بين الخليفة والتليفة

يا عمر ، اسمح ليك اقول ليك عمر حافى كدة، بدل ما اقول ليك يا انقلابى مثلا، لو نسيت انك قلبت دولة قانون وسلمتها عصابة، نحن ما نسينا.
قصة ان قلبك على البلد والناس دى ما لايقة عليك شوف ليك مكنة تانية!
قصة تفتكر انك عمر بن الخطاب، تتكلم عن ضرورة محاربة الفساد وانت مجرد زول افاق سطا على البلد ودمرهاونهبها هو ونظامه وباعها وقسمها دى صدقنى راس طفل ما تخشو!
ياخ خت نفسك مكان سيدنا عمر وكت جاتك ام مجدى تستجدى حياة ابنها البرئ الذى قصفت عمره ظلما وعدوانا وتظن انك ستهرب انت ونظامك بجريمتك الشائنة التى لم يسبقك عليها فى التاريخ كله حاكم ولا نظام ظالم. لو كان سيدى عمر مكانك لجلس يستجدى هو عفو تلك الام المحزونة التى ترقد الجنة تحت اقدامها. هل تعى مثل هذا الكلام انت ونظامك ايها القاتل المستبد؟ لقد كشفت تلك السيدة نفاقك ونفاق نظامك المجرم وعرتكم امام العالم، شخص يستولى على الحكم بإسم رفع راية لا اله الا الله ويطبق كل مكائد ابليس.
انت فاكر راية الاسلام دى شنو يا زول؟ يافطات وكواريك ولا ايه؟ البيرفع الراية دى معناها حيتحرى العدالة والقيم السامية فى كل خطوة يخطوها حتى لو كان بيقضى شئونه الخاصة. العدالة والحق ما بيجو من منافق. معنى الكلام دة العاوز يرفع شعار زى دة بيبدأ بنفسه وعندك الخليفة عمر بن الخطاب.
تخيل لو كان سيدنا عمر مكانك وانت تستبيح الوطن الذى سلمه المستعمرون سالما كاملا. توزع مقدراته على اهلك وحزبك وعباد الله ينامون جوعى واطفالهم يموتون من الفقر والمرض ؟ ارايت كيف تصرف الخليفة عمر فى ابل ابنه؟ لمجرد شك ان هذه الابل ستستفيد من نفوذ الخليفة ويعتنى بها الناس لأنها ابل ابن الخليفة صادرها لمصلحة بيت مال المسلمين. هل فعلت الشئ نفسه وانت ترى اخوتك الاعزاء يعيشون عيشة الاباطرة فى بلد لا يجد الناس فيه اللقمة التى تقيم الاود والحبة التى تشفى المرض.
كلامك يؤكد مسألة الصراع الدائر لخلافتك وتشبسك بالمنصب رغم حديثك عن عدم رغبتك فى الترشح مرة اخرى والكلام انت قاعد تقوله من يوم ما جابوك الجماعة للشغلة دى. وكلما قلت الكلام اذددت تشبسا بالحكم! الفساد دة جة من وين؟ من تسلطك وتسلط حزبك على البلد ومقدراتها، من حرب نظامك الشعواء على كل صاحب رأى حر ، كل صحيفة وقفت الى جانب الناس اغلقت ابوباها بالضبة والمفتاح وطاردت صحفييها فى ارزاقها. عمرك فى الدنيا دى كلها سمعت بصحفى يمنع من مزاولة عمله بامر جهاز الأمن! يحدث هذا فقط فى السودان. وعايز كيف ناسك الحرامية ما يسرقو وما في اى رقابة عليهم؟ هل صدقت انهم ملائكة؟ وهم ادنى من البشر كما قال الحاج وراق. هسع قبل ايام مش اديت المصريين قطعة ارض كبيرة لعمل منطقة صناعية. تسمح تورينا الاداك الحق مين تتصرف فى ارض المساكين الفقراء واليتامى والمسحوقين بفضل نهب نظامك للبلد؟ اخوانك ماك سامع بعمايلهم؟ حرمك وداد ما عندك خبرها؟ انت ذاتك وكت سألوك من املاكك مزرعة وخلافه قلت الرزق دة من الله! انت لو خايف بالجد من الله ما بتقول كلام زي دة. تهمبت وتقول الله ادانى! ما نفس الكلام يقوله المتعافى وغيره من اللصوص الكبار: الله ادانا، حتى الزول التبعكم البيسرق فى بلد الرسول داك، برضو ممكن يقول والله الله ادانى، ارفض رزق ساقه الله لى؟
وهب اننا نصدق ان ضميرك صحى بعد ان نام نومة اهل الكهف، هل ستقبل اعادة الحقوق لاهلها؟ هل ستؤدى الامانة التى امر الله بأدائها؟ وكيف ستؤدى حق مجدى والملايين الذين قتلهم نظامك وجلهم ابرياء قتلتهم دون ذنب؟ كيف ستعيد البسمة للام التى جاءتك تستجديك حياة ابنها البرئ الذى لم يرتكب ذنبا او جريرة. كيف ستعيد البسمة لليتامى الذين قصفت عمر ابائهم وسلبتهم حقهم فى الحياة الشريفة وفى الدولة التى ترعاهم وتقف الى جانبهم وتحميهم من غوائل الزمن بقوانينها الرادعة لكل من تسول له نفسه انتهاك حقوقهم.كيف ستعيد حقوق من قصفتهم طائراتك واحرقت بيوتهم وزرعهم وحرثهم؟ كيف ستعيدها للنساء الذين اغتصبهم عسكرك ام انك تصدق ان ذلك شرف لهم وستحاجج به امام الله الذى قال ان لا فرق بين عربى او اعجمى الا بالتقوى؟ ام انك تنظر داخل القلوب فتطبق فورا ميزان التقوى!
والاموال العامة التى بددها نظامك وحولها اتباعك الى البنوك الخارجية وابتنوا بها القصور والضياع فيما اصحاب هذه الحقوق يموتون من الجوع ومن المرض والاهمال.
لو كنت تريد توبة حقا (ما توبة انتخابات او خوف من ربيع العرب ) فإعد الحقوق الى اهلها، جرد نفسك واخوتك من الاموال التى نهبتوها ظلما، وسلم الدولة التى سرقتها بلبل الى اهلها. وسلم نفسك وكل اعضاء حزبك لعدالة سلطة الشعب الجديدة، عسى ان يكفر لكم ذلك يوم لا ظل الا ظله!
[email][email protected][/email]