الحكومة الجديدة حكومة المغفلين النافعين- المحللون الجدد

مكاوي عوض مكاوي وزير النفط في التشكيل التكتيكي الجديد، و أنا أسميه تكتيك و ليس إنقلاب، رجل بسيط و مهذب و قليل الكلام .. تزاملنا بمعهد الكليات التكنولوجية حيث كان يعمل أستاذاً في قسم الكهرباء و رئيساً لقسم الكهرباء و كنت أرأس أحد أقسام كلية الدراسات التجارية و كان يجمعنا مجلس الأساتذة. إستغربت جداً عندما تم تعيينه مديراً عاماً للكهرباء لأنه لا يبدوا عليه الميل الي المعافرة و المدافرة التي تتطلبها السياسة أو حتي الاهتمام بالسياسة و إدارة المرافق الكبيرة. أشفقت عليه لعلمي بمصائب السياسة و صراعات مراكز القوي،و علمي بمحدودية إمكانيات مكاوي و لكنه نجح في إدارة الكهرباء كما يقولون و لا ادري ما هي معايير قياس النجاح التي تم تطبيقها في تقييم آدائه، و لكن لأن النجاح وحده لا يكفي فإن صراعات مراكز القوي قذفت به بعيداً و انتصر الرئيس لأسامة عبدالله و غادر مكاوي الكهرباء و كجزء من الترضيات، و ربما لأسباب أخري تمت إعادته للأضواء مديراً عاماً في السكة حديد فسير قطاراً بين عطبرة و الخرطوم فداعب ذلك مشاعر السودانيين و حنينهم الي تلك الايام التي يدخل فيها القطار عطبرة و تسبقه صفارته التي ترتجف لها القلوب، ثم ما لبث أن عاد وزيراً للنفط حتة واحدة. مكاوي و بقية العقد الفريد من وزراء الإنقلاب الأخير هم من المغمورين و الذين يخلوا تاريخهم السياسي من أي صراعات حقيقية كما أنهم يتميزون بضعفهم الفكري، إذ لا يعرف لهم أحد إنتاج فكري أو مساهمات علي مستوي الفكرة او نقد أفكار الآخرين .. ليس منهم من يحمل مشروعاً خاصاً و يريد أن يوظف المنصب و الموارد و الصلاحيات لتنفيذه و المحللون الجدد يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم ليسوا علي تكافؤ مع من سبقوقهم في هذه الوزارات وأنما أوتي بهم ليقوموا بدور المحلل كما في حالة المرأة التي طلقها زوجها ثلاث طلقات بائنة و بذلك لا تحل له حتي تنكح زوجاً غيره، في هذه الحالة يكون دور المحلل ان يتزوج المرأة و يشترط عليه أن لا يمسها في ليلة الدخلة ثم يصبح الصبح فيطلقها ليتزوجها زوجها الأول. لعن الله المحلل و المحلل له. هكذا قال الرسول صلي الله عليه و سلم. تحليل مكاوي و من معه المقصود منه تمكين رموز الانقاذ و مهندسوا الخراب و الدمار من الإنسحاب الهاديء من المراكز التي كانوا يشغلونها و الخروج من دائرة الضوء و التواري عن المشهد حتي ينساهم الناس و تموت الغبينة تجتههم بعامل الزمن بعد أن عاثوا في الارض فساداً، قتلاً و تقتيلاً و تشريداً و اغتصاباً و تقسيماً و بعد مكنوا لأنفسهم من المال و العقار بالخارج ما لم يمكنه احد من قبلهم من العاملين. جيئ بهؤلاء المغمورين لأن لا أحد يستطيع ان يقول فيهم شيئاً لأنهم لا يملكون شيئاً و لا يوجد من له غبينة معهم، ليتسلموا مقاليد الوزارات الي أجل معلوم لدي العصبة الحاكمة، و مجهول لدينا، و مدة بقائهم في الوزارة هي المدة الكافية لكي ينسي فيها الناس علي عثمان و نافع و الجاز و علي محمود و المتعافي و أسامة