مجانين !

*(إن قولك للظالم أن يكون عادلا كقولك
للمجنون أن يكون عاقلا، فالمجنون يعتقد
أنه العاقل الوحيد بين جميع الناس..).
-علي الوردي-
عالم إجتماع عراقي
..الجنون يعطي للمدن زهوها وأناقتها ويجعلها أقل تجهّماً وعبوساً فمدينة بلا مجانين هي مدينة بلا أسئلة، بلا تنوّع، بلا متنفّس وبلا ذاكرة.. هي ببساطة ليست مدينة بل قرية نمل بشري لا يحرّكه عقل ولا حتى غريزة.
لا نخفي إعجابنا الخفي بهذه الفئة التي تقول ما نشتهي قوله وتفعل ما نشتهي فعله ولا تعير اهتماماً أو اعتباراً لقيم غالباً ما تقيّدنا كالخجل والخوف والندم والمراعاة الزائفة للزمان والمكان.
غالباً ما يثير المجانين ضحك الآخرين ويكونون مادة للتفكه ورواية النكات على اعتبار أنّ الضحك هو ردّة فعل بشري إزاء منطق غريب وغير مستأْنس فالحيوانات – بما فيها الأبقار والتماسيح- لا تضحك ولا تبكي ولا تسال عن عقولها.
لقد صنف الناس عبر التاريخ هذه الفئة في خانة السلوكيات اللامسؤولة وسمح لهم دون غيرهم بشيء من التطاول وسلاطة اللسان .
حسدهم بعض الحكماء والشعراء فتخفّوا في زيّ البهاليل والمهرجين والمبروكين من أْصحاب الكرامات الذين غالباً ما ينطقون بالحكمة أو الكلام الملغّز أو الشتيمة فلا يعاقبون عليها.
من المجانين وأْنصافهم من حظي بمجالسة الملوك والسلاطين “ربما لأْنهم لا يطلبون شيئاً” وتذكّرهم التاريخ أكثر من مستضيفيهم وارتبطت أْسماؤهم بحوادث وعبر فْأمسوا واقفين على التخوم بين الحكمة والجنون كاليوناني الذي يحمل مصباحه باحثاً عن الحقيقة في وضح النهار ومهرجي شكسبير وخدم موليير وشخصيات تشيخوف مروراً ببهلول الرشيد الذي قال لمليكه:”هذه قصورهم وتلك قبورهم”.. وصولاً إلى العصور التي استحدثت فيها “العصفوريات” والمشافي المختصة والتي أصبح فيها مفهوم الجنون ملتبساً، هلامياً ومشوشاً.
تخيلوا سجناً دون جرم، دون محاكمة، دون قاض، دون مدة عقوبة واضحة دون عفو خاص أو عام ودون زوّار..! إنه مشفى الأْمراض العقلية.
يا لفظاعة العقل الإنساني حين يستبدّ بعقل آخر يختلف عنه ويجبره على التداوي كي يشفى من تفكيره المختلف ويعود لحظيرة “الصّواب”.. الذي تقرره المجموعة..!
ولكن.. قد يقول القائل “عفواً سارتر، إذا تبنى كل واحد منا مقولتك بتذمر واستعلاء “الجحيم هو الآخرون”، فمن هم الآخرون؟
أليسوا نحن؟ أْليسوا أْولئك الذين سنّوا منظومة الأعراف والأخلاق والقوانين التي تنظّم وتضمن حياة واستمرار الفرد والجماعة؟ أْليس من المجانين من يشكل خطرا علىْ أمن وحياة الناس؟
ما هي حدود الاختلاف والتوافق؟
ما هو مفهوم الجنون، ووفق أي معايير نشخّصه؟ أْلا يشبه الجريمة حين تصنعها المجموعة وينفذها الفرد؟
أْسئلة قد تؤدي بنا حقّاً إلى حافة الجنون ولكن الجواب واضح، أنها القوة بمختلف تجلياتها، هي الوحيدة التي تملك الحجج والبراهين على أحقيّة الذئب في أكل الحمل وزج الطبيب المعالج في عنبر المرضى المجانين كما في رائعة تشيخوف “عنبر رقم6”.
إذا كان الجنون أْقصى درجات الرفض فماذا نسمي أْقصى درجات الانصهار؟
لعل حياتنا هي بحث دؤوب عن التوازن الذي نلتقيه حينما نلتقي بنقيضنْا أو ما نشتهي أْن نكونه وهذا ما يفسر بهجتنا عندما نتجول في مدينة يزيّنها المجانين والمارقون والمشردون مثل باريس ونقتني من أْكشاكها صوراً تذكارية وبطاقات بريدية تمثل هذه الفئة التي تحصل على بعض العناية من بلدية المدينة بفضل مبلغ اقتطعته من تلك الصور نفسها.
صورة مجنون باريسي يستظل بتمثال نابليون تذكرني بذاك المجنون الحكيم الذي جلس في زاوية متدفّئاً بشمس الصباح في مقدونيا حين وقف الإسكندر الأكبر أْمامه مانعاً عنه أْشعة الشمس فدار بينهما الحوار التالي ع الطائر:
– المجنون: أغرب عن وجهي أيها الرجل ودعني استمتع بدفء الشمس.
– الإسكندر: ويحكْ أيها المجنون.. أنا لست مجرد رجل.. أنا الإسكندر الأعظم.
– المجنون: وماذا فعلت حتى تلقّب بالأعظم؟!
– الإسكندر: غزوت نصف بلاد العالم.
– المجنون: وماذا أيضاً؟..
– الإسكندر: وسأْغزو النصف الآخر وأْصبح سيد هذا العالم.
– المجنون: وماذا بعد؟
– الاسكندر: لا شيء.. سوف أعود إلى موطني هنا واستمتع بشمس الصباح الدافئة.
– المجنون: إذن.. أغرب عن وجهي أيها الرجل ودعني استمتع بشمس الصباح الدافئة دون أن أضطر لغزو العالم.
[email][email protected][/email]
حتى المجانين يا نائل لم يسلمو من قلمك الملون، انت الآخر مصاب بجنون الصحوة والكتابة المتنوعة. فالجنون نوعان، نوع سلبي ونوع ايجابي والاثنان يكمنان في العقل، فالاول خلل في جزء من الدماغ، والثاني يعمل دماغه بجنون في الفكر والكتابة ، وكذلك مستخدم في حياتنا اليومية، لما يتصرف احد او يفكر بطريقة مخالفة وغير مألوفة يقولون عنه مجنون. وايضا يقال عن الحب انه جنوني، وهكذا اي شيء يمارسه الانسان بطريقة مختلفة يطلق عليه جنون. فزين حياتك بالجنون يا صديقي. شكرا للراكوبة.
شكرا يا دكتور علي هذا التلوين بفرشاة الكلام ودهن العقل المتفتح كثيرا ما نظلم هؤلاء وفي باطنهم عقلاء ربما هروبا منا نحن جحيمهم الذي لا يطاق تصورة في مظاهرة محاكم مايو حين انطلقوا يهتفون (مكتب شدو نهدو)قال واحد اعقل من العاقلين وهو يضحك وياكل في بقايا فطور (الناس دي جنت كيف تهدوا مكتب اولاد ابو العلا شدو مؤجر )كان احسن تقولوا (مكتب شدو كلمة مرادفه نغني !!!ايهم المجنون هذا ام مظاهره باكملها !!!
” – الاسكندر: لا شيء.. سوف أعود إلى موطني هنا واستمتع بشمس الصباح الدافئة.
– المجنون: إذن.. أغرب عن وجهي أيها الرجل ودعني استمتع بشمس الصباح الدافئة دون أن أضطر لغزو العالم.”
يا دكتور أعتقد أن كلاهما كانا في لحظة غياب عنما يخبأه لهم مكره و نسيا أنهما في حاجة لبعضهم لحظتها لمعرفة علاقة الظل بالشمس و الزمن ….. ” واستمتع بشمس الصباح الدافئة”!
“إمراةً تغطي عين الشمس “…. ياأضان طرينة!!
يا رب دي فطرية و لا…….!!!
اللهم أجعله خير.
جاء ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله في أحاديث صحيحة ثابتة ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ : الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ” متفق عليه ، رواه البخاري (2/144-174) ومسلم برقم 1712 ، وغيرهما .
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)
الله يستر ساكت يا دكتور …… الليلة سمعت في الراديو قالوا التلج قاعد يسيح بمعدل لم يضع له حسبان من قبل، هل يعني كدة أديدني الثرموميتر ؟!……” Lord of the RINGS”!!!!!
“الجن بدواوى كعب الإندراوة”
اللهم أحمينا من كليهما آمين.
طبت حيا وميتا يا سيدي يا رسول الله .لا اظن ان بعض الاثواب (شديدة التمدن )تتسخ لهذا الذكر الطيب .المبادي ترحل مع اصحابها يا سيدي ولا تؤكل متي نشاء .وحظي والله من دبج بهذا النيشان الذي كان يوماعلي صدرالنبي (صلي الله عليه وسلم) ومن كانت شيمته الا ان يكون(قطا) فماذا تنتظر منه غير (المؤا ) والحمد لله الذي اخرج عنك هذا الاذي
.مع ارق التحايا لكل ملاحدة الارض .هع …هع .(وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم )