اصوات شاهقة
الشباب.. محاريث الشرق..!
عثمان شبونة
* الوقت المبعثر لم يمكننا من الإحتفاء مع المجموعة الواعية التي تسمى “شباب شرق السودان”.. فقد جمعهم مؤتمر محفز للآمال في أشد الأقاليم بؤساً، وإهمالاً يحفز هو الآخر على “التمرد”..!
* المجموعة الشبابية جاءت برؤى من صميم “الإعتصام” بمطالبتها بتوحيد ولايات شرق السودان الثلاث، في وقت ينحو البلد “للتفتت” في جهات أخرى..!
* ومن تواضع هذه المجموعة أنها تطمح لتعيين شخصية من المنطقة في منصب نائب رئيس الجمهورية.. في حين أن الشرق ليس كثير عليه منصب الرئيس ذاته..! فإن لأبنائه تاريخاً رائداً “حرباً وسلماً”.. ففي الحرب يشهد الزمن القديم بأن أحرار الشرق أول من ابتكروا ما يتعارف عليه اليوم باسم “حرب العصابات”، وكان ذلك ضد أوغاد الامبراطورية الرومانية.. أما في السلم فتتلخص مزايا الشرقاوي في عبارة عفوية ولكنها بليغة: “أدروب ولوف”..!
* الإلف هو ما يجعل الحفاوة بهؤلاء القوم في جميع الأنحاء ممتدة… وربما هو الذي جعل أهل الشرق ضحية للحكومات التي تمر عليهم “مرور الوقت” دون عناية..!!
* 12% من سكان السودان هم أهل الشرق، بالطبع يغلب عليهم الشباب.. وليست النسبة “فيتو” أمام الحقوق..!!
* الشباب هم محاريث الشرق وبذوره.. فالأهم من المناصب أن يكونوا ساطعين بعزيمة الكفاح من أجل كرامهم الفقراء، والمعتلين بعلل السياسة..!!
* هذا الوعي المتوحد والداعي إلى “التلاحم” نرجو أن تسنده السماء، إذا تعذر على الأرض السند بالفعل الرسمي..!!
* منذ 1994 “بداية تمرد الشرق” وحتى الآن، تأتي أصوات الشرق أقل حدة من غيرها في المطالب.. ولكننا أمام منعطف حي، طالما أن شباب الإقليم تجاوزا ضيق القبلية وامتدت أصواتهم في المنتدى لقضايا السودان، فهم يقترحون فترة انتقالية من ثلاثين شهراً لوضع دستور دولة السودان والاشراف على اجراء الانتخابات قبل نهايتها.. كما دعوا لتنظيم مؤتمر باسم “الملتقى المصيري لشرق السودان”.. عسى أن يفرضوا واقعاً أفضل من هذا، حتى لا يتردد قول شاعرهم في الديار:
تنوء بالأحزان
فاجأها الذعر.. فاستلقت
على قارعة الطريق
دامية العيون..
لا تملك أن تنفذ من دوامة الحريق
وريدها ينزف..
نبض قلبها يهتز تحت خيمة الدخان
في ليلها يرتعش الصخر
يجوس الذعر في خرائب المكان..!
أعوذ بالله
ــــــــــــــ
الشاهد
الأستاذ عثمان إسمح لي بجملة إعتراضية ،،أنت تختم جميع مقالاتك بقول أعوذ بالله ،وأعتقد أن تأثير ومردود هذا القول على القارئ سلبي ،فأنا شخصيا أكون مندمجة في صياغ الموضوع ثم وبدون مقدمات تغلق الباب في وجهي كقارئ مندمج ،،لذا إرأف وترأف بقرائك .فأنت تستطيع أن تصل بنا لمبتغاك دون الحاجة للتعوذ ،