عبدالله و ابراهيم الطاهر و عمائلهم اللئيمة. بإختصار سحبهم من المسرح حتي تموت الغبينة و تفريغ شحنة الغبن الشعبي أو يتم تخفيفه الي أدني مستوي و إعطاء الشعب فسحة ليعيد النظر في غضبه تجاههم بمايمكنهم من الإفلات من المحاسبة. الإنقاذ سحبت كوادرها الاستراتيجية ووقود معاركها في المستقبل لأنها تعلم علم اليقين أن الفجر قد بدأت خيوطه في الظهور و أن مرحلة الانقاذ قد إنقضت إنهم يخططون الي ما بعد الانقاذ. هذا هو الهدف الاستراتيجي للحركة الاسلامية. المحافظة علي وجودها و صيرورتها بعد ذهاب الانقاذ و الإبقاء علي نفسها لاعباً في المسرح السياسي. الاسلاميون يراهنون علي قصر ذاكرة السودانيين و لهف المعارضون للسلطة و هم يعلمون تماماً أن ثمة أحزاب لا يهتم قادتها كثيراً بشأن البلد بقدر ما يهمهم في المقام الأول شأنهم هم و شأن أحزابهم. الانقاذ تعرف كيف تدير اللعبة مع هذه الأحزاب و أكبر دليل مشاركة هذه الأحزاب الحكومة الآن و في هذا المنحني الخطير في تاريخ السودان فمنهم من يعتقدان إقتلاع الإنقاذ سيأخذ وقتاً كبيراً و من الأجدي أن يضع إحدي رجليه مع الحكومة حتي لا تفوته الغنائم و يدرب أبنائه في دواوينها في السياسة و الأمن و أن يبقي رجله الأخري مع المعارضة. الانقاذ تعلم هذه الثغرة في نفسية و أخلاق الأمة و الإتحادي و هي تلعب عليها و بالمكشوف بالمال و بالمناصب. المعضل الحقيقي الذي نعيشه نحن غمار الشعب السوداني هو أن ” سياسيينا لا يحترموننا” و ليس لديهم أي دافع لتقديم التضحيات من أجل هذا السودان الجريح. لذا نجد التواطؤ يسود المسرح السياسي و التكتيكات الحزبية قصيرة الأجل الهادفة الي تحقيق المصالح الشخصية هي المسيطرة علي الفعل السياسي. اما السودان كأمة و كشعب و كدولة فلا يهم. إن أراد المتنفذون من الحكومة و من شايعها من خونة الأمة و الشعب الصحة و التعليم و الطرق المعبدة و الغذاء الصحي و ممارسة رياضة البولو فأوربا و مصر و أمريكا و ماليزيا موجودة طالما الحسابات معبأة بكل أنواع العملات. لماذا يجهدون انفسهم بمشاريع في التمنية و الزراعة و الصحة و التعليم و الضمان الإجتماعي و العدالة تحتاج الي أنبياء لتحقيقها؟ فقط عليهم المشاركة في الحكم و التخزيل لأنه عندما تذهب الإنقاذ فستكون الإنقاذ هي المسئولة و ليسوا هم و لذا في عرفهم فإن الإنقاذ ” مغفل نافع”. كل واحد عنده زاويته التي ينظر بها للأمر و الوحيد الذي ليس له زاوية و ما داخل في أي زاوية هو السودان. لك الله يا وطني الحبيب فما إبتلاك الله بمثل ما إبتلاك به من عقوق أبنائك و تآمرهم علي عافيتك و كرامتك و عزتك بين الشعوب. عندما يتفكر الانسان في عظماء مثل مانديلا و كيف دفع عمره من اجل وطنه فعوضه الله بسطة في العمر و رفعه درجات فوق القاعدين من بني شعبه و من أبناء الشعوب الأخري بأن جعله رمزاً لكل الشعوب حرها و مستعبدها و ينظر الي الحثالة التي إبتلانا بها الله من المنحرفين و شذاذ الآفاق ممن لا حس لهم و لا شعور و لا ضمير ، تذهب نفسه حسرات. قوم أعزهم الله بالاسلام و أعطاهم المنهج فأهانوا أنفسهم بالإنسياق للشهوات التي هي محفزات الحركة لدي الحيوان. لقد تألمت غاية الألم و انا أري الرئيس يتحدث الي طاقم مستشفي السلام للقلب. دعت إدارة المستشفي الرئيس لزيارتهم و بالمرة ليطلبوا منه سد عجز مقداره 2 مليون دولار في ميزانية المستشفي نتج عن بعض الظروف الطارئة و المستشفي خيري إيطالي يقدم خدماته للمساكين من السودانيين و دول الجوار مجاناً، فوجههم الرئيس بعمل قسم تجاري في المستشفي ثم عرض عليهم أن ينشئوا مستشفاً آخراً تجارياً يستخدم ريعه في دعم المستشفي الخيري. لو رأيتم كيف كان ينظر إليه طاقم المستشفي لشعرتم بالخجل من سطحيتنا و فسادنا و قلة مروءتنا. قال له رئيس الطاقم “شكراً سيدي الرئيس فنحن لا نفكر بطريقتكم.. نحن هنا لتقديم الخدمة مجاناً و لن نحيد عن هذه الفلسفة مهما كانت الظروف” و خرج الرئيس بلا حياء و معه عبدالله البشير و المتعافي و أحمد بلال ووزير الصحة. ليتك دفعتها من حسابك او امرت اخوك بدفعها من حسابه أو تقاسمتموها أنت و اخوك و المتعافي و لكنكم بحق لستم منا و نحن لا نعرفكم. عوداً علي بدء التشكيل الوزاري الجديد تكتيك مرحلي لمخارجة رموز النظام و الحركة الاسلامية بفترة كافية قبل الانتخابات المقبلة و الحكومة الحالية هي حكومة تسيير من الذين لا ديون لهم ليقضوها من عضوية المؤتمر الوطني. إنها حكومة المغفلين النافعين.
و يمكرون و يمكر الله، و الله خير الماكرين. ربنا أصرف عنا العذاب إنا مؤمنون. اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.. آمين.
لا نخوة ولا رجولة لهم ، أطماع ذئاب ، لا يستحقون حكم هذا الوطن ، فقدوا كل عزة السودانيين وشهامتهم ، واصبحوا ذئاب جائعة بنهم لبلع المزيد ، وما حضور عبدالله ، اخو البشير إلا أنهم كانوا متوقعين أن يوافق التيم الألمانى ببناء مستشفى تجارى ، ليقول لهم هذا أخى عبدالله سيعمل معكم على المشروع التجارى الجديد ، ولكن نسو هؤلاء قادمين من ألمانيا …. ونحن نملك من القدرات فى الفهم لا ينقصنا شىء ولكن تقدم الركب ما هو ليس جدير بالمنصب ، ونحن الذين قلنا لكل مقام مقال ولكل اوان رجال ، ولكن لا اظن هذا الركب الميمون رجال او تكسوهم ذرة شهامة سودانية ، والترابى هو سبب كل هذه البلاوى ….
ملخص هذا المقال الجيد
1 المعضل الحقيقي الذي نعيشه نحن غمار الشعب السوداني هو أن ” سياسيينا لا يحترموننا” و ليس لديهم أي دافع لتقديم التضحيات من أجل هذا السودان الجريح. لذا نجد التواطؤ يسود المسرح السياسي و التكتيكات الحزبية قصيرة الأجل الهادفة الي تحقيق المصالح الشخصية هي المسيطرة علي الفعل السياسي. اما السودان كأمة و كشعب و كدولة فلا يهم.
2- عوداً علي بدء التشكيل الوزاري الجديد تكتيك مرحلي لمخارجة رموز النظام و الحركة الاسلامية بفترة كافية قبل الانتخابات المقبلة و الحكومة الحالية هي حكومة تسيير من الذين لا ديون لهم ليقضوها من عضوية المؤتمر الوطني. إنها حكومة المغفلين النافعين.
3- و يمكرون و يمكر الله، و الله خير الماكرين. ربنا أصرف عنا العذاب إنا مؤمنون. اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.. آمين.