المويلح.. سوق “ماشية” إلى التصدير

الخرطوم ? يُعتبر سوق (المويلح) الذي يقع جنوب غرب أم درمان في مساحة تبلغ (35 فدانا) أكبر الأسواق التي تعمل في مجال الصادر والوارد من الماشية. أسس السوق في العهد المايوي (1981م)، ومذاك وإلى اليوم ظل يشهد حراكاً تجارياً كبيراً، فمعظم المجموعات الرعوية والتجار يأتون بماشيتهم إليه يبيعون ويشترون ويصدرون.

(1)

ويضم السوق أعدادًا كبيرة من تجار الماشية من داخل وخارج السودان إذ أن الكثير من الدول العربية تعتمد عليه خاصة (مصر) التي تحتاج لمليون رأس من الماشية سنويا للاستهلاك المحلي.

ورغم أن السودان يمتلك من الثروة الحيوانية ما يضعه في المرتبة السابعة عالمياً ولا تفصله عن مصر إلاّ بضع كيلومترات وشحنات الماشية عبر ميناء بورتسودان إلى مصر لا تستغرق إلا يوماً واحداً فقط، إلا أن الاخيرة لا زالت تستورد نصف احتياجاتها من دول أمريكا اللاتينية التي يستغرق وصول شحنة الماشية منها إلى مصر حوالى 20 يوما.

(2)

لذلك ربما تتطلب استراتيجية التصدير المقبلة وضع حلول جذرية لتكون الخرطوم المورد الرئيس للحوم إلى القاهرة، لذلك اتجهت الكثير من الشركات إلى الاستثمار في هذا المجال، وهذا ما تحدث عنه لـ(أرزاق) “محمد فرح إدريس” مدير شركة الاتجاهات المتعددة قائلاً: السودان من الدول المصدرة للحوم بكميات مقدرة والشركة عملت من خلال تربية الأبقار على حل إشكاليات التسويق والجودة والتثقيف، واعتبر فرح استراتيجية تأمين غذاء شعبي وادي النيل سيعتمد على اللحوم ومنتجاتها من خلال توظيف الموارد الطبيعية الموجودة، لكن فرح لم يشر إلى المهددات التي تواجه التجارة المشتركة بين البلدين في هذا المجال إذ حصرها في عدم استقرار سعر الصرف، لافتا إلى أن الاتفاقيات مع مصر تعتمد على العلاقات في مجال “البيزنس” ما يعني أنه لن يكون للسياسة تأثير كبير.

(3)

نهار (السبت) الماضي شهدت صحراء غرب أم درمان فعالية ضخمة واحتفالا كبيرا حضره وزير الثروة الحيوانية فيصل حسن إبراهيم لتدشين توقيع اتفاق بين شركة الاتجاهات والشركة القابضة المصرية يستهدف تصدير (300) ألف رأس سنويا إلى مصر بمبلغ مليار دولار سنويا. وفي السياق وصف فيصل حسن إبراهيم وزير الثروة الحيوانية الاتفاق بأنه يمثل بداية ونقلة في اتجاه تطوير قطاع الثروة الحيوانية، منوهاً إلى أن مزارع شركة الاتجاهات توفر رعاية متكاملة للعجول قبل التصدير، بينما يقول فرح إن الشركة تستهدف تصدير (700) ألف رأس إلى مصر في المراحل المقبلة.. ما يقوله الرجل يبدو متسقا مع حديث لجمال ظاظا وكيل وزارة الزراعة واستطلاح الأراضي الذي يقول إن بلاده قررت سد العجز في مجال اللحوم والبالغ (40%) من السودان.
اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..