أهم الأخبار والمقالات

الصادق المهدي يدعو إلى إيجاد آلية لتسليم البشير إلى المحكمة الجنائية

يطالب رئيس حزب الأمة القومي في السودان الصادق المهدي بإيجاد آلية لتسليم الرئيس عمر البشير إلى المحكمة الجنائية. وفيما يؤكد أن سقوط النظام السابق كان مفاجئاً في توقيته، يحمّل مسؤولية مجزرة فض اعتصام القيادة العامة إلى جهات رسمية.

ويقول المهدي إن القاعدة وداعش نتاج ردود فعل لسياسات دولية في المنطقة، وإن طريقة محاربتهما الآن فيها كثير من الأخطاء ولا بد من أن تتم بصورة مختلفة ومن زاوية فكرية وليست أمنية.

ويهاجم المهدي السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لانحيازها الواضح إلى إسرائيل، مما عزز الغضب في العالمين الإسلامي والعربي، معتبراً الدعوة إلى التطبيع خيانة للأمة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية. واشترط للتعايش مع إيران باعتبارها جزءاً من المنطقة، أن تمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

عائدة وراجحة

ينطلق المهدي، في إجابته عن سؤال عما إذا كان سقوط نظام عمر البشير متوقعاً أم مفاجئاً، أجاب “كما تعلم، أنني أصدرت في عام 1990 كتاب الديمقراطية عائدة وراجحة، ودائماً ما أقول إن هذا النظام يحمل بذرة نهايته، لكن ما حدث من تغيير كان مفاجئاً لنا، على الرغم من سوء الأحوال الاقتصادية التي ألهبت الشارع في العاصمة والأقاليم وقادت لموكب السادس من أبريل (نيسان)، صحيح كنا معارضين للنظام وعملنا من أجل إسقاطه، إلا أن التوقيت الذي سقط فيه النظام كان مفاجئاً وغير متوقع بتاتاً لأننا كنا نتوقع أن تنفذ اللجنة الأمنية المكونة من قيادات القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات والدعم السريع تعليمات البشير القاضية بفض اعتصام المتظاهرين أمام مبنى القيادة العامة بالقوة، وما حدث أن اللجنة قررت عزله، وهو ما حدث بالفعل”.

لا يشكك المهدي في وجود “جهة مسؤولة” عن فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو (حزيران)، قائلاً “في النهاية، الجهات النظامية هي المسؤولة عن أمن المواطنين وتتحمل ما حدث”. ويلفت إلى أنه كان يعتقد أن المجلس العسكري آنذاك أصبح يطبع علاقاته مع الاعتصام، متوقعاً أن تتوصل اللجنة التي شكلت أخيراً للتحري وتقصى الحقائق بشأن هذه المجزرة إلى الحقيقة المجردة، خصوصاً أن هناك توثيقاً بالفيديو والصورة لوقائع هذا الحدث.

اعترافات وإجراءات

وعن رؤيته في كيفية التعامل مع رموز النظام السابق بشأن ما ارتكبوه من جرائم بحق الوطن والشعب السوداني، يوضح المهدي، “رأيي هو أن عليهم جميعاً أن يقوموا بإجراءات محددة تشمل الاعتراف بخطيئة الانقلاب العسكري عام 1989، والاعتراف بخطيئة النظام الاستبدادي الذي استأثر بالسلطة والثروة، والاعتراف بخطأ تطبيق الإسلام”، مضيفاً “عليهم أن يقبلوا بهذه الاعترافات وأن يقوموا بمراجعات لوضعهم وأن يكونوا مستعدين للمساءلة القانونية وفق قوانين عادلة وليس من أجل الانتقام، تشمل قانون من أين لك هذا، لأن هناك سرقات كثيرة جداً وفساداً فاحشاً، فأموالهم موجودة في بريطانيا وماليزيا ودبي ومناطق مختلفة في العالم، إضافة إلى ما يمتلكونه من قصور وعقارات ضخمة، فالتعامل مع هذه الجرائم والمخالفات سيكون بالقانون وليس الظن، وليس مثل اجتثاث البعث كما حصل في العراق بل وفق خطة رشيدة وبالقانون”.

المحكمة الجنائية

ويعتبر المهدي، لدى تناوله موضوع تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية في لاهاي لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، أن “لا بد من أن نطبع علاقاتنا مع الأسرة الدولية، وهذا يتطلب ألا نتأخر في الانضمام إلى المحكمة الجنائية، ومعلوم أن نظام روما هو نظام قضائي مكمل بمعنى أنه إذا ما كان لديك قضاء نزيه يمكن أن يقوم بمهمة المحاكمة فإن المحكمة الجنائية مستعدة أن تقبل بذلك، وهناك كلام بأن القانون الجنائي السوداني لا يسمح بتسليم مواطن سوداني إلى المحكمة الجنائية، وهذا القانون صنيع النظام السابق لكي يحمي نفسه وهو قانون ظالم، لكن لا بد من أن تكون هناك آلية لتسليم البشير إلى المحكمة الجنائية، وهي بالفعل تختص بمحاكمة المتهمين في جرائم شن الحرب العدوانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية”.

