ان شر الدعاة الوعاظ الذين يقولون ما لا يفعلون

قال تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُون ( وقال تعالى فى الحديث القدسى ( يا عيسى عظ نفسك فأن اتعظت فعظ الناس والا فأستحى منى ) ، ان عدم مطابقة القول للعمل هى من موجبات المقت الالهى ) يقول الاستاذ محمود :- ( ان شر الدعاة الوعاظ الذين يقولون ما لا يفعلون ) ، ولم تطب نفس الاستاذ أن يقول ما لا يفعل كسائر ( الوعاظ ) فقد جاء فى سيرته الذاتية عندما كلف بالدعوة للرسالة الثانية من الاسلام ( ثم نظرت موضوع الدعوة الى الاسلام فاذا أنا لا أعرف عنها بعض ما أحب أن أعرف فأن قولك : ( الاسلام ) كلمة جامعة ، قد أسىء فهم مدلولها الحقيقى ، لان الناس قد الفوا ، منذ زمن بعيد ، أن تنصرف أذهانهم ، عند سماعها ، الى ما عليه الامم الاسلامية اليوم من تأخر منكر وما علموا أن المسلمين اليوم ليسوا على شىء فأنت ، اذا اردت أن تدعو الى الاسلام ، فأن عليك لان ترده الى المعين المصفى الذى منه استقى محمد ، وأبوبكر وعمر والا فأن الدعوة جعجعة لا طائل تحتها ولم تطب نفسى أن أجعجع ، وبينما أنا فى حيرة من أمرى اذ قيض الله ( مسألة فتاة رفاعة ) تلك المسألة التى سجنت فيها عامين ولقد شعرت حين استقر بى المقام فى السجن ، انى قد جئت على قدر من ربى ، فخلوت اليه حتى اذا ما انصرم العامان وخرجت شعرت بأنى أعلم بعض ما أريد ثم لم ألبث ، وأنا فى طريقى الى رفاعة ، ان أحسست بأن على أن أعتكف مدة اخرى ، لاستيفاء ما قد بدأ وكذلك فعلت فهل حبسنى ابتغاء المعرفة ؟؟ لا ولا كرامة وأنما حبسنى العمل العمل لغاية هى أشرف من المعرفة غاية ما المعرفة الا وسيلة اليها تلك الغاية هى نفسى التى فقدتها بين ركام الاوهام والاباطيل فأن على لان ابحث عنها على هدى القران .. أريد ان أجدها ..وأريد ان أنشرها وأريد أن أكون فى سلام معها قبل أن أدعو غيرى ألى الاسلام ذلك أمر لامعدى عنه .. فأن فاقد الشىء لا يعطيه .. فهل تريدون أن تعلموا اين أنا من ذلك الان ؟؟ اذن فأعلموا : انى أشرفت على تلك الغاية ويوشك ان يستقيم لى أمرى على خير ما أحب ) يقول الاستاذ فى انسجام الفكر والقول والعمل فى بنية المسلم ( الرجال ثلاثة رجل يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ثم يتحمل نتيجة فكره وقوله وعمله وهذا هو الرجل الحر ورجل يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ثم لا يتحمل نتيجة فكره وقوله وعمله وهذا هو الرجل الفوضوى ورجل لا يفكر ولا يقول ولا يعمل وهذا هو الرجل العبد ) والاستاذ طبق كلما قاله حين تحمل نتيجة قوله أمام محكمة المهلاوى ( هذه القوانين مخالفة للشريعة ) ابان تجربة تطبيق الشريعة على يد جعفر نميرى اذ قال ( أنا أعلنت رأى مرارا فى قوانين سبتمبر 83 من أنها مخالفة للشريعة ومخالفة للاسلام أكثر من ذلك فأنها شوهت الشريعة وشوهت الاسلام ونفرت عنه كما أنها هددت وحدة البلاد يضاف الى ذلك انها وضعت وأستغلت لارهاب الشعب وسوقه الى الاستكانة عن طريق اذلاله هذا من حيث التنظير واما من حيث التطبيق فأن القضاة الذين ييتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فتيا وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا من ان يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستخدمهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب والتنكيل بالمعارضين السياسيين ولا جل ذلك فأننى غير مستعد للتعاون مع أى محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت أن تكون أداة من ادوات اذلال الشعب ) أما الامام الصادق المهدى فقد اختار الصمت عن قوانين سبتمبر ولم يعارضها صراحة خوفا من بطش النميرى حيث ذكر أن اطلاق سراحهم والجمهوريون بعد اعلان قوانين الشريعة كان فخا من نميرى للايقاع بهم جمعيا عندما يعارضونها ولكنهم اختاروا سلامتهم ووقع محمود محمد طه فى الفخ بمعارضته لها فالاستاذ محمود عندما أيد مايو أيدها بصدق لانه رأى أنها أقل سوءا من بدائلها الطائفية والهوس الدينى وعندما أصبحت أسوأ من بدائلها بعد اعلانها عن نطبيق شرع الله عارضها بصدق كذلك ولنرى مثالا أخر لعدم صدق أحد زعماء السودان وهو الدكتور حسن الترابى فقد صرح لجريدة الوطن الكويتية بتاريخ 30/4/88 حول اعدام الاستاذ بما يلى :- ان ردته أكبر من كل أنواع الردة التى عرفناها فى الملل والنحل السابقة وعندما طبق نميرى الشريعة تصدى لمعارضته لانه رأى عندئذ رجلا دينيا يريد أن يقوم بنبوة غير نبوته هو وأكلته الغيرة فسفر بمعارضته ولقى مصرعه غير ماسوف عليه البتة وعندما واجه الترابى تهمة الردة من خصومه بعد المفاصلة صرح لجريدة العربى الجديد القطرية قائلا :- هذا هراء لا يوجد حكم للمرتد فى الاسلام قرأنا وسنة والانتماء الى الدين أو الخروج عنه مسألة شخصية لا دخل للاخرين فيها فالترابى يؤيد حكم الردة على الاستاذ محمود ثم ينكر وجود حكم للردة فى الاسلام عندما وجهت له التهمة ولا يشعر بهذا التناقض فى تصريحاته وقد صرح الدكنور حسن مكى بالامس أن الترابى كسياسى ليس له ثوابت ولا حدود أما الاستاذ محمود فقد قال لتلاميذه ( أقول لكم لا تكونوا وعاظا ولكن كونوا دعاة وأميز ما يميز الداعية الصدق الصدق الصدق فلا يدعون أحدنا الى أمر لا يمارسه فى نفسه بهذا الصدق تخرجون من دور الوعاظ الى طور الدعاة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد كان محمود مفكرا قامة لا تثريب عليه و لكن قصته مع الصلاة مربكة-ما قصة أن الصلاة رفعت عنه و لم يراه أحد يصلى لا منفردا و لا فى جماعة-ارجو تحرى الصدق؟؟؟

  2. نعم الاسلام هو الدين الذي جاء به جميع المرسلين ولكن الاستاذ في رسالته الثانية لم يقل انه يريد انتقاءالقيم التي تناسب القرن من هذه الرسالات باعتبار ان تلك الرسالات جاءت لعصور غير هذا العصر – خاصة فيما يتعلق بالشرائع التي نزلت بها تلك الرسل ولكنه نسي ان الرسالة الخاتمة قد صححت جميع السابقة او قل نقتها مما ران بها من لوث خاصة في مجال العقيدة والتوحيد والذات الالهية كما نسخت بعض الشرائع واتت بشرع جديد يقوم على مكارم الاخلاق والعبادات التي تدعمها وتدعم عقيدة توحيد الألوهية والربوبية معا. ولكن مشكلة الاستاذ تكمن في محاولته عصرنة الشريعة التي نزلت مع هذه الرسالة الخاتمة وخاصة فيما يتعلق بالروادع الدنيوية لمن يخالفون قواعد مكارم الاخلاق وهي احكام الحدود فبدلا من الكلام في الادلة وربطها بما يقول قام بنسخها مبدئيا لما عجز عن ابطالها بالدليل القرآني ذاته تفسيرا أو تأويلا مما اضطره للقول بآيات الاصول والفروع وبدلا من ان يحكم الفروع على أصولها اضطر الى نسخها رغم ان هذا لا يسمى نسخا لأن الناسخ يأتي على ما قبله وليس العكس السابق ينسخ اللاحق فنسخ الآيات المدنية بالمكية. وربما اضطره هذا الخلط الذي تورط فيه بالنسبة لأحكام المعاملات الى سحبه على احكام العبادات فطوى الصلاة ذات الحركات ورجع بنا الى معنى الصلاة المطلق الذي وردت به الايات المكية قبل أن تشرع صلات الحركات التى علمنا اياها النبي الكريم لاحقا متبعا في كل ذلك طريقة غموصية صوفية لا تصلح تشريعا للعامة ولا تغير من العبادات التي شرعها الخالق مناسبة لعامة الأمة لأن أداءها كما اشرنا من شأنه تأكيد ودعم مكارم الأخلاق في المجتمع والأمة والانسانية جمعائ مما يحفظ بقاءها فب سلام مع افرادها ومع العالم اجمع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..