أخبار السودان

محمد ضياء : نعاني أزمة وطن لا مشكلة حكم عابرة

الخرطوم – حوار- طارق عثمان

حمّل القيادي بتحالف المعارضة والناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في السودان، محمد ضياء الدين النخب السياسية التي تعاقبت على حكم السودان منذ استقلاله مسؤولية الأزمة التي يعاني منها حاليا، داعيا في ذات الوقت الشباب السوداني لتضافر جهوده حتى يتجاوز القيادات الحزبية الكلاسيكية التي أدمنت الفشل بتعايشها مع الأنظمة الديكتاتورية بحسب تعبيره .

وعزا في حواره مع “البيان” تأخر اسقاط النظام الحالي في الخرطوم ،الى الدعم الأميركي الذي تجده الحكومة نظير تنازلاتها التي تقدمها باستمرار لادارة واشنطن ، وعمدت بذلك لاضعاف قوى المعارضة وتحييد بعضها، مؤكدا ان المعارضة لا تريد تغيير الأشخاص وانما تسعى لتغيير البرامج والسياسات وأضاف نقولها صراحة نحن لن نسعى لاستبدال الشيطان بابليس .

وفيما يلي نص الحوار .

اتفق الجميع على وجود أزمة حقيقية في السودان ،ماهي رؤيتكم للخروج منها وأنت واحد من القيادات الشابة ؟

هي أزمة وطن شاملة ، لا أزمة حكم عابرة ،بمعني انها انداحت على كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وحدثت نتيجة فشل النخب السياسية التقليدية في ادارة مرحلة ما بعد الاستقلال منذ عام 1956.

وتفاقمت في ظل النظام الحالي بسياساته الاقصائية والاستعلائية والعدائية للقوى السياسية وللشعب السوداني، فالفشل مركب ومعقد ،ويحتاج الى جهد كبير من كافة أبناء السودان لايجاد معالجة لأزمة بلادنا والتي انعكست على وحدة البلد واستقراره وأمنه.

من المسؤول برأيك عن الفشل الذي ذكرت ؟.

فشل النخب السياسية التقليدية أوصل البلاد الى هذه المرحلة، وهناك دور وطني نضالي لابد وأن تلعبه الأجيال الجديدة وعلى رأسها الشباب ، والأمل الآن يتوقف على قدرتهم في إعادة وحدتها ، باعتباره الشريحة التي تصنع الثورة وترثها، وبتضافر هذه القوى وبتجاوزها للقيادات الحزبية الكلاسيكية التي أدمنت الفشل نظرا لتعايشها مع الأنظمة الديكتاتورية.

وهي التي عطلت قدرة الشباب في الانطلاق نحو دوره الوطني.وشبابنا يتعلم من نظرائهم العرب بإنتفاضتهم التي اطاحت بأنظمة عتيدة ، لذلك يقع علي عاتقهم التحرر والانعتاق من جلباب الطائفية والقوى التقليدية .

هل يمكن تلخيص الأزمة في اطار تلك الــقيادات التقليدية في المعارضة أو الحكومة ؟ .

الأزمة ليست متعلقة بالأشخاص فحسب بل هي مشكلة حكومات وأفراد وبرامج، ونحن لا نطالب باصلاح النظام أو سلوكه فقط بل بتغييره من جذوره، ولا نستطيع فرض رؤية على القوى السياسية من خارج تنظيماتها أو اعادة هيكلتها بابعاد العناصر والنخب التي تربعت لسنين عددا ،فذلك شأن حزبي داخلي .لكن على الشباب الا يرهن ارادته وقدراته لتلك القيادات التي عرقلت تطور البلاد وشردت العباد في المنافي .

البحث عن البديل

عند الحديث عن أي تغيير سواء في الحكومة ،أو قيادات الأحزاب، يطرح السؤال ” ومن البديل..؟ “ماذا تقول؟ .

السؤال يتضمن ماهو منطقي وماهو مطروح في محاولة لاضعاف عملية التغيير، باعتبار انه ليس هناك بديلا يمكن الاعتماد عليه في مرحلة ما بعد التغيير .. فالمنشود ليس تغيير أفراد بل برامج وسياسات، وفي المقابل فان السؤال ليس من يحكم السودان ..؟ وانما كيف يحكم السودان..؟، وهذا ما أجابت عليه القوى السياسية في وثيقة البديل الديمقراطي، ومن المتوقع ان يتم التوقيع على دستور انتقالي .

كيف أجابت القوى السياسية على سؤال كيف يحكم السودان؟.

القوى أجابت من خلال برنامج البديل الديمقراطي الذي يحدد معالم العمل السياسي لاسقاط النظام واقامة بديل وطني مستقل يعبرعن تطلعات الشعب السوداني في إحداث تغيير جذري يقود الي قيام سلطة وطنية انتقالية تحدد فترتها الزمنية ،وتشارك فيها كل القوى الوطنية ،ومنظمات المجتمع المدني.

وتعقد خلالها مؤتمرات متخصصة لمعالجة كافة جوانب الأزمة، ومن ثم ينعقد مؤتمر قومي لوضع دستور دائم للبلاد ،وفي نهاية المرحلة الانتقالية تقام انتخابات حرة ونزيهة ،وعلى ضوئها يأتي الشعب بممثليه في السلطة ونحن لن نسعى لإستبدال الشيطان بأبليس .

أنت تتحدث عن اسقاط النظام الا ترى إن المعارضة فشلت خلال الفترة الماضية في تحريك الشارع ؟ .

نعم تأخرت الإستجابة لدعوات اسقاط النظام، نتيجة لظروف ذاتية للحركة السياسية المعارضة ،ولظروف دولية محيطة بالسودان فرضت على المجتمع الدولي دعم النظام الحاكم في الخرطوم، تقديرا لما قدمه من خدمات كبيرة جدا، وعندما أتحدث عن المجتمع الدولي اقصد الولايات المتحدة الأميركية تحديدا.

والتي في المقابل عملت على اضعاف المعارضة وتحييد قوى رئيسية محسوبة عليها ، بالاضافة الى التعسف الكبير الذي تعامل به النظام في مواجهة المعارضة، ومنعها من العمل السياسي واحتكار السلطة والثروة ومنع الأحزاب من القيام بأي دور سياسي .كل تلك الأسباب أدت الى تأخير الانتفاضة، وفي نهاية الأمر نحن على ثقة بأن الشعب السوداني قادر على احداث التغيير .

دعم النظام

لماذا تدعم الولايات المتحدة نظام الخرطوم وهي تصنفه راعيا للإرهاب أليس في حديثك غرابة ؟.

العلاقة بين الحكومة والادارة الأميركية ظاهرها خلاف ، الا أن باطنها اتفاق كامل ،وعلى كافة الأصعدة، فنظام الخرطوم قدم تنازلات مفتوحة لواشنطن، منذ تسليمه ” كارلوس” وبيعه للاسلاميين .

وفي مقدمتهم مجموعة أسامة بن لادن وغيرهما وتقديم كافة ملفات الاسلاميين المتهمين بالارهاب الدولي ، بل قدم جزءا عزيزا وغاليا من الوطن”الجنوب” لصالح الموقف الأميركي، والحكومة الحالية في نظر الادارة الاميركية هي الأمثل لتنفيذ كل المطلوب.

هل قدمتم رؤية لمعالجة الحرب المشتعلة في عدد من مناطق السودان ؟.

الحرب قامت نتيجة الممارسات الاقصائية والاستعلائية من النظام ضد أبناء الوطن في تلك المناطق، بالاضافة الى قضايا ذات بعد تاريخي تتعلق بعدم التوازن في عملية التنمية ،ما أحدث غبنا لدى أبناء تلك المناطق، وحتى الذين حملوا السلاح لهم مطالب مشروعة، رغم اتفاقنا على أسلوب المطالبة.

والقوى السياسية الوطنية عملت بشكل جاد لإيجاد فرص للحوار مع الجبهة الثورية ،باعتبارها تضم كافة الحركات التي تحمل السلاح ،والكل يعلم ما حدث بعد وثيقة الفجر الجديد ،ورغم تحفظاتنا عليها، الا أنها فتحت الباب لحوار بين القوى السياسية والحركات المسلحة .

وجوه شابة

هل ترى في الأجيال السودانية الشابة من يقود البلاد في المرحلة المقبلة ؟.

الرئيس اوباما اعتلى رئاسة أميركا ولم يتجاوز الخمسين عاما ،بينما قياداتنا التقليدية تخطت السبعين والثمانين عاما، فأغلقت الباب أمام الشباب المتطلع للقيام بدور حقيقي في اتخاذ القرار.

وثورة التواصل والاتصالات خلقت قدرة مذهلة أربكت الصيغ التقليدية حتى في التواصل السياسي والاجتماعي ،ومن يستطيع التعامل مع الحالة الجديدة هم الشباب وحدهم والذين لجأوا الى الـ “فيس بوك”وغيره عندما رفض الآخرون الحوار والنقاش .شباب لا يقل بأي حال عن رصفائه العرب، وسيفعلها يوما كما فعلها جيلان بثورتين من قبل في 64 و1985.

انطلقت المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال هل تلقيتم الدعوة للمشاركة فيها؟.

الملف الآن أصبح خارج الاطار السوداني فالقرار 2046 الصادر من مجلس الأمن فرض على الحكومة والحركة الشعبية الدخول في تفاوض مباشر.

وهذا اعادة لما تم في اتفاقية نيفاشا ،وما يخرج منه سيكون “نيفاشا 2” ، أما الاستئناس بآراء القوى السياسية ،فأنه أمر يحمل تقديرا ساذجا، فالنظام لم يتصل بتحالف المعارضة ،وانما ببعض الرموز وتحديدا حزب الأمة ، والحركة اتصلت بقوى الاجماع الوطني ،وطالبتها بالمشاركة باعتبارها صاحبة مصلحة ،والمطلوب مشاركة واسعة لكل الأحزاب وقوى المجتمع .

هل تتوقع حلا لأزمة جبال النوبة والنيل الأزرق من خلال المفاوضات الجارية؟

الحل الجزئي لا يعبر عن رؤية حقيقية للأزمة ،وما حدث في دارفور مؤشر لما يمكن أن يحدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وحل أزمات السودان كافة ،لا يكمن في وجود تسوية سياسية تحافظ علي وجود النظام، ولكن الحل الجذري يتم باسقاط النظام واقامة بديل ديمقراطي يعالج قضايا الحرب والأزمة السياسية .

رؤية وحل

تطرق ضياء الدين لحل أزمة جبال النوبة والنيل الأزرق وامانية ذلك عبرالمفاوضات فقال ان الحل الجزئي لا يعبر عن رؤية حقيقية للأزمة ،وما حدث في دارفور مؤشر لما يمكن أن يحدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وحل أزمات السودان كافة ،لا يكمن في وجود تسوية سياسية تحافظ علي وجود النظام، ولكن الحل الجذري يكمن في اسقاط النظام واقامة بديل وطني ديمقراطي ومن خلاله تتم معالجة قضايا الحرب والأزمة السياسية .
البيان

تعليق واحد

  1. الاسلامين فعلوا كل هذه الافغال ماذايفعلوا من لادين لهم وهم حزب البعث والوطنى والشويعى والاتحاد الدمقراطى بانواعه واهل امه جره وصرنا فاقدين سقه من كل الاحزاب السياسيه السودانيه الله يكون فى عون السودانين عامه

  2. حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان ……….!!!!!!!!!! ولاية تابعة لمن ؟؟؟؟؟؟!!!!!

    بعد مصايب البعث في العراق وحاليا سوريا……. المطلوب الان من الحزب عابر البحار…. ان ينتقد…. مرارة التجربتين….. ووصايا اليسار على الجماهير ….. ومبدأ ( نفذ ثم ناقش ؟؟؟؟!!!)…….ومسلسلات المؤامرات والاستهداف الخارجي والداخلي…؟؟؟؟!!!! انها تشبه وصاية السلفيين واشباههم على المجتمع…. كل عيونه على خطايا المجتمع …… اما الحاكم…. فعلى استحياء ان فعلوا…. وهذا ما اودى بنا الى ما … وصلت اليه الامة…….!!!!!

    لا وصية من اليسار او اليمين…. ما احلى كلامكم… وانتم في المعارضة…. واما اشده مرارة من الحنظل وانتم في كراسي السلطة…..

    مرحبا بكل قطرة في بحر اغراق ………. الانجاس……..
    مرحبا بكل قطرة في بحر اغراق ………. الانجاس……..
    مرحبا بكل قطرة في بحر اغراق ………. الانجاس……..
    مرحبا بكل قطرة في بحر اغراق ………. الانجاس……..

    اللهم عليك بالارجاس……….. واولهم الرقاص….. اقطعهم ……..تك……..
    اللهم عليك بالارجاس……….. واولهم الرقاص….. اقطعهم ……..تك……..
    اللهم عليك بالارجاس……….. واولهم الرقاص….. اقطعهم ……..تك……..
    اللهم عليك بالارجاس……….. واولهم الرقاص….. اقطعهم ……..تك……..
    اللهم عليك بالارجاس……….. واولهم الرقاص….. اقطعهم ……..تك……..

  3. يا اخوي الله يهديك حزب البعث وري الثري وشبع موت تم واْده تماما في العراق ويتم دفنه في سوريا

    ولامكان له في اي دوله عربيه اما في بلدنا السودان فلا زال بعض الساسه يعيشون في وهم الفكر البعثي والفكر الناصري البائد وكلها شعارات لا تسمن ولاتغني من جوع

    ارجو ان يلتزم ساستنا بالقوميه السودانيه اولا واخيرا ودعونا من الافكار المستورده وخير مثال لها هو الفكر الاخواني البغيض المستورد من مصر الذي ادي بنا الي التهلكه ودمر السودان واهله

  4. والله لو زول بعثى حقو يخجل من نفسو هو ما شايف لونه عشان يقول انا عربى وصدام حسين كان نموذج بشع للدكتاتورية ونهايته كانت مخزية وهو خارج من حفرة بعدين حزب البعث فى السودان فردة جناح جهاز الامن التانى هم قايلين الناس دى طيور وما عارفينهم والله دارسنكموحافظنكم حفظ شدييييييييييييد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..