دعم حمدوك

وعن تقييمه مسار الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك يجيب المهدي أن “أمام الحكومة مشاكل كثيرة، لذلك فإن أداءها أقل من المستوى المتوقع، ويرجع ذلك حقيقة إلى وجود تركة ثقيلة، مع ذلك من واجبنا أن ندعمها لأن ما تواجهه من مشاكل موضوعية وليست مفتعلة، وواضح أن المسألة الاقتصادية تواجه صعوبات كبيرة وتحتاج إلى مزيد من الوقت والصبر للعبور إلى ما هو مطلوب”.

ويشير في تعليقه على تعويل الحكومة على المجتمع الدولي للخروج من الأزمة الاقتصادية، إلى أن “المجتمع الدولي لن يتعامل معك بصورة طبيعية إلا في حال رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأن يكون هناك تطبيع مع الأسرة الدولية، وأتوقع أن تكون هناك استجابة في هذا الشأن، خصوصاً أن الأسرة الدولية تعلم ضرورة دعم السلام والاستقرار في السودان، لأنه إذا ما اهتز الاستقرار سيبقى السودان أكثر منطقة جاذبة لحركات الغلو لتجتمع فيه”.

نداء المهتدين

وحول تجاذبات المحاور الإقليمية والدولية وكيفية الموازنة بينها من دون التأثير في مصالح السودان، يُذكّر المهدي بـ”مشروع منتدى الوسطية العالمية باسم نداء المهتدين ويقوم على إنهاء الفتنة بين السنة والشيعة لأنها تسببت في مشاكل كثيرة ولا بد من احتوائها، وإنهاء الحرب في اليمن، وضرورة أن يكون هناك صلح داخل مجلس التعاون الخليجي باعتبار أن النزاع يضر كل الأطراف، خصوصاً إذا ما نقل إلى مسارح خارجية كما يحدث في ليبيا، ولا بد من أن تدرك الدول العربية الغنية إذا كانت تريد مصلحة مشتركة وكسب الرأي العام السوداني أن يتفقوا على مشروع مارشال لدعم الوضع الاقتصادي في السودان، وفي اعتقادنا أنه لن يحصل سلام في المنطقة إذا لم تبرم معاهدة تعايش أمني بين العرب وإيران وتركيا تبنى على عدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

تدخلات إيران

وكيف ينظر المهدي إلى تدخلات إيران في منطقة الخليج وأطماعها في المنطقة؟ يجيب “كثيرون من الناس لا يفهمون المنطق الإيراني، وهناك تيارات إصلاحية في إيران مستعدة للتعاون، كما يوجد في داخل الشيعة العرب في لبنان والعراق مجموعات معتدلة مستعدة للدخول في مصالحة مع أهل السنة، ومن الخطأ اعتبار الشيعة جميعهم كأنهم عملاء لإيران، وكذلك من الخطأ التعامل مع إيران في ظل السياسة الأميركية التي لها أهدافها وهي متجانسة مع السياسة الإسرائيلية، ومن هذا المنطلق أرى ضرورة التعايش مع إيران باعتبارها جزءاً من المنطقة، لكن بشرط أن تمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة”.

القاعدة وداعش

يتابع المهدي “بالنسبة إلى تنظيم القاعدة، فقد اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بأن بلادها هي من صنعته ودعمته بالسلاح والتمويل والتدريب لمحاربة الاتحاد السوفياتي، وتلقائياً رأى القاعدة أنه بعد طرد السوفيات من أرض المسلمين في أفغانستان فإنه من الواجب طرد الأميركيين أيضاً، وبلا شك أن القاعدة بتكوينه له صلة بالسياسة الأميركية في المنطقة، أما في ما يتعلق بتنظيم داعش فإن احتلال العراق بالطريقة التي حصلت أوجدت غبناً عند أهل السنة هناك، وبالتالي رأى فرع القاعدة في أرض الرافدين أنه من الواجب أن ينتصر لأهل السنة في العراق نظراً لسيطرة الشيعة على الوضع برمته، وحقيقة لولا غزو العراق واحتلاله لما كان هناك داعش، ولولا غزو أفغانستان واحتلالها لما وجد القاعدة، فالقاعدة وداعش نتاج ردود فعل لسياسات دولية في المنطقة”.

لكن، هل في الإمكان تلاشي هذا الفكر المتطرف، يوضح المهدي “من الممكن أن يتم ذلك تلقائياً لأن القاعدة وداعش منطلقان من مفهوم إسلامي منكفئ، وقد أصبح لديهما قوة وهدفهما تكوين خلايا للمسلمين، والمدهش أن محاربتهما بالطريقة الجارية الآن خطأ، لأن قضيتهما ليست أمنية فحسب بل فكرية وعقائدية، فهما يصنفان نفسيهما بأنهما من ضحايا الأثر الفكري للصليبية والصهيونية، ما يزيد من قدرتهما على التجنيد، لذلك لا بد من المراجعة والتعامل مع هذا الموضوع بصورة مختلفة ومن زاوية فكرية”.

التطبيع خيانة

ختاماً، يقول المهدي، “السياسة الأميركية منحازة لإسرائيل، ما يعزز الغضب الإسلامي في العالمين الإسلامي والعربي”. ويعتبر أن الدعوة إلى التطبيع في غير محلها من منطلق أن سياسة إسرائيل أغلقت باب أي تصالح، فقد وضع الإسرائيليون قانوناً يجعل إسرائيل دولة اليهود، أي أن المواطنة الإسرائيلية تنطلق من هوية يهودية، وهو ما يحرم عدداً كبيراً من المواطنين العرب من حق المواطنة، ويعيد ما حدث في جنوب أفريقيا، فضلاً عن أن السياسات الإسرائيلية أنهت فكرة قيام دولتين، وبالتالي إن أي حديث عن التطبيع هو خيانة للأمة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية.

ويرى أن لا بد من سلام ينطلق من القبول بتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

اندبندنت عربية

‫4 تعليقات

  1. الصادق المهدي يؤيد تسليم البشير للجنائية الدولية
    المصدر: – موقع “عربي 21” –
    الإثنين، 13 مايو 2019 –
    – قال الصادق: “أعتقد أن تسليمه للجنائية سيكون سهلا.. سيكون جزءا من تطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي ومنحه محاكمة عادلة، وعلينا إصلاح نظامنا القضائي، وهذا يحتاج لوقت طويل”.).
    ٢-
    الصادق المهدي لـ الخليج :
    نرفض تسليم البشير لـ “الجنائية” الدولية –
    -02/03/2009-
    ٣-
    “تسليم البشير”… الصادق المهدي يكشف “الحل الأمثل”
    – العالم العربي- 22 .13.05 –
    يرى زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، أن تسليم “الرئيس المخلوع” عمر البشير للجنائية الدولية سيكون الحل الأمثل.أكد المهدي أنه لدى علمه بخبر عزل البشير ونقله للسجن، شعر بفرحة غامرة، قائلا: “عشت في جحيم لنحو 30 عاما، لذا شعرت بالراحة لدى مشاهدتي لرحيل النظام المتعطش للدماء”.).

  2. الصادق المهدي يدعو الى تسليم
    البشير لمحكمة الجنائية الدولية
    المصدر.- اخبار السودان –
    أكتوبر 14, 2019:
    .(دعا الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي السوداني إلى تسليم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية بما ارتكب من جرائم. وقال إن السودان ينبغي أن يصادق على الانضمام للمحكمة؛ لأن هذا الأمر هو جزء من التطبيع مع الأسرة الدولية. وأضاف أن المحكمة الجنائية جزء من النظام الدولي الحالي، والسودان يجب أن يصادق عليها. وأردف المهدي أن أمر تسليم البشير أو عدم تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية يرتبط باستشارة أصحاب الدم، أي أسر الضحايا؛ لأن هناك من يرى أن هناك جرائم ارتكبها البشير لا تحاكم أمام الجنائية الدولية التي تنظر في أربعة أنواع من الجرائم، وهناك جرائم أخرى ارتكبها البشير، يرى بعض الناس أنه يجب محاكمته عليها في السودان بعد تأكيد استقلال القضاء. ولكنه أكد أن المحاكمات يجب أن تكون عن أهم جرائمه، وهي مسؤوليته الأساسية عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.).

  3. ١-
    وقال المهدي في خطابه بمناسبة الإفطار الرمضاني السنوي بدار حزبه، إن “الحكم القومي مهمته إجراء تسوية في أمر المحكمة الجنائية الدولية يقبلها مجلس الأمن الدولي”.
    ٢-
    الصادق المهدي: الحل الأمثل هو تسليم البشير للجنائية الدولية …
    ٣-
    الصادق المهدي: البشير كان دموياً ويجب تسليمه للجنائية…
    ٤-
    الصادق المهدي يهاجم محاكمة البشير
    أعتبر المهدي أن محاكمة الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير بتهمة حيازة النقد الأجنبي، بداية خاطئة، لأن الاتهام تم بأقل التهم التي ارتكبها البشير، لكنه أكد في الوقت نفسه أن المساءلات الباقية ستأتي لاحقاً، مضيفا أن «البشير ملاحق لدى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية والقائمة تطول، وهذه الملاحقة لا تختفي ولا تتقادم وهي موجودة لأن الجنائية محكمة مستقلة ولأن الذي أقر تلك المسألة هو مجلس الأمن بقرار جماعي.. القرار 1593 وهذا القرار الذي بموجبه تمت الملاحقة، إذن هذه الملاحقة قائمة ومستمرة».

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..