجرائيا، ولكنه مطالب بان يستعير عقلية “التحدى والاصرار” من ذلك القيادي في مواجهة هذا الوباء.
دعونا نقول بلسان رجل واحد للفساد، انه خير لنا ان نموت جميعا ولن نترك له بلادنا كي ينفرد بها ابدا مهما كانت قوته وجبروته، فالقتال بسيوف العُشر خير من الصمت المخزي.

ألقاكم.

جوبا ـ صحيفة الموقف

تعليق واحد

  1. يبدو ان هذا الكاتب وهذا المقال فى جنوب السودان وليس فى سوداننا لان المتابة رصينة ولا تشبه ما ينشر بالراكوبة كثيرا